من هو المصلوب ؟!
الأحد أكتوبر 14, 2018 3:36 am
من هو المصلوب ؟!
قال أحدُ المعترضين: إن الإسلامَ جاء بعد المسيحيةِ بقرونٍ عدةٍ لينفي حادثةَ الصلبِ بآياتٍ تقول : ]وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (157) بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (158) وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا (159) [ (النساء ).
مفادُ اعتراضِه يكمُن في الآتي :
1- إن اليهودَ والنصارى يقولون: صُلب المسيح على الحقيقة؛ فقد كانت هناك حادثة صلب بالفعل، والمسلمون وحدُهم هم من ينفون ذلك....!
2- إذا كان كلامُ القرآنِ صحيحًا فمن هو الشخصُ المصلوب الذي رآه الناسُ على الصليب...؟!
الرد على الشبهة
أولًا: إن قولَ المعترض بأنّ اليهودَ والنصارى يقولون: صُلب المسيح على الحقيقة قول كاذب؛ فليس كلُّ اليهود والنصارى موقنون من أنّ المسيح قتل مصلوبًا على الحقيقة....فقد أنكره في العصر الحديث علماءٌ مسيحيون مفكرون بدعوى "نظرية الإغماء" أشهرهم:
1- الألماني / كارل فريدريك باهردت عام 1780م.
2- الألماني / فنتوري عام 1800م.
3- الألماني / باولوس عام 1802م.
4- الألماني / شليرماخر عام 1830م.
5-الروسي/ نوتوفيتش عام 1887م.
أما اعتراضه بقوله حاكيًّا عن اليهود والنصارى: كانت هناك بالفعل حادثة صلب...! فهذا صحيح لا ينكره إنسانٌ؛ فالقرآنُ لم ينفِ وقوع حادثة تعليق شخص على الصليب، بل نفا عن عيسى المسيح u القتل فقط؛ فهناك إنسانٌ بالفعلِ تم عُلق على الصليب ...
وأما عن اعتراضِه بقوله بأن النصرانية كانت قبل الإسلام بعدةِ قرونٍ فجاء الإسلامُ لينفى هذه الحادثة بآيات من القرآنِ....
قول لا قيمة له؛ لأن الناسَ قد يتناقلون أفكارًا وقصصًا واهيةً على مر العصورِ، ثم يتبين لهم فيما بعد أنْ لا أساس لها من الصحة.... أُدلل على ذلك من ثلاثة أوجه :
الأول : أن عيسى المسيحَ u بحسب الأناجيل كان يُصحح أفكارَ اليهودِ الخاطئة وتصوراتهم الباطلة للنصوص والناموس التي تناقلوها عن بعضهم البعض زمانًا طويلًا ، مثل :عدم غسيلِ الأيدي للتلاميذ.......وكان في عراك مستمر مع الكهنة والفريسين...
الثاني : أن بعضَ المسلمين قد ظلوا قرونًا عدةً يتناقلون قصصًا عن النبي محمدr لا تصح، إلا لمنْ عرفَ تخريجها وتحقيقها وذوقها، مثل: قصةِ الغرانيق، وأحاديث مشهورة لا تصح.....
الثالث: إن الأناجيل كُتبت وظهرت للناس بعد زمنٍ بعيدٍ بلغات مختلفة... فمنها قصة صلب المسيح المزعومة التي كتبها الكتبةُ ولم يشاهدوها بأنفسهم....!
لذا لا يمكن الوثوق فيها؛ لعدم وجود شاهد عيان، ولعدم التحقق من صحة الراوي "كاتب الإنجيل" هذا بجانب أنّ الأناجيل نفسها ذكرت أنّ تلاميذَ المسيحِ تركوه جميعًا وهربوا، إضافة إلى كثرة التناقضات حول القصة بأكملها بدأً من الصلب إلى القيامة المزعومة...
ثانيًا: أما عنْ تساؤل وقول المعترض: إذا كان كلامُ القرآنِ صحيحًا فمن هو الشخصُ المصلوب الذي رآه الناسُ على الصليب.... ؟!
قلتُ : إن آياتِ القرآن لم تذكر صراحةً تفاصيلَ هذه الواقعة، ولم يذكرها النبي محمد r أيضًا، وإنما هي اجتهادات من المفسرين والذين ينقلون عن أهل الكتاب، ثم إنّ نصوص الأناجيل فيها تضارب بيّن، فمن حقِ الباحثِ أن يبدي ما لديه من اجتهادات بشأن تلك الواقعة، ولا بد منْ أنْ نُسلّم قبل هذه الاجتهادات عدة مسلمات لا نخرج عنها...أهمها: أنّ المسيح u نجاه اللهُ من القتلِ على الصليب... وذلك منْ الآتي:
1- قوله I : ] وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يخَِينًا (157) بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (158) [ (النساء).
2- الرسالة إلى العبرانيين أصحاح 5 عدد 7 " الَّذِي، فِي أَيَّامِ جَسَدِهِ، إِذْ قَدَّمَ بِصُرَاخٍ شَدِيدٍ وَدُمُوعٍ طَلِبَاتٍ وَتَضَرُّعَاتٍ لِلْقَادِرِ أَنْ يُخَلِّصَهُ مِنَ الْمَوْتِ، وَسُمِعَ لَهُ مِنْ أَجْلِ تَقْوَاهُ" .
الملاحظ : " وَسُمِعَ لَهُ مِنْ أَجْلِ تَقْوَاه " أي: تقبل اللهُI دعاءه فنجاه من القتلِ ....
السؤال: من هو المصلوب ؟
الجواب: إنّ أمامي ثلاثة استنتاجات في احدها حق وفقًا للقرائن والدلالات... :
الاستنتاجُ الأولُ:
المصلوب هو :" توما " تلميذ المسيح ، وهذا يظهر لي من خلال قراءةِ نصوص الأناجيل ، و من خلال سرد القصة بالنصوصِ على هذا النحوِ التالي :
1- أبدأ بقصة البديل، وما الذي يعرفه يسوع ويهوذا ولا يعرفه باقي التلاميذ... جاء في إنجيلِ يوحنا أصحاح 13 عدد 21 " لَمَّا قَالَ يَسُوعُ هذَا اضْطَرَبَ بِالرُّوحِ، وَشَهِدَ وَقَالَ:«الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ وَاحِدًا مِنْكُمْ سَيُسَلِّمُنِي!». 22فَكَانَ التَّلاَمِيذُ يَنْظُرُونَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ وَهُمْ مُحْتَارُونَ فِي مَنْ قَالَ عَنْهُ. 23وَكَانَ مُتَّكِئًا فِي حِضْنِ يَسُوعَ وَاحِدٌ مِنْ تَلاَمِيذِهِ، كَانَ يَسُوعُ يُحِبُّهُ. 24فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ سِمْعَانُ بُطْرُسُ أَنْ يَسْأَلَ مَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ الَّذِي قَالَ عَنْهُ. 25فَاتَّكَأَ ذَاكَ عَلَى صَدْرِ يَسُوعَ وَقَالَ لَهُ: «يَا سَيِّدُ، مَنْ هُوَ؟» 26أَجَابَ يَسُوعُ:«هُوَ ذَاكَ الَّذِي أَغْمِسُ أَنَا اللُّقْمَةَ وَأُعْطِيهِ!». فَغَمَسَ اللُّقْمَةَ وَأَعْطَاهَا لِيَهُوذَا سِمْعَانَ الإِسْخَرْيُوطِيِّ. 27فَبَعْدَ اللُّقْمَةِ دَخَلَهُ الشَّيْطَانُ. فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «مَا أَنْتَ تَعْمَلُهُ فَاعْمَلْهُ بِأَكْثَرِ سُرْعَةٍ». 28وَأَمَّا هذَا فَلَمْ يَفْهَمْ أَحَدٌ مِنَ الْمُتَّكِئِينَ لِمَاذَا كَلَّمَهُ بِه، 29لأَنَّ قَوْمًا، إِذْ كَانَ الصُّنْدُوقُ مَعَ يَهُوذَا، ظَنُّوا أَنَّ يَسُوعَ قَالَ لَهُ: اشْتَرِ مَا نَحْتَاجُ إِلَيْهِ لِلْعِيدِ، أَوْ أَنْ يُعْطِيَ شَيْئًا لِلْفُقَرَاءِ".
2- يسوع يحفز التلاميذ علي خدمته وفدائه من الموت... وذلك في عدة مواضع منها:
الأول: إنجيل يوحنا أصحاح 12 عدد 25 " مَنْ يُحِبُّ نَفْسَهُ يُهْلِكُهَا، وَمَنْ يُبْغِضُ نَفْسَهُ فِي هذَا الْعَالَمِ يَحْفَظُهَا إِلَى حَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ. 26إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَخْدِمُنِي فَلْيَتْبَعْنِي، وَحَيْثُ أَكُونُ أَنَا هُنَاكَ أَيْضًا يَكُونُ خَادِمِي. وَإِنْ كَانَ أَحَدٌ يَخْدِمُنِي يُكْرِمُهُ الآبُ. 27اَلآنَ نَفْسِي قَدِ اضْطَرَبَتْ. وَمَاذَا أَقُولُ؟ أَيُّهَا الآبُ نَجِّنِي مِنْ هذِهِ السَّاعَةِ؟. وَلكِنْ لأَجْلِ هذَا أَتَيْتُ إِلَى هذِهِ السَّاعَةِ 28أَيُّهَا الآبُ مَجِّدِ اسْمَكَ!». فَجَاءَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاءِ:«مَجَّدْتُ، وَأُمَجِّدُ أَيْضًا!». 29فَالْجَمْعُ الَّذِي كَانَ وَاقِفًا وَسَمِعَ، قَالَ:«قَدْ حَدَثَ رَعْدٌ!». وَآخَرُونَ قَالُوا: «قَدْ كَلَّمَهُ مَلاَكٌ!». 30أَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ:«لَيْسَ مِنْ أَجْلِي صَارَ هذَا الصَّوْتُ، بَلْ مِنْ أَجْلِكُمْ. 31اَلآنَ دَيْنُونَةُ هذَا الْعَالَمِ. اَلآنَ يُطْرَحُ رَئِيسُ هذَا الْعَالَمِ خَارِجًا....... ".
الثاني : إنجيل يوحنا أصحاح 18 عدد 36 " أَجَابَ يَسُوعُ: «مَمْلَكَتِي لَيْسَتْ مِنْ هذَا الْعَالَمِ. لَوْ كَانَتْ مَمْلَكَتِي مِنْ هذَا الْعَالَمِ، لَكَانَ خُدَّامِي يُجَاهِدُونَ لِكَيْ لاَ أُسَلَّمَ إِلَى الْيَهُودِ. وَلكِنِ الآنَ لَيْسَتْ مَمْلَكَتِي مِنْ هُنَا".
الثالث : إنجيل مرقس أصحاح 8 عدد34 " وَدَعَا الْجَمْعَ مَعَ تَلاَمِيذِهِ وَقَالَ لَهُمْ:«مَنْ أَرَادَ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعْنِي. 35فَإِنَّ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَلِّصَ نَفْسَهُ يُهْلِكُهَا، وَمَنْ يُهْلِكُ نَفْسَهُ مِنْ أَجْلِي وَمِنْ أَجْلِ الإِنْجِيلِ فَهُوَ يُخَلِّصُهَا. 36لأَنَّهُ مَاذَا يَنْتَفِعُ الإِنْسَانُ لَوْ رَبِحَ الْعَالَمَ كُلَّهُ وَخَسِرَ نَفْسَهُ؟ 37أَوْ مَاذَا يُعْطِي الإِنْسَانُ فِدَاءً عَنْ نَفْسِهِ؟ 38لأَنَّ مَنِ اسْتَحَى بِي وَبِكَلاَمِي فِي هذَا الْجِيلِ الْفَاسِقِ الْخَاطِئِ، فَإِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ يَسْتَحِي بِهِ مَتَى جَاءَ بِمَجْدِ أَبِيهِ مَعَ الْمَلاَئِكَةِ الْقِدِّيسِينَ".
3- يسوع دائم الهروب من اليهود يقف أخيرًا أمامهم، ويستقبل يهوذا ليتم ما هو مكتوب..... إنجيل لوقا أصحاح 22 عدد39 " وَخَرَجَ وَمَضَى كَالْعَادَةِ إِلَى جَبَلِ الزَّيْتُونِ، وَتَبِعَهُ أَيْضًا تَلاَمِيذُهُ. 40وَلَمَّا صَارَ إِلَى الْمَكَانِ قَالَ لَهُمْ:«صَلُّوا لِكَيْ لاَ تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ». 41وَانْفَصَلَ عَنْهُمْ نَحْوَ رَمْيَةِ حَجَرٍ وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَلَّى 42قَائِلاً:«يَا أَبَتَاهُ، إِنْ شِئْتَ أَنْ تُجِيزَ عَنِّي هذِهِ الْكَأْسَ. وَلكِنْ لِتَكُنْ لاَ إِرَادَتِي بَلْ إِرَادَتُكَ». 43وَظَهَرَ لَهُ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ يُقَوِّيهِ. 44وَإِذْ كَانَ فِي جِهَادٍ كَانَ يُصَلِّي بِأَشَدِّ لَجَاجَةٍ، وَصَارَ عَرَقُهُ كَقَطَرَاتِ دَمٍ نَازِلَةٍ عَلَى الأَرْضِ. 45ثُمَّ قَامَ مِنَ الصَّلاَةِ وَجَاءَ إِلَى تَلاَمِيذِهِ، فَوَجَدَهُمْ نِيَامًا مِنَ الْحُزْنِ. 46فَقَالَ لَهُمْ:«لِمَاذَا أَنْتُمْ نِيَامٌ؟ قُومُوا وَصَلُّوا لِئَلاَّ تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ».47وَبَيْنَمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ إِذَا جَمْعٌ، وَالَّذِي يُدْعَى يَهُوذَا، أَحَدُ الاثْنَيْ عَشَرَ، يَتَقَدَّمُهُمْ، فَدَنَا مِنْ يَسُوعَ لِيُقَبِّلَهُ. 48فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ:«يَا يَهُوذَا، أَبِقُبْلَةٍ تُسَلِّمُ ابْنَ الإِنْسَانِ؟» 49فَلَمَّا رَأَى الَّذِينَ حَوْلَهُ مَايَكُونُ، قَالُوا:«يَارَبُّ، أَنَضْرِبُ بِالسَّيْفِ؟» 50وَضَرَبَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ عَبْدَ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ فَقَطَعَ أُذْنَهُ الْيُمْنَى. 51فَأَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ:«دَعُوا إِلَى هذَا!» وَلَمَسَ أُذْنَهُ وَأَبْرَأَهَا. 52ثُمَّ قَالَ يَسُوعُ لِرُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَقُوَّادِ جُنْدِ الْهَيْكَلِ وَالشُّيُوخِ الْمُقْبِلِينَ عَلَيْهِ:«كَأَنَّهُ عَلَى لِصٍّ خَرَجْتُمْ بِسُيُوفٍ وَعِصِيٍّ! 53إِذْ كُنْتُ مَعَكُمْ كُلَّ يَوْمٍ فِي الْهَيْكَلِ لَمْ تَمُدُّوا عَلَيَّ الأَيَادِيَ. وَلكِنَّ هذِهِ سَاعَتُكُمْ وَسُلْطَانُ الظُّلْمَةِ»".
4- لحظة المحاكمة وإنكار المقبوض عليه للصلب أنه ليس يسوع المسيح ، بل آخر..... إنجيل لوقا أصحاح 22 عدد 66 " وَلَمَّا كَانَ النَّهَارُ اجْتَمَعَتْ مَشْيَخَةُ الشَّعْبِ: رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةُ، وَأَصْعَدُوهُ إِلَى مَجْمَعِهِمْ 67قَائِلِينَ:«إِنْ كُنْتَ أَنْتَ الْمسِيحَ، فَقُلْ لَنَا!». فَقَالَ لَهُمْ:«إِنْ قُلْتُ لَكُمْ لاَ تُصَدِّقُونَ، 68وَإِنْ سَأَلْتُ لاَ تُجِيبُونَنِي وَلاَ تُطْلِقُونَنِي. 69مُنْذُ الآنَ يَكُونُ ابْنُ الإِنْسَانِ جَالِسًا عَنْ يَمِينِ قُوَّةِ اللهِ». 70فَقَالَ الْجَمِيعُ:«أَفَأَنْتَ ابْنُ اللهِ؟» فَقَالَ لَهُمْ: أَنْتُمْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا هُوَ".
5- محتملٌ إنّ يكون المصلوب هو "توما" للأسباب الآتية:
1- توما هو نفس شبه يسوع تمامًا( التوأم) وذلك في إنجيل يوحنا أصحاح 20 عدد24 " أَمَّا تُومَا، أَحَدُ الاثْنَيْ عَشَرَ، الَّذِي يُقَالُ لَهُ التَّوْأَمُ، فَلَمْ يَكُنْ مَعَهُمْ حِينَ جَاءَ يَسُوعُ " .
2- توما هو الوحيد الذي قال للتلاميذ لِنَذْهَبْ نَحْنُ أَيْضًا لِكَيْ نَمُوتَ مَعَ يسوع...وذلك في إنجيل يوحنا أصحاح 11 عدد 16 " فَقَالَ تُومَا الَّذِي يُقَالُ لَهُ التَّوْأَمُ لِلتَّلاَمِيذِ رُفَقَائِهِ: لِنَذْهَبْ نَحْنُ أَيْضًا لِكَيْ نَمُوتَ مَعَهُ! ".
3- بعد القيامة المزعومة لم يكن توما موجودًا مع التلاميذ.....! وذلك في إنجيل لوقا أصحاح 24 عدد33" فَقَامَا فِي تِلْكَ السَّاعَةِ وَرَجَعَا إِلَى أُورُشَلِيمَ، وَوَجَدَا الأَحَدَ عَشَرَ مُجْتَمِعِينَ ، هُمْ وَالَّذِينَ مَعَهُمْ ".
و في إنجيل يوحنا إصحاح 20 عدد24 " أَمَّا تُومَا، أَحَدُ الاثْنَيْ عَشَرَ، الَّذِي يُقَالُ لَهُ التَّوْأَمُ، فَلَمْ يَكُنْ مَعَهُمْ حِينَ جَاءَ يَسُوعُ".
هذا النص لا يُفهم منه أن الحضور اثْنَيْ عَشَرَ فقط ، لأن يهوذا قد قتل نفسه بحسب اختلافات الراويات ...
والنص يقول : "أَمَّا تُومَا، أَحَدُ الاثْنَيْ عَشَرَ". أي أنّ توما من التلاميذ الاثْنَيْ عَشَرَ لم يكن موجودًا حينها ، وليس الحضور مجموعهم اثْنَيْ عشر فقط....
قد يقال : إنّ يسوع تقابل مع توما بعد القيامة بحسب ما قال يوحنا أن توما ظهر في اليوم الثامن مع يسوع بعد القيامة...
قلتُ: إن القيامة التي يُتحدث عنها قيامةٌ مزعومةٌ......لعدة أدلة منها :
1- أن اليهود – الكتبة والفريسين- الذي طلبوا من يسوع أن يريهم آية ... فأخبرهم بأن له آية مثل يونان.....وعلى الرغم من ذلك لم تذكر الأناجيل أنّ أحدًا من الكتبة أو الفريسين شاهد يسوعَ بعد القيامة ليثبت لهم أنه قام من الأموات في اليوم الثالث وحقق لهم ما وعدهم؛ بل أيقنوا أنه مات بسببهم.....
جاء ذلك في إنجيل متى أصحاح 12عدد38 " حِينَئِذٍ أَجَابَ قَوْمٌ مِنَ الْكَتَبَةِ وَالْفَرِّيسِيِّينَ قَائِلِينَ:«يَا مُعَلِّمُ، نُرِيدُ أَنْ نَرَى مِنْكَ آيَةً». 39فَأَجابَ وَقَالَ لَهُمْ:«جِيلٌ شِرِّيرٌ وَفَاسِقٌ يَطْلُبُ آيَةً، وَلاَ تُعْطَى لَهُ آيَةٌ إِلاَّ آيَةَ يُونَانَ النَّبِيِّ. 40لأَنَّهُ كَمَا كَانَ يُونَانُ فِي بَطْنِ الْحُوتِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَال، هكَذَا يَكُونُ ابْنُ الإِنْسَانِ فِي قَلْب الأَرْضِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَال".
2-بعد القيامة المزعومة ذكرت الأناجيل تناقضا واضحا حيث تقول: إن يسوع اجتمع مع أحد عشر تلميذًا، في حين أن توما لم يكن موجودًا كما سبق معنا ، ويهوذا قد انتحر– بحسب التناقض- فيكون المجموع عشرة تلاميذ، وليس أحدى عشر...وهذا بخلاف ما جاء ذلك في إنجيل لوقا أصحاح 24 عدد 33 " فَقَامَا فِي تِلْكَ السَّاعَةِ وَرَجَعَا إِلَى أُورُشَلِيمَ، وَوَجَدَا الأَحَدَ عَشَرَ مُجْتَمِعِينَ، هُمْ وَالَّذِينَ مَعَهُمْ" .
ويبقى السؤال: ما هي أسماء التلاميذ الأَحَدَ عشر تلميذًا، أم أنْ هناك تناقضًا واضحًا...؟!
3- سمعان بطرس لم ير يسوع بعد القيامة المزعومة، وإنما رأى أكفانًا موضوعة فقط ، في حين أنه نُسب إليه اللقاء مع يسوع لما قام من القبر...وهذا من قبيل التناقض والواضح مما يجعل القارئ في ريبة بشأن القيامة المزعومة.... وذلك من الآتي :
أ- يسوع ظهر لسمعان بطرس... وذلك في إنجيل لوقا أصحاح24 عدد34 " وهم يقولون إنّ الرب قام بالحقيقة وظهر لسمعان".
ب- سمعان بطرس لم ير إلا الأكفان فقط..... وذلك في إنجيل يوحنا أصحاح 20 عدد3فَخَرَجَ بُطْرُسُ وَالتِّلْمِيذُ الآخَرُ وَأَتَيَا إِلَى الْقَبْرِ. 4وَكَانَ الاثْنَانِ يَرْكُضَانِ مَعًا. فَسَبَقَ التِّلْمِيذُ الآخَرُ بُطْرُسَ وَجَاءَ أَوَّلاً إِلَى الْقَبْرِ، 5وَانْحَنَى فَنَظَرَ الأَكْفَانَ مَوْضُوعَةً، وَلكِنَّهُ لَمْ يَدْخُلْ. 6ثُمَّ جَاءَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ يَتْبَعُهُ، وَدَخَلَ الْقَبْرَ وَنَظَرَ الأَكْفَانَ مَوْضُوعَةً، 7وَالْمِنْدِيلَ الَّذِي كَانَ عَلَى رَأْسِهِ لَيْسَ مَوْضُوعًا مَعَ الأَكْفَانِ، بَلْ مَلْفُوفًا فِي مَوْضِعٍ وَحْدَهُ.
4- شهادة المريميات كانت متناقضةً حول توقيت زيارة قبر يسوع؛ وهذا يُبطل صحة وقوع القيامة المزعومة... وذلك في الآتي:
أ- إنجيل يوحنا أصحاح 20 عدد1 " وَفِي أَوَّلِ الأُسْبُوعِ جَاءَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ إِلَى الْقَبْرِ بَاكِرًا، وَالظَّلاَمُ بَاق. فَنَظَرَتِ الْحَجَرَ مَرْفُوعًا عَنِ الْقَبْرِ" .
ب- إنجيل مرقص أصحاح 16 عدد1 " وَبَعْدَمَا مَضَى السَّبْتُ، اشْتَرَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ وَمَرْيَمُ أُمُّ يَعْقُوبَ وَسَالُومَةُ، حَنُوطًا لِيَأْتِينَ وَيَدْهَنَّهُ. 2وَبَاكِرًا جِدًّا فِي أَوَّلِ الأُسْبُوعِ أَتَيْنَ إِلَى الْقَبْرِ إِذْ طَلَعَتِ الشَّمْسُ" .
وعلى ما سبق فإنّ توما هو تؤم المسيح (نفس الشبه) قد ضحى بنفسه لما علم بمكر اليهود وتعاونهم مع الرومان لقتله ،فضحى بحياته فداءً له طالبا بذلك الجنة...وشُبه على اليهود أنهم قتلوا يسوع، وإنما قتل شبيهه توما.... وقد نجا اللهُ يسوع المسيح من محاولتهم لقتله...
الاستنتاجُ الثاني:
المصلوب هو" يهوذا" فلقد جاء في إنجيل برنابا الذي له مكانة جليلة وعظيمة في قلبي وعقلي أنّ المصلوب هو يهوذا ، وذلك على لسان يسوع المسيح ... ففيه قال برنابا كاتب الإنجيل –الذي كان تلميذًا ليسوع المسيح – أن يهوذا قد قُتل صلبًا ، وأنّ بولس بدل دين المسيح ...وذلك في الآتي :
1-الفصلُ الحادي والعشرون بعد المئتين عدد1 "والتفت يسوع إلى الذي يكتب وقال: يا برنابا عليك أن تكتب إنجيلي حتما وما حدث في شأني مدة وجودي في العالم2 واكتب أيضًا ما حل بيهوذا ليزول انخداع المؤمنين ويصدق كل أحد الحق".
2- الفصل الثاني والعشرون بعد المئتين عدد ا " وبعد أن انطلق يسوع تفرقت التلاميذ في أنحاء إسرائيل والعلم المختلف 2 أما الحق المكروه من الشيطان فقد اضطهده الباطل كما هي الحال دائما 3 فإذا فريقا من الأشرار المدعين أنهم تلاميذ بشروا بأن يسوع مات ولم يقم وآخرون بشروا بأنه مات بالحقيقة ثم قام وآخرون بشروا ولا يزلون يبشرون بأن يسوع هو ابن الله وقد خدع في عدادهم بولس 6 أنا نحن نبشر بما كتبت الذين يخافون الله ليخلصوا في اليوم الأخير لدينونة الله آمين".
وهذا محتمل بسبب تناقضات الأناجيل حول موت يهوذا تجعل الشك قائمًا حوله....!
الاستنتاجُ الثالثُ:
و هو ما يُنسب كثرته إلى الأحمدية (القديانية) و قال بمثله علماءٌ كثر...
قالوا: إنّ المسيح عُلق على الصليب لكنه لم يمت مصلوبًا؛ فالمصلوب هو من مات مصلوبًا، وأما من علق على الصليب للتعذيب ولم يمت فلا يسمى مصلوبًا...
وصوبوا وجهتهم إلى ما جاء في إنجيل يوحنا؛ ففيه أنّ الحارث الروماني طعن يسوع بحربة في بطنه فخرج من جسده ماء و دم، وهذا يدل على أنه لم يُقتل على الصليب بل كان مغشيًّا عليه....
جاء ذلك في إنجيل يوحنا أصحاح 19 عدد 34 " لكنّ واحدًا من العسكر طعن جنبه بحربة وللوقت خرج دم وماء".
قلتُ: وهذا مقبولٌ من ناحية العقل، ومن ناحية الأناجيل أنه أُغشي عليه فقط، ولم يُقتل على الصليب مصلوبًا، ثم فاق في قبره، واجتمع بتلاميذه وأوصاهم... وعاش بعدها بعيدًا مع أمه ومنْ أحب...في مكان وصفه الله:" رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ "؛ قال r : "وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ (50)"(المؤمنون).
.
ولكن هناك سؤالٌ يطرح نفسه هو: هل المصلوب في اللغة العربية هو من مات مقتولًا على الصليب فقط؟!
فالأحمديون وغيرهم يقولون: منْ عُلِّق على الصليب وعُذب ولم يمت ثم نزل منه حيًّا لا يُسمى مصلوباً!
قلتُ: إنّ الجواب على ذلك يكون من خلال الرجوع إلى قواميس ومعاجم اللغة العربية فالقرآن عربي مبين... ولندع كتاب الله المجيد ثم اللغة العربية يتحدثان عن نفسيهما كما يلي:
1- القرآن يؤكد هذه الفكرة بأن المقتول من علق على الصليب إلى الموت...
وذلك من الآتي:
أ- قصة سحرة فرعون لما صلبوا... قال r: " وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ "(71)(طه). وقد علم أنهم قتلوا جميعًا على الصليب، ووصف القرآن قتلهم بالصلب..
ب-قصة خباز الملك الذي كان سجينًا مع النبيِّ يوسفَ الذي رأى رؤيا ... أخبره النبيُّ يوسفُ أنه سيموت مصلوبًا لدرجة أن الطيور الجارحة ستأكل من رأسه ....قال r :" يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا وَأَمَّا الْآخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْ رَأْسِهِ قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ (41)"(يوسف)
2- منْ العلوم عند علماء المفسرين واللغويين أنّ زيادة المبني تدل على زيادة المعني.. فقوله r: " وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا"(النساء). فيه أجد أنّ الله أخبر بأنّ عيسى المسيح ما قُتل ثم أخبر أنه ما صلب، أي :لم يمت مصلوبًا تأكيدًا لقولهr: "وَمَا قَتَلُوهُ " أكد أنهم لم يقتلوه مصلوبًا؛ لأن الشائع في اعتقاد النصارى هو قتله مصلوبًا ...ثم ختم اللهُ الآيةَ قائلًا: "وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا" أي: أنه لم يمت بعد محاولةِ قتله صلبًا بل نجاه الله...
3-المصلوب في لغة العرب هو من مات مصلوبًا.. جاء في لسان العرب لابن منظور - حرف الصاد - صلب- الجزء رقم 8: " والصَّلْبُ، هذه القِتْلة المعروفة " .اهـ
وعلى هذا الاستنتاج الأخير أجدهُ محتملًا بشكل كبير... ويصبح المعنى أنّ اليهود والرومان اشتبه عليهم موت المسيح حين أغشي عليه من التعليق والتعذيب، ثم أفيق في قبره وهرب من القبر بعيداً أخذًا أهله معه، ثم عاش حياة عاديةً ، ومات ميتةً طبيعيةً...
وهذا الاستنتاج هو الأصح الأرجح عندي فالمسيح من أولي العزم من الرسل أي: صبر على أذى قومه له صبرًا عظيمًا، فتحمل تعذيبًا ولم يُقتل مصلوبًا.....
وهذا أكده العهدُ الجديد بأنّ الله نجاه من القتل ..... وذلك في الرسالة إلى العبرانيين أصحاح 5 عدد 7 "الذي في أيام جسده إذ قدم بصراخ شديد ودموع طلبات وتضرعات للقادر أن يخلصه من الموت وسُمع له من أجلِ تقواه".
و قد حدث أن نجا اللهُ r المسيحَ من القتلِ، وشبهَ على اليهودِ والرومان والحاضرين جميعًا أنهم قتلوه مصلوبًا، ولم يقتلوه حقيقيةً؛ بل كان فاقدا الوعي من التعذيب والتعليق ...ثم أفيق ، وعاش بعدها عيشةً طويلةً مع أمِّه ومنْ أحبَ ، ثم مات موتةً كريمةً ....
وأنبه بان الاستنتاج الثالث الذي أراه قريبا للحق ،ليس اخترعا من الأحمدية القديانية ،هذا القول عُرف "بنظرية الإغماء" وقد اشتهرت على لسان الألماني كارل فريدريك باهردت 1768)م-1792م(وقد قدم الأدلة من الأناجيل و المصادر التاريخية بأنّ يسوع أغمي عليه على الصليب و لم يمت..... وقد انتشرت هذه النظرية في ألمانيا و أوربا...
إلى أن تبناها سيد أحمد خان الهندي في تفسيره 1880م.
ثم طورها الروسي نيكولاس نوتوفيتش 1887م إلى "نظرية هجرة المسيح إلى الهند "
ثم قال بالنظريتين الميرزا غلام أحمد الهندي القدياني 1899م والذي قام بتوظيفهما لمصالحه بدعوى أنها وحي إلهي له وأنه هو مسيح آخر الزمان ...!!
ومع مرور الزمان تبنى" نظرية الإغماء" علماء وباحثون أختلف و أتفق معهم... أشهرهم :الشيخ/ أحمد ديدات ، والمترجم لكتبه/ على الجوهري، والدكتور / عبد الصبور شاهين ، والدكتور/ عدنان إبراهيم...
وأخيرا: ما ذكرتُه من الاستنتاجات الثلاثة ليست على سبيل الجزم؛ بل الاستنتاج بعد الاجتهاد وفيه شك... ويبقى قول الله تعالى الذي بلا شك : "وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (157)"(النساء).
