نبيٌّ يقول: لا تبدءوا اليهودَ و النصارى بالسلام!
الأربعاء ديسمبر 08, 2010 9:23 pm
قالوا: لقد دعا رسولُ الإسلامِ أتباعَه إلى العنصريةِحتى في إلقاءِ السلام ! والدليل على قولِناما جاء في صحيح مسلم كِتَاب ( السَّلَامِ ) بَاب ( النَّهْيِ عَنْ ابْتِدَاءِ أَهْلِالْكِتَابِ بِالسَّلَامِ وَكَيْفَ يُرَدُّ عَلَيْهِمْ ) برقم 4030 حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُبْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ يَعْنِي الدَّرَاوَرْدِيَّ عَنْ سُهَيْلٍعَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ r قَالَ:"لَا تَبْدَءُوا الْيَهُودَ وَلَا النَّصَارَى بِالسَّلَامِ فَإِذَا لَقِيتُمْ أَحَدَهُمْفِي طَرِيقٍ فَاضْطَرُّوهُ إِلَى أَضْيَقِهِ ".
و حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُالْمُثَنَّى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ح و حَدَّثَنَاأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَأَبُو كُرَيْبٍ قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْسُفْيَانَ ح و حَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ كُلُّهُمْ عَنْسُهَيْلٍ بِهَذَا الْإِسْنَادِ وَفِي حَدِيثِ وَكِيعٍ إِذَا لَقِيتُمْ الْيَهُودَ وَفِيحَدِيثِ ابْنِ جَعْفَرٍ عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: فِي أَهْلِ الْكِتَابِ وَفِي حَدِيثِجَرِيرٍ إِذَا لَقِيتُمُوهُمْ وَلَمْ يُسَمِّ أَحَدًا مِنْ الْمُشْرِكِينَ.
· الرد على الشبهة
أولاً: إنمن ادعى أن محمدًا rدعا أتبَاعه إلى العنصريةِ فقد جهل ، ودليل جهله ما يلي:
1- أنه rجاء بقرآنٍ يقول : ] يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىوَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَاللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ] (الحجرات13).
2- قوله r : " لا فضل لعربي على أعجمي ولا لعجميعلى عربي ولا أبيض على أسود ولا أسود على أبيض إلا بالتقوى الناس من آدم وآدم منتراب ". صححه الألباني في شرح العقيدة الطحاوية برقم 406 .
3- سنن الترمذيبرقم 3193 عَنْ ابْنِ عُمَرَ -رَضِيَ اللَّهُعَنْهُمَا- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ r خَطَبَ النَّاسَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ فَقَالَ:يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَذْهَبَ عَنْكُمْ عُبِّيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِوَتَعَاظُمَهَا بِآبَائِهَا فَالنَّاسُ رَجُلَانِ بَرٌّ تَقِيٌّ كَرِيمٌ عَلَى اللَّهِوَفَاجِرٌ شَقِيٌّ هَيِّنٌ عَلَى اللَّهِ وَالنَّاسُ بَنُو آدَمَ وَخَلَقَ اللَّهُآدَمَ مِنْ تُرَابٍ قَالَ اللَّهُ: { يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْعِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }".
ثانيًا: إ ن قولهم لقد دعا رسولُ الإسلامأتباعه إلى العنصرية حتى في إلقاءِ السلام !! قولٌ باطل ومردود عليهم بعدة أدلة ثبتت فيالآتي :
1- السلسة الصحيحةبرقم 569 قوله r : " يا أيها الناس ! أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا الأرحاموصلوا بالليل والناس نيام ؛ تدخلوا الجنة بسلام " .
2- صحيح سنن ابن ماجة بتحقيقالألباني برقم 3692 عن أبي هريرة t قال : قال رسول الله r : " والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتىتؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا ألا أدلكم على أمر إذا أنتم فعلتموه تحاببتم أفشواالسلام بينكم ".
3- صحيح البخاريبرقم 11 عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- أَنَّرَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ r أَيُّ الْإِسْلَامِ خَيْرٌ قَالَ:"تُطْعِمُ الطَّعَامَ وَتَقْرَأُ السَّلَامَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ".
نلاحظ "وَتَقْرَأُ السَّلَامَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ ".
4- أمر rبإكرامِ الضيف وإن كان كافرًا ...وذلك في صحيح البخاري برقم 5559 عَنْأَبِي هُرَيْرَةَ t قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِr:" مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِالْآخِرِ فَلَا يُؤْذِ جَارَهُ وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِفَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْخَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ".
5- أمر r أصحابَه yأن يخالقوا الناسَجميعًا بخلقٍ حسنٍ ....وذلك فيسنن الترمذي برقم 1910 عَنْ أَبِي ذَرٍّ t قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِr:" اتَّقِ اللَّهِ حَيْثُمَا كُنْتَ وَأَتْبِعْالسَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ ". قَالَ أَبُو عِيسَى :هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
6- جاءr بقرآن من ربِّه يقول : ] وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً [(البقرة83).
أي: لكلِّ الناسِ مؤمن وكافر
وعليه يرد ادعاؤهم بهذه الأدلة وغيرها.
ثانيًا:إن المعترضين أشكل عليهم فهمَ حديثِ رسولِ الله r الذييقول : " لَا تَبْدَءُوا الْيَهُودَ وَلَا النَّصَارَى بِالسَّلَامِ فَإِذَا لَقِيتُمْأَحَدَهُمْ فِي طَرِيقٍ فَاضْطَرُّوهُ إِلَى أَضْيَقِهِ ".
فالحديث ليس فيه دعوة للعنصرية كما فهموا ؛ للحديث معنٍ آخر ؛ يتضحمن خلال سؤالٍ لهم هو:
لو أن هناك رجلاً شتم آبائكم ماذا ستفعلون معه ؟
الجواب:سوف يقولأحدُكم: نضربه أو نشتمه ، أقل القليل لا نسلم عليه....
فما بالكم بالذيأصابه السب هو رب العالمين I الذي هو أعظم منآبائكم ،ومن كل موجود ؟!
لهذا نحن لا نبدأكم بالسلام ؛ لأنكم في اعتقادنا سببتمربَّ العالمين I بقولكم أتخذ الله ولدًا ، وبهذا الصلاة التي ما صلها المسيحu وما عرفها ، ألم تسبوا اللهَ بعقيدةِ التثليث وضربِ الإله والبصقِفي وجهه.... وذلك من إنجيل متى إصحاح 26 عدد67حِينَئِذٍبَصَقُوا فِي وَجْهِهِ وَلَكَمُوهُ، وَآخَرُونَ لَطَمُوهُ 68قَائِلِينَ:«تَنَبَّأْلَنَا أَيُّهَا الْمَسِيحُ، مَنْ ضَرَبَكَ؟». هذا بالنسبةلمعتقدنا سب للهِ I ؛يدلل على الآتي:
1- صحيح البخاري برقم6830 عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ t قَالَ َالنَّبِيُّ -صَلَّىاللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:" مَا أَحَدٌ أَصْبَرُ عَلَى أَذًى سَمِعَهُ مِنْ اللَّهِ يَدَّعُونَلَهُ الْوَلَدَ ثُمَّ يُعَافِيهِمْ وَيَرْزُقُهُمْ ".
2- صحيح البخاري أيضًا برقم 4592عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ t عَنِ النبيِّ r قَالَ :" قَالَ اللَّهُ كذبني ابْنُ آدَمَ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ ذَلِكَ، وشتمني وَلَمْ يَكُنْ لَهُ ذَلِكَ ، فَأَمَّا تَكْذِيبُهُ إياي فَقَوْلُهُ لَنْ يعيدنيكَمَا بدأني ، وَلَيْسَ أَوَّلُ الْخَلْقِ بِأَهْوَنَ عَلَىَّ مِنْ إِعَادَتِهِ ، وَأَمَّاشَتْمُهُ إياي فَقَوْلُهُ اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا ، وَأَنَاالأَحَدُ الصَّمَدُ لَمْ أَلِدْ وَلَمْ أُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لي كُفْأً أَحَدٌ ".
أما عن سبِ اليهود لربِّ العالمين جاء فيموضعين:
1- قولهI حاكيًا عنهم: ] وَقَالَتِالْيَهُودُ يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَاقَالُواْ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاء ] )المائدة 64).
2- قوله I عنهم ]: لَّقَدْ سَمِعَ اللّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَفَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاء سَنَكْتُبُ مَا قَالُواْ وَقَتْلَهُمُ الأَنبِيَاءَبِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُواْ عَذَابَ الْحَرِيقِ ) ]آل عمران 181).
جاء في تفسير الجلالين : { لَّقَدْ سَمِعَ الله قَوْلَ الذين قَالُواْإِنَّ الله فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ } وهم اليهود قالوه لما نزل { مَّن ذَا الذييُقْرِضُ الله قَرْضًا حَسَنًا } وقالوا لوكان غنيا ما استقرضنا .أهـ
وأتساءل: أليس هذا سب لله يُوجب لنا ألا نبدأهمبالسلام ؟
وبالجملة يقول الله تعالى: {وَقَالَتِالْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنقَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ } (التوبة30).
وأتساءل: أليست هذا مسبة لله بالنسبة لمعتقدنافي ربنا.... ؟
الجواب: بلى ، ومع ذلك لا يضركم لو بدأناكم بتحية ، مثل:نهاركم سعيد ، مساء الخير ، أزيكم ، بنجور، أهلا وسهلا..... هذا لا يضركم ذلك أبدًا .
والعلة أيضًا أن النهي عن بدء اليهود والنصارى بالسلام كان بعدما اطلع اللهُ نبيَّه،وتبيّنله من حالهم أنهم لن يرضوا عن المسلمين حتى يكفروا مثلهم ، و من جهة أخرى هذا منصدق المؤمنين ؛ لأن السلام هو اسم من أسماء الله تعالى ويحل على المؤمنين به ؛لذاسميت الجنة بدار السلام ،ولذا كان النبيُّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ –
إذا خاطبهم يقول: السلامُ على من اتبع الهدى. أي:أن اتبعتم الحق فسيشملكم ........
أضف إلى ذلك أن عدم بدئهم بالسلام لايعنى عدم تحيتهم،والسؤال عن صحتهم.... إذ لهم علينا حقوق؛ يقول تعالى:{ لَايَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْيُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّاللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ }(الممتحنة.
ثالثًا : إن قيل:إن هناك حديثًا يوضح مدى العنصرية ....رواه البخاري في صحيحه برقم 5788 عن أَنَسُبْنُ مَالِكٍ t قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ r:" إِذَا سَلَّمَ عَلَيْكُمْ أَهْلُ الْكِتَابِ فَقُولُوا وَعَلَيْكُمْ".
قلتُ : إن هذا الحديثَ له سببٌ خاص ؛ اليهودُ قالوا للنبيِّ: " السام عليك ". أي: الموت والهلاك لك ،فأوصى أصحابه إذا سمعوامن أحدهم ذلك يقولون:" وعليكم " ... ثبت في الآتي:
1- صحيحالبخاري برقم 6414عن أَنَسَ بْنَمَالِكٍ t قال: مَرَّيَهُودِيٌّ بِرَسُولِ اللَّهِ r فَقَالَ :السَّامُ عَلَيْكَ فَقَالَرَسُولُ اللَّهِ r :"وَعَلَيْكَ "فَقَالَرَسُولُ اللَّهِ r:" أَتَدْرُونَ مَا يَقُولُ ؟ قَالَ: السَّامُعَلَيْكَ .قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّه:ِ أَلَا نَقْتُلُهُ ؟ قَالَ : " لَا إِذَاسَلَّمَ عَلَيْكُمْ أَهْلُ الْكِتَابِ فَقُولُوا وَعَلَيْكُمْ ".
2- سنن ابن ماجة برقم 4530 عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r:"إِنَّ الْيَهُودَ إِذَا سَلَّمَ عَلَيْكُمْ أَحَدُهُمْ فَإِنَّمَا يَقُولُ السَّامُعَلَيْكُمْ فَقُولُوا وَعَلَيْكُمْ ". تحقيق الألباني : صحيح ، الإرواء( 5 / 112 - 113 ، 1275 )
لذلك أمرr أن نرد عليهم إنسلموا بطريقتهم المذكورة بقولنا:" وعليكم "؛ للاحتراز أعني : لو قالوا :السام عليكم ، أو لا سلام عليكم ....فيكون الرد( وعليكم ، أو عليكم )، واللهI يقول : ]وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍفَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَى كُلِّشَيْءٍ حَسِيباًd] (النساء86) .
جاء في تفسيرِ الطبري: قال أبوجعفر: يعني I بقوله : " وإذا حييتم بتحية " ، إذادعي لكم بطول الحياة والبقاء والسلامة. فحيوا بأحسن منها أو ردُّوها "، يقول:فادعوا لمن دعا لكم بذلك بأحسن مما دعا لكم"أو ردوها " يقول: أو ردّواالتحية. أهـ
قال القرطبيُّفي تفسيره : والتحية السلام . وأصل التحية الدعاء بالحياة. وقال ابن عباس وغيره: المراد بالآية: (وإذا حييتم بتحية) فإذا كانت من مؤمن (فحيوابأحسن منها) وإن كانت من كافر فردوا على ما قال رسول الله r أن يقال لهم: (وعليكم). أهـ
رابعًا : إن قيل: ما معني قولِ النبيِّ r : " وَإِذَالَقِيتُمْ أَحَدَهُمْ فِي الطَّرِيقِ فَاضْطَرُّوهُمْإِلَى أَضْيَقِه " .
قلتُ :إن هناك أقوالاً جليلةذكرها العلماءُ منها ما يلي :
1-نقل الحافظُ ابنُ حجرٍ فيالفتحِ عن القرطبيِّ ما نصه:
قَالَ الْقُرْطُبِيُّفِي قَوْله " وَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فِي طَرِيق فَاضْطَرُّوهُمْ إِلَى أَضْيَقه" مَعْنَاهُ لَا تَتَنَحَّوْا لَهُمْ عَنْ الطَّرِيق الضَّيِّقإِكْرَامًا لَهُمْ وَاحْتِرَامًا ، وَعَلَى هَذَا فَتَكُون هَذِهِ الْجُمْلَة مُنَاسِبَةلِلْجُمْلَةِ الْأُولَى فِي الْمَعْنَى ،وَلَيْسَ الْمَعْنَى إِذَا لَقِيتُمُوهُمْفِي طَرِيق وَاسِع فَأَلْجِئُوهُمْ إِلَى حَرْفه حَتَّى يَضِيق عَلَيْهِمْ لِأَنَّذَلِكَ أَذًى لَهُمْ وَقَدْ نُهِينَا عَنْ أَذَاهُمْ بِغَيْرِ سَبَب . أهـ
2- قال صاحب ُعون المعبود في شرح سنن أبيداود:
) فَاضْطَرُّوهُمْ إِلَى أَضْيَقِالطَّرِيقِ ) أَيْ أَلْجِئُوهُمْ إِلَى أَضْيَقِهِ بِحَيْثُلَوْ كَانَ فِي الطَّرِيق جِدَار يَلْتَصِق بِالْجِدَارِ وَإِلَّا فَيَأْمُرُهُلِيَعْدِلَ عَنْ وَسَطِ الطَّرِيقِ إِلَى أَحَدِ طَرَفَيْهِ , قَالَهُ الْقَارِي . وَقَالَاِبْن الْمَلَك : يَعْنِي لَا تَتْرُكُوا لَهُمْ صَدْرالطَّرِيق هَذَا فِي صُورَة الِازْدِحَام وَأَمَّا إِذَا خَلَتْ الطَّرِيق فَلَاحَرَج .أهـ
3- قال الشيخُ محمد بنعثيمين - رحمه اللهُ - :
قوله r : " لَا تَبْدَءُوا الْيَهُودَ وَلَا النَّصَارَى بِالسَّلَامِفَإِذَا لَقِيتُمْ أَحَدَهُمْ فِي طَرِيقٍ فَاضْطَرُّوهُ إِلَى أَضْيَقِهِ" والمعنى : لا تتوسعوا لهم إذا قابلوكم حتى يكون لهم السعة ويكون الضيقعليكم بل استمروا في اتجاهكم وسيركم ،واجعلوا الضيق إن كان هناك ضيق على هؤلاء،ومن المعلوم أن النبي r لم يكن إذا رأى الكافر ( كاليهود الذين في المدينة )ذهب يزحمه إلىالجدار حتى يرصه على الجدار ولم يفعل ذلك الصحابة y بعد فتوح الأمصار فالمعنى أنكم كما لا تبدءونهمبالسلام لا تفسحوا لهم فإذا لقوكم فلا تتفرقوا حتى يعبروا بل استمروا على ما أنتمعليه واجعلوا الضيق عليهم إن كان في الطريق ضيق،وليس في الحديث تنفير من الإسلام،بلفيه إظهار لعزة المسلم ، وأنه لا يذل لأحد إلا لربه U. أهـ بتصرف يسير(مجموع فتاوى ابن عثيمين 3/38 ).
قلتُ: بالمثال يتضح المقال: هناك مسلمٌ يسيرعلى (رصيف مزدحم ) فجاء يهودي و نصراني أمامه ،والرصيف مزدحم هل ينزل المسلمُ من على ( الرصيف ) ؟
الجواب :لا ينزل المسلمُ من على (الرصيف) من أجلهمابل ينزلان هما ؛ حتى تكون العزةٌ للمسلم ، ولأنهما كفرا بالله U .. لكن إذا كان ( الرصيف ) غير مزدحمٍ لا يضطرهما إلى أضيقه ؛ لأن هذامن الظلم لهم ، والله I يقول :{لَايَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْيُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّاللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ }( الممتحنة8 ).
خامسًا : إن هذا الحديثَ فيه قمة الرحمة لهم حيثإنهم بذلك لا يجدوا عزًا في كفرهم بل يجدوا ذلاً ؛ فيلتمسوا العزة في الإسلامفيدخلوا في الإسلام فينقذهم من نارِ جهنم فينتفعوا به.
تنبيه هام : قال بعضُ العلماء :إن هذا الحديثَ قيل لأناسٍ بعينهم (اليهود) كانت هناكحروب معهم فأمر النبيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – أصحابَه بعدمِ بدئهم بالسلام ، وهذا ليس عامًا بل كان فيفترةٍ من الفتراتِ ، وهذا ما قاله الدكتور يوسف القرضاوي وغيره، ويحتمل ذلك منخلال بقيه الروايات؛جاء في سنن ابن ماجة كِتَاب (الْأَدَبِ) بَاب (رَدِّ السَّلَامِ عَلَى أَهْلِ الذِّمَّة)ِ برقم3689 عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِالْجُهَنِيِّ قَالَ: َقالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّىاللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:" إِنِّي رَاكِبٌغَدًا إِلَى الْيَهُودِ فَلَا تَبْدَءُوهُمْ بِالسَّلَامِ فَإِذَا سَلَّمُوا عَلَيْكُمْفَقُولُوا وَعَلَيْكُمْ ".صححه الألباني في صحيح سنن ابن ماجةبرقم 3699
سادسًا : إن الكتابَ المقدس نسب إلى يسوع المسيح أنه نهى أتباعه عن إلقاءِالسلامِ لمن ليسوا من أتباعه و مخالفيه ، وكذلك يوحنا الرسول ، وينسبالعهدُ القديم إلى الربِّ أنه يوصي بذلك ...وذلك في الآتي :
1- إنجيل لوقا إصحاح 10عدد 3اِذْهَبُوا! هَا أَنَا أُرْسِلُكُمْ مِثْلَحُمْلاَنٍ بَيْنَ ذِئَابٍ. 4لاَ تَحْمِلُوا كِيسًا وَلاَ مِزْوَدًاوَلاَ أَحْذِيَةً، وَلاَ تُسَلِّمُوا عَلَى أَحَدٍ فِي الطَّرِيقِ.
2- رِسَالَةُ يُوحَنَّا الرَّسُولِ الثَّانِيَةُإصحاح 1 عدد 10إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَأْتِيكُمْ، وَلاَ يَجِيءُ بِهذَاالتَّعْلِيمِ، فَلاَ تَقْبَلُوهُ فِي الْبَيْتِ، وَلاَ تَقُولُوا لَهُ سَلاَمٌ. 11لأَنَّمَنْ يُسَلِّمُ عَلَيْهِ يَشْتَرِكُ فِي أَعْمَالِهِ الشِّرِّيرَةِ.3- سفر إشعياء إصحاح 48 عدد 22لاَ سَلاَمَ، قَالَ الرَّبُّ لِلأَشْرَارِ.
وأتساءل: هل يحق لأحدٍ منالمعترضين بعد هذا الطرح أن يطعن في حديثِالنبيِّ :r" لَا تَبْدَءُوا الْيَهُودَ وَلَا النَّصَارَى بِالسَّلَامِ... ". ؟!
ثم ما هو جوابهم على نصوصِ كتابِهم التي ذكرتُها....؟
هل طعنوا فيها كماطعنوا في الحديثِ الذي أشكل عليهم فأُسيء فهمه ، فقمت بتوضيحه - بفضل الله I-...
؟!
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى