نبيُّ يُدخل الناس دينه والسَّلَاسِل فِي أَعْنَاقهمْ !
الأربعاء ديسمبر 08, 2010 9:00 pm
قالوا :رسولُ الإسلام يُدخل الناس دينه بالسلاسل على أعناقهم !
دليلهم على ذلك هو ما جاء في صحيح البخاري رقم 4191 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ عَنْ سُفْيَانَعَنْ مَيْسَرَةَ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ t:{ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ }
قَالَ:" خَيْرَ النَّاسِ لِلنَّاسِ تَأْتُونَ بِهِمْ فِي السَّلَاسِلِفِي أَعْنَاقِهِمْ حَتَّى يَدْخُلُوا فِي الْإِسْلَامِ".
الردعلى الشبهة
أولاً:إن هذا الحديث موقوفٌ على أبيهريرة t ولم يرفعه إلى النبيِّ r،وهذا يدلعلى كذبِ وجهلِ المعترضين....
ثانيًا:إنني افترضُ جدلاً أن هذاالحديثَ مرفوعُ إلى النبيِّ r ..
لاحظتُ أن إشكالهم يكمنُ في أنالنبيَّ r أجبر الناسَ على دخولِهم الإسلامَ عن طريق ِتقيديهم والسلاسل فيأعناقهم....
قلتُ:إن هذا فهمٌ سقيمٌ لم يقل به أحدٌ بل هو نابعٌ من خيالٍ مريضٍبعيدٍ عن البحثِ العلمي والعقلي...
ذكر ابنُ حجرٍ في الفتح أقولاً جيدةً تتناسبُ مع العقلِ والنقلِ ولنأضيف بعده إلا إضافة واحدة ؛ قال- رحمة اللهُ-: قَالَاِبْن الْجَوْزِيّ : مَعْنَاهُ أَنَّهُمْ أُسِرُوا وَقُيِّدُوا ، فَلَمَّا عَرَفُواصِحَّة الْإِسْلَام دَخَلُوا طَوْعًا فَدَخَلُوا الْجَنَّة ، فَكَانَ الْإِكْرَاه عَلَىالْأَسْر وَالتَّقْيِيد هُوَ السَّبَب الْأَوَّل ، وَكَأَنَّهُ أَطْلَقَ عَلَى الْإِكْرَاهالتَّسَلْسُل ، وَلَمَّا كَانَ هُوَ السَّبَب فِي دُخُول الْجَنَّة أَقَامَ الْمُسَبَّبمَقَام السَّبَب . وَقَالَ الطِّيبِيُّ : وَيُحْتَمَل أَنْ يَكُون الْمُرَاد بِالسَّلْسَلَةِالْجَذْب الَّذِي يَجْذِبهُ الْحَقّ مَنْ خَلْصِ عِبَاده مِنْ الضَّلَالَة إِلَى الْهُدَىوَمِنْ الْهُبُوط فِي مَهَاوِي الطَّبِيعَة إِلَى الْعُرُوج لِلدَّرَجَاتِ ، لَكِنَّالْحَدِيث فِي تَفْسِير آل عِمْرَان يَدُلّ عَلَى أَنَّهُ عَلَى الْحَقِيقَة ....وَقَالَ غَيْره : يُحْتَمَل أَنْ يَكُون الْمُرَاد الْمُسْلِمِينَ الْمَأْسُورِينَعِنْد أَهْل الْكُفْر يَمُوتُونَ عَلَى ذَلِكَ أَوْ يُقْتَلُونَ فَيُحْشَرُونَ كَذَلِكَ، وَعَبَّرَ عَنْ الْحَشْر بِدُخُولِ الْجَنَّة لِثُبُوتِ دُخُولهمْ عَقِبه. أهـ
قلتُ: يدعم ما سبق دليلان:
الأول: صحيحالبخاري برقم 2788 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ t عَنْ النَّبِيِّ r قَالَ :"عَجِبَ اللَّهُ مِنْ قَوْمٍ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ فِيالسَّلَاسِلِ".
الثاني: قصة ثُمَامَة بْنِ أُثَالٍ التي فيها أنه أُسر ورُبط في المسجد ،فلمارأى عظمةّ الإسلام ونبيَّه rدخل طواعية فيه - الإسلام - فأدخله الجنةَ....ثبت ذلك في صحيحِ البخاري كِتَاب (الْمَغَازِي )بَاب( وَفْدِ بَنِي حَنِيفَةَوَحَدِيثِ ثُمَامَةَ بْنِ أُثَالٍ)برقم 4024 عن أبي هُرَيْرَةَ t قَالَ: بَعَثَ النَّبِيُّ r خَيْلًا قِبَلَ نَجْدٍ فَجَاءَتْ بِرَجُلٍ مِنْبَنِي حَنِيفَةَ يُقَالُ لَهُ: ثُمَامَةُ بْنُ أُثَالٍ ،فَرَبَطُوهُ بِسَارِيَةٍ مِنْسَوَارِي الْمَسْجِدِ فَخَرَجَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ r فَقَالَ:مَا عِنْدَكَ يَا ثُمَامَةُ؟ فَقَالَ: عِنْدِي خَيْرٌ يَا مُحَمَّدُ إِنْ تَقْتُلْنِيتَقْتُلْ ذَا دَمٍ، وَإِنْ تُنْعِمْ تُنْعِمْ عَلَى شَاكِرٍ، وَإِنْ كُنْتَ تُرِيدُالْمَالَ فَسَلْ مِنْهُ مَا شِئْتَ . فَتُرِكَ حَتَّى كَانَ الْغَدُ ثُمَّ قَالَ لَهُ:مَا عِنْدَكَ يَا ثُمَامَةُ ؟ قَالَ: مَا قُلْتُ لَكَ ، إِنْ تُنْعِمْ تُنْعِمْ عَلَىشَاكِرٍ. فَتَرَكَهُ حَتَّى كَانَ بَعْدَ الْغَدِ فَقَالَ: مَا عِنْدَكَ يَا ثُمَامَةُ؟فَقَالَ :عِنْدِي مَا قُلْتُ لَكَ. فَقَالَ: أَطْلِقُوا ثُمَامَةَ .فَانْطَلَقَ إِلَىنَجْلٍ قَرِيبٍ مِنْ الْمَسْجِدِ فَاغْتَسَلَ ثُمَّ دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَقَالَ:"أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ،يَا مُحَمَّدُ وَاللَّهِ مَا كَانَ عَلَى الْأَرْضِ وَجْهٌ أَبْغَضَ إِلَيَّ مِنْ وَجْهِكَفَقَدْ أَصْبَحَ وَجْهُكَ أَحَبَّ الْوُجُوهِ إِلَيَّ، وَاللَّهِ مَا كَانَ مِنْ دِينٍأَبْغَضَ إِلَيَّ مِنْ دِينِكَ فَأَصْبَحَ دِينُكَ أَحَبَّ الدِّينِ إِلَيَّ ،وَاللَّهِمَا كَانَ مِنْ بَلَدٍ أَبْغَضُ إِلَيَّ مِنْ بَلَدِكَ فَأَصْبَحَ بَلَدُكَ أَحَبَّالْبِلَادِ إِلَيَّ ،وَإِنَّ خَيْلَكَ أَخَذَتْنِي وَأَنَا أُرِيدُ الْعُمْرَةَ فَمَاذَاتَرَى"؟ فَبَشَّرَهُ رَسُولُ اللَّهِ r وَأَمَرَهُأَنْ يَعْتَمِرَ ،فَلَمَّا قَدِمَ مَكَّةَ قَالَ لَهُ قَائِلٌ: صَبَوْتَ قَالَ: لَاوَلَكِنْ أَسْلَمْتُ مَعَ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ r ،وَلَا وَاللَّهِ لَا يَأْتِيكُمْمِنْ الْيَمَامَةِ حَبَّةُ حِنْطَةٍ حَتَّى يَأْذَنَ فِيهَا النَّبِيُّ r.
ثالثًا:إن الكتابَ المقدس يذكر لنا أجبارَ بنيإسرائيل غيرَهم لدخلوهم دينهم بالرعبِ ...جاء ذلك في سفر أستر إصحاح 8 عدد 17وَفِي كُلِّ بِلاَدٍوَمَدِينَةٍ، كُلِّ مَكَانٍ وَصَلَ إِلَيْهِ كَلاَمُ الْمَلِكِ وَأَمْرُهُ، كَانَفَرَحٌ وَبَهْجَةٌ عِنْدَ الْيَهُودِ وَوَلاَئِمُ وَيَوْمٌ طَيِّبٌ. وَكَثِيرُونَمِنْ شُعُوبِ الأَرْضِ تَهَوَّدُوا؛ لأَنَّ رُعْبَ الْيَهُودِ وَقَعَ عَلَيْهِمْ. لا تعليق !
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى