رد شبهة: نبيٌّ يقول: المرأة شؤم !
الخميس ديسمبر 21, 2017 12:07 am
رد شبهة: نبيٌّ يقول: المرأة شؤم !
ادعوا أن النبيَّ محمدًا r حكم على المرأةِ بأنها شؤم، وهذا لا يليق بوصف حال المرأة....!
تعلقوا على ذلك بما جاء في الصحيحين :
1-صحيح البخاري كتاب (النكاح) باب (ما يتقى من شؤم المرأة) برقم 4704 عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: ذَكَرُوا الشُّؤْمَ عِنْدَ النَّبِيِّ r فَقَالَ النَّبِيُّ r : " إِنْ كَانَ الشُّؤْمُ فِي شَيْءٍ فَفِي الدَّارِ وَالْمَرْأَةِ وَالْفَرَسِ ".
2-صحيح مسلم كتاب (السلام ) باب (الطِّيَرَةِ وَالْفَأْلِ وَمَا يَكُونُ فِيهِ مِنْ الشُّؤْمِ) برقم 4130 عَنْ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ r قَالَ: " إِنْ كَانَ الشُّؤْمُ فِي شَيْءٍ فَفِي الْفَرَسِ وَالْمَسْكَنِ وَالْمَرْأَةِ ".
الرد على الشبهة
أولًا: إنّ النبي محمدا علم المسلمين بأن لا يؤمنوا بالتشاؤم ونهاهم عنه ، وجعلهم يعتقدون بأن هذا الكونَ لا يتحركُ فيه متحركٌ ولا يسكنُ فيه ساكنٌ من الذرةِ إلى المجرةِ إلا بأمرٍ من اللهِ وبقضائِه ... يقول : قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ( التوبة51 ) .
وقال النبي محمد لابن عباس في وصيته له :" يَا غُلَامُ، إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ :"احْفَظْ اللَّهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظْ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ، إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلْ اللَّهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ، وَاعْلَمْ أَنَّ الْأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ، وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ، رُفِعَتْ الْأَقْلَامُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ".
رواه الترمذي في سننه برقم2440 ،وقال: حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
وقد نهى النبي محمد r عن الطيرةِ (التشاؤم ) الذي يتنافي مع العقيدة الصحيحة وذلك من وجهين:
الأول: أن المتشائم أعتقد بأشياءٍ لا تنفع ولا تضر على الحقيقة.
الثاني: أن التشاؤم يقطع حَسنَّ التوكلِ على الله ، واليقين به .
جاءت أدلةُ النهي عن التشاؤم في مراجع كثيرة منها :
1- صحيح البخاري برقم 5313 عن أبي هُرَيْرَةَ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ r يَقُولُ : " لَا طِيَرَةَ وَخَيْرُهَا الْفَأْلُ " قَالُوا : وَمَا الْفَأْلُ ؟ قَالَ : " الْكَلِمَةُ الصَّالِحَةُ يَسْمَعُهَا أَحَدُكُمْ ".
2-صحيح البخاري برقم 5315 عَنْ أَنَسٍ عَنْ النَّبِيِّ r قَالَ :" لَا عَدْوَى وَلَا طِيَرَةَ وَيُعْجِبُنِي الْفَأْلُ الصَّالِحُ الْكَلِمَةُ الْحَسَنَةُ ".
3- سنن أبي داود برقم 3411 عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ r قَالَ:" الطِّيَرَةُ شِرْكٌ الطِّيَرَةُ شِرْكٌ ثَلَاثًا وَمَا مِنَّا إِلَّا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُذْهِبُهُ بِالتَّوَكُّلِ ".
4-مسند أحمد برقم 6748 عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r :" مَنْ رَدَّتْهُ الطِّيَرَةُ مِنْ حَاجَةٍ فَقَدْ أَشْرَكَ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا كَفَّارَةُ ذَلِكَ قَالَ:" أَنْ يَقُولَ أَحَدُهُمْ اللَّهُمَّ لَا خَيْرَ إِلَّا خَيْرُكَ وَلَا طَيْرَ إِلَّا طَيْرُكَ وَلَا إِلَهَ غَيْرُكَ " .
وفي سننِ أبي داود برقم 3418 عَنْ عُرْوَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ أَحْمَدُ الْقُرَشِيُّ: قَالَ: ذُكِرَتْ الطِّيَرَةُ عِنْدَ النَّبِيِّ r فَقَالَ:" أَحْسَنُهَا الْفَأْلُ وَلَا تَرُدُّ مُسْلِمًا فَإِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ مَا يَكْرَهُ فَلْيَقُلْ : اللَّهُمَّ لَا يَأْتِي بِالْحَسَنَاتِ إِلَّا أَنْتَ وَلَا يَدْفَعُ السَّيِّئَاتِ إِلَّا أَنْتَ وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِكَ ".
إذًا: نهي النبيُّ محمدٌ عن التشاؤم، وكان لا يحبه ويحب الكلمة الحسنة التي تبعث على التفاؤل... وبيّن أن الذي يرده التشاؤم عن حاجته فقد أشرك بالله شركًا أصغرَ يستوجب الاستغفار الذي ورد في الأحاديث.....
ثانيًا: بعد أن بيّنتُ أن التشاؤمَ منهي عنه حقِ المسلمِ ، وهو شرك ، ومعصية وجب عليه تركها..
جاء الدور لأبيّنَ معنى الحديثِ –محل الاعتراض-:
قوله r :« إِنْ كَانَ الشُّؤْمُ في شيء ففي الدَّارِ وَالْمَرْأَةِ وَالْفَرَسِ ».
يُفهم فهمًا صحيحًا من وجهين ثم أجمع بينهما:
الوجه الأول: أن النبيَّ محمدًا r أخبر في الحديثِ عن حالِ أهلِِ الجاهليةِ أنهم قالوا: " الشُّؤْمُ في الدَّارِ وَالْمَرْأَةِ وَالْفَرَسِ "؛ فلم يسمع الراوي(أبو هريرة) الحديثَ من أوله؛ أنّ أهلَ الجاهليةِ قالوا: الشؤم في الدَّارِ وَالْمَرْأَةِ وَالْفَرَسِ... وبعدها روى الحديث ظنًا منه أنه كلام النبي r؛ بينما كان النبيُّ r يتحدث عن حال أهل الجاهلية...
وهذا ما صرحت وأصرت عليه به عائشةُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا – في موضعين :
1- مشكل الآثار ( ج2 / ص 276) للإمام الطحاوي : عن أبي الزبير سمع جابرًا يحدث عن النَّبِيِّ ثم ذكر مثله سواء وقد روي عن عائشة إنكارها لذلك وإخبارها أن رسول الله r إنما قال ذلك إخبارًا منه عن أهل الجاهلية أنهم كانوا يقولونه غير أنها ذكرته عنه بالطيرة لا بالشؤم والمعنى فيهما واحد وإذا كان ذلك كذلك كان ما روي عنها مما حفظته عن رسول الله r من إضافته ذلك الكلام إلى أهل الجاهلية أولى مما روي عن غيرها فيه عنه r لحفظها عنه في ذلك ما قصر غيرها عن حفظه عنه فيه فكانت بذلك أولى من غيرها لا سيما وقد روي عن رسول الله r في نفي الطيرة والشؤم كما قد حدثنا أبو أمية ثنا محمد بن سابق ثنا إبراهيم بن طهمان عن أبي الزبير عن جابر قال: قال رسول الله r :" لا غول ولا طيرة ولا شؤم " .
2- مسند أحمدَ برقم 24841 عَنْ أَبِى حَسَّانَ قَالَ : دَخَلَ رَجُلاَنِ مِنْ بني عَامِرٍ عَلَى عَائِشَةَ فَأَخْبَرَاهَا أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ r أَنَّهُ قَالَ : " الطِّيَرَةُ مِنَ الدَّارِ وَالْمَرْأَةِ وَالْفَرَسِ ". فَغَضِبَتْ فَطَارَتْ شِقَّةٌ مِنْهَا في السَّمَاءِ وَشِقَّةٌ في الأَرْضِ ،وَقَالَتْ :وَالَّذِى أَنْزَلَ الْفُرْقَانَ عَلَى مُحَمَّدٍ مَا قَالَهَا رَسُولُ اللَّهِ r قَطُّ إِنَّمَا قَالَ: « كَانَ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ يَتَطَيَّرُونَ مِنْ ذَلِكَ ». صححه الألباني في السلسة الصحيحة برقم 993 .
الوجه الثاني : أن قوله r :" إِنْ كَانَ الشُّؤْمُ فِي شَيْءٍ فَفِي الدَّارِ وَالْمَرْأَةِ وَالْفَرَسِ ".
ملاحظ منه أنَّ ( إِنْ ) الشرطية بمعني ( لو) تفيد بُعد وقوع الفعل بعدها ؛يتضح ذلك من قولِ اللهِ لنبيِّه : r فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءكَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (يونس 94) .
المعني: لو كنت يا رسولَ الله في شكٍ ... وكان جواب النَّبِيِّ r : " لا أشكُ ولا أسأل".
جاء في تفسـير الجلالين : { فَإِن كُنتَ } يا محمد { فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ } من القصـص فرضاً { فَاسْأَلِ الذين يَقْرَءُونَ الكتاب } التوراة { مِن قَبْلِكَ } فإنه ثابت عندهم يخبروك بصدقه قال r :" لا أشك ولا أسأل " { لَقَدْ جَاءكَ الحق مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الممترين } الشاكِّين فيه . اهـ
قلتُ: وبالجمع بين الوجهين؛ فإن النبيَّ r كان يتحدث عن حال أهل الجاهلية ووافقهم مع تعديل منه لم تعلمه عائشة، ولم يسمعه أبو هريرة جيدًا...
فعائشة صدقت لما حلفت بأن النبي ما قال: "الطيرة من الدَّارِ وَالْمَرْأَةِ وَالْفَرَسِ".
وما رواه أبو هريرة كان حديثًا ناقصًا مرفوضًا...
بينما قال النبيُّ r حديثا لم تعرفه عائشة، ولم يسمعه أبو هريرة سماعا حسنا كما تقدم، وبعد إنكار عائشة له صحح المتنَ، وهو قولهr :" إِنْ كَانَ الشُّؤْمُ فِي شَيْءٍ فَفِي الدَّارِ وَالْمَرْأَةِ وَالْفَرَسِ ".
والحديث مبني على النفي لا الإثبات، ومعناه: لو كان هناك شؤمٌ في شيءٍ فإن هذا الشؤم يكون في الدَّارِ وَالْمَرْأَةِ وَالْفَرَسِ.....
والسؤال الذي يطرح نفسه هو: لماذا هؤلاء الثلاثة؟!
الجواب : قاله النوويٌّ في شرحِه لصحيحِ مسلمٍ : وَقَالَ آخَرُونَ : شُؤْم الدَّار ضِيقهَا ، وَسُوء جِيرَانهَا ، وَأَذَاهُمْ . وَشُؤْم الْمَرْأَة عَدَم وِلَادَتهَا ، وَسَلَاطَة لِسَانهَا وَتَعَرُّضهَا لِلرَّيْبِ . وَشُؤْم الْفَرَس : أَنْ لَا يُغْزَى عَلَيْهَا ، وَقِيلَ : حِرَانهَا وَغَلَاء ثَمَنهَا . اهـ
قلتُ :وهو مشاهد في زماننا ويشعر به الجميع؛ فإن البيتَ الذي فيه جار سوء،مثل: تاجر مخدرات، أو راقصة، أو داعرة، أو بلطجي... لا راحة فيه ويجلب على المسلم الشعور بشؤمِ منه لكرهه لما يرى ويسمع من معاصي وأذى تجلب الهلاك...
وإنّ المرأةَ سليطة اللسان، تجلب الهمومَ على زوجِها فتجعله متشائمًا أحيانًا من سوء كلامها، وأما أفعالها الغير سوية قد تجلب سوء الظن والتشاؤم منها...
وأما الفرس: فإن كان بطيئًا، مريضًا، عنيدًا، شرسًا... لا يساعد صاحبه على الجهاد في سبيل الله، أو لا يساعده على عمله واحتياجاته... قد يجلب شؤمًا على صاحبه منه...
ثالثًا: إن المتأمل في الكتابِ المقدس يجده قد وصف لنا حالَ المرأةِ بأنها مصدر الشؤمِ للبشرية؛ فهي أصل كل خطيئةٍ...جاء ذلك في العهدينِ: القديم والجديد :
أولًا: العهدُ الجديد:
جاء في رسالةِ بولس الأولى إلى تيموثاوس أصحاح 2 عدد 14وَآدَمُ لَمْ يُغْوَ، لكِنَّ الْمَرْأَةَ أُغْوِيَتْ فَحَصَلَتْ فِي التَّعَدِّي. 15وَلكِنَّهَا سَتَخْلُصُ بِوِلاَدَةِ الأَوْلاَدِ، إِنْ ثَبَتْنَ فِي الإِيمَانِ وَالْمَحَبَّةِ وَالْقَدَاسَةِ مَعَ التَّعَقُّلِ.
نلاحظ : أنّ آدمَ لم يخطئ، وأنّ حواء هي صاحبة الخطيئة الأصلية؛ مصدر الإغواء والشؤم للبشرية...
ثانيا: العهد القديم:
ذكر لنا أن المرأة سبب الخطيئة الأصلية (الشؤم)، بينما آدم ليس له ذنب إلا أنه سمع منها.... جاء في سفر التكوين أصحاح 3 عدد1وَكَانَتِ الْحَيَّةُ أَحْيَلَ جَمِيعِ حَيَوَانَاتِ الْبَرِّيَّةِ الَّتِي عَمِلَهَا الرَّبُّ الإِلهُ، فَقَالَتْ لِلْمَرْأَةِ: «أَحَقًّا قَالَ اللهُ لاَ تَأْكُلاَ مِنْ كُلِّ شَجَرِ الْجَنَّةِ؟» 2فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ لِلْحَيَّةِ: «مِنْ ثَمَرِ شَجَرِ الْجَنَّةِ نَأْكُلُ، 3وَأَمَّا ثَمَرُ الشَّجَرَةِ الَّتِي فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ فَقَالَ اللهُ: لاَ تَأْكُلاَ مِنْهُ وَلاَ تَمَسَّاهُ لِئَلاَّ تَمُوتَا». 4فَقَالَتِ الْحَيَّةُ لِلْمَرْأَةِ: «لَنْ تَمُوتَا! 5بَلِ اللهُ عَالِمٌ أَنَّهُ يَوْمَ تَأْكُلاَنِ مِنْهُ تَنْفَتِحُ أَعْيُنُكُمَا وَتَكُونَانِ كَاللهِ عَارِفَيْنِ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ». 6فَرَأَتِ الْمَرْأَةُ أَنَّ الشَّجَرَةَ جَيِّدَةٌ لِلأَكْلِ، وَأَنَّهَا بَهِجَةٌ لِلْعُيُونِ، وَأَنَّ الشَّجَرَةَ شَهِيَّةٌ لِلنَّظَرِ. فَأَخَذَتْ مِنْ ثَمَرِهَا وَأَكَلَتْ، وَأَعْطَتْ رَجُلَهَا أَيْضًا مَعَهَا فَأَكَلَ. 7فَانْفَتَحَتْ أَعْيُنُهُمَا وَعَلِمَا أَنَّهُمَا عُرْيَانَانِ. فَخَاطَا أَوْرَاقَ تِينٍ وَصَنَعَا لأَنْفُسِهِمَا مَآزِرَ.
8وَسَمِعَا صَوْتَ الرَّبِّ الإِلهِ مَاشِيًا فِي الْجَنَّةِ عِنْدَ هُبُوبِ رِيحِ النَّهَارِ، فَاخْتَبَأَ آدَمُ وَامْرَأَتُهُ مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ الإِلهِ فِي وَسَطِ شَجَرِ الْجَنَّةِ. 9فَنَادَى الرَّبُّ الإِلهُ آدَمَ وَقَالَ لَهُ: «أَيْنَ أَنْتَ؟». 10فَقَالَ: «سَمِعْتُ صَوْتَكَ فِي الْجَنَّةِ فَخَشِيتُ، لأَنِّي عُرْيَانٌ فَاخْتَبَأْتُ». 11فَقَالَ: «مَنْ أَعْلَمَكَ أَنَّكَ عُرْيَانٌ؟ هَلْ أَكَلْتَ مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتِي أَوْصَيْتُكَ أَنْ لاَ تَأْكُلَ مِنْهَا؟» 12فَقَالَ آدَمُ: «الْمَرْأَةُ الَّتِي جَعَلْتَهَا مَعِي هِيَ أَعْطَتْنِي مِنَ الشَّجَرَةِ فَأَكَلْتُ». 13فَقَالَ الرَّبُّ الإِلهُ لِلْمَرْأَةِ: «مَا هذَا الَّذِي فَعَلْتِ؟» فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ: «الْحَيَّةُ غَرَّتْنِي فَأَكَلْتُ». 14فَقَالَ الرَّبُّ الإِلهُ لِلْحَيَّةِ: «لأَنَّكِ فَعَلْتِ هذَا، مَلْعُونَةٌ أَنْتِ مِنْ جَمِيعِ الْبَهَائِمِ وَمِنْ جَمِيعِ وُحُوشِ الْبَرِّيَّةِ. عَلَى بَطْنِكِ تَسْعَيْنَ وَتُرَابًا تَأْكُلِينَ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكِ. 15وَأَضَعُ عَدَاوَةً بَيْنَكِ وَبَيْنَ الْمَرْأَةِ، وَبَيْنَ نَسْلِكِ وَنَسْلِهَا. هُوَ يَسْحَقُ رَأْسَكِ، وَأَنْتِ تَسْحَقِينَ عَقِبَهُ».
16وَقَالَ لِلْمَرْأَةِ: «تَكْثِيرًا أُكَثِّرُ أَتْعَابَ حَبَلِكِ، بِالْوَجَعِ تَلِدِينَ أَوْلاَدًا. وَإِلَى رَجُلِكِ يَكُونُ اشْتِيَاقُكِ وَهُوَ يَسُودُ عَلَيْكِ».17وَقَالَ لآدَمَ: «لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِقَوْلِ امْرَأَتِكَ وَأَكَلْتَ مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتِي أَوْصَيْتُكَ قَائِلاً: لاَ تَأْكُلْ مِنْهَا، مَلْعُونَةٌ الأَرْضُ بِسَبَبِكَ. بِالتَّعَبِ تَأْكُلُ مِنْهَا كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكَ. 18وَشَوْكًا وَحَسَكًا تُنْبِتُ لَكَ، وَتَأْكُلُ عُشْبَ الْحَقْلِ. 19بِعَرَقِ وَجْهِكَ تَأْكُلُ خُبْزًا حَتَّى تَعُودَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أُخِذْتَ مِنْهَا. لأَنَّكَ تُرَابٌ، وَإِلَى تُرَابٍ تَعُودُ».
20وَدَعَا آدَمُ اسْمَ امْرَأَتِهِ «حَوَّاءَ» لأَنَّهَا أُمُّ كُلِّ حَيٍّ. 21وَصَنَعَ الرَّبُّ الإِلهُ لآدَمَ وَامْرَأَتِهِ أَقْمِصَةً مِنْ جِلْدٍ وَأَلْبَسَهُمَا.
قلتُ: ويظهر من النصوص نصٌ يبيّن لنا أن عقابَ اللهِ لحواء كان على ثلاث عقوبات:
1- الولادة بالوجع.
2- اشتياقها للرجلِ.
3- سيادة الرجل عليها.
وذلك لأن حواء أكلت من الشجرة المحرمة، وخضعت لإغواء الحية، فغوت آدمَ بعدها، فغضب اللهُ عليها...
وعليه فإن هناك ثلاثة أسئلة تطرح نفسها هي:
1- هل ألم الولادة عقاب للمرأة ؟!
أرى غير ذلك فجميع إناث الحيوانات تلد وتتألم أثناء الولادة ، مثلًا: هل ولادة البقرة عقاب لها أم أن هذا من وظائفها الطبيعية، وفطرتها التي فطرها اللهُ عليها !
2- هل اشتياق المرأة للرجل عقاب لها ؟!
أرى أن الرجل يشتاق للمرأة ، فهل هذا عقاب له أيضًا؟!
كما أن الاشتياق من الشوق وهو فطرة فطر اللهُ الناس عليها حتى تتكون الأسر والمجتمعات، وتحصل المودة ، والرحمة ، ويُحفظ النسل، وليس عقابًا، بل هو من الله خير المعطيات..... يقول : وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21) (الروم) .
3- هل النصوص تتفق مع ما جاء به يسوع لِفعلِه (الصلب لرفعِ الإثم َعن البشرية ) كما يعتقد المعترضون ...
أرى أن النصوص تبين للقارئ وأن العقاب قد وقع وانتهى الأمر بعد أن الله تاب عليهما لما صنع لهما أَقْمِصَةً مِنْ جِلْدٍ وَأَلْبَسَهُمَا....!!
وبعد هذه التساؤلات وإبداء رأي، تبقى النقاش حول قول المعترضين بأنّ اللهَ صالحنا بموتِ يسوع على الصليبِ.... وهنا أتساءل عدة أسئلة:
1- لماذا تظل المرأةُ تلد بالأوجاع ، لدرجة أن البعضَ منهن يستخدمن المخدر من شدةِ الألمِ (البنج ) ، في حين أن يسوعَ بزعمِهم رفعَ الإثمَ عن الجميعِ بما فيهم المرأة ؟!
2- لماذا عقاب الاشتياق ما زال موجودًًا عندها ؟!
3- لماذا ما تزال سيادة الرجل على المرأة مستمرة؟!
قلتُ: إنّ المسلمين يعتقدون أن الخطيئة سببها آدم وحواء معًا، وليست حواء هي الشؤم وسبب المعصية كما يتصور المعترضون....
ويعتقدون أيضًا أن الله تاب عليهما، ولست هناك خطيئة أصلية تحتاج إلى تجسد الله في إنسان ثم يضرب، ويهان، ويقتل مصلوبا ملعونًا....
كتبه/ أكرم حسن مرسي
باحث في مقارنة الأديان
964
ادعوا أن النبيَّ محمدًا r حكم على المرأةِ بأنها شؤم، وهذا لا يليق بوصف حال المرأة....!
تعلقوا على ذلك بما جاء في الصحيحين :
1-صحيح البخاري كتاب (النكاح) باب (ما يتقى من شؤم المرأة) برقم 4704 عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: ذَكَرُوا الشُّؤْمَ عِنْدَ النَّبِيِّ r فَقَالَ النَّبِيُّ r : " إِنْ كَانَ الشُّؤْمُ فِي شَيْءٍ فَفِي الدَّارِ وَالْمَرْأَةِ وَالْفَرَسِ ".
2-صحيح مسلم كتاب (السلام ) باب (الطِّيَرَةِ وَالْفَأْلِ وَمَا يَكُونُ فِيهِ مِنْ الشُّؤْمِ) برقم 4130 عَنْ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ r قَالَ: " إِنْ كَانَ الشُّؤْمُ فِي شَيْءٍ فَفِي الْفَرَسِ وَالْمَسْكَنِ وَالْمَرْأَةِ ".
الرد على الشبهة
أولًا: إنّ النبي محمدا علم المسلمين بأن لا يؤمنوا بالتشاؤم ونهاهم عنه ، وجعلهم يعتقدون بأن هذا الكونَ لا يتحركُ فيه متحركٌ ولا يسكنُ فيه ساكنٌ من الذرةِ إلى المجرةِ إلا بأمرٍ من اللهِ وبقضائِه ... يقول : قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ( التوبة51 ) .
وقال النبي محمد لابن عباس في وصيته له :" يَا غُلَامُ، إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ :"احْفَظْ اللَّهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظْ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ، إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلْ اللَّهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ، وَاعْلَمْ أَنَّ الْأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ، وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ، رُفِعَتْ الْأَقْلَامُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ".
رواه الترمذي في سننه برقم2440 ،وقال: حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
وقد نهى النبي محمد r عن الطيرةِ (التشاؤم ) الذي يتنافي مع العقيدة الصحيحة وذلك من وجهين:
الأول: أن المتشائم أعتقد بأشياءٍ لا تنفع ولا تضر على الحقيقة.
الثاني: أن التشاؤم يقطع حَسنَّ التوكلِ على الله ، واليقين به .
جاءت أدلةُ النهي عن التشاؤم في مراجع كثيرة منها :
1- صحيح البخاري برقم 5313 عن أبي هُرَيْرَةَ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ r يَقُولُ : " لَا طِيَرَةَ وَخَيْرُهَا الْفَأْلُ " قَالُوا : وَمَا الْفَأْلُ ؟ قَالَ : " الْكَلِمَةُ الصَّالِحَةُ يَسْمَعُهَا أَحَدُكُمْ ".
2-صحيح البخاري برقم 5315 عَنْ أَنَسٍ عَنْ النَّبِيِّ r قَالَ :" لَا عَدْوَى وَلَا طِيَرَةَ وَيُعْجِبُنِي الْفَأْلُ الصَّالِحُ الْكَلِمَةُ الْحَسَنَةُ ".
3- سنن أبي داود برقم 3411 عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ r قَالَ:" الطِّيَرَةُ شِرْكٌ الطِّيَرَةُ شِرْكٌ ثَلَاثًا وَمَا مِنَّا إِلَّا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُذْهِبُهُ بِالتَّوَكُّلِ ".
4-مسند أحمد برقم 6748 عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r :" مَنْ رَدَّتْهُ الطِّيَرَةُ مِنْ حَاجَةٍ فَقَدْ أَشْرَكَ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا كَفَّارَةُ ذَلِكَ قَالَ:" أَنْ يَقُولَ أَحَدُهُمْ اللَّهُمَّ لَا خَيْرَ إِلَّا خَيْرُكَ وَلَا طَيْرَ إِلَّا طَيْرُكَ وَلَا إِلَهَ غَيْرُكَ " .
وفي سننِ أبي داود برقم 3418 عَنْ عُرْوَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ أَحْمَدُ الْقُرَشِيُّ: قَالَ: ذُكِرَتْ الطِّيَرَةُ عِنْدَ النَّبِيِّ r فَقَالَ:" أَحْسَنُهَا الْفَأْلُ وَلَا تَرُدُّ مُسْلِمًا فَإِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ مَا يَكْرَهُ فَلْيَقُلْ : اللَّهُمَّ لَا يَأْتِي بِالْحَسَنَاتِ إِلَّا أَنْتَ وَلَا يَدْفَعُ السَّيِّئَاتِ إِلَّا أَنْتَ وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِكَ ".
إذًا: نهي النبيُّ محمدٌ عن التشاؤم، وكان لا يحبه ويحب الكلمة الحسنة التي تبعث على التفاؤل... وبيّن أن الذي يرده التشاؤم عن حاجته فقد أشرك بالله شركًا أصغرَ يستوجب الاستغفار الذي ورد في الأحاديث.....
ثانيًا: بعد أن بيّنتُ أن التشاؤمَ منهي عنه حقِ المسلمِ ، وهو شرك ، ومعصية وجب عليه تركها..
جاء الدور لأبيّنَ معنى الحديثِ –محل الاعتراض-:
قوله r :« إِنْ كَانَ الشُّؤْمُ في شيء ففي الدَّارِ وَالْمَرْأَةِ وَالْفَرَسِ ».
يُفهم فهمًا صحيحًا من وجهين ثم أجمع بينهما:
الوجه الأول: أن النبيَّ محمدًا r أخبر في الحديثِ عن حالِ أهلِِ الجاهليةِ أنهم قالوا: " الشُّؤْمُ في الدَّارِ وَالْمَرْأَةِ وَالْفَرَسِ "؛ فلم يسمع الراوي(أبو هريرة) الحديثَ من أوله؛ أنّ أهلَ الجاهليةِ قالوا: الشؤم في الدَّارِ وَالْمَرْأَةِ وَالْفَرَسِ... وبعدها روى الحديث ظنًا منه أنه كلام النبي r؛ بينما كان النبيُّ r يتحدث عن حال أهل الجاهلية...
وهذا ما صرحت وأصرت عليه به عائشةُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا – في موضعين :
1- مشكل الآثار ( ج2 / ص 276) للإمام الطحاوي : عن أبي الزبير سمع جابرًا يحدث عن النَّبِيِّ ثم ذكر مثله سواء وقد روي عن عائشة إنكارها لذلك وإخبارها أن رسول الله r إنما قال ذلك إخبارًا منه عن أهل الجاهلية أنهم كانوا يقولونه غير أنها ذكرته عنه بالطيرة لا بالشؤم والمعنى فيهما واحد وإذا كان ذلك كذلك كان ما روي عنها مما حفظته عن رسول الله r من إضافته ذلك الكلام إلى أهل الجاهلية أولى مما روي عن غيرها فيه عنه r لحفظها عنه في ذلك ما قصر غيرها عن حفظه عنه فيه فكانت بذلك أولى من غيرها لا سيما وقد روي عن رسول الله r في نفي الطيرة والشؤم كما قد حدثنا أبو أمية ثنا محمد بن سابق ثنا إبراهيم بن طهمان عن أبي الزبير عن جابر قال: قال رسول الله r :" لا غول ولا طيرة ولا شؤم " .
2- مسند أحمدَ برقم 24841 عَنْ أَبِى حَسَّانَ قَالَ : دَخَلَ رَجُلاَنِ مِنْ بني عَامِرٍ عَلَى عَائِشَةَ فَأَخْبَرَاهَا أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ r أَنَّهُ قَالَ : " الطِّيَرَةُ مِنَ الدَّارِ وَالْمَرْأَةِ وَالْفَرَسِ ". فَغَضِبَتْ فَطَارَتْ شِقَّةٌ مِنْهَا في السَّمَاءِ وَشِقَّةٌ في الأَرْضِ ،وَقَالَتْ :وَالَّذِى أَنْزَلَ الْفُرْقَانَ عَلَى مُحَمَّدٍ مَا قَالَهَا رَسُولُ اللَّهِ r قَطُّ إِنَّمَا قَالَ: « كَانَ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ يَتَطَيَّرُونَ مِنْ ذَلِكَ ». صححه الألباني في السلسة الصحيحة برقم 993 .
الوجه الثاني : أن قوله r :" إِنْ كَانَ الشُّؤْمُ فِي شَيْءٍ فَفِي الدَّارِ وَالْمَرْأَةِ وَالْفَرَسِ ".
ملاحظ منه أنَّ ( إِنْ ) الشرطية بمعني ( لو) تفيد بُعد وقوع الفعل بعدها ؛يتضح ذلك من قولِ اللهِ لنبيِّه : r فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءكَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (يونس 94) .
المعني: لو كنت يا رسولَ الله في شكٍ ... وكان جواب النَّبِيِّ r : " لا أشكُ ولا أسأل".
جاء في تفسـير الجلالين : { فَإِن كُنتَ } يا محمد { فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ } من القصـص فرضاً { فَاسْأَلِ الذين يَقْرَءُونَ الكتاب } التوراة { مِن قَبْلِكَ } فإنه ثابت عندهم يخبروك بصدقه قال r :" لا أشك ولا أسأل " { لَقَدْ جَاءكَ الحق مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الممترين } الشاكِّين فيه . اهـ
قلتُ: وبالجمع بين الوجهين؛ فإن النبيَّ r كان يتحدث عن حال أهل الجاهلية ووافقهم مع تعديل منه لم تعلمه عائشة، ولم يسمعه أبو هريرة جيدًا...
فعائشة صدقت لما حلفت بأن النبي ما قال: "الطيرة من الدَّارِ وَالْمَرْأَةِ وَالْفَرَسِ".
وما رواه أبو هريرة كان حديثًا ناقصًا مرفوضًا...
بينما قال النبيُّ r حديثا لم تعرفه عائشة، ولم يسمعه أبو هريرة سماعا حسنا كما تقدم، وبعد إنكار عائشة له صحح المتنَ، وهو قولهr :" إِنْ كَانَ الشُّؤْمُ فِي شَيْءٍ فَفِي الدَّارِ وَالْمَرْأَةِ وَالْفَرَسِ ".
والحديث مبني على النفي لا الإثبات، ومعناه: لو كان هناك شؤمٌ في شيءٍ فإن هذا الشؤم يكون في الدَّارِ وَالْمَرْأَةِ وَالْفَرَسِ.....
والسؤال الذي يطرح نفسه هو: لماذا هؤلاء الثلاثة؟!
الجواب : قاله النوويٌّ في شرحِه لصحيحِ مسلمٍ : وَقَالَ آخَرُونَ : شُؤْم الدَّار ضِيقهَا ، وَسُوء جِيرَانهَا ، وَأَذَاهُمْ . وَشُؤْم الْمَرْأَة عَدَم وِلَادَتهَا ، وَسَلَاطَة لِسَانهَا وَتَعَرُّضهَا لِلرَّيْبِ . وَشُؤْم الْفَرَس : أَنْ لَا يُغْزَى عَلَيْهَا ، وَقِيلَ : حِرَانهَا وَغَلَاء ثَمَنهَا . اهـ
قلتُ :وهو مشاهد في زماننا ويشعر به الجميع؛ فإن البيتَ الذي فيه جار سوء،مثل: تاجر مخدرات، أو راقصة، أو داعرة، أو بلطجي... لا راحة فيه ويجلب على المسلم الشعور بشؤمِ منه لكرهه لما يرى ويسمع من معاصي وأذى تجلب الهلاك...
وإنّ المرأةَ سليطة اللسان، تجلب الهمومَ على زوجِها فتجعله متشائمًا أحيانًا من سوء كلامها، وأما أفعالها الغير سوية قد تجلب سوء الظن والتشاؤم منها...
وأما الفرس: فإن كان بطيئًا، مريضًا، عنيدًا، شرسًا... لا يساعد صاحبه على الجهاد في سبيل الله، أو لا يساعده على عمله واحتياجاته... قد يجلب شؤمًا على صاحبه منه...
ثالثًا: إن المتأمل في الكتابِ المقدس يجده قد وصف لنا حالَ المرأةِ بأنها مصدر الشؤمِ للبشرية؛ فهي أصل كل خطيئةٍ...جاء ذلك في العهدينِ: القديم والجديد :
أولًا: العهدُ الجديد:
جاء في رسالةِ بولس الأولى إلى تيموثاوس أصحاح 2 عدد 14وَآدَمُ لَمْ يُغْوَ، لكِنَّ الْمَرْأَةَ أُغْوِيَتْ فَحَصَلَتْ فِي التَّعَدِّي. 15وَلكِنَّهَا سَتَخْلُصُ بِوِلاَدَةِ الأَوْلاَدِ، إِنْ ثَبَتْنَ فِي الإِيمَانِ وَالْمَحَبَّةِ وَالْقَدَاسَةِ مَعَ التَّعَقُّلِ.
نلاحظ : أنّ آدمَ لم يخطئ، وأنّ حواء هي صاحبة الخطيئة الأصلية؛ مصدر الإغواء والشؤم للبشرية...
ثانيا: العهد القديم:
ذكر لنا أن المرأة سبب الخطيئة الأصلية (الشؤم)، بينما آدم ليس له ذنب إلا أنه سمع منها.... جاء في سفر التكوين أصحاح 3 عدد1وَكَانَتِ الْحَيَّةُ أَحْيَلَ جَمِيعِ حَيَوَانَاتِ الْبَرِّيَّةِ الَّتِي عَمِلَهَا الرَّبُّ الإِلهُ، فَقَالَتْ لِلْمَرْأَةِ: «أَحَقًّا قَالَ اللهُ لاَ تَأْكُلاَ مِنْ كُلِّ شَجَرِ الْجَنَّةِ؟» 2فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ لِلْحَيَّةِ: «مِنْ ثَمَرِ شَجَرِ الْجَنَّةِ نَأْكُلُ، 3وَأَمَّا ثَمَرُ الشَّجَرَةِ الَّتِي فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ فَقَالَ اللهُ: لاَ تَأْكُلاَ مِنْهُ وَلاَ تَمَسَّاهُ لِئَلاَّ تَمُوتَا». 4فَقَالَتِ الْحَيَّةُ لِلْمَرْأَةِ: «لَنْ تَمُوتَا! 5بَلِ اللهُ عَالِمٌ أَنَّهُ يَوْمَ تَأْكُلاَنِ مِنْهُ تَنْفَتِحُ أَعْيُنُكُمَا وَتَكُونَانِ كَاللهِ عَارِفَيْنِ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ». 6فَرَأَتِ الْمَرْأَةُ أَنَّ الشَّجَرَةَ جَيِّدَةٌ لِلأَكْلِ، وَأَنَّهَا بَهِجَةٌ لِلْعُيُونِ، وَأَنَّ الشَّجَرَةَ شَهِيَّةٌ لِلنَّظَرِ. فَأَخَذَتْ مِنْ ثَمَرِهَا وَأَكَلَتْ، وَأَعْطَتْ رَجُلَهَا أَيْضًا مَعَهَا فَأَكَلَ. 7فَانْفَتَحَتْ أَعْيُنُهُمَا وَعَلِمَا أَنَّهُمَا عُرْيَانَانِ. فَخَاطَا أَوْرَاقَ تِينٍ وَصَنَعَا لأَنْفُسِهِمَا مَآزِرَ.
8وَسَمِعَا صَوْتَ الرَّبِّ الإِلهِ مَاشِيًا فِي الْجَنَّةِ عِنْدَ هُبُوبِ رِيحِ النَّهَارِ، فَاخْتَبَأَ آدَمُ وَامْرَأَتُهُ مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ الإِلهِ فِي وَسَطِ شَجَرِ الْجَنَّةِ. 9فَنَادَى الرَّبُّ الإِلهُ آدَمَ وَقَالَ لَهُ: «أَيْنَ أَنْتَ؟». 10فَقَالَ: «سَمِعْتُ صَوْتَكَ فِي الْجَنَّةِ فَخَشِيتُ، لأَنِّي عُرْيَانٌ فَاخْتَبَأْتُ». 11فَقَالَ: «مَنْ أَعْلَمَكَ أَنَّكَ عُرْيَانٌ؟ هَلْ أَكَلْتَ مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتِي أَوْصَيْتُكَ أَنْ لاَ تَأْكُلَ مِنْهَا؟» 12فَقَالَ آدَمُ: «الْمَرْأَةُ الَّتِي جَعَلْتَهَا مَعِي هِيَ أَعْطَتْنِي مِنَ الشَّجَرَةِ فَأَكَلْتُ». 13فَقَالَ الرَّبُّ الإِلهُ لِلْمَرْأَةِ: «مَا هذَا الَّذِي فَعَلْتِ؟» فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ: «الْحَيَّةُ غَرَّتْنِي فَأَكَلْتُ». 14فَقَالَ الرَّبُّ الإِلهُ لِلْحَيَّةِ: «لأَنَّكِ فَعَلْتِ هذَا، مَلْعُونَةٌ أَنْتِ مِنْ جَمِيعِ الْبَهَائِمِ وَمِنْ جَمِيعِ وُحُوشِ الْبَرِّيَّةِ. عَلَى بَطْنِكِ تَسْعَيْنَ وَتُرَابًا تَأْكُلِينَ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكِ. 15وَأَضَعُ عَدَاوَةً بَيْنَكِ وَبَيْنَ الْمَرْأَةِ، وَبَيْنَ نَسْلِكِ وَنَسْلِهَا. هُوَ يَسْحَقُ رَأْسَكِ، وَأَنْتِ تَسْحَقِينَ عَقِبَهُ».
16وَقَالَ لِلْمَرْأَةِ: «تَكْثِيرًا أُكَثِّرُ أَتْعَابَ حَبَلِكِ، بِالْوَجَعِ تَلِدِينَ أَوْلاَدًا. وَإِلَى رَجُلِكِ يَكُونُ اشْتِيَاقُكِ وَهُوَ يَسُودُ عَلَيْكِ».17وَقَالَ لآدَمَ: «لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِقَوْلِ امْرَأَتِكَ وَأَكَلْتَ مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتِي أَوْصَيْتُكَ قَائِلاً: لاَ تَأْكُلْ مِنْهَا، مَلْعُونَةٌ الأَرْضُ بِسَبَبِكَ. بِالتَّعَبِ تَأْكُلُ مِنْهَا كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكَ. 18وَشَوْكًا وَحَسَكًا تُنْبِتُ لَكَ، وَتَأْكُلُ عُشْبَ الْحَقْلِ. 19بِعَرَقِ وَجْهِكَ تَأْكُلُ خُبْزًا حَتَّى تَعُودَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أُخِذْتَ مِنْهَا. لأَنَّكَ تُرَابٌ، وَإِلَى تُرَابٍ تَعُودُ».
20وَدَعَا آدَمُ اسْمَ امْرَأَتِهِ «حَوَّاءَ» لأَنَّهَا أُمُّ كُلِّ حَيٍّ. 21وَصَنَعَ الرَّبُّ الإِلهُ لآدَمَ وَامْرَأَتِهِ أَقْمِصَةً مِنْ جِلْدٍ وَأَلْبَسَهُمَا.
قلتُ: ويظهر من النصوص نصٌ يبيّن لنا أن عقابَ اللهِ لحواء كان على ثلاث عقوبات:
1- الولادة بالوجع.
2- اشتياقها للرجلِ.
3- سيادة الرجل عليها.
وذلك لأن حواء أكلت من الشجرة المحرمة، وخضعت لإغواء الحية، فغوت آدمَ بعدها، فغضب اللهُ عليها...
وعليه فإن هناك ثلاثة أسئلة تطرح نفسها هي:
1- هل ألم الولادة عقاب للمرأة ؟!
أرى غير ذلك فجميع إناث الحيوانات تلد وتتألم أثناء الولادة ، مثلًا: هل ولادة البقرة عقاب لها أم أن هذا من وظائفها الطبيعية، وفطرتها التي فطرها اللهُ عليها !
2- هل اشتياق المرأة للرجل عقاب لها ؟!
أرى أن الرجل يشتاق للمرأة ، فهل هذا عقاب له أيضًا؟!
كما أن الاشتياق من الشوق وهو فطرة فطر اللهُ الناس عليها حتى تتكون الأسر والمجتمعات، وتحصل المودة ، والرحمة ، ويُحفظ النسل، وليس عقابًا، بل هو من الله خير المعطيات..... يقول : وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21) (الروم) .
3- هل النصوص تتفق مع ما جاء به يسوع لِفعلِه (الصلب لرفعِ الإثم َعن البشرية ) كما يعتقد المعترضون ...
أرى أن النصوص تبين للقارئ وأن العقاب قد وقع وانتهى الأمر بعد أن الله تاب عليهما لما صنع لهما أَقْمِصَةً مِنْ جِلْدٍ وَأَلْبَسَهُمَا....!!
وبعد هذه التساؤلات وإبداء رأي، تبقى النقاش حول قول المعترضين بأنّ اللهَ صالحنا بموتِ يسوع على الصليبِ.... وهنا أتساءل عدة أسئلة:
1- لماذا تظل المرأةُ تلد بالأوجاع ، لدرجة أن البعضَ منهن يستخدمن المخدر من شدةِ الألمِ (البنج ) ، في حين أن يسوعَ بزعمِهم رفعَ الإثمَ عن الجميعِ بما فيهم المرأة ؟!
2- لماذا عقاب الاشتياق ما زال موجودًًا عندها ؟!
3- لماذا ما تزال سيادة الرجل على المرأة مستمرة؟!
قلتُ: إنّ المسلمين يعتقدون أن الخطيئة سببها آدم وحواء معًا، وليست حواء هي الشؤم وسبب المعصية كما يتصور المعترضون....
ويعتقدون أيضًا أن الله تاب عليهما، ولست هناك خطيئة أصلية تحتاج إلى تجسد الله في إنسان ثم يضرب، ويهان، ويقتل مصلوبا ملعونًا....
كتبه/ أكرم حسن مرسي
باحث في مقارنة الأديان
964
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى