نبيٌّ يُحرم الحريرَ والذهبَ على الرجال!

نبيٌّ يُحرم الحريرَوالذهبَ على الرجال!

تساءلوا : لماذا رسولُ الإسلامِ يحرم الحريرَ والذهبَعلى الرجالِ.... ؟!
واستندوافي ذلك على ثلاثةِ أحاديث:
1- صحيح البخاري كِتَاب(اللِّبَاسِ) بَاب (خَوَاتِيمِ الذَّهَبِ) برقم 5414 عنُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- يَقُولُ : نَهَانَاالنَّبِيُّ r عَنْ سَبْعٍ نَهَانَا عَنْ خَاتَمِ الذَّهَبِ أَوْ قَالَ: حَلْقَةِ الذَّهَبِوَعَنْ الْحَرِيرِ وَالْإِسْتَبْرَقِ وَالدِّيبَاجِ وَالْمِيثَرَةِ الْحَمْرَاءِ وَالْقَسِّيِّوَآنِيَةِ الْفِضَّةِ وَأَمَرَنَا بِسَبْعٍ بِعِيَادَةِ الْمَرِيضِ وَاتِّبَاعِ الْجَنَائِزِوَتَشْمِيتِ الْعَاطِسِ وَرَدِّ السَّلَامِ وَإِجَابَةِ الدَّاعِي وَإِبْرَارِ الْمُقْسِمِوَنَصْرِ الْمَظْلُوم.
2- الحديث الذي رواه أحمدُ وأبو داود والنسائي وصححه الألبانيفي مشكاةِ المصابيحِ برقم 4394 عن عليٍ t أن النبيَ r أخذ حريرًا فجعله في يمينه وأخذ ذهبًا فجعله في شماله ثم قال : " إنهذين حرامٌ على ذكورِ أمتي " .
3- سنن الترمذي كِتَاب (اللِّبَاسِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ r) بَاب (مَا جَاءَفِي الْحَرِيرِ وَالذَّهَبِ) برقم 1642حَدَّثَنَا إِسْحَقُ بْنُ مَنْصُورٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُعُمَرَ عَنْ نَافِعٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ r قَالَ:" حُرِّمَ لِبَاسُ الْحَرِيرِ وَالذَّهَبِ عَلَى ذُكُورِ أُمَّتِيوَأُحِلَّ لِإِنَاثِهِمْ". قَالَ أَبُو عِيسَى :هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.

· الرد على الشبهة

أولاً: إن محمدًاr جاء بشريعةٍتهتم بتمام الكمال للجنسين والفصل بينهما ...تدلل على ذلك أدلة منها:
1- صحيح البخاريبرقم 5435 عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - قَالَ : لَعَنَ رَسُولُاللَّهِ r الْمُتَشَبِّهِينَ مِنْ الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ وَالْمُتَشَبِّهَاتِ مِنْالنِّسَاءِ بِالرِّجَالِ .
2- صحيح الجامعبرقم 5103 قالr : " لعن الله المخنثين من الرجال و المترجلات من النساء" .
3- أمر rبإطلاقِ اللحيةِ لعدمِ التشبهِ بالنساءِ ...وذلك في صحيح مسلم برقم381 عَنْ ابْنِ عُمَرَ-رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا-عَنْ النَّبِيِّ r أَنَّهُأَمَرَ بِإِحْفَاءِ الشَّوَارِبِ وَإِعْفَاءِ اللِّحْيَةِ .
4- لما مدح القرآنُأصحابَ النبيِّ r ومن تبعهم وصفهم بأنهم رجالٌ ؛ قال I : ] مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِفَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُواتَبْدِيلاً[ )الأحزاب23) .
وقال I: ] رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌعَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماًتَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ [ (النور37) . ولم يقل Iعنهم: بأنهم ذكور....
5- كان النبيُّ rيوصي أصحابَهy بالخشونةِ ويعظهم بأن النعمةلا تدوم ؛ فخرّج r جيلاً لم تعرف البشريةجيلاً مثله وهو جيل أصحابهy حتى صاروا أفضلالبشر بعد الأنبياء ؛ سادوا العالم بعد تدميرهم إمبراطورتي الفرس والروم ؛ فصّرح بذلك r كما عند البخاري في صحيحه برقم 3378 عَنْ عَبْدِ اللَّهِبنِ مسعودٍ t أَنَّ النَّبِيَّr قَالَ: " خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ،ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ، ثُمَّ يَجِيءُ قَوْمٌ تَسْبِقُ شَهَادَةُ أَحَدِهِمْيَمِينَهُ وَيَمِينُهُ شَهَادَتَهُ ".

ثانيًا : إن الرد على سؤالِهم الذي يقول: لماذا حرم النبيُّ r الحرير و الذهب علىالرجال ؟ ردٌ بسيطٌ أقول فيه: إن محمدًا r لم يحرمهما من تلقاءِنفسه ؛ وإنما حرمهما بوحي من اللهِ I؛
قال I :]إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى [(النجم4) .
المعنى : ما القرآن وما السنة إلا وحي مناللهI إلى نبيِّه r.... وأما عن علةِ تحريمِالحريرِ والذهبِ للرجال هي: أن من طبيعة الرجل الصلابة والقوة ، والإسلامُ يريد أن يربي الرجالَ تربيةً بعيدةً عن مظاهرِ الضعفِ ، وبعيدةً أيضًا عن مظاهرِالترفِ الذي يحاربه الإسلام ويعده مظهرًا من مظاهر الظلم الاجتماعي ، وذلك حتى يكون الرجلالمسلم قادرًا على الكفاح والانتصار في معارك الحياة ، وميادينالقتال أيضًا إذا دعي إلى ذلك.... ولما كان التزين بالذهب وارتداء الحرير يُعدان منمظاهر الترف فقد حرمهما الإسلام على الرجال ؛ ولكنه أباحهما للمرأة مراعاة لمقتضىأنوثتها وما فطرت عليه من حب للزينة...
وقد ذكر الإمامُ الذهبيُّ - رحمه اللهُ - فيكتابِه الكبائر أن لبسالحرير والذهب للرجال من الكبائر.

ثالثًا : إن سؤالاً يطرح نفسه هو :هللبس الرجل للحرير والذهب حرام مطلقًا على الرجالِ في كلِّ الأحوال ؟
قلتُ :إن هناك قاعدة عظيمة تقول :إنالضرورات تبيح المحظورات ؛ وعليها فيجوزلبس الحرير في حالات معينة ، مثل : من به حكة جلدية ، أو جرب ، أو غير ذلك منالأمراضِ الجلديةِ ، أو للمقاتلين عند لقائهم العدو مما يسهل عدم الإمساك بالمقاتلأثناء قتاله... ثبت ذلك في الآتي:
1- صحيح البخاريبرقم 5391 عَنْ أَنَسٍ t قَالَ :رَخَّصَ النَّبِيُّ r لِلزُّبَيْرِوَعَبْدِ الرَّحْمَنِ فِي لُبْسِ الْحَرِيرِ لِحِكَّةٍ بِهِمَا.
2- صحيح سنن ابنِ ماجة للألبانيبرقم 3592 عن أنسٍ t قال :رخص رسولُ اللهِ r لعبدِ الرحمنِبنِ عوف وللزبير بنش العوام في قمص الحرير في السفر من حكة كانت بهما .
وأما عنالذهبِ لو دعت الضرورة للباسه فلا مانع .... مع أن العلم أن الأبحاث العلمية أثبت أنه يضعف الجنسعند الرجلِ .... فلم ينهانا محمدٌ r عن شيءٍ إلا وفيه ضرر لنا r ... ثبت في صحيحمسلم برقم 3897 عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللَّهُعَنْهُمَا- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ r رَأَى خَاتَمًامِنْ ذَهَبٍ فِي يَدِ رَجُلٍ فَنَزَعَهُ فَطَرَحَهُ وَقَالَ :" يَعْمِدُ أَحَدُكُمْإِلَى جَمْرَةٍ مِنْ نَارٍ فَيَجْعَلُهَا فِي يَدِهِ " فَقِيلَ لِلرَّجُلِ بَعْدَمَا ذَهَبَ رَسُولُ اللَّهِ r: خُذْ خَاتِمَكَ انْتَفِعْبِهِ قَالَ: لَا وَاللَّهِ لَا آخُذُهُ أَبَدًا وَقَدْ طَرَحَهُ رَسُولُ اللَّهِ r .
نلاحظ قمة الامتثال من الصحابة yلأمرِ النبيِّ r ، ومحبتهم له ، وأنهميوقنون أن في أوامره الخير الكثير .....
قال النوويُّ - رحمه اللهُ- في شرحِه :وَأَمَّا قَوْل صَاحِب هَذَا الْخَاتَم حِين قَالُوا لَهُ : خُذْهُ لَا آخُذهُ ، وَقَدْطَرَحَهُ رَسُول اللَّه r ، فَفِيهِ الْمُبَالَغَة فِي اِمْتِثَال أَمْر رَسُولاللَّه r ، وَاجْتِنَاب نَهْيه ، وَعَدَم التَّرَخُّص فِيهِبِالتَّأْوِيلَاتِ الضَّعِيفَة . ثُمَّ إِنَّ هَذَا الرَّجُل إِنَّمَا تَرَكَ الْخَاتَمعَلَى سَبِيل الْإِبَاحَة لِمَنْ أَرَادَ أَخْذه مِنْ الْفُقَرَاء وَغَيْرهمْ ، وَحِينَئِذٍيَجُوز أَخْذه لِمَنْ شَاءَ ، فَإِذَا أَخَذَهُ جَازَ تَصَرُّفه فِيهِ . وَلَوْ كَانَصَاحِبه أَخَذَهُ لَمْ يَحْرُم عَلَيْهِ الْأَخْذ وَالتَّصَرُّف فِيهِ بِالْبَيْعِوَغَيْره ، وَلَكِنْ تَوَرَّعَ عَنْ أَخْذه وَأَرَادَ الصَّدَقَة بِهِ عَلَى مَنْ يَحْتَاجإِلَيْهِ ؛ لِأَنَّ النَّبِيّ r لَمْ يَنْهَهُ عَنْ التَّصَرُّففِيهِ بِكُلِّ وَجْه ، وَإِنَّمَا نَهَاهُ عَنْ لُبْسه ، وَبَقِيَ مَا سِوَاهُ مِنْتَصَرُّفه عَلَى الْإِبَاحَة . أهـ

ثالثًا : إنني أعجبُ كلَّ العَجَبِ من المعترضين هم ينكرون على نبيٍّ مكرم بأنه يأمر أتباعه منالرجال بعدم لبسِ الحريرِ والذهب للتخشن بدل من ( النعومة )....
وأتساءلعدة أسئلة:
1- هل انتكست فطرتهم كي يعتبرون كمال الرجولةوالتخشن نقص ؟!
2- هل عندهم في كتابهم المقدس تعاليم مثلما في هذا الحديثِ حتى يكونوا رجالاً ؟!
3- هل سألواأنفسهم ما هو شعور الفقير الذي هو معهم في العملِ أو من جيرانِهم لما ينظرون إلى أيديهم وهي ملآنة بالخواتمالذهبية .... والسلاسل على الرقبةِ.... فهل هذا من الخلق الكريم ؟!