أكرم حسن مرسي
قال أحدُ المعترضين: إن الإسلامَ جاء بعد المسيحيةِ بقرونٍ عدةٍ لينفي حادثةَ الصلبِ بآياتٍ تقول : ]وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (157) بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (158) وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا (159) [ (النساء ).
مفادُ اعتراضِه يكمُن في الآتي :
1- إن اليهودَ والنصارى يقولون: صُلب المسيح على الحقيقة؛ فقد كانت هناك حادثة صلب بالفعل، والمسلمون وحدُهم هم من ينفون ذلك....!
2- إذا كان كلامُ القرآنِ صحيحًا فمن هو الشخصُ المصلوب الذي رآه الناسُ على الصليب...؟!
الرد على الشبهة
أولًا: إن قولَ المعترض بأنّ اليهودَ والنصارى يقولون: صُلب المسيح على الحقيقة قول كاذب؛ فليس كلُّ اليهود والنصارى موقنون من أنّ المسيح قتل مصلوبًا على الحقيقة....فقد أنكره في العصر الحديث علماءٌ مسيحيون مفكرون بدعوى "نظرية الإغماء" أشهرهم:
1- الألماني / كارل فريدريك باهردت عام 1780م.
2- الألماني / فنتوري عام 1800م.
3- الألماني / باولوس عام 1802م.
4- الألماني / شليرماخر عام 1830م.
5-الروسي/ نوتوفيتش عام 1887م.
أما اعتراضه بقوله حاكيًّا عن اليهود والنصارى: كانت هناك بالفعل حادثة صلب...! فهذا صحيح لا ينكره إنسانٌ؛ فالقرآنُ لم ينفِ وقوع حادثة تعليق شخص على الصليب، بل نفا عن عيسى المسيح u القتل فقط؛ فهناك إنسانٌ بالفعلِ تم عُلق على الصليب ...
وأما عن اعتراضِه بقوله بأن النصرانية كانت قبل الإسلام بعدةِ قرونٍ فجاء الإسلامُ لينفى هذه الحادثة بآيات من القرآنِ....
قول لا قيمة له؛ لأن الناسَ قد يتناقلون أفكارًا وقصصًا واهيةً على مر العصورِ، ثم يتبين لهم فيما بعد أنْ لا أساس لها من الصحة.... أُدلل على ذلك من ثلاثة أوجه :
الأول : أن عيسى المسيحَ u بحسب الأناجيل كان يُصحح أفكارَ اليهودِ الخاطئة وتصوراتهم الباطلة للنصوص والناموس التي تناقلوها عن بعضهم البعض زمانًا طويلًا ، مثل :عدم غسيلِ الأيدي للتلاميذ.......وكان في عراك مستمر مع الكهنة والفريسين...
الثاني : أن بعضَ المسلمين قد ظلوا قرونًا عدةً يتناقلون قصصًا عن النبي محمدr لا تصح، إلا لمنْ عرفَ تخريجها وتحقيقها وذوقها، مثل: قصةِ الغرانيق، وأحاديث مشهورة لا تصح.....
الثالث: إن الأناجيل كُتبت وظهرت للناس بعد زمنٍ بعيدٍ بلغات مختلفة... فمنها قصة صلب المسيح المزعومة التي كتبها الكتبةُ ولم يشاهدوها بأنفسهم....!
لذا لا يمكن الوثوق فيها؛ لعدم وجود شاهد عيان، ولعدم التحقق من صحة الراوي "كاتب الإنجيل" هذا بجانب أنّ الأناجيل نفسها ذكرت أنّ تلاميذَ المسيحِ تركوه جميعًا وهربوا، إضافة إلى كثرة التناقضات حول القصة بأكملها بدأً من الصلب إلى القيامة المزعومة...
ثانيًا: أما عنْ تساؤل وقول المعترض: إذا كان كلامُ القرآنِ صحيحًا فمن هو الشخصُ المصلوب الذي رآه الناسُ على الصليب.... ؟!
قلتُ : إن آياتِ القرآن لم تذكر صراحةً تفاصيلَ هذه الواقعة، ولم يذكرها النبي محمد r أيضًا، وإنما هي اجتهادات من المفسرين والذين ينقلون عن أهل الكتاب، ثم إنّ نصوص الأناجيل فيها تضارب بيّن، فمن حقِ الباحثِ أن يبدي ما لديه من اجتهادات بشأن تلك الواقعة، ولا بد منْ أنْ نُسلّم قبل هذه الاجتهادات عدة مسلمات لا نخرج عنها...أهمها: أنّ المسيح u نجاه اللهُ من القتلِ على الصليب... وذلك منْ الآتي:
1- قوله I : ] وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يخَِينًا (157) بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (158) [ (النساء).
2- الرسالة إلى العبرانيين أصحاح 5 عدد 7 " الَّذِي، فِي أَيَّامِ جَسَدِهِ، إِذْ قَدَّمَ بِصُرَاخٍ شَدِيدٍ وَدُمُوعٍ طَلِبَاتٍ وَتَضَرُّعَاتٍ لِلْقَادِرِ أَنْ يُخَلِّصَهُ مِنَ الْمَوْتِ، وَسُمِعَ لَهُ مِنْ أَجْلِ تَقْوَاهُ" .
الملاحظ : " وَسُمِعَ لَهُ مِنْ أَجْلِ تَقْوَاه " أي: تقبل اللهُI دعاءه فنجاه من القتلِ ....
السؤال: من هو المصلوب ؟
الجواب: إنّ أمامي ثلاثة استنتاجات في احدها حق وفقًا للقرائن والدلالات... :
الاستنتاجُ الأولُ:
المصلوب هو :" توما " تلميذ المسيح ، وهذا يظهر لي من خلال قراءةِ نصوص الأناجيل ، و من خلال سرد القصة بالنصوصِ على هذا النحوِ التالي :
1- أبدأ بقصة البديل، وما الذي يعرفه يسوع ويهوذا ولا يعرفه باقي التلاميذ... جاء في إنجيلِ يوحنا أصحاح 13 عدد 21 " لَمَّا قَالَ يَسُوعُ هذَا اضْطَرَبَ بِالرُّوحِ، وَشَهِدَ وَقَالَ:«الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ وَاحِدًا مِنْكُمْ سَيُسَلِّمُنِي!». 22فَكَانَ التَّلاَمِيذُ يَنْظُرُونَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ وَهُمْ مُحْتَارُونَ فِي مَنْ قَالَ عَنْهُ. 23وَكَانَ مُتَّكِئًا فِي حِضْنِ يَسُوعَ وَاحِدٌ مِنْ تَلاَمِيذِهِ، كَانَ يَسُوعُ يُحِبُّهُ. 24فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ سِمْعَانُ بُطْرُسُ أَنْ يَسْأَلَ مَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ الَّذِي قَالَ عَنْهُ. 25فَاتَّكَأَ ذَاكَ عَلَى صَدْرِ يَسُوعَ وَقَالَ لَهُ: «يَا سَيِّدُ، مَنْ هُوَ؟» 26أَجَابَ يَسُوعُ:«هُوَ ذَاكَ الَّذِي أَغْمِسُ أَنَا اللُّقْمَةَ وَأُعْطِيهِ!». فَغَمَسَ اللُّقْمَةَ وَأَعْطَاهَا لِيَهُوذَا سِمْعَانَ الإِسْخَرْيُوطِيِّ. 27فَبَعْدَ اللُّقْمَةِ دَخَلَهُ الشَّيْطَانُ. فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «مَا أَنْتَ تَعْمَلُهُ فَاعْمَلْهُ بِأَكْثَرِ سُرْعَةٍ». 28وَأَمَّا هذَا فَلَمْ يَفْهَمْ أَحَدٌ مِنَ الْمُتَّكِئِينَ لِمَاذَا كَلَّمَهُ بِه، 29لأَنَّ قَوْمًا، إِذْ كَانَ الصُّنْدُوقُ مَعَ يَهُوذَا، ظَنُّوا أَنَّ يَسُوعَ قَالَ لَهُ: اشْتَرِ مَا نَحْتَاجُ إِلَيْهِ لِلْعِيدِ، أَوْ أَنْ يُعْطِيَ شَيْئًا لِلْفُقَرَاءِ".
2- يسوع يحفز التلاميذ علي خدمته وفدائه من الموت... وذلك في عدة مواضع منها:
الأول: إنجيل يوحنا أصحاح 12 عدد 25 " مَنْ يُحِبُّ نَفْسَهُ يُهْلِكُهَا، وَمَنْ يُبْغِضُ نَفْسَهُ فِي هذَا الْعَالَمِ يَحْفَظُهَا إِلَى حَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ. 26إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَخْدِمُنِي فَلْيَتْبَعْنِي، وَحَيْثُ أَكُونُ أَنَا هُنَاكَ أَيْضًا يَكُونُ خَادِمِي. وَإِنْ كَانَ أَحَدٌ يَخْدِمُنِي يُكْرِمُهُ الآبُ. 27اَلآنَ نَفْسِي قَدِ اضْطَرَبَتْ. وَمَاذَا أَقُولُ؟ أَيُّهَا الآبُ نَجِّنِي مِنْ هذِهِ السَّاعَةِ؟. وَلكِنْ لأَجْلِ هذَا أَتَيْتُ إِلَى هذِهِ السَّاعَةِ 28أَيُّهَا الآبُ مَجِّدِ اسْمَكَ!». فَجَاءَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاءِ:«مَجَّدْتُ، وَأُمَجِّدُ أَيْضًا!». 29فَالْجَمْعُ الَّذِي كَانَ وَاقِفًا وَسَمِعَ، قَالَ:«قَدْ حَدَثَ رَعْدٌ!». وَآخَرُونَ قَالُوا: «قَدْ كَلَّمَهُ مَلاَكٌ!». 30أَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ:«لَيْسَ مِنْ أَجْلِي صَارَ هذَا الصَّوْتُ، بَلْ مِنْ أَجْلِكُمْ. 31اَلآنَ دَيْنُونَةُ هذَا الْعَالَمِ. اَلآنَ يُطْرَحُ رَئِيسُ هذَا الْعَالَمِ خَارِجًا....... ".
الثاني : إنجيل يوحنا أصحاح 18 عدد 36 " أَجَابَ يَسُوعُ: «مَمْلَكَتِي لَيْسَتْ مِنْ هذَا الْعَالَمِ. لَوْ كَانَتْ مَمْلَكَتِي مِنْ هذَا الْعَالَمِ، لَكَانَ خُدَّامِي يُجَاهِدُونَ لِكَيْ لاَ أُسَلَّمَ إِلَى الْيَهُودِ. وَلكِنِ الآنَ لَيْسَتْ مَمْلَكَتِي مِنْ هُنَا".
الثالث : إنجيل مرقس أصحاح 8 عدد34 " وَدَعَا الْجَمْعَ مَعَ تَلاَمِيذِهِ وَقَالَ لَهُمْ:«مَنْ أَرَادَ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعْنِي. 35فَإِنَّ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَلِّصَ نَفْسَهُ يُهْلِكُهَا، وَمَنْ يُهْلِكُ نَفْسَهُ مِنْ أَجْلِي وَمِنْ أَجْلِ الإِنْجِيلِ فَهُوَ يُخَلِّصُهَا. 36لأَنَّهُ مَاذَا يَنْتَفِعُ الإِنْسَانُ لَوْ رَبِحَ الْعَالَمَ كُلَّهُ وَخَسِرَ نَفْسَهُ؟ 37أَوْ مَاذَا يُعْطِي الإِنْسَانُ فِدَاءً عَنْ نَفْسِهِ؟ 38لأَنَّ مَنِ اسْتَحَى بِي وَبِكَلاَمِي فِي هذَا الْجِيلِ الْفَاسِقِ الْخَاطِئِ، فَإِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ يَسْتَحِي بِهِ مَتَى جَاءَ بِمَجْدِ أَبِيهِ مَعَ الْمَلاَئِكَةِ الْقِدِّيسِينَ".
3- يسوع دائم الهروب من اليهود يقف أخيرًا أمامهم، ويستقبل يهوذا ليتم ما هو مكتوب..... إنجيل لوقا أصحاح 22 عدد39 " وَخَرَجَ وَمَضَى كَالْعَادَةِ إِلَى جَبَلِ الزَّيْتُونِ، وَتَبِعَهُ أَيْضًا تَلاَمِيذُهُ. 40وَلَمَّا صَارَ إِلَى الْمَكَانِ قَالَ لَهُمْ:«صَلُّوا لِكَيْ لاَ تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ». 41وَانْفَصَلَ عَنْهُمْ نَحْوَ رَمْيَةِ حَجَرٍ وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَلَّى 42قَائِلاً:«يَا أَبَتَاهُ، إِنْ شِئْتَ أَنْ تُجِيزَ عَنِّي هذِهِ الْكَأْسَ. وَلكِنْ لِتَكُنْ لاَ إِرَادَتِي بَلْ إِرَادَتُكَ». 43وَظَهَرَ لَهُ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ يُقَوِّيهِ. 44وَإِذْ كَانَ فِي جِهَادٍ كَانَ يُصَلِّي بِأَشَدِّ لَجَاجَةٍ، وَصَارَ عَرَقُهُ كَقَطَرَاتِ دَمٍ نَازِلَةٍ عَلَى الأَرْضِ. 45ثُمَّ قَامَ مِنَ الصَّلاَةِ وَجَاءَ إِلَى تَلاَمِيذِهِ، فَوَجَدَهُمْ نِيَامًا مِنَ الْحُزْنِ. 46فَقَالَ لَهُمْ:«لِمَاذَا أَنْتُمْ نِيَامٌ؟ قُومُوا وَصَلُّوا لِئَلاَّ تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ».47وَبَيْنَمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ إِذَا جَمْعٌ، وَالَّذِي يُدْعَى يَهُوذَا، أَحَدُ الاثْنَيْ عَشَرَ، يَتَقَدَّمُهُمْ، فَدَنَا مِنْ يَسُوعَ لِيُقَبِّلَهُ. 48فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ:«يَا يَهُوذَا، أَبِقُبْلَةٍ تُسَلِّمُ ابْنَ الإِنْسَانِ؟» 49فَلَمَّا رَأَى الَّذِينَ حَوْلَهُ مَايَكُونُ، قَالُوا:«يَارَبُّ، أَنَضْرِبُ بِالسَّيْفِ؟» 50وَضَرَبَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ عَبْدَ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ فَقَطَعَ أُذْنَهُ الْيُمْنَى. 51فَأَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ:«دَعُوا إِلَى هذَا!» وَلَمَسَ أُذْنَهُ وَأَبْرَأَهَا. 52ثُمَّ قَالَ يَسُوعُ لِرُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَقُوَّادِ جُنْدِ الْهَيْكَلِ وَالشُّيُوخِ الْمُقْبِلِينَ عَلَيْهِ:«كَأَنَّهُ عَلَى لِصٍّ خَرَجْتُمْ بِسُيُوفٍ وَعِصِيٍّ! 53إِذْ كُنْتُ مَعَكُمْ كُلَّ يَوْمٍ فِي الْهَيْكَلِ لَمْ تَمُدُّوا عَلَيَّ الأَيَادِيَ. وَلكِنَّ هذِهِ سَاعَتُكُمْ وَسُلْطَانُ الظُّلْمَةِ»".
4- لحظة المحاكمة وإنكار المقبوض عليه للصلب أنه ليس يسوع المسيح ، بل آخر..... إنجيل لوقا أصحاح 22 عدد 66 " وَلَمَّا كَانَ النَّهَارُ اجْتَمَعَتْ مَشْيَخَةُ الشَّعْبِ: رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةُ، وَأَصْعَدُوهُ إِلَى مَجْمَعِهِمْ 67قَائِلِينَ:«إِنْ كُنْتَ أَنْتَ الْمسِيحَ، فَقُلْ لَنَا!». فَقَالَ لَهُمْ:«إِنْ قُلْتُ لَكُمْ لاَ تُصَدِّقُونَ، 68وَإِنْ سَأَلْتُ لاَ تُجِيبُونَنِي وَلاَ تُطْلِقُونَنِي. 69مُنْذُ الآنَ يَكُونُ ابْنُ الإِنْسَانِ جَالِسًا عَنْ يَمِينِ قُوَّةِ اللهِ». 70فَقَالَ الْجَمِيعُ:«أَفَأَنْتَ ابْنُ اللهِ؟» فَقَالَ لَهُمْ: أَنْتُمْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا هُوَ".
5- محتملٌ إنّ يكون المصلوب هو "توما" للأسباب الآتية:
1- توما هو نفس شبه يسوع تمامًا( التوأم) وذلك في إنجيل يوحنا أصحاح 20 عدد24 " أَمَّا تُومَا، أَحَدُ الاثْنَيْ عَشَرَ، الَّذِي يُقَالُ لَهُ التَّوْأَمُ، فَلَمْ يَكُنْ مَعَهُمْ حِينَ جَاءَ يَسُوعُ " .
2- توما هو الوحيد الذي قال للتلاميذ لِنَذْهَبْ نَحْنُ أَيْضًا لِكَيْ نَمُوتَ مَعَ يسوع...وذلك في إنجيل يوحنا أصحاح 11 عدد 16 " فَقَالَ تُومَا الَّذِي يُقَالُ لَهُ التَّوْأَمُ لِلتَّلاَمِيذِ رُفَقَائِهِ: لِنَذْهَبْ نَحْنُ أَيْضًا لِكَيْ نَمُوتَ مَعَهُ! ".
3- بعد القيامة المزعومة لم يكن توما موجودًا مع التلاميذ.....! وذلك في إنجيل لوقا أصحاح 24 عدد33" فَقَامَا فِي تِلْكَ السَّاعَةِ وَرَجَعَا إِلَى أُورُشَلِيمَ، وَوَجَدَا الأَحَدَ عَشَرَ مُجْتَمِعِينَ ، هُمْ وَالَّذِينَ مَعَهُمْ ".
و في إنجيل يوحنا إصحاح 20 عدد24 " أَمَّا تُومَا، أَحَدُ الاثْنَيْ عَشَرَ، الَّذِي يُقَالُ لَهُ التَّوْأَمُ، فَلَمْ يَكُنْ مَعَهُمْ حِينَ جَاءَ يَسُوعُ".
هذا النص لا يُفهم منه أن الحضور اثْنَيْ عَشَرَ فقط ، لأن يهوذا قد قتل نفسه بحسب اختلافات الراويات ...
والنص يقول : "أَمَّا تُومَا، أَحَدُ الاثْنَيْ عَشَرَ". أي أنّ توما من التلاميذ الاثْنَيْ عَشَرَ لم يكن موجودًا حينها ، وليس الحضور مجموعهم اثْنَيْ عشر فقط....
قد يقال : إنّ يسوع تقابل مع توما بعد القيامة بحسب ما قال يوحنا أن توما ظهر في اليوم الثامن مع يسوع بعد القيامة...
قلتُ: إن القيامة التي يُتحدث عنها قيامةٌ مزعومةٌ......لعدة أدلة منها :
1- أن اليهود – الكتبة والفريسين- الذي طلبوا من يسوع أن يريهم آية ... فأخبرهم بأن له آية مثل يونان.....وعلى الرغم من ذلك لم تذكر الأناجيل أنّ أحدًا من الكتبة أو الفريسين شاهد يسوعَ بعد القيامة ليثبت لهم أنه قام من الأموات في اليوم الثالث وحقق لهم ما وعدهم؛ بل أيقنوا أنه مات بسببهم.....
جاء ذلك في إنجيل متى أصحاح 12عدد38 " حِينَئِذٍ أَجَابَ قَوْمٌ مِنَ الْكَتَبَةِ وَالْفَرِّيسِيِّينَ قَائِلِينَ:«يَا مُعَلِّمُ، نُرِيدُ أَنْ نَرَى مِنْكَ آيَةً». 39فَأَجابَ وَقَالَ لَهُمْ:«جِيلٌ شِرِّيرٌ وَفَاسِقٌ يَطْلُبُ آيَةً، وَلاَ تُعْطَى لَهُ آيَةٌ إِلاَّ آيَةَ يُونَانَ النَّبِيِّ. 40لأَنَّهُ كَمَا كَانَ يُونَانُ فِي بَطْنِ الْحُوتِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَال، هكَذَا يَكُونُ ابْنُ الإِنْسَانِ فِي قَلْب الأَرْضِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَال".
2-بعد القيامة المزعومة ذكرت الأناجيل تناقضا واضحا حيث تقول: إن يسوع اجتمع مع أحد عشر تلميذًا، في حين أن توما لم يكن موجودًا كما سبق معنا ، ويهوذا قد انتحر– بحسب التناقض- فيكون المجموع عشرة تلاميذ، وليس أحدى عشر...وهذا بخلاف ما جاء ذلك في إنجيل لوقا أصحاح 24 عدد 33 " فَقَامَا فِي تِلْكَ السَّاعَةِ وَرَجَعَا إِلَى أُورُشَلِيمَ، وَوَجَدَا الأَحَدَ عَشَرَ مُجْتَمِعِينَ، هُمْ وَالَّذِينَ مَعَهُمْ" .
ويبقى السؤال: ما هي أسماء التلاميذ الأَحَدَ عشر تلميذًا، أم أنْ هناك تناقضًا واضحًا...؟!
3- سمعان بطرس لم ير يسوع بعد القيامة المزعومة، وإنما رأى أكفانًا موضوعة فقط ، في حين أنه نُسب إليه اللقاء مع يسوع لما قام من القبر...وهذا من قبيل التناقض والواضح مما يجعل القارئ في ريبة بشأن القيامة المزعومة.... وذلك من الآتي :
أ- يسوع ظهر لسمعان بطرس... وذلك في إنجيل لوقا أصحاح24 عدد34 " وهم يقولون إنّ الرب قام بالحقيقة وظهر لسمعان".
ب- سمعان بطرس لم ير إلا الأكفان فقط..... وذلك في إنجيل يوحنا أصحاح 20 عدد3فَخَرَجَ بُطْرُسُ وَالتِّلْمِيذُ الآخَرُ وَأَتَيَا إِلَى الْقَبْرِ. 4وَكَانَ الاثْنَانِ يَرْكُضَانِ مَعًا. فَسَبَقَ التِّلْمِيذُ الآخَرُ بُطْرُسَ وَجَاءَ أَوَّلاً إِلَى الْقَبْرِ، 5وَانْحَنَى فَنَظَرَ الأَكْفَانَ مَوْضُوعَةً، وَلكِنَّهُ لَمْ يَدْخُلْ. 6ثُمَّ جَاءَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ يَتْبَعُهُ، وَدَخَلَ الْقَبْرَ وَنَظَرَ الأَكْفَانَ مَوْضُوعَةً، 7وَالْمِنْدِيلَ الَّذِي كَانَ عَلَى رَأْسِهِ لَيْسَ مَوْضُوعًا مَعَ الأَكْفَانِ، بَلْ مَلْفُوفًا فِي مَوْضِعٍ وَحْدَهُ.
4- شهادة المريميات كانت متناقضةً حول توقيت زيارة قبر يسوع؛ وهذا يُبطل صحة وقوع القيامة المزعومة... وذلك في الآتي:
أ- إنجيل يوحنا أصحاح 20 عدد1 " وَفِي أَوَّلِ الأُسْبُوعِ جَاءَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ إِلَى الْقَبْرِ بَاكِرًا، وَالظَّلاَمُ بَاق. فَنَظَرَتِ الْحَجَرَ مَرْفُوعًا عَنِ الْقَبْرِ" .
ب- إنجيل مرقص أصحاح 16 عدد1 " وَبَعْدَمَا مَضَى السَّبْتُ، اشْتَرَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ وَمَرْيَمُ أُمُّ يَعْقُوبَ وَسَالُومَةُ، حَنُوطًا لِيَأْتِينَ وَيَدْهَنَّهُ. 2وَبَاكِرًا جِدًّا فِي أَوَّلِ الأُسْبُوعِ أَتَيْنَ إِلَى الْقَبْرِ إِذْ طَلَعَتِ الشَّمْسُ" .
وعلى ما سبق فإنّ توما هو تؤم المسيح (نفس الشبه) قد ضحى بنفسه لما علم بمكر اليهود وتعاونهم مع الرومان لقتله ،فضحى بحياته فداءً له طالبا بذلك الجنة...وشُبه على اليهود أنهم قتلوا يسوع، وإنما قتل شبيهه توما.... وقد نجا اللهُ يسوع المسيح من محاولتهم لقتله...
الاستنتاجُ الثاني:
المصلوب هو" يهوذا" فلقد جاء في إنجيل برنابا الذي له مكانة جليلة وعظيمة في قلبي وعقلي أنّ المصلوب هو يهوذا ، وذلك على لسان يسوع المسيح ... ففيه قال برنابا كاتب الإنجيل –الذي كان تلميذًا ليسوع المسيح – أن يهوذا قد قُتل صلبًا ، وأنّ بولس بدل دين المسيح ...وذلك في الآتي :
1-الفصلُ الحادي والعشرون بعد المئتين عدد1 "والتفت يسوع إلى الذي يكتب وقال: يا برنابا عليك أن تكتب إنجيلي حتما وما حدث في شأني مدة وجودي في العالم2 واكتب أيضًا ما حل بيهوذا ليزول انخداع المؤمنين ويصدق كل أحد الحق".
2- الفصل الثاني والعشرون بعد المئتين عدد ا " وبعد أن انطلق يسوع تفرقت التلاميذ في أنحاء إسرائيل والعلم المختلف 2 أما الحق المكروه من الشيطان فقد اضطهده الباطل كما هي الحال دائما 3 فإذا فريقا من الأشرار المدعين أنهم تلاميذ بشروا بأن يسوع مات ولم يقم وآخرون بشروا بأنه مات بالحقيقة ثم قام وآخرون بشروا ولا يزلون يبشرون بأن يسوع هو ابن الله وقد خدع في عدادهم بولس 6 أنا نحن نبشر بما كتبت الذين يخافون الله ليخلصوا في اليوم الأخير لدينونة الله آمين".
وهذا محتمل بسبب تناقضات الأناجيل حول موت يهوذا تجعل الشك قائمًا حوله....!
الاستنتاجُ الثالثُ:
و هو ما يُنسب كثرته إلى الأحمدية (القديانية) و قال بمثله علماءٌ كثر...
قالوا: إنّ المسيح عُلق على الصليب لكنه لم يمت مصلوبًا؛ فالمصلوب هو من مات مصلوبًا، وأما من علق على الصليب للتعذيب ولم يمت فلا يسمى مصلوبًا...
وصوبوا وجهتهم إلى ما جاء في إنجيل يوحنا؛ ففيه أنّ الحارث الروماني طعن يسوع بحربة في بطنه فخرج من جسده ماء و دم، وهذا يدل على أنه لم يُقتل على الصليب بل كان مغشيًّا عليه....
جاء ذلك في إنجيل يوحنا أصحاح 19 عدد 34 " لكنّ واحدًا من العسكر طعن جنبه بحربة وللوقت خرج دم وماء".
قلتُ: وهذا مقبولٌ من ناحية العقل، ومن ناحية الأناجيل أنه أُغشي عليه فقط، ولم يُقتل على الصليب مصلوبًا، ثم فاق في قبره، واجتمع بتلاميذه وأوصاهم... وعاش بعدها بعيدًا مع أمه ومنْ أحب...في مكان وصفه الله:" رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ "؛ قال r : "وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ (50)"(المؤمنون).
.
ولكن هناك سؤالٌ يطرح نفسه هو: هل المصلوب في اللغة العربية هو من مات مقتولًا على الصليب فقط؟!
فالأحمديون وغيرهم يقولون: منْ عُلِّق على الصليب وعُذب ولم يمت ثم نزل منه حيًّا لا يُسمى مصلوباً!
قلتُ: إنّ الجواب على ذلك يكون من خلال الرجوع إلى قواميس ومعاجم اللغة العربية فالقرآن عربي مبين... ولندع كتاب الله المجيد ثم اللغة العربية يتحدثان عن نفسيهما كما يلي:
1- القرآن يؤكد هذه الفكرة بأن المقتول من علق على الصليب إلى الموت...
وذلك من الآتي:
أ- قصة سحرة فرعون لما صلبوا... قال r: " وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ "(71)(طه). وقد علم أنهم قتلوا جميعًا على الصليب، ووصف القرآن قتلهم بالصلب..
ب-قصة خباز الملك الذي كان سجينًا مع النبيِّ يوسفَ الذي رأى رؤيا ... أخبره النبيُّ يوسفُ أنه سيموت مصلوبًا لدرجة أن الطيور الجارحة ستأكل من رأسه ....قال r :" يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا وَأَمَّا الْآخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْ رَأْسِهِ قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ (41)"(يوسف)
2- منْ العلوم عند علماء المفسرين واللغويين أنّ زيادة المبني تدل على زيادة المعني.. فقوله r: " وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا"(النساء). فيه أجد أنّ الله أخبر بأنّ عيسى المسيح ما قُتل ثم أخبر أنه ما صلب، أي :لم يمت مصلوبًا تأكيدًا لقولهr: "وَمَا قَتَلُوهُ " أكد أنهم لم يقتلوه مصلوبًا؛ لأن الشائع في اعتقاد النصارى هو قتله مصلوبًا ...ثم ختم اللهُ الآيةَ قائلًا: "وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا" أي: أنه لم يمت بعد محاولةِ قتله صلبًا بل نجاه الله...
3-المصلوب في لغة العرب هو من مات مصلوبًا.. جاء في لسان العرب لابن منظور - حرف الصاد - صلب- الجزء رقم 8: " والصَّلْبُ، هذه القِتْلة المعروفة " .اهـ
وعلى هذا الاستنتاج الأخير أجدهُ محتملًا بشكل كبير... ويصبح المعنى أنّ اليهود والرومان اشتبه عليهم موت المسيح حين أغشي عليه من التعليق والتعذيب، ثم أفيق في قبره وهرب من القبر بعيداً أخذًا أهله معه، ثم عاش حياة عاديةً ، ومات ميتةً طبيعيةً...
وهذا الاستنتاج هو الأصح الأرجح عندي فالمسيح من أولي العزم من الرسل أي: صبر على أذى قومه له صبرًا عظيمًا، فتحمل تعذيبًا ولم يُقتل مصلوبًا.....
وهذا أكده العهدُ الجديد بأنّ الله نجاه من القتل ..... وذلك في الرسالة إلى العبرانيين أصحاح 5 عدد 7 "الذي في أيام جسده إذ قدم بصراخ شديد ودموع طلبات وتضرعات للقادر أن يخلصه من الموت وسُمع له من أجلِ تقواه".
و قد حدث أن نجا اللهُ r المسيحَ من القتلِ، وشبهَ على اليهودِ والرومان والحاضرين جميعًا أنهم قتلوه مصلوبًا، ولم يقتلوه حقيقيةً؛ بل كان فاقدا الوعي من التعذيب والتعليق ...ثم أفيق ، وعاش بعدها عيشةً طويلةً مع أمِّه ومنْ أحبَ ، ثم مات موتةً كريمةً ....
وأنبه بان الاستنتاج الثالث الذي أراه قريبا للحق ،ليس اخترعا من الأحمدية القديانية ،هذا القول عُرف "بنظرية الإغماء" وقد اشتهرت على لسان الألماني كارل فريدريك باهردت 1768)م-1792م(وقد قدم الأدلة من الأناجيل و المصادر التاريخية بأنّ يسوع أغمي عليه على الصليب و لم يمت..... وقد انتشرت هذه النظرية في ألمانيا و أوربا...
إلى أن تبناها سيد أحمد خان الهندي في تفسيره 1880م.
ثم طورها الروسي نيكولاس نوتوفيتش 1887م إلى "نظرية هجرة المسيح إلى الهند "
ثم قال بالنظريتين الميرزا غلام أحمد الهندي القدياني 1899م والذي قام بتوظيفهما لمصالحه بدعوى أنها وحي إلهي له وأنه هو مسيح آخر الزمان ...!!
ومع مرور الزمان تبنى" نظرية الإغماء" علماء وباحثون أختلف و أتفق معهم... أشهرهم :الشيخ/ أحمد ديدات ، والمترجم لكتبه/ على الجوهري، والدكتور / عبد الصبور شاهين ، والدكتور/ عدنان إبراهيم...
وأخيرا: ما ذكرتُه من الاستنتاجات الثلاثة ليست على سبيل الجزم؛ بل الاستنتاج بعد الاجتهاد وفيه شك... ويبقى قول الله تعالى الذي بلا شك : "وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (157)"(النساء).
أكرم حسن مرسي
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى