هل خلق المسيحُ مِنَ الطينِ طيرًا أم خرافة؟!
الأحد أكتوبر 14, 2018 3:30 am
هل خلق المسيحُ مِنَ الطينِ طيرًا أم خرافة؟!
المسلمون يعتقدون أنّ للمسيحِ معجزات أيده اللهُ بها مثل غيرِه مِنَ الأنبياءِ؛ فمن معجزاتِه أنّه صنع مِنَ الطينِ طيرًا...
لكن المُعترضون يقولُون: هذه المعجزة غير ثابتةٍ في الأناجيلِ، وهي ليست موجودةً إلا في القرآنِ فقط في موضعين اثنين:
الأوّل: في سورةِ آل عمران: وَرَسُولًا إِلَى بني إسرائيلَ أنّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآَيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أنّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ(49) .
الثاني: في سورةِ المائدة: وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي(110) .
فلماذا لم تُذكر هذه الواقعة في الأناجيل وهي قد سبقت القرآنَ بقرونٍ عدة....؟!
الردُّ على الشبهةِ
أولًا: إنّ الأناجيلَ لم تذكرْ كلّ مراحلِ حياةِ المسيحِ فلم تتكلم عن كلّ حياته ومعجزاته...وهذا واضحٌ من كلامِ كاتب إنجيل يوحنّا في آخر إنجيله الأصحاح 20 عدد 30 " وَآيَاتٍ أُخَرَ كثيرٍةً صَنَعَ يَسُوعُ قُدَّامَ تَلاَمِيذِهِ لَمْ تُكْتَبْ فِي هذَا الْكِتَابِ. 31" وأمّا هذِهِ فَقَدْ كُتِبَتْ لِتُؤْمِنُوا أنّ يسوعَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ، وَلِكَيْ تَكُونَ لَكُمْ إِذَا آمَنْتُمْ حَيَاةٌ بِاسْمِهِ".
الملاحظُ مِنَ النصيّن أمرين:
الأوّل: يوحنّا ذكر أنّه لم يكتبْ عن كلِّ مراحل حياةِ المسيح !
الثاني: أنّه بيّنَ سببَ كتابتِه لإنجيله قائلًا: " كُتِبَتْ لِتُؤْمِنُوا أنّ يسوعَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ، وَلِكَيْ تَكُونَ لَكُمْ إِذَا آمَنْتُمْ حَيَاةٌ بِاسْمِهِ ".
ثم قال يوحنّا في الأصحاحِ 21 عدد 25 " وَأَشْيَاءُ أُخَرُ كثيرٍةٌ صَنَعَهَا يَسُوعُ، إِنْ كُتِبَتْ وَاحِدَةً وَاحِدَةً، فَلَسْتُ أَظُنُّ أَنَّ الْعَالَمَ نَفْسَهُ يَسَعُ الْكُتُبَ الْمَكْتُوبَةَ. آمِينَ".
الملاحظُ: أنّ هذا آخر نصّ كتبه يوحنّا يبيّنَ للقارئ ما أردتُ بيانه...
وعليه فإذا جاءَ القرآنُ الكريم بمعجزةٍ لعيسى المسيح لم تأتِ في الأناجيلِ لا شكّ أنّها حقّ؛ لأنّ القرآنَ الكريم كلامُ اللهِ حقًّا ويقينًا؛ لم يصبه تحريف أو تزييف، وذلك على عكس الأناجيل الأربعة التي لم تذكرْ كلَّ مراحل حياة ومعجزاتِ المسيح هذا على فرض صحتها...!
ثانيًا: إن عدد الأناجيل والرسائل في مجمعِ نقية قاربت المائة إنجيل، واختير منها هذه الأناجيل الأربعة التي بين أيدينا... ليس فيها ذكر لتلك المعجزةِ ... ولكن جاءَ ذكرَها في إنجيلِ الطفولةِ لتوما الإسرائيلي، وذلك في الأصحاحِ الثاني في الأعداد الآتية:
(1) حين كان عمر الولد يسوع خمسة أعوم، كان يلعب في مكان ضيق عند أحد الأنّهار الجارية .
(2) كان يجمع الماء في برك صغيرة, وفي الحال أصبح الماء نظيفًا, وقد أمرَ بهذه الأشياء بكلمة واحدة.
(3) وبعد أنّ عمل طينًا شكل منها 12 على هيئة طيور(عصفور الدوري) وكان يوم السبت حين عمل هذه الأمور، لكن كان هناك العديد مِنَ الأطفال يلعبون معه.
(4) ثم, رأى أحد اليهود الذي كان يفعله يسوع حين كان يلعب يوم السبت.وفي الحال ذهب واخبر أبو يسوع, يوسف,(قائلًا له):" انظرْ, ابنك عند النهر واخذ طينا وشكل منه اثنا عشر طيرا وانتهك يوم السبت؟"
(5) فذهب يوسف إلى المكان ورآه,فصرخ فيه: " لماذا تفعل هذه الأشياء الغير مسموح بها في السبت؟ "
(6) لكن يسوع على أية حال, صفق بيديه وصاح في طيور(الطين) قائلًا ": اذهبي, طيري, وتذكريني الآن أنك أصبحت حيّة ". فطارت الطيور وهي تغرد.
(7) حين رأى اليهود هذا, ذهلوا. وبعد أنّ غادروا وصفوا لقوادهم ما شاهدوا من أعمال عيسى.
وتبقى أسئلة تفرضُ نفسَها على المُعترضين:
1- لماذا تم رفض هذا الإنجيل(بشارة توما الإسرائيلي) وجعلوه من الكتب ألمسماه بأناجيل (الأبو كريفا)؟!
2- ما هي الأسس والمعايير التي مِنْ خلالِها اُختيرت هذه الأناجيل الأربعة عن غيرِها مِنَ الأناجيل وملحقاتها الأخرى التي قاربت المائة...؟!
أكرم حسن مرسي
المسلمون يعتقدون أنّ للمسيحِ معجزات أيده اللهُ بها مثل غيرِه مِنَ الأنبياءِ؛ فمن معجزاتِه أنّه صنع مِنَ الطينِ طيرًا...
لكن المُعترضون يقولُون: هذه المعجزة غير ثابتةٍ في الأناجيلِ، وهي ليست موجودةً إلا في القرآنِ فقط في موضعين اثنين:
الأوّل: في سورةِ آل عمران: وَرَسُولًا إِلَى بني إسرائيلَ أنّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآَيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أنّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ(49) .
الثاني: في سورةِ المائدة: وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي(110) .
فلماذا لم تُذكر هذه الواقعة في الأناجيل وهي قد سبقت القرآنَ بقرونٍ عدة....؟!
الردُّ على الشبهةِ
أولًا: إنّ الأناجيلَ لم تذكرْ كلّ مراحلِ حياةِ المسيحِ فلم تتكلم عن كلّ حياته ومعجزاته...وهذا واضحٌ من كلامِ كاتب إنجيل يوحنّا في آخر إنجيله الأصحاح 20 عدد 30 " وَآيَاتٍ أُخَرَ كثيرٍةً صَنَعَ يَسُوعُ قُدَّامَ تَلاَمِيذِهِ لَمْ تُكْتَبْ فِي هذَا الْكِتَابِ. 31" وأمّا هذِهِ فَقَدْ كُتِبَتْ لِتُؤْمِنُوا أنّ يسوعَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ، وَلِكَيْ تَكُونَ لَكُمْ إِذَا آمَنْتُمْ حَيَاةٌ بِاسْمِهِ".
الملاحظُ مِنَ النصيّن أمرين:
الأوّل: يوحنّا ذكر أنّه لم يكتبْ عن كلِّ مراحل حياةِ المسيح !
الثاني: أنّه بيّنَ سببَ كتابتِه لإنجيله قائلًا: " كُتِبَتْ لِتُؤْمِنُوا أنّ يسوعَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ، وَلِكَيْ تَكُونَ لَكُمْ إِذَا آمَنْتُمْ حَيَاةٌ بِاسْمِهِ ".
ثم قال يوحنّا في الأصحاحِ 21 عدد 25 " وَأَشْيَاءُ أُخَرُ كثيرٍةٌ صَنَعَهَا يَسُوعُ، إِنْ كُتِبَتْ وَاحِدَةً وَاحِدَةً، فَلَسْتُ أَظُنُّ أَنَّ الْعَالَمَ نَفْسَهُ يَسَعُ الْكُتُبَ الْمَكْتُوبَةَ. آمِينَ".
الملاحظُ: أنّ هذا آخر نصّ كتبه يوحنّا يبيّنَ للقارئ ما أردتُ بيانه...
وعليه فإذا جاءَ القرآنُ الكريم بمعجزةٍ لعيسى المسيح لم تأتِ في الأناجيلِ لا شكّ أنّها حقّ؛ لأنّ القرآنَ الكريم كلامُ اللهِ حقًّا ويقينًا؛ لم يصبه تحريف أو تزييف، وذلك على عكس الأناجيل الأربعة التي لم تذكرْ كلَّ مراحل حياة ومعجزاتِ المسيح هذا على فرض صحتها...!
ثانيًا: إن عدد الأناجيل والرسائل في مجمعِ نقية قاربت المائة إنجيل، واختير منها هذه الأناجيل الأربعة التي بين أيدينا... ليس فيها ذكر لتلك المعجزةِ ... ولكن جاءَ ذكرَها في إنجيلِ الطفولةِ لتوما الإسرائيلي، وذلك في الأصحاحِ الثاني في الأعداد الآتية:
(1) حين كان عمر الولد يسوع خمسة أعوم، كان يلعب في مكان ضيق عند أحد الأنّهار الجارية .
(2) كان يجمع الماء في برك صغيرة, وفي الحال أصبح الماء نظيفًا, وقد أمرَ بهذه الأشياء بكلمة واحدة.
(3) وبعد أنّ عمل طينًا شكل منها 12 على هيئة طيور(عصفور الدوري) وكان يوم السبت حين عمل هذه الأمور، لكن كان هناك العديد مِنَ الأطفال يلعبون معه.
(4) ثم, رأى أحد اليهود الذي كان يفعله يسوع حين كان يلعب يوم السبت.وفي الحال ذهب واخبر أبو يسوع, يوسف,(قائلًا له):" انظرْ, ابنك عند النهر واخذ طينا وشكل منه اثنا عشر طيرا وانتهك يوم السبت؟"
(5) فذهب يوسف إلى المكان ورآه,فصرخ فيه: " لماذا تفعل هذه الأشياء الغير مسموح بها في السبت؟ "
(6) لكن يسوع على أية حال, صفق بيديه وصاح في طيور(الطين) قائلًا ": اذهبي, طيري, وتذكريني الآن أنك أصبحت حيّة ". فطارت الطيور وهي تغرد.
(7) حين رأى اليهود هذا, ذهلوا. وبعد أنّ غادروا وصفوا لقوادهم ما شاهدوا من أعمال عيسى.
وتبقى أسئلة تفرضُ نفسَها على المُعترضين:
1- لماذا تم رفض هذا الإنجيل(بشارة توما الإسرائيلي) وجعلوه من الكتب ألمسماه بأناجيل (الأبو كريفا)؟!
2- ما هي الأسس والمعايير التي مِنْ خلالِها اُختيرت هذه الأناجيل الأربعة عن غيرِها مِنَ الأناجيل وملحقاتها الأخرى التي قاربت المائة...؟!
أكرم حسن مرسي
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى