نبيٌّ يقول:أنصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا
الأربعاء ديسمبر 08, 2010 9:25 pm
قالوا: من رحمة نبيِّكم بكم أنه أوصاكم أن تنصروابعضكم البعض ، وتظلموا الآخرين .... فقد قال نبيُّكم
لرجلٍ: " انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا "
الحديث في صحيح البخاريكِتَاب (كِتَاب الْمَظَالِمِوَالْغَصْبِ وَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: { وَلَا تَحْسَبَنَّاللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُفِيهِ الْأَبْصَارُ مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ }) بَاب ( أَعِنْ أَخَاكَظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا) برقم 2263 حَدَّثَنَا عُثْمَانُبْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِيبَكْرِ بْنِ أَنَسٍ وَحُمَيْدٌ الطَّوِيلُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ t يَقُولُ :قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r :" انْصُرْ أَخَاكَظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا ".
· الرد على الشبهة
أولاً : إن الإسلام الذي جاء به محمدٌ r ينهي عن ظلمِ للمسلمينغيرهم ...تدلل على ذلك أدلة منها:
1- قوله I:]وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاًعَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِالأَبْصَارُ [ (إبراهيم42).
2- قوله : I ]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْكُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُقَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىوَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ] (المائدة.
3-السلسلة الصحيحةِ برقم 767 قال r:"اتقوا دعوةَ المظلوم وإن كان كافرًا ؛ فإنه ليس دونها حجاب " .
نلاحظ من قولِه r :" وإن كان كافرًا ".
4- ضرب الصحابةٌ yأروع الأمثلة في العدل مع المخالفين لهم، وهذا ثابت في كتبِ السيرةِ والتاريخِ ؛منها ما سبقذكره في الشبهةِ الماضية.
وعليه يسقط ادعاؤهم الباطل بأن نبيَّنا r أوصانا أن ننصر بعضنا بعضًا ، ونظلم الآخرين منالمخالفين....
ثانيًا : إن الحديثَ الذي استدل به المعترضون جاء من عدةِ طرقٍفي صحيح البخاري وغيره ؛ لكنهم لم يدققوا البحث هذا إن أحسنتُ بهم الظن ..... وأذكرتلك الرواية التي تُفصّل الروايةَ التي استدلوا بها على شبهتهم فمن خلالِ الجمعِبين الروايتين يتضح المعنى، ففي صحيح البخاري برقم 6438 عَنْ أَنَسٍ t قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r :" انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا " فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَاللَّهِ أَنْصُرُهُ إِذَا كَانَ مَظْلُومًا أَفَرَأَيْتَ إِذَا كَانَ ظَالِمًا كَيْفَأَنْصُرُهُ ؟ قَالَ:" تَحْجُزُهُ أَوْ تَمْنَعُهُ مِنْ الظُّلْمِ فَإِنَّ ذَلِكَنَصْرُهُ ".
نلاحظأن هذه الرواية تٌفصّل الروايةَ الأولي التي استدلوا بها ، وتوضحمعنى النصرة ، وذلك لما سأل أحدٌ الصحابة النبيَ r فقال : " يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْصُرُهُ إِذَا كَانَ مَظْلُومًاأَفَرَأَيْتَ إِذَا كَانَ ظَالِمًا كَيْفَ أَنْصُرُهُ قَالَ تَحْجُزُهُ أَوْ تَمْنَعُهُمِنْ الظُّلْمِ فَإِنَّ ذَلِكَ نَصْرُهُ ".
قلتُ: بالمثال يتضح المقال : لو أن هناك رجلاً مسلمًا كان يسير في طريقه إلى العمل اسمه( خالد) ووجد مسلمًا يتعارك مع نصراني ؛ المسلم يضرب النصراني بعنفٍوبقسوةٍ ، فتدخل خالد فأخذ المسلم الظالم وعنفه ليدفعه عن ظلمه للنصراني الظاهربالنسبة له(خالد) ؛ فإن ذلك بالنسبة للمسلم الظالم نصرة له حيث منع عن ظلمِهللنصراني المظلوم ؛ فهل هذا ظلم للآخرينأم قمة العدل والرحمة من وصايا نبيِّنا r ؟! الجواب: لا شك أنهذا الحديثَ من أروعِ ألأحاديث التي تدل على العدلِ والرحمةِ مع غيرِ المسلمين .
مثال آخر: في طريق ذهاب (أحمد) للمسجد وجد (إسماعيل) وهو أخ مسلم له يدخن ، فقامأحمد ليمنعه عن التدخين بالنصيحة أو الفعل... كان ذلك نصرة لإسماعيل حيث إنإسماعيل ظالم لنفسِه بالتدخين ؛ فهذا هو معني حديثِ النبيِّ r :" انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا ". وليس كما فهم المعترضون- ولله الحمد-.
تنبيه : من الأمثال المشهورة على الألسن عندنا في مصر( أناوأخويا على بن عمي وأنا وابن عمي على الغريب ).
قلتُ: إن هذا المثل يدعو إلى العنصريةِ البغيضة التي نهىعنها اللهُ ورسولُه r...
ثالثًا:إن النبيَّ نهى عنظلم المعاهد والذمي .... وهذا يبطل ادعاءهم بأن النبيَّ r أمر بظلمِ الآخرين .... تدلل على ذلك أدلة منها:
1-سنن أبي داود كِتَاب(الْخَرَاجِ وَالْإِمَارَةِ وَالْفَيْءِ) بَاب( فِي تَعْشِيرِ أَهْلِ الذِّمَّةِ إِذَا اخْتَلَفُوابِالتِّجَارَاتِ) برقم 2654 حَدَّثَنَاسُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْمَهْرِيُّ أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي أَبُوصَخْرٍ الْمَدِينِيُّ أَنَّ صَفْوَانَ بْنَ سُلَيْمٍ أَخْبَرَهُ عَنْ عِدَّةٍ مِنْأَبْنَاءِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ r عَنْ آبَائِهِمْدِنْيَةً عَنْ رَسُولِ اللَّهِ rقَالَ:" أَلَا مَنْ ظَلَمَ مُعَاهِدًا، أَوْانْتَقَصَهُ، أَوْ كَلَّفَهُ فَوْقَ طَاقَتِهِ، أَوْ أَخَذَ مِنْهُ شَيْئًا بِغَيْرِطِيبِ نَفْسٍ فَأَنَا حَجِيجُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ".
2- صحيح البخاري كِتَاب (الْجِزْيَةِ) بَاب( إِثْمِ مَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا بِغَيْرِ جُرْمٍ) برقم2930 عَنْعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- عَنْ النَّبِيِّ r قَالَ:"مَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا لَمْ يَرِحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ وَإِنَّ رِيحَهَا تُوجَدُمِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ عَامًا ".
ربعًا :إن المتأملَ في الكتابِ المقدس يجد فيه المثلَ الشائع عندنا في مصر(أنا وأخويا على بنعمي وأنا وابن عمي على الغريب ). وذلك لما قتل موسىu الرجل البريء (المصري ) الذي تعارك مع أخيه(الإسرائيلي) كما يذكر سفر الخروج إصحاح2عدد11وَحَدَثَ فِي تِلْكَ الأَيَّامِلَمَّا كَبِرَ مُوسَى أَنَّهُ خَرَجَ إِلَى إِخْوَتِهِ لِيَنْظُرَ فِيأَثْقَالِهِمْ، فَرَأَى رَجُلاً مِصْرِيًّا يَضْرِبُ رَجُلاً عِبْرَانِيًّا مِنْإِخْوَتِهِ، 12فَالْتَفَتَ إِلَى هُنَا وَهُنَاكَ وَرَأَى أَنْ لَيْسَأَحَدٌ، فَقَتَلَ الْمِصْرِيَّ وَطَمَرَهُ فِي الرَّمْلِ.
فإن قيل : إن ذلك في القرآنِ الكريم !
قلتُ: إن القرآنَ الكريم يقول: ] وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِّنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَفِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَذَا مِن شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِفَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُمُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّمُّضِلٌّ مُّبِينٌ ] (القصص15).
نلاحظ " فَوَكَزَهُمُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ " . ومعنىَ ( وَكَزَهُ)أي: دفعه .
وعليه فلم يكن موسىuمتعمدًا لقتلِ المصري، واللهُ يقولI :] وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمبِهِ وَلَكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً زاب 5 ).
لكن بالنظر إلىنصِ الكتابِ المقدس نجد أن موسى u[color=red] كان متعمدًا لقتل المصري ؛ لأنهكان يلتفت هنا وهناك ليرى هل يراه أحد قبل قتله للمصري، وذلك بحسب ما ينسب نصالكتاب المقدس لموسى u؛ يقول النصُ:" فَالْتَفَتَ إِلَى هُنَا وَهُنَاكَ وَرَأَى أَنْ لَيْسَأَحَدٌ، فَقَتَلَ الْمِصْرِيَّ وَطَمَرَهُ فِي الرَّمْلِ"!!
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى