نبيٌّ يقول:جعل رزقي تحت ظلِ رمحي ، ويأخذ الغنائم!
الأربعاء ديسمبر 08, 2010 9:08 pm
من الشبهِ التي أثاروها بهدفِ تشويه شخص رسول الله r، وتنفير الناس منه ،والطعن في دعوته r.........ادعوا بأنهr كان صاحبَ مطامع دنيوية ، لم يكنيظهرها في بدايةِ دعوتِه في مكة ، ولكنه بعد هجرتِه إلى المدينةِ بدأ يعمل على جمعِ الأموالِ والغنائم والسريا من خلالِ الحروبِالتي خاضها هو وأصحابُه ؛ ابتغاء تحصيل مكاسب مادية وفوائدمعنوية حتى أنه صرح بذلك فقال: " وَجُعِلَرِزْقِي تَحْت ظِلّ رُمْحِي " .
· الرد على الشبهة
أولاً: إن الادعاءَ بأن النبيَّ r كان صاحب مطامع دنيوية ، يحرص عليها ،ويسعى في تحصيلها ...ادعاء باطل ؛ وإنما دعوته r صالحة نافعة ، تعودبالخير على متبعيها في الدنيا والآخرة ،فالناظر في سيرته r، والمتأمل في تاريخِ دعوتِه، يعلم علمَ اليقين أنه r لم يكن يسعى إلىتحقيق أي مكسب دنيوي كما هو حال طلاب الدنيا ،وبالتالي فهذه الشبهة لا يوجد عليهادليلٌ من واقع حياة رسولِ اللهِ r ، والدليل على كلاميعدم وجود الدليل علي كلامهم ؛ فكلام المشركينالأوائل عنه بأنه الصادق الأمين حتى بعد البعثة ، والتاريخ يثبت عكس ما ادعى المعترضون.
وأقول : لو كان rكما قالوا لعاش عيشَ الملوك ، في القصوروالبيوت الفارعة ، ولأتخذ من الخدمِ والحراسِ والحشم ما يكون على المستوى المتناسب مع تلكالمطامع المزعومة ؛ بينما الواقع يشهد بخلاف ذلك، إذ كان في شظف من العيش ، مكتفياً بما يقيم أودالحياة ؛ فكانتهذه حاله r منذ أن رأى نورالحياة إلى أن التحق بالرفيق الأعلى r ، ويشهدلهذا أنّ بيوته r كانت عبارة عنغرف بسيطة لا تكاد تتسع له ولزوجاته، وكذلك الحال بالنسبة لطعامهوشرابه ، فقد كان يمر عليه الشهر والشهران ولاتوقد نارٌ في بيته ، ولم يكن له من الطعام إلا الأسودان - التمروالماء - ...ففي صحيح البخاريبرقم 5977 عَنْ عَائِشَةَ -رَضِيَ اللَّهُعَنْهَا- قَالَتْ :كَانَ يَأْتِي عَلَيْنَا الشَّهْرُ مَا نُوقِدُ فِيهِ نَارًا إِنَّمَاهُوَ التَّمْرُ وَالْمَاءُ إِلَّا أَنْ نُؤْتَى بِاللُّحَيْمِ.
ومات r ودرعه مرهونةعند يهودي ، ومات وفي بيته ست دنانير فقط ، وقد أمر بالتصدقِ بها قبل موته ....جاءذلك في الآتي:
1- صحيح البخاريبرقم 2700 عَنْ عَائِشَةَ- رضي اللهُ عنها – قَالَتْ: تُوُفِّىَ رَسُولُ اللَّهِ r وَدِرْعُهُ مَرْهُونَةٌ عِنْدَ يَهُودِىٍّ بِثَلاَثِينَصَاعًا مِنْ شَعِيرٍ .
2- صحيح البخاري برقم2534 عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ t قال: مَا تَرَكَ رَسُولُ اللَّهِr عِنْدَ مَوْتِهِ دِرْهَمًا وَلَا دِينَارًا وَلَا عَبْدًا وَلَا أَمَةًوَلَا شَيْئًا إِلَّا بَغْلَتَهُ الْبَيْضَاءَ وَسِلَاحَهُ وَأَرْضًا جَعَلَهَا صَدَقَةً.
3- صحيح البخاري برقم 2866 عَنْ عَائِشَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا – قَالَتْ: تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِr وَمَا فِي بَيْتِي مِنْ شَيْءٍ يَأْكُلُهُ ذُو كَبِدٍإِلَّا شَطْرُ شَعِيرٍ فِي رَفٍّ لِي فَأَكَلْتُ مِنْهُ حَتَّى طَالَ عَلَيَّ فَكِلْتُهُفَفَنِيَ.
إذًا سيرته r حافلة بما يدلعلى خلاف ما يدعيه المدعون فكان يعطي عطاءَ من لا يخشي الفقر ويظل الجوع في بيتِه rملازمًا له ولأهلِه ، وأحيانًايربط الحجارة على بطنِه من شدةِ الجوعِ r ؛ لكي يُطعم غيره r....ثبت ذلك في صحيح البخاري برقم 1376 عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ أَنَّنَاسًا مِنَ الأَنْصَارِ سَأَلُوا رَسُولَ اللَّه ِr فَأَعْطَاهُمْثُمَّ سَأَلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ حَتَّى نَفِدَ مَا عِنْدَهُ ثُمَّ قَالَ :" مَايَكُونُ عندي مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ أَدَّخِرَهُ عَنْكُمْ وَمَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُاللَّهُ وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللَّهُ وَمَنْ يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللَّهُوَمَا أُعْطِىَ أَحَدٌ عَطَاءً هُوَ خَيْرٌ وَأَوْسَعُ مِنَ الصَّبْرِ ".
ثانيًا : إنشبهتهم هذه تتناقض مع زهده rالذي علمه الجميع حتى أعداؤه r ... يدلل على ذلك ما جاء في الآتي:
1- السلسة الصحيحة برقم439 عن ابنِ عباسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - :أن رسولَ اللهِ r دخل عليه عمر وهو على حصير قد أثر في جنبه فقال:يا نبي الله ! لو اتخذت فراشاً أوثر من هذا ؟ فقال:" ما لي وللدنيا ؟ ! ما مثليومثل الدنيا؛ إلا كراكب سار في يوم صائف فاستظل تحت شجرة ساعة من نهار ثم راحوتركها " .
2- صحيح البخاري برقم3615 عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ t أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ r جَلَسَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَقَالَ:"إِنَّ عَبْدًا خَيَّرَهُ اللَّهُ بَيْنَ أَنْ يُؤْتِيَهُ مِنْ زَهْرَةِ الدُّنْيَامَا شَاءَ وَبَيْنَ مَا عِنْدَهُ فَاخْتَارَ مَا عِنْدَهُ" فَبَكَى أَبُو بَكْرٍوَقَالَ: فَدَيْنَاكَ بِآبَائِنَا وَأُمَّهَاتِنَا فَعَجِبْنَا لَهُ وَقَالَ النَّاسُ:انْظُرُوا إِلَى هَذَا الشَّيْخِ يُخْبِرُ رَسُولُ اللَّهِ r عَنْ عَبْدٍ خَيَّرَهُ اللَّهُبَيْنَ أَنْ يُؤْتِيَهُ مِنْ زَهْرَةِ الدُّنْيَا وَبَيْنَ مَا عِنْدَهُ وَهُوَ يَقُولُ:فَدَيْنَاكَ بِآبَائِنَا وَأُمَّهَاتِنَا فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ r هُوَ الْمُخَيَّرَ وَكَانَ أَبُوبَكْرٍ هُوَ أَعْلَمَنَا بِهِ وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ r:" إِنَّ مِنْ أَمَنِّ النَّاسِ عَلَيَّ فِيصُحْبَتِهِ وَمَالِهِ أَبَا بَكْرٍ وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا مِنْ أُمَّتِيلَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ إِلَّا خُلَّةَ الْإِسْلَامِ لَا يَبْقَيَنَّ فِي الْمَسْجِدِخَوْخَةٌ إِلَّا خَوْخَةُ أَبِي بَكْر "ٍ.
3- كانr يحث أصحابَه y على الزهد... وذلك في صحيح البخاري برقم 1372عنأبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ t يُحَدِّثُ أَنَّ النَّبِيَّ r جَلَسَ ذَاتَ يَوْمٍ عَلَى الْمِنْبَرِوَجَلَسْنَا حَوْلَهُ فَقَالَ:" إِنِّي مِمَّا أَخَافُ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِيمَا يُفْتَحُ عَلَيْكُمْ مِنْ زَهْرَةِ الدُّنْيَا وَزِينَتِهَا".
4- قرن r في التحذير بين فتنة الدنيا وفتنة النساء ...وذلكصحيحِ مسلم برقم 4925 عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّt عَنْ النَّبِيِّ r قَالَ:" إِنَّ الدُّنْيَاحُلْوَةٌ خَضِرَةٌ وَإِنَّ اللَّهَ مُسْتَخْلِفُكُمْ فِيهَا فَيَنْظُرُ كَيْفَ تَعْمَلُونَفَاتَّقُوا الدُّنْيَا وَاتَّقُوا النِّسَاءَ فَإِنَّ أَوَّلَ فِتْنَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَكَانَتْ فِي النِّسَاءِ ".
ثالثًا : إن ادعاءهمالواضح من شبهتِهم التي تقول عنه r بأنه كان صاحب مطامع دنيوية ، لم يكن يظهرها في بداية دعوتهفي مكة ، ولكنه بعد هجرته إلى المدينة بدأ يعمل على جمع الأموال والغنائم من خلالالحروب التي خاضها هو وأصحابه ، ابتغاء تحصيل مكاسب مادية وفوائد معنوية!! ادعاء باطلكاذب ؛ الصحيح عكس ما ادعوا ؛ لأن أهل مكة عرضوا على رسولِ الله r المال والملك والجاه من أجل أن يتخلى عن دعوته ؛ فرفض ذلك كله ، وفضل أنيبقى على شظف العيش مع الاستمرار في دعوته ،فلو كان من الراغبين في الدنيا لما رفضها وقد أتته من غير عناء...يدلل على ذلك ما جاءفي الآتي:
1- كتبِ السيرِة r قال: " يا عماه لو وضعوا الشمسَ في يمينيوالقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره الله أو أهلك فيه ما تركته ". فقه السيرة للألباني ( ضعيف ) برقم 109
2- سنن أبي داود برقم1351 عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا-أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ r بَعَثَ مُعَاذًا إِلَى الْيَمَنِ فَقَالَ:"إِنَّكَ تَأْتِي قَوْمًا أَهْلَ كِتَابٍ فَادْعُهُمْ إِلَى شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَإِلَّا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوكَ لِذَلِكَ فَأَعْلِمْهُمْأَنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍفَإِنْ هُمْ أَطَاعُوكَ لِذَلِكَ فَأَعْلِمْهُمْ أَنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْصَدَقَةً فِي أَمْوَالِهِمْ تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ وَتُرَدُّ عَلَى فُقَرَائِهِمْفَإِنْ هُمْ أَطَاعُوكَ لِذَلِكَ فَإِيَّاكَ وَكَرَائِمَ أَمْوَالِهِمْ وَاتَّقِ دَعْوَةَالْمَظْلُومِ فَإِنَّهَا لَيْسَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ اللَّهِ حِجَابٌ" . صححهالألباني في سنن أبي داود برقم 1584.
نلاحظ أن من وصاياه rبعد أن تركه مكةَ كان يوصي أصحابَه yوقوادَ جيشِه بأخذِ أموالِ الزكاةِ من الأغنياءِ وردها إلى الفقراء من أجلِالتكافلِ الاجتماعي .....
رابعًا : إن فهمَهذا الحديث فهمًا صحيحًا يُفهم بخلاففهمهم له ؛ فالحديثرواه البخاريُّ في بَاب ( مَا قِيلَ فِيالرِّمَاحِ وَيُذْكَرُ عَنْ ابْنِ عُمَرَ عَنْ النَّبِيِّ r جُعِلَ رِزْقِي تَحْتَ ظِلِّرُمْحِي وَجُعِلَ الذِّلَّةُ وَالصَّغَارُ عَلَى مَنْ خَالَفَ أَمْرِي).
و رواه الْإِمَام أَحْمَد فِيمسنده برقم 4868 عَنِ ابْنِ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : r " بُعِثْتُ بِالسَّيْفِ حَتَّى يُعْبَدَ اللَّهُ لَا شَرِيكَلَهُ وَجُعِلَ رِزْقِي تَحْتَ ظِلِّ رُمْحِي وَجُعِلَ الذِّلَّةُ وَالصَّغَارُ عَلَىمَنْ خَالَفَ أَمْرِي وَمَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ ". انظر حديثرقم 2831 في صحيح الجامع .
قلتُ: في قولِه r "بُعِثْت بِالسَّيْفِ بَيْن يَدَيْ السَّاعَة حَتَّى يُعْبَد اللَّه وَحْده لَا شَرِيكلَه ".
قد تقدم معنا حديث معاذt لما أرسله النبيُّ r إلى اليمن ،تبين منه ومن غيره أنه r لم يقاتل أحداً ، قبل دعوته إلى الإسلامِ ، التي تصان به الدماء و الحرمات .....
وأما قوله r: " وَجُعِلَ رِزْقِي تَحْت ظِلّ رُمْحِي ".
قلتُ: إن الرزقَ الذي يتحدث عنه النبيُّ r هو الجنة ؛ لأنه rأشار في موضعٍ آخر قائلاً :" الْجَنَّةُتَحْتَ ظِلَالِ السُّيُوفِ " .
قال ابنُ حجرٍ في الفتحِ : قَوْلِهِ " تَحْتَ ظِلّرُمْحِي " إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّ ظِلَّهُ مَمْدُودٌإِلَى أَبَدِ الْآبَادِ وَالْحِكْمَةِ فِي الِاقْتِصَارِ عَلَى ذِكْرِ الرُّمْحِ دُونَغَيْرِهِ مِنْ آلَاتِ الْحَرْبِ كَالسَّيْفِ أَنَّ عَادَتَهُمْ جَرَتْ بِجَعْلِ الرَّايَاتِفِي أَطْرَافِ الرُّمْحِ فَلَمَّا كَانَ ظِلّ الرُّمْح أَسْبَغَ كَانَ نِسْبَةُ الرِّزْقِإِلَيْهِ أَلْيَقَ وَقَدْ تَعَرَّضَ فِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ لِظِلِّ السَّيْفِ كَمَاسَيَأْتِي قَرِيبًا مِنْ قَوْلِهِ r " الْجَنَّةُ تَحْتَ ظِلَالِ السُّيُوفِ" فَنُسِبَ الرِّزْقُ إِلَى ظِلّ الرُّمْح لِمَا ذَكَرْتُهُ أَنَّ الْمَقْصُودَبِذِكْرِ الرُّمْحِ الرَّايَةُ وَنُسِبَتْ الْجَنَّة إِلَى ظِلِّ السَّيْفِ لِأَنَّالشَّهَادَةَ تَقَعُ بِهِ غَالِبًا وَلِأَنَّ ظِلّ السَّيْفِ يَكْثُرُ ظُهُورُهُ بِكَثْرَةحَرَكَة السَّيْفِ فِي يَدِ الْمُقَاتِلِ ؛ وَلِأَنَّ ظِلّ السَّيْف لَا يَظْهَرُ إِلَّابَعْدَ الضَّرْبِ بِهِ لِأَنَّهُ قَبْلَ ذَلِكَ يَكُونُ مَغْمُودًا مُعَلَّقًا أهـ .
وبالتالي فإن الحديثَ يبيّن أن المجاهد في سبيل الله الذي يدفع العدوان ، أو ينصر المستضعفين ، أويعلي كلمة التوحيد ، ويصبح شهيدًابسبب جهاده ويصير رزقه الجنة. وعليه فلاحجة لهم بهذا الحديث الشريف الذي لا يخدم مصالحهم بحال من الأحوال كما تقدم معنا -بفضل اللهِ I-.
خامسًا : إنغيرَ المسلمين من المنصفين شهدوا لنبيِّناr بشهادات تخالف ادعاءات المعترضين ، وكما قيل :إن الحق ما شهدت به الأعداء ، فقد أجرى اللهُ Iعلى ألسنة بعض عقلاء القومعبارات تكذب هذه الشبهة ، منذلك ما قاله كارليل: " أيزعم الكاذبون أن الطمع وحب الدنيا هو الذي أقام محمداً وأثاره ،حمقوأيـم الله ، وسخافة وهوس " .
ويقول" : لقد كان زاهداًمتقشفاً في مسكنه ، ومأكله ، ومشربه ، وملبسه ، وسائر أموره وأحواله.. ...فحبذا محمد من رجل خشن اللباس ،خشن الطعام ، مجتهد في الله ، قائم النهار ، ساهر الليل ، دائباً في نشر دين،الله غير طامعإلى ما يطمع إليه أصاغر الرجال ، من رتبة،أو دولة ،أو سلطان ،غير متطلع إلى ذكرأو شهوة" .أهـ
سادسًا : إن من رزقِ النبيِّ rالغنائم هذا لا إشكال فيه البتة...
وأتساءل: هللو أخذ النبيُّ الغنائمَ بعد الحروبِ حرام بحسب الكتابِ المقدس ؟! أو في أي كتابعلى وجهِ الأرض ؟! أو في أي عرفٍ من الأعرافِ... ؟!
الجواب : لا ؛ لأن نصوصَ الكتاب المقدس فيها أمرٌمن الربِّ لأنبيائِه بأخذ الغنائم بعد قتلِ أصحابِها في الحروبِ ، دليل ذلك الآتي:
1- نبيُّ اللهِ داود كان يأخذ الغنائم..... وذلك في الآتي:
1- بعد انتصارِه علىعدوه ، وذلك في سفر صموئيل الأول إصحاح 30 عدد 20وَأَخَذَ دَاوُدُ الْغَنَمَ وَالْبَقَرَ.سَاقُوهَا أَمَامَ تِلْكَ الْمَاشِيَةِ وَقَالُوا: «هذِهِ غَنِيمَةُ دَاوُدَ».
2- يؤلفقلوب أتباعه بتوزيعِالغنائم ، وذلك فيسفر صموئيل الأول إصحاح 30 عدد 26وَلَمَّا جَاءَ دَاوُدُ إِلَىصِقْلَغَ أَرْسَلَ مِنَ الْغَنِيمَةِ إِلَى شُيُوخِ يَهُوذَا، إِلَى أَصْحَابِهِقَائِلاً: «هذِهِ لَكُمْ بَرَكَةٌ مِنْ غَنِيمَةِ أَعْدَاءِ الرَّبِّ». 27إِلَىالَّذِينَ فِي بَيْتِ إِيل وَالَّذِينَ فِي رَامُوتَ الْجَنُوبِ وَالَّذِينَ فِييَتِّيرَ، 28وَإِلَى الَّذِينَ فِي عَرُوعِيرَ وَالَّذِينَ فِيسِفْمُوثَ وَالَّذِينَ فِي أَشْتِمُوعَ، 29وَإِلَى الَّذِينَ فِيرَاخَالَ وَالَّذِينَ فِي مُدُنِ الْيَرْحَمْئِيلِيِّينَ وَالَّذِينَ فِي مُدُنِالْقِينِيِّينَ، 30وَإِلَى الَّذِينَ فِي حُرْمَةَ وَالَّذِينَ فِيكُورِ عَاشَانَ وَالَّذِينَ فِي عَتَاكَ، 31وَإِلَى الَّذِينَ فِيحَبْرُونَ، وَإِلَى جَمِيعِ الأَمَاكِنِ الَّتِي تَرَدَّدَ فِيهَا دَاوُدُوَرِجَالُهُ.
3-يأخذ الغنائم بعد قتلِ أعدائهوالتمثل بجثثهم، وذلك في سفر صموئيل الثاني إصحاح12 عدد 26وَحَارَبَ يُوآبُ رِبَّةَ بَنِي عَمُّونَوَأَخَذَ مَدِينَةَ الْمَمْلَكَةِ. 27وَأَرْسَلَ يُوآبُ رُسُلاً إِلَىدَاوُدَ يَقُولُ: «قَدْ حَارَبْتُ رِبَّةَ وَأَخَذْتُ أَيْضًا مَدِينَةَالْمِيَاهِ. 28فَالآنَ اجْمَعْ بَقِيَّةَ الشَّعْبِ وَانْزِلْ عَلَىالْمَدِينَةِ وَخُذْهَا لِئَلاَّ آخُذَ أَنَا الْمَدِينَةَ فَيُدْعَى بِاسْمِيعَلَيْهَا». 29فَجَمَعَ دَاوُدُ كُلَّ الشَّعْبِ وَذَهَبَ إِلَىرِبَّةَ وَحَارَبَهَا وَأَخَذَهَا. 30وَأَخَذَ تَاجَ مَلِكِهِمْ عَنْرَأْسِهِ، وَوَزْنُهُ وَزْنَةٌ مِنَ الذَّهَبِ مَعَ حَجَرٍ كَرِيمٍ، وَكَانَ عَلَىرَأْسِ دَاوُدَ. وَأَخْرَجَ غَنِيمَةَ الْمَدِينَةِ كَثِيرَةً جِدًّا. 31وَأَخْرَجَالشَّعْبَ الَّذِي فِيهَا وَوَضَعَهُمْ تَحْتَ مَنَاشِيرَ وَنَوَارِجِ حَدِيدٍوَفُؤُوسِ حَدِيدٍ وَأَمَرَّهُمْ فِي أَتُونِ الآجُرِّ، وَهكَذَا صَنَعَ بِجَمِيعِمُدُنِ بَنِي عَمُّونَ. ثُمَّ رَجَعَ دَاوُدُ وَجَمِيعُ الشَّعْبِ إِلَىأُورُشَلِيمَ.
2- الربُّ يأمر نبيَّهموسى بأخذِ الغنائمِ .... وذلك في عدة مواضع منها:
1- سفرالتثنية إصحاح20 عدد10«حِينَ تَقْرُبُ مِنْ مَدِينَةٍ لِكَيْ تُحَارِبَهَااسْتَدْعِهَا إِلَى الصُّلْحِ، 11فَإِنْ أَجَابَتْكَ إِلَى الصُّلْحِوَفَتَحَتْ لَكَ، فَكُلُّ الشَّعْبِ الْمَوْجُودِ فِيهَا يَكُونُ لَكَلِلتَّسْخِيرِ وَيُسْتَعْبَدُ لَكَ. 12وَإِنْ لَمْ تُسَالِمْكَ، بَلْعَمِلَتْ مَعَكَ حَرْبًا، فَحَاصِرْهَا. 13وَإِذَا دَفَعَهَا الرَّبُّإِلهُكَ إِلَى يَدِكَ فَاضْرِبْ جَمِيعَ ذُكُورِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ. 14وَأَمَّاالنِّسَاءُ وَالأَطْفَالُ وَالْبَهَائِمُ وَكُلُّ مَا فِي الْمَدِينَةِ، كُلُّغَنِيمَتِهَا، فَتَغْتَنِمُهَا لِنَفْسِكَ، وَتَأْكُلُ غَنِيمَةَ أَعْدَائِكَالَّتِي أَعْطَاكَ الرَّبُّ إِلهُكَ. 15هكَذَا تَفْعَلُ بِجَمِيعِالْمُدُنِ الْبَعِيدَةِ مِنْكَ جِدًّا الَّتِي لَيْسَتْ مِنْ مُدُنِ هؤُلاَءِالأُمَمِ هُنَا.
2- سفر العدد إصحاح 31 عدد 1وَكَلَّمَالرَّبُّ مُوسَى قَائِلاً: 2«اِنْتَقِمْ نَقْمَةً لِبَنِي إِسْرَائِيلَمِنَ الْمِدْيَانِيِّينَ، ثُمَّ تُضَمُّ إِلَى قَوْمِكَ». 3فَكَلَّمَمُوسَى الشَّعْبِ قَائِلاً: «جَرِّدُوا مِنْكُمْ رِجَالاً لِلْجُنْدِ، فَيَكُونُواعَلَى مِدْيَانَ لِيَجْعَلُوا نَقْمَةَ الرَّبِّ عَلَى مِدْيَانَ. 4أَلْفًاوَاحِدًا مِنْ كُلِّ سِبْطٍ مِنْ جَمِيعِ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ تُرْسِلُونَلِلْحَرْبِ». 5فَاخْتِيرَ مِنْ أُلُوفِ إِسْرَائِيلَ أَلْفٌ مِنْ كُلِّسِبْطٍ. اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا مُجَرَّدُونَ لِلْحَرْبِ. 6فَأَرْسَلَهُمْمُوسَى أَلْفًا مِنْ كُلِّ سِبْطٍ إِلَى الْحَرْبِ، هُمْ وَفِينْحَاسَ بْنَأَلِعَازَارَ الْكَاهِنِ إِلَى الْحَرْبِ، وَأَمْتِعَةُ الْقُدْسِ وَأَبْوَاقُالْهُتَافِ فِي يَدِهِ. 7فَتَجَنَّدُوا عَلَى مِدْيَانَ كَمَا أَمَرَالرَّبُّ وَقَتَلُوا كُلَّ ذَكَرٍ. 8وَمُلُوكُ مِدْيَانَ قَتَلُوهُمْفَوْقَ قَتْلاَهُمْ: أَوِيَ وَرَاقِمَ وَصُورَ وَحُورَ وَرَابعَ. خَمْسَةَ مُلُوكِمِدْيَانَ. وَبَلْعَامَ بْنَ بَعُورَ قَتَلُوهُ بِالسَّيْفِ. 9وَسَبَىبَنُو إِسْرَائِيلَ نِسَاءَ مِدْيَانَ وَأَطْفَالَهُمْ، وَنَهَبُوا جَمِيعَبَهَائِمِهِمْ، وَجَمِيعَ مَوَاشِيهِمْ وَكُلَّ أَمْلاَكِهِمْ. 10وَأَحْرَقُواجَمِيعَ مُدُنِهِمْ بِمَسَاكِنِهِمْ، وَجَمِيعَ حُصُونِهِمْ بِالنَّارِ. 11وَأَخَذُواكُلَّ الْغَنِيمَةِ وَكُلَّ النَّهْبِ مِنَ النَّاسِ وَالْبَهَائِمِ، 12وَأَتَوْاإِلَى مُوسَى وَأَلِعَازَارَ الْكَاهِنِ وَإِلَى جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَبِالسَّبْيِ وَالنَّهْبِ وَالْغَنِيمَةِ إِلَى الْمَحَلَّةِ إِلَى عَرَبَاتِمُوآبَ الَّتِي عَلَى أُرْدُنِّ أَرِيحَا.
3- سفر العدد إصحاح31 عدد25وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: 26«أَحْصِأَنْتَ وَأَلِعَازَارُ الْكَاهِنُ وَرُؤَسَاءُ الْعَشَائِرِ الْغَنَائِمَوَالسَّبْيَ مِنَ النَّاسِ وَالْحَيَوَانِ، 27وَقَسِّمِ الْغَنَائِمَمُنَاصَفَةً بَيْنَ الْجُنْدِ الْمُشْتَرِكِينَ فِي الْحَرْبِ وَبَيْنَ كُلِّالْجَمَاعَةِ. 28وَخُذْ نَصِيباً لِلرَّبِّ مِنْ غَنَائِمِ أَهْلِ الْحَرْبِ،وَاحِداً مِنْ كُلِّ خَمْسِ مَئَةٍ مِنَ النَّاسِ وَالْبَقَرِ وَالْحَمِيرِوَالْغَنَمِ. 29 مِنْ نِصْفِ أَهْلِ الْحَرْبِ تَأْخُذُهَا وَتُعْطِيهَالأَلِعَازَارَ الْكَاهِنِ تَقْدِمَةً لِلرَّبِّ. 30وَتَأْخُذُ مِنْ نِصْفِ بَنِيإِسْرَائِيلَ وَاحِداً مِنْ كُلِّ خَمْسِينَ مِنَ النَّاسِ وَالْبَقَرِوَالْحَمِيرِ وَالْغَنَمِ وَسَائِرِ الْبَهَائِمِ، وَتُعْطِيهَا لِلاَّوِيِّينَالْقَائِمِينَ عَلَى خِدْمَةِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. 31فَنَفَّذَ مُوسَىوَأَلِعَازَارُ الْكَاهِنُ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى. 32وَكَانَ النَّهْبُالْمُتَبَقِّي مِنْ غَنَائِمِ رِجَالِ الْحَرْبِ مِنَ الْغَنَمِ سِتَّ مِئَةٍوَخَمْسَةً وَسَبْعِينَ أَلْفاً، 33وَمِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ وَسَبْعِينَأَلْفاً، 34وَمِنَ الْحَمِيرِ وَاحِداً وَسِتِّينَ أَلْفاً، 35وَمِنَ الْعَذَارَىاللَّوَاتِي لَمْ يُضَاجِعْنَ ذَكَراً اثْنَيْنِ وَثَلاَثِينَ أَلْفاً. 36فَكَانَالنِّصْفُ نَصِيبُ أَهْلِ الْحَرْبِ، مِنَ الْغَنَمِ ثَلاَثَ مِئَةٍ وَسَبْعَةًوَثَلاَثِينَ أَلْفاً وَخَمْسَ مِئَةٍ. 37وَكَانَتْ زَكَاةُ الرَّبِّ مِنْهَاسِتَّ مِئَةٍ وَخَمْسَةً وَسَبْعِينَ، 38وَمِنَ الْبَقَرِ سِتَّةًوَثَلاَثِينَ أَلْفاً، وَزَكَاةُ الرَّبِّ مِنْهَا اثْنَيْنِ وَسَبْعِينَ،39وَمِنَ الْحَمِيرِ ثَلاَثِينَ أَلْفاً وَخَمْسَ مِئَةٍ، وَزَكَاةُ الرَّبِّمِنْهَا وَاحِداً وَسِتِّينَ، 40وَمِنَ النِّسَاءِ الْعَذَارَى سِتَّةَ عَشَرَأَلْفاً، وَزَكَاةُ الرَّبِّ مِنْهَا اثْنَيْنَ وَثَلاَثِينَ نَفْساً. 41فَأَعْطَىمُوسَى الزَّكَاةَ تَقْدِمَةَ الرَّبِّ لأَلِعَازَارَ الْكَاهِنِ، كَمَا أَمَرَالرَّبُّ مُوسَى. 42أَمَّا نِصْفُ غَيْرِ الْمُحَارِبِينَ مِنَالإِسْرَائِيلِيِّينَ مِنَ الْغَنِيمَةِ الَّذِي قَسَمَهُ مُوسَى مِنْ كَامِلِغَنَائِمِ أَهْلِ الْحَرْبِ، 43فَكَانَ مِنَ الْغَنَمِ ثَلاَثَ مِئَةٍ وَسَبْعَةًوَثَلاَثِينَ أَلْفاً وَخَمْسَ مِئَةٍ، 44وَمِنَ الْبَقَرِ سِتَّةً وَثَلاَثِينَأَلْفاً، 45وَمِنَ الْحَمِيرِ ثَلاَثِينَ أَلْفاً وَخَمْسَ مِئَةٍ، 46وَمِنَالْعَذَارَى سِتَّةَ عَشَرَ أَلْفاً. 47فَأَفْرَزَ مُوسَى مِنْ نَصِيبِالإِسْرَائِيلِيِّينَ وَاحِداً مِنْ كُلِّ خَمْسِينَ مِنَ النِّسَاءِ وَمِنَالْبَهَائِمِ وَأَعْطَاهَا لِلاَّوِيِّينَ الْقَائِمِينَ عَلَى خِدْمَةِالْمَسْكَنِ، كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى.(ترجمة الحياة).
4-سفر التثنية إصحاح2عدد 35ـ36 : وغنيمة المدن التي أخذنا..الجميع دفعه الرب إلهنا أمامنا.
3- النبيُّ يوشع أخذ الغنائم بأمرٍ من الربِّ ... وذلك في سفر يشوع إصحاح 11عدد 14وَكُلُّ غَنِيمَةِ تِلْكَالْمُدُنِ وَالْبَهَائِمَ نَهَبَهَا بَنُو إِسْرَائِيلَ لأَنْفُسِهِمْ. وَأَمَّاالرِّجَالُ فَضَرَبُوهُمْ جَمِيعًا بِحَدِّ السَّيْفِ حَتَّى أَبَادُوهُمْ. لَمْيُبْقُوا نَسَمَةً. 15كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى عَبْدَهُ هكَذَاأَمَرَ مُوسَى يَشُوعَ، وَهكَذَا فَعَلَ يَشُوعُ. لَمْ يُهْمِلْ شَيْئًا مِنْكُلِّ مَا أَمَرَ بِهِ الرَّبُّ مُوسَى.
4 نبيُّ اللهِإبراهيم أخذ الغائم بأمر من الربِّ ، وذلك في رسالةِ بولسإلى العبرانيين إصحاح 7 عدد( 1الى 4) ففيها أن نبيَّ اللهِ إبراهيم حارب الملوك وقهرهم...و في العدد الرابع أخذ الغنائم منهم كما يلي:4 ثم انظرواما أعظم هذا الذي أعطاه إبراهيم رئيس الإباء عشرا أيضا من رأسِ الغنائم.
وعليهأتساءل:
1- إن هذا قليل من كثير؛فإذا كان داودُ النبيُّ أخذ الغنائم ، وموسى ، ويشوع ، وإبراهيم..... -عليهم السلام - وذلك بحسب ما جاء في الكتابِ المقدس كما بيّنتُ، فماالمانع ، وما العيب أن يأخذ نبيُّناr الغنائم كما هو حال أنبياءِالكتابِ المقدس... ؟
2- لماذا لم يطعن المعترضونفي أولاً نصوص كتابهم ..؟! هلا أخرجوا الخشبةَ التي في أعينهم أولاً قبل النظر إلى القشة التي في عينِ الآخرين ؟!
سابعًا :إن النبيَّ rكان من رزقه أخذالغنائم كما هو حال غيرِه من الأنبياءِ كما تقدم معنا ،لكن الأمر الذي يدعو للدهشةهو أن إنجيل لوقا ينسب إلى يسوعَالمسيح وأصاحبِه أن رزقَهم وأكلَهم كان من عرقِ النساءِ منهن زانيات ، مثل مريمالْمَجْدَلِيَّةَ...... وذلكفي الإصحاح 8 عدد1وَعَلَى أَثَرِ ذلِكَ كَانَيَسِيرُ فِي مَدِينَةٍ وَقَرْيَةٍ يَكْرِزُ وَيُبَشِّرُ بِمَلَكُوتِ اللهِ،وَمَعَهُ الاثْنَا عَشَرَ. 2وَبَعْضُ النِّسَاءِ كُنَّ قَدْ شُفِينَمِنْ أَرْوَاحٍ شِرِّيرَةٍ وَأَمْرَاضٍ: مَرْيَمُ الَّتِي تُدْعَى الْمَجْدَلِيَّةَالَّتِي خَرَجَ مِنْهَا سَبْعَةُ شَيَاطِينَ، 3وَيُوَنَّا امْرَأَةُخُوزِي وَكِيلِ هِيرُودُسَ، وَسُوسَنَّةُ، وَأُخَرُ كَثِيرَاتٌ كُنَّ يَخْدِمْنَهُمِنْ أَمْوَالِهِنَّ. لاتعليق !
· الرد على الشبهة
أولاً: إن الادعاءَ بأن النبيَّ r كان صاحب مطامع دنيوية ، يحرص عليها ،ويسعى في تحصيلها ...ادعاء باطل ؛ وإنما دعوته r صالحة نافعة ، تعودبالخير على متبعيها في الدنيا والآخرة ،فالناظر في سيرته r، والمتأمل في تاريخِ دعوتِه، يعلم علمَ اليقين أنه r لم يكن يسعى إلىتحقيق أي مكسب دنيوي كما هو حال طلاب الدنيا ،وبالتالي فهذه الشبهة لا يوجد عليهادليلٌ من واقع حياة رسولِ اللهِ r ، والدليل على كلاميعدم وجود الدليل علي كلامهم ؛ فكلام المشركينالأوائل عنه بأنه الصادق الأمين حتى بعد البعثة ، والتاريخ يثبت عكس ما ادعى المعترضون.
وأقول : لو كان rكما قالوا لعاش عيشَ الملوك ، في القصوروالبيوت الفارعة ، ولأتخذ من الخدمِ والحراسِ والحشم ما يكون على المستوى المتناسب مع تلكالمطامع المزعومة ؛ بينما الواقع يشهد بخلاف ذلك، إذ كان في شظف من العيش ، مكتفياً بما يقيم أودالحياة ؛ فكانتهذه حاله r منذ أن رأى نورالحياة إلى أن التحق بالرفيق الأعلى r ، ويشهدلهذا أنّ بيوته r كانت عبارة عنغرف بسيطة لا تكاد تتسع له ولزوجاته، وكذلك الحال بالنسبة لطعامهوشرابه ، فقد كان يمر عليه الشهر والشهران ولاتوقد نارٌ في بيته ، ولم يكن له من الطعام إلا الأسودان - التمروالماء - ...ففي صحيح البخاريبرقم 5977 عَنْ عَائِشَةَ -رَضِيَ اللَّهُعَنْهَا- قَالَتْ :كَانَ يَأْتِي عَلَيْنَا الشَّهْرُ مَا نُوقِدُ فِيهِ نَارًا إِنَّمَاهُوَ التَّمْرُ وَالْمَاءُ إِلَّا أَنْ نُؤْتَى بِاللُّحَيْمِ.
ومات r ودرعه مرهونةعند يهودي ، ومات وفي بيته ست دنانير فقط ، وقد أمر بالتصدقِ بها قبل موته ....جاءذلك في الآتي:
1- صحيح البخاريبرقم 2700 عَنْ عَائِشَةَ- رضي اللهُ عنها – قَالَتْ: تُوُفِّىَ رَسُولُ اللَّهِ r وَدِرْعُهُ مَرْهُونَةٌ عِنْدَ يَهُودِىٍّ بِثَلاَثِينَصَاعًا مِنْ شَعِيرٍ .
2- صحيح البخاري برقم2534 عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ t قال: مَا تَرَكَ رَسُولُ اللَّهِr عِنْدَ مَوْتِهِ دِرْهَمًا وَلَا دِينَارًا وَلَا عَبْدًا وَلَا أَمَةًوَلَا شَيْئًا إِلَّا بَغْلَتَهُ الْبَيْضَاءَ وَسِلَاحَهُ وَأَرْضًا جَعَلَهَا صَدَقَةً.
3- صحيح البخاري برقم 2866 عَنْ عَائِشَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا – قَالَتْ: تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِr وَمَا فِي بَيْتِي مِنْ شَيْءٍ يَأْكُلُهُ ذُو كَبِدٍإِلَّا شَطْرُ شَعِيرٍ فِي رَفٍّ لِي فَأَكَلْتُ مِنْهُ حَتَّى طَالَ عَلَيَّ فَكِلْتُهُفَفَنِيَ.
إذًا سيرته r حافلة بما يدلعلى خلاف ما يدعيه المدعون فكان يعطي عطاءَ من لا يخشي الفقر ويظل الجوع في بيتِه rملازمًا له ولأهلِه ، وأحيانًايربط الحجارة على بطنِه من شدةِ الجوعِ r ؛ لكي يُطعم غيره r....ثبت ذلك في صحيح البخاري برقم 1376 عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ أَنَّنَاسًا مِنَ الأَنْصَارِ سَأَلُوا رَسُولَ اللَّه ِr فَأَعْطَاهُمْثُمَّ سَأَلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ حَتَّى نَفِدَ مَا عِنْدَهُ ثُمَّ قَالَ :" مَايَكُونُ عندي مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ أَدَّخِرَهُ عَنْكُمْ وَمَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُاللَّهُ وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللَّهُ وَمَنْ يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللَّهُوَمَا أُعْطِىَ أَحَدٌ عَطَاءً هُوَ خَيْرٌ وَأَوْسَعُ مِنَ الصَّبْرِ ".
ثانيًا : إنشبهتهم هذه تتناقض مع زهده rالذي علمه الجميع حتى أعداؤه r ... يدلل على ذلك ما جاء في الآتي:
1- السلسة الصحيحة برقم439 عن ابنِ عباسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - :أن رسولَ اللهِ r دخل عليه عمر وهو على حصير قد أثر في جنبه فقال:يا نبي الله ! لو اتخذت فراشاً أوثر من هذا ؟ فقال:" ما لي وللدنيا ؟ ! ما مثليومثل الدنيا؛ إلا كراكب سار في يوم صائف فاستظل تحت شجرة ساعة من نهار ثم راحوتركها " .
2- صحيح البخاري برقم3615 عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ t أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ r جَلَسَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَقَالَ:"إِنَّ عَبْدًا خَيَّرَهُ اللَّهُ بَيْنَ أَنْ يُؤْتِيَهُ مِنْ زَهْرَةِ الدُّنْيَامَا شَاءَ وَبَيْنَ مَا عِنْدَهُ فَاخْتَارَ مَا عِنْدَهُ" فَبَكَى أَبُو بَكْرٍوَقَالَ: فَدَيْنَاكَ بِآبَائِنَا وَأُمَّهَاتِنَا فَعَجِبْنَا لَهُ وَقَالَ النَّاسُ:انْظُرُوا إِلَى هَذَا الشَّيْخِ يُخْبِرُ رَسُولُ اللَّهِ r عَنْ عَبْدٍ خَيَّرَهُ اللَّهُبَيْنَ أَنْ يُؤْتِيَهُ مِنْ زَهْرَةِ الدُّنْيَا وَبَيْنَ مَا عِنْدَهُ وَهُوَ يَقُولُ:فَدَيْنَاكَ بِآبَائِنَا وَأُمَّهَاتِنَا فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ r هُوَ الْمُخَيَّرَ وَكَانَ أَبُوبَكْرٍ هُوَ أَعْلَمَنَا بِهِ وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ r:" إِنَّ مِنْ أَمَنِّ النَّاسِ عَلَيَّ فِيصُحْبَتِهِ وَمَالِهِ أَبَا بَكْرٍ وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا مِنْ أُمَّتِيلَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ إِلَّا خُلَّةَ الْإِسْلَامِ لَا يَبْقَيَنَّ فِي الْمَسْجِدِخَوْخَةٌ إِلَّا خَوْخَةُ أَبِي بَكْر "ٍ.
3- كانr يحث أصحابَه y على الزهد... وذلك في صحيح البخاري برقم 1372عنأبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ t يُحَدِّثُ أَنَّ النَّبِيَّ r جَلَسَ ذَاتَ يَوْمٍ عَلَى الْمِنْبَرِوَجَلَسْنَا حَوْلَهُ فَقَالَ:" إِنِّي مِمَّا أَخَافُ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِيمَا يُفْتَحُ عَلَيْكُمْ مِنْ زَهْرَةِ الدُّنْيَا وَزِينَتِهَا".
4- قرن r في التحذير بين فتنة الدنيا وفتنة النساء ...وذلكصحيحِ مسلم برقم 4925 عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّt عَنْ النَّبِيِّ r قَالَ:" إِنَّ الدُّنْيَاحُلْوَةٌ خَضِرَةٌ وَإِنَّ اللَّهَ مُسْتَخْلِفُكُمْ فِيهَا فَيَنْظُرُ كَيْفَ تَعْمَلُونَفَاتَّقُوا الدُّنْيَا وَاتَّقُوا النِّسَاءَ فَإِنَّ أَوَّلَ فِتْنَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَكَانَتْ فِي النِّسَاءِ ".
ثالثًا : إن ادعاءهمالواضح من شبهتِهم التي تقول عنه r بأنه كان صاحب مطامع دنيوية ، لم يكن يظهرها في بداية دعوتهفي مكة ، ولكنه بعد هجرته إلى المدينة بدأ يعمل على جمع الأموال والغنائم من خلالالحروب التي خاضها هو وأصحابه ، ابتغاء تحصيل مكاسب مادية وفوائد معنوية!! ادعاء باطلكاذب ؛ الصحيح عكس ما ادعوا ؛ لأن أهل مكة عرضوا على رسولِ الله r المال والملك والجاه من أجل أن يتخلى عن دعوته ؛ فرفض ذلك كله ، وفضل أنيبقى على شظف العيش مع الاستمرار في دعوته ،فلو كان من الراغبين في الدنيا لما رفضها وقد أتته من غير عناء...يدلل على ذلك ما جاءفي الآتي:
1- كتبِ السيرِة r قال: " يا عماه لو وضعوا الشمسَ في يمينيوالقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره الله أو أهلك فيه ما تركته ". فقه السيرة للألباني ( ضعيف ) برقم 109
2- سنن أبي داود برقم1351 عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا-أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ r بَعَثَ مُعَاذًا إِلَى الْيَمَنِ فَقَالَ:"إِنَّكَ تَأْتِي قَوْمًا أَهْلَ كِتَابٍ فَادْعُهُمْ إِلَى شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَإِلَّا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوكَ لِذَلِكَ فَأَعْلِمْهُمْأَنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍفَإِنْ هُمْ أَطَاعُوكَ لِذَلِكَ فَأَعْلِمْهُمْ أَنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْصَدَقَةً فِي أَمْوَالِهِمْ تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ وَتُرَدُّ عَلَى فُقَرَائِهِمْفَإِنْ هُمْ أَطَاعُوكَ لِذَلِكَ فَإِيَّاكَ وَكَرَائِمَ أَمْوَالِهِمْ وَاتَّقِ دَعْوَةَالْمَظْلُومِ فَإِنَّهَا لَيْسَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ اللَّهِ حِجَابٌ" . صححهالألباني في سنن أبي داود برقم 1584.
نلاحظ أن من وصاياه rبعد أن تركه مكةَ كان يوصي أصحابَه yوقوادَ جيشِه بأخذِ أموالِ الزكاةِ من الأغنياءِ وردها إلى الفقراء من أجلِالتكافلِ الاجتماعي .....
رابعًا : إن فهمَهذا الحديث فهمًا صحيحًا يُفهم بخلاففهمهم له ؛ فالحديثرواه البخاريُّ في بَاب ( مَا قِيلَ فِيالرِّمَاحِ وَيُذْكَرُ عَنْ ابْنِ عُمَرَ عَنْ النَّبِيِّ r جُعِلَ رِزْقِي تَحْتَ ظِلِّرُمْحِي وَجُعِلَ الذِّلَّةُ وَالصَّغَارُ عَلَى مَنْ خَالَفَ أَمْرِي).
و رواه الْإِمَام أَحْمَد فِيمسنده برقم 4868 عَنِ ابْنِ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : r " بُعِثْتُ بِالسَّيْفِ حَتَّى يُعْبَدَ اللَّهُ لَا شَرِيكَلَهُ وَجُعِلَ رِزْقِي تَحْتَ ظِلِّ رُمْحِي وَجُعِلَ الذِّلَّةُ وَالصَّغَارُ عَلَىمَنْ خَالَفَ أَمْرِي وَمَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ ". انظر حديثرقم 2831 في صحيح الجامع .
قلتُ: في قولِه r "بُعِثْت بِالسَّيْفِ بَيْن يَدَيْ السَّاعَة حَتَّى يُعْبَد اللَّه وَحْده لَا شَرِيكلَه ".
قد تقدم معنا حديث معاذt لما أرسله النبيُّ r إلى اليمن ،تبين منه ومن غيره أنه r لم يقاتل أحداً ، قبل دعوته إلى الإسلامِ ، التي تصان به الدماء و الحرمات .....
وأما قوله r: " وَجُعِلَ رِزْقِي تَحْت ظِلّ رُمْحِي ".
قلتُ: إن الرزقَ الذي يتحدث عنه النبيُّ r هو الجنة ؛ لأنه rأشار في موضعٍ آخر قائلاً :" الْجَنَّةُتَحْتَ ظِلَالِ السُّيُوفِ " .
قال ابنُ حجرٍ في الفتحِ : قَوْلِهِ " تَحْتَ ظِلّرُمْحِي " إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّ ظِلَّهُ مَمْدُودٌإِلَى أَبَدِ الْآبَادِ وَالْحِكْمَةِ فِي الِاقْتِصَارِ عَلَى ذِكْرِ الرُّمْحِ دُونَغَيْرِهِ مِنْ آلَاتِ الْحَرْبِ كَالسَّيْفِ أَنَّ عَادَتَهُمْ جَرَتْ بِجَعْلِ الرَّايَاتِفِي أَطْرَافِ الرُّمْحِ فَلَمَّا كَانَ ظِلّ الرُّمْح أَسْبَغَ كَانَ نِسْبَةُ الرِّزْقِإِلَيْهِ أَلْيَقَ وَقَدْ تَعَرَّضَ فِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ لِظِلِّ السَّيْفِ كَمَاسَيَأْتِي قَرِيبًا مِنْ قَوْلِهِ r " الْجَنَّةُ تَحْتَ ظِلَالِ السُّيُوفِ" فَنُسِبَ الرِّزْقُ إِلَى ظِلّ الرُّمْح لِمَا ذَكَرْتُهُ أَنَّ الْمَقْصُودَبِذِكْرِ الرُّمْحِ الرَّايَةُ وَنُسِبَتْ الْجَنَّة إِلَى ظِلِّ السَّيْفِ لِأَنَّالشَّهَادَةَ تَقَعُ بِهِ غَالِبًا وَلِأَنَّ ظِلّ السَّيْفِ يَكْثُرُ ظُهُورُهُ بِكَثْرَةحَرَكَة السَّيْفِ فِي يَدِ الْمُقَاتِلِ ؛ وَلِأَنَّ ظِلّ السَّيْف لَا يَظْهَرُ إِلَّابَعْدَ الضَّرْبِ بِهِ لِأَنَّهُ قَبْلَ ذَلِكَ يَكُونُ مَغْمُودًا مُعَلَّقًا أهـ .
وبالتالي فإن الحديثَ يبيّن أن المجاهد في سبيل الله الذي يدفع العدوان ، أو ينصر المستضعفين ، أويعلي كلمة التوحيد ، ويصبح شهيدًابسبب جهاده ويصير رزقه الجنة. وعليه فلاحجة لهم بهذا الحديث الشريف الذي لا يخدم مصالحهم بحال من الأحوال كما تقدم معنا -بفضل اللهِ I-.
خامسًا : إنغيرَ المسلمين من المنصفين شهدوا لنبيِّناr بشهادات تخالف ادعاءات المعترضين ، وكما قيل :إن الحق ما شهدت به الأعداء ، فقد أجرى اللهُ Iعلى ألسنة بعض عقلاء القومعبارات تكذب هذه الشبهة ، منذلك ما قاله كارليل: " أيزعم الكاذبون أن الطمع وحب الدنيا هو الذي أقام محمداً وأثاره ،حمقوأيـم الله ، وسخافة وهوس " .
ويقول" : لقد كان زاهداًمتقشفاً في مسكنه ، ومأكله ، ومشربه ، وملبسه ، وسائر أموره وأحواله.. ...فحبذا محمد من رجل خشن اللباس ،خشن الطعام ، مجتهد في الله ، قائم النهار ، ساهر الليل ، دائباً في نشر دين،الله غير طامعإلى ما يطمع إليه أصاغر الرجال ، من رتبة،أو دولة ،أو سلطان ،غير متطلع إلى ذكرأو شهوة" .أهـ
سادسًا : إن من رزقِ النبيِّ rالغنائم هذا لا إشكال فيه البتة...
وأتساءل: هللو أخذ النبيُّ الغنائمَ بعد الحروبِ حرام بحسب الكتابِ المقدس ؟! أو في أي كتابعلى وجهِ الأرض ؟! أو في أي عرفٍ من الأعرافِ... ؟!
الجواب : لا ؛ لأن نصوصَ الكتاب المقدس فيها أمرٌمن الربِّ لأنبيائِه بأخذ الغنائم بعد قتلِ أصحابِها في الحروبِ ، دليل ذلك الآتي:
1- نبيُّ اللهِ داود كان يأخذ الغنائم..... وذلك في الآتي:
1- بعد انتصارِه علىعدوه ، وذلك في سفر صموئيل الأول إصحاح 30 عدد 20وَأَخَذَ دَاوُدُ الْغَنَمَ وَالْبَقَرَ.سَاقُوهَا أَمَامَ تِلْكَ الْمَاشِيَةِ وَقَالُوا: «هذِهِ غَنِيمَةُ دَاوُدَ».
2- يؤلفقلوب أتباعه بتوزيعِالغنائم ، وذلك فيسفر صموئيل الأول إصحاح 30 عدد 26وَلَمَّا جَاءَ دَاوُدُ إِلَىصِقْلَغَ أَرْسَلَ مِنَ الْغَنِيمَةِ إِلَى شُيُوخِ يَهُوذَا، إِلَى أَصْحَابِهِقَائِلاً: «هذِهِ لَكُمْ بَرَكَةٌ مِنْ غَنِيمَةِ أَعْدَاءِ الرَّبِّ». 27إِلَىالَّذِينَ فِي بَيْتِ إِيل وَالَّذِينَ فِي رَامُوتَ الْجَنُوبِ وَالَّذِينَ فِييَتِّيرَ، 28وَإِلَى الَّذِينَ فِي عَرُوعِيرَ وَالَّذِينَ فِيسِفْمُوثَ وَالَّذِينَ فِي أَشْتِمُوعَ، 29وَإِلَى الَّذِينَ فِيرَاخَالَ وَالَّذِينَ فِي مُدُنِ الْيَرْحَمْئِيلِيِّينَ وَالَّذِينَ فِي مُدُنِالْقِينِيِّينَ، 30وَإِلَى الَّذِينَ فِي حُرْمَةَ وَالَّذِينَ فِيكُورِ عَاشَانَ وَالَّذِينَ فِي عَتَاكَ، 31وَإِلَى الَّذِينَ فِيحَبْرُونَ، وَإِلَى جَمِيعِ الأَمَاكِنِ الَّتِي تَرَدَّدَ فِيهَا دَاوُدُوَرِجَالُهُ.
3-يأخذ الغنائم بعد قتلِ أعدائهوالتمثل بجثثهم، وذلك في سفر صموئيل الثاني إصحاح12 عدد 26وَحَارَبَ يُوآبُ رِبَّةَ بَنِي عَمُّونَوَأَخَذَ مَدِينَةَ الْمَمْلَكَةِ. 27وَأَرْسَلَ يُوآبُ رُسُلاً إِلَىدَاوُدَ يَقُولُ: «قَدْ حَارَبْتُ رِبَّةَ وَأَخَذْتُ أَيْضًا مَدِينَةَالْمِيَاهِ. 28فَالآنَ اجْمَعْ بَقِيَّةَ الشَّعْبِ وَانْزِلْ عَلَىالْمَدِينَةِ وَخُذْهَا لِئَلاَّ آخُذَ أَنَا الْمَدِينَةَ فَيُدْعَى بِاسْمِيعَلَيْهَا». 29فَجَمَعَ دَاوُدُ كُلَّ الشَّعْبِ وَذَهَبَ إِلَىرِبَّةَ وَحَارَبَهَا وَأَخَذَهَا. 30وَأَخَذَ تَاجَ مَلِكِهِمْ عَنْرَأْسِهِ، وَوَزْنُهُ وَزْنَةٌ مِنَ الذَّهَبِ مَعَ حَجَرٍ كَرِيمٍ، وَكَانَ عَلَىرَأْسِ دَاوُدَ. وَأَخْرَجَ غَنِيمَةَ الْمَدِينَةِ كَثِيرَةً جِدًّا. 31وَأَخْرَجَالشَّعْبَ الَّذِي فِيهَا وَوَضَعَهُمْ تَحْتَ مَنَاشِيرَ وَنَوَارِجِ حَدِيدٍوَفُؤُوسِ حَدِيدٍ وَأَمَرَّهُمْ فِي أَتُونِ الآجُرِّ، وَهكَذَا صَنَعَ بِجَمِيعِمُدُنِ بَنِي عَمُّونَ. ثُمَّ رَجَعَ دَاوُدُ وَجَمِيعُ الشَّعْبِ إِلَىأُورُشَلِيمَ.
2- الربُّ يأمر نبيَّهموسى بأخذِ الغنائمِ .... وذلك في عدة مواضع منها:
1- سفرالتثنية إصحاح20 عدد10«حِينَ تَقْرُبُ مِنْ مَدِينَةٍ لِكَيْ تُحَارِبَهَااسْتَدْعِهَا إِلَى الصُّلْحِ، 11فَإِنْ أَجَابَتْكَ إِلَى الصُّلْحِوَفَتَحَتْ لَكَ، فَكُلُّ الشَّعْبِ الْمَوْجُودِ فِيهَا يَكُونُ لَكَلِلتَّسْخِيرِ وَيُسْتَعْبَدُ لَكَ. 12وَإِنْ لَمْ تُسَالِمْكَ، بَلْعَمِلَتْ مَعَكَ حَرْبًا، فَحَاصِرْهَا. 13وَإِذَا دَفَعَهَا الرَّبُّإِلهُكَ إِلَى يَدِكَ فَاضْرِبْ جَمِيعَ ذُكُورِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ. 14وَأَمَّاالنِّسَاءُ وَالأَطْفَالُ وَالْبَهَائِمُ وَكُلُّ مَا فِي الْمَدِينَةِ، كُلُّغَنِيمَتِهَا، فَتَغْتَنِمُهَا لِنَفْسِكَ، وَتَأْكُلُ غَنِيمَةَ أَعْدَائِكَالَّتِي أَعْطَاكَ الرَّبُّ إِلهُكَ. 15هكَذَا تَفْعَلُ بِجَمِيعِالْمُدُنِ الْبَعِيدَةِ مِنْكَ جِدًّا الَّتِي لَيْسَتْ مِنْ مُدُنِ هؤُلاَءِالأُمَمِ هُنَا.
2- سفر العدد إصحاح 31 عدد 1وَكَلَّمَالرَّبُّ مُوسَى قَائِلاً: 2«اِنْتَقِمْ نَقْمَةً لِبَنِي إِسْرَائِيلَمِنَ الْمِدْيَانِيِّينَ، ثُمَّ تُضَمُّ إِلَى قَوْمِكَ». 3فَكَلَّمَمُوسَى الشَّعْبِ قَائِلاً: «جَرِّدُوا مِنْكُمْ رِجَالاً لِلْجُنْدِ، فَيَكُونُواعَلَى مِدْيَانَ لِيَجْعَلُوا نَقْمَةَ الرَّبِّ عَلَى مِدْيَانَ. 4أَلْفًاوَاحِدًا مِنْ كُلِّ سِبْطٍ مِنْ جَمِيعِ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ تُرْسِلُونَلِلْحَرْبِ». 5فَاخْتِيرَ مِنْ أُلُوفِ إِسْرَائِيلَ أَلْفٌ مِنْ كُلِّسِبْطٍ. اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا مُجَرَّدُونَ لِلْحَرْبِ. 6فَأَرْسَلَهُمْمُوسَى أَلْفًا مِنْ كُلِّ سِبْطٍ إِلَى الْحَرْبِ، هُمْ وَفِينْحَاسَ بْنَأَلِعَازَارَ الْكَاهِنِ إِلَى الْحَرْبِ، وَأَمْتِعَةُ الْقُدْسِ وَأَبْوَاقُالْهُتَافِ فِي يَدِهِ. 7فَتَجَنَّدُوا عَلَى مِدْيَانَ كَمَا أَمَرَالرَّبُّ وَقَتَلُوا كُلَّ ذَكَرٍ. 8وَمُلُوكُ مِدْيَانَ قَتَلُوهُمْفَوْقَ قَتْلاَهُمْ: أَوِيَ وَرَاقِمَ وَصُورَ وَحُورَ وَرَابعَ. خَمْسَةَ مُلُوكِمِدْيَانَ. وَبَلْعَامَ بْنَ بَعُورَ قَتَلُوهُ بِالسَّيْفِ. 9وَسَبَىبَنُو إِسْرَائِيلَ نِسَاءَ مِدْيَانَ وَأَطْفَالَهُمْ، وَنَهَبُوا جَمِيعَبَهَائِمِهِمْ، وَجَمِيعَ مَوَاشِيهِمْ وَكُلَّ أَمْلاَكِهِمْ. 10وَأَحْرَقُواجَمِيعَ مُدُنِهِمْ بِمَسَاكِنِهِمْ، وَجَمِيعَ حُصُونِهِمْ بِالنَّارِ. 11وَأَخَذُواكُلَّ الْغَنِيمَةِ وَكُلَّ النَّهْبِ مِنَ النَّاسِ وَالْبَهَائِمِ، 12وَأَتَوْاإِلَى مُوسَى وَأَلِعَازَارَ الْكَاهِنِ وَإِلَى جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَبِالسَّبْيِ وَالنَّهْبِ وَالْغَنِيمَةِ إِلَى الْمَحَلَّةِ إِلَى عَرَبَاتِمُوآبَ الَّتِي عَلَى أُرْدُنِّ أَرِيحَا.
3- سفر العدد إصحاح31 عدد25وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: 26«أَحْصِأَنْتَ وَأَلِعَازَارُ الْكَاهِنُ وَرُؤَسَاءُ الْعَشَائِرِ الْغَنَائِمَوَالسَّبْيَ مِنَ النَّاسِ وَالْحَيَوَانِ، 27وَقَسِّمِ الْغَنَائِمَمُنَاصَفَةً بَيْنَ الْجُنْدِ الْمُشْتَرِكِينَ فِي الْحَرْبِ وَبَيْنَ كُلِّالْجَمَاعَةِ. 28وَخُذْ نَصِيباً لِلرَّبِّ مِنْ غَنَائِمِ أَهْلِ الْحَرْبِ،وَاحِداً مِنْ كُلِّ خَمْسِ مَئَةٍ مِنَ النَّاسِ وَالْبَقَرِ وَالْحَمِيرِوَالْغَنَمِ. 29 مِنْ نِصْفِ أَهْلِ الْحَرْبِ تَأْخُذُهَا وَتُعْطِيهَالأَلِعَازَارَ الْكَاهِنِ تَقْدِمَةً لِلرَّبِّ. 30وَتَأْخُذُ مِنْ نِصْفِ بَنِيإِسْرَائِيلَ وَاحِداً مِنْ كُلِّ خَمْسِينَ مِنَ النَّاسِ وَالْبَقَرِوَالْحَمِيرِ وَالْغَنَمِ وَسَائِرِ الْبَهَائِمِ، وَتُعْطِيهَا لِلاَّوِيِّينَالْقَائِمِينَ عَلَى خِدْمَةِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. 31فَنَفَّذَ مُوسَىوَأَلِعَازَارُ الْكَاهِنُ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى. 32وَكَانَ النَّهْبُالْمُتَبَقِّي مِنْ غَنَائِمِ رِجَالِ الْحَرْبِ مِنَ الْغَنَمِ سِتَّ مِئَةٍوَخَمْسَةً وَسَبْعِينَ أَلْفاً، 33وَمِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ وَسَبْعِينَأَلْفاً، 34وَمِنَ الْحَمِيرِ وَاحِداً وَسِتِّينَ أَلْفاً، 35وَمِنَ الْعَذَارَىاللَّوَاتِي لَمْ يُضَاجِعْنَ ذَكَراً اثْنَيْنِ وَثَلاَثِينَ أَلْفاً. 36فَكَانَالنِّصْفُ نَصِيبُ أَهْلِ الْحَرْبِ، مِنَ الْغَنَمِ ثَلاَثَ مِئَةٍ وَسَبْعَةًوَثَلاَثِينَ أَلْفاً وَخَمْسَ مِئَةٍ. 37وَكَانَتْ زَكَاةُ الرَّبِّ مِنْهَاسِتَّ مِئَةٍ وَخَمْسَةً وَسَبْعِينَ، 38وَمِنَ الْبَقَرِ سِتَّةًوَثَلاَثِينَ أَلْفاً، وَزَكَاةُ الرَّبِّ مِنْهَا اثْنَيْنِ وَسَبْعِينَ،39وَمِنَ الْحَمِيرِ ثَلاَثِينَ أَلْفاً وَخَمْسَ مِئَةٍ، وَزَكَاةُ الرَّبِّمِنْهَا وَاحِداً وَسِتِّينَ، 40وَمِنَ النِّسَاءِ الْعَذَارَى سِتَّةَ عَشَرَأَلْفاً، وَزَكَاةُ الرَّبِّ مِنْهَا اثْنَيْنَ وَثَلاَثِينَ نَفْساً. 41فَأَعْطَىمُوسَى الزَّكَاةَ تَقْدِمَةَ الرَّبِّ لأَلِعَازَارَ الْكَاهِنِ، كَمَا أَمَرَالرَّبُّ مُوسَى. 42أَمَّا نِصْفُ غَيْرِ الْمُحَارِبِينَ مِنَالإِسْرَائِيلِيِّينَ مِنَ الْغَنِيمَةِ الَّذِي قَسَمَهُ مُوسَى مِنْ كَامِلِغَنَائِمِ أَهْلِ الْحَرْبِ، 43فَكَانَ مِنَ الْغَنَمِ ثَلاَثَ مِئَةٍ وَسَبْعَةًوَثَلاَثِينَ أَلْفاً وَخَمْسَ مِئَةٍ، 44وَمِنَ الْبَقَرِ سِتَّةً وَثَلاَثِينَأَلْفاً، 45وَمِنَ الْحَمِيرِ ثَلاَثِينَ أَلْفاً وَخَمْسَ مِئَةٍ، 46وَمِنَالْعَذَارَى سِتَّةَ عَشَرَ أَلْفاً. 47فَأَفْرَزَ مُوسَى مِنْ نَصِيبِالإِسْرَائِيلِيِّينَ وَاحِداً مِنْ كُلِّ خَمْسِينَ مِنَ النِّسَاءِ وَمِنَالْبَهَائِمِ وَأَعْطَاهَا لِلاَّوِيِّينَ الْقَائِمِينَ عَلَى خِدْمَةِالْمَسْكَنِ، كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى.(ترجمة الحياة).
4-سفر التثنية إصحاح2عدد 35ـ36 : وغنيمة المدن التي أخذنا..الجميع دفعه الرب إلهنا أمامنا.
3- النبيُّ يوشع أخذ الغنائم بأمرٍ من الربِّ ... وذلك في سفر يشوع إصحاح 11عدد 14وَكُلُّ غَنِيمَةِ تِلْكَالْمُدُنِ وَالْبَهَائِمَ نَهَبَهَا بَنُو إِسْرَائِيلَ لأَنْفُسِهِمْ. وَأَمَّاالرِّجَالُ فَضَرَبُوهُمْ جَمِيعًا بِحَدِّ السَّيْفِ حَتَّى أَبَادُوهُمْ. لَمْيُبْقُوا نَسَمَةً. 15كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى عَبْدَهُ هكَذَاأَمَرَ مُوسَى يَشُوعَ، وَهكَذَا فَعَلَ يَشُوعُ. لَمْ يُهْمِلْ شَيْئًا مِنْكُلِّ مَا أَمَرَ بِهِ الرَّبُّ مُوسَى.
4 نبيُّ اللهِإبراهيم أخذ الغائم بأمر من الربِّ ، وذلك في رسالةِ بولسإلى العبرانيين إصحاح 7 عدد( 1الى 4) ففيها أن نبيَّ اللهِ إبراهيم حارب الملوك وقهرهم...و في العدد الرابع أخذ الغنائم منهم كما يلي:4 ثم انظرواما أعظم هذا الذي أعطاه إبراهيم رئيس الإباء عشرا أيضا من رأسِ الغنائم.
وعليهأتساءل:
1- إن هذا قليل من كثير؛فإذا كان داودُ النبيُّ أخذ الغنائم ، وموسى ، ويشوع ، وإبراهيم..... -عليهم السلام - وذلك بحسب ما جاء في الكتابِ المقدس كما بيّنتُ، فماالمانع ، وما العيب أن يأخذ نبيُّناr الغنائم كما هو حال أنبياءِالكتابِ المقدس... ؟
2- لماذا لم يطعن المعترضونفي أولاً نصوص كتابهم ..؟! هلا أخرجوا الخشبةَ التي في أعينهم أولاً قبل النظر إلى القشة التي في عينِ الآخرين ؟!
سابعًا :إن النبيَّ rكان من رزقه أخذالغنائم كما هو حال غيرِه من الأنبياءِ كما تقدم معنا ،لكن الأمر الذي يدعو للدهشةهو أن إنجيل لوقا ينسب إلى يسوعَالمسيح وأصاحبِه أن رزقَهم وأكلَهم كان من عرقِ النساءِ منهن زانيات ، مثل مريمالْمَجْدَلِيَّةَ...... وذلكفي الإصحاح 8 عدد1وَعَلَى أَثَرِ ذلِكَ كَانَيَسِيرُ فِي مَدِينَةٍ وَقَرْيَةٍ يَكْرِزُ وَيُبَشِّرُ بِمَلَكُوتِ اللهِ،وَمَعَهُ الاثْنَا عَشَرَ. 2وَبَعْضُ النِّسَاءِ كُنَّ قَدْ شُفِينَمِنْ أَرْوَاحٍ شِرِّيرَةٍ وَأَمْرَاضٍ: مَرْيَمُ الَّتِي تُدْعَى الْمَجْدَلِيَّةَالَّتِي خَرَجَ مِنْهَا سَبْعَةُ شَيَاطِينَ، 3وَيُوَنَّا امْرَأَةُخُوزِي وَكِيلِ هِيرُودُسَ، وَسُوسَنَّةُ، وَأُخَرُ كَثِيرَاتٌ كُنَّ يَخْدِمْنَهُمِنْ أَمْوَالِهِنَّ. لاتعليق !
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى