رد شبهة : قصة القردة الزانية !
الأربعاء ديسمبر 20, 2017 11:53 pm
رد شبهة : قصة القردة الزانية !
قالوا : إن نبي الإسلام حكا قصةً لأصحابِه مليئة بالخرافاتِ والخزعبلات....
قال: إن مجموعةً من القرود رجموا قردةً زانيةً ...!
هل القرود تعرف الحلال من الحرام، وتطبق الشرعية ؟!
هل هذا يُعقل؟!
جاءت القصةُ في صحيحِ البخاري كِتَاب (الْمَنَاقِبِ) بَاب (الْقَسَامَةُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ) برقم 3560 حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ عَنْ حُصَيْنٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ : " رَأَيْتُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ قِرْدَةً اجْتَمَعَ عَلَيْهَا قِرَدَةٌ قَدْ زَنَتْ فَرَجَمُوهَا فَرَجَمْتُهَا مَعَهُمْ ".
الرد على الشبهة
أولًا : إن هذه القصة لا علاقة لها بدين الإسلام، ولا بنبي الإسلام،لا من قريب ولا بعيد...
فواضحٌ من الرواية أنها ليست من كلامِ النَّبِيِّ محمدٍ؛ الذي روى هذه القصة هو عمرو بنُ ميمونٍ ، وهو من كبارِ التابعين ، وليس صحابيًّا ، وإنما هو ممّن أدرك الجاهليةَ ، وأسلم في عهدِ النبيِّ محمد r ولكنهُ لم يرهُ، ولم يرو عنهُ... ويطلقُ على مثلهِ في كتبِ التراجمِ والرجالِ : " مُخَضْرَمٌ " ؛ جاء ذلك في مراجع عدة منها:
1- قال الذهبي في سيرُ أعلامِ النبلاء (4/158) – والإصابةُ (3/118 (
: " مُخَضْرَمٌ مَشْهُوْرٌ " .
2- قال ابنُ ا لجوزي في ( كشفُ المشكلِ من حديثِ الصحيحين لابن لجوزي ) (4/175 (
: " وقد أوهم أبو مسعود بترجمةِ عمرو بنِ ميمونٍ أنهُ من الصحابةِ الذين انفرد بالإخراجِ عنهم البخاري ، وليس كذلك فإنهُ ليس من الصحابةِ ، ولا لهُ في الصحيحِ مسندٌ " .
3- قال القرطبيُّ في (تفسير سورة البقرة الآية 65( :عمرو بنُ ميمونٍ يعدُ من كبارِ التابعين من الكوفيين .اهـ
وبالتالي هذا وإنْ دل يدل علي عمى البصر والبصيرة أو التدليس أو الكذب الخسيس؛ فالقصة ليست من كلامِ النبيِّ محمد r، ولا من كلامِ أحدٍ من أصحابِه ، ولو رواها واحدٌ من أصحابه فإننا ننظرُ إلى الإسناد أولًا؛ لأن الصحابةَ عدول عندنا ...
وعلى كلٍّ:فالأثرُ ليس من كلامِ النَّبِيِّ r كما زعموا وقالوا زورًا وبهتانًا ...
ثانيًا : إن هذه القصة ليست صحيحةً رغم وجودها في صحيح البخاري... ذكر تحقيقَها وبين ضعفها؛ الأخ الدكتور/ هشام عزمي في منتدى التوحيد كما يلي :
1- هذا الأثر ليس على شرطِ الإمامِ البخاري، فصحيحُ البخاري سماهُ: " الجامعُ المختصرُ المسندُ الصحيحُ من أمورِ رسولِ اللهِ rوسننهِ وأيامهِ " فالخبرُ ليس مسنداً للرسولِ فهو ليس على شرطِ البخاري- رحمهُ اللهُ - .
فالأحاديثُ الموقوفةُ، وهي الأحاديثُ التي تروى عن الصحابةِ، ولا يتمُ رفعُها للنبيِّ r ، والتي يسميها بعضُ أهلِ العلمِ " الآثار " هي ليست كذلك على شرطِ البخاري - رحمه اللهُ - .
وكذلك الأحاديثُ المعلقةُ ، وهي الأحاديثُ التي يوردها البخاري ، ويحذفُ أولَ أسانيدها ، أو يوردُ قولاً بدون سندٍ كأن يقول : " قال أنسٌ " ، أو يوردهُ بصيغةِ التمريضِ كأن يقول : " يُروى عن أنسٍ " ، وهذه المعلقاتُ سواءٌ رواها بصيغةِ الجزمِ ، أو بصيغةِ التمريضِ ، فليست هي على شرطِ الإمامِ البخاري ، وقد بلغت معلقاتُ البخاري في الصحيحِ ألفاً وثلاثمائة وواحداً وأربعين .
2- البخاري - رحمهُ اللهُ - لما ذكر هذا الأثرَ الذي ليس على شرطهِ ، إنما أراد الإشارةَ إلى فائدةٍ والتأكيدِ على أن عمرو بنَ ميمونٍ قد أدرك الجاهليةَ ، ولم يبالِ البخاري بظنِ عمرو الذي ظنهُ في الجاهليةِ ، بأن القردةَ قد زنت فرجموها بسببِ الرجمِ .
3- الخبرُ استنكرهُ الإمامُ ابنُ عبدِ البرِ - رحمهُ اللهُ - قال الحافظُ ابنُ حجرٍ - رحمهُ اللهُ - : " وَقَدْ اِسْتَنْكَرَ اِبْن عَبْد الْبَرّ قِصَّة عَمْرو بْن مَيْمُون هَذِهِ وَقَالَ : " فِيهَا إِضَافَة الزِّنَا إِلَى غَيْر مُكَلَّف ، وَإِقَامَة الْحَدّ عَلَى الْبَهَائِم وَهَذَا مُنْكَر عِنْد أَهْل الْعِلْم " . [ فتح الباري لابن حجر 7/197 ( الطبعة السلفية) .
4- استنكر الخبرَ الإمامُ الألباني رحمه الله فقال: " هذا أثرٌ منكرٌ، إذ كيف يمكنُ لإنسانٍ أن يعلمَ أن القردةَ تتزوجُ ، وأن من خُلقهم المحافظةَ على العرضِ ، فمن خان قتلوهُ ؟! ثم هبّ أن ذلك أمرٌ واقعٌ بينها، فمن أين علم عمرو بنُ ميمون أن رجمَ القردةِ إنما كان لأنها زنت ". (مختصر صحيح البخاري للألباني (2/535.)
قال الشيخُ الألباني - رحمهُ اللهُ - : " وأنا أظنُ أن الآفةَ من شيخِ المصنفِ نعيمِ بنِ حمادٍ ، فإنهُ ضعيفٌ متهمٌ ، أو من عنعنةِ هُشيم ، فإنهُ كان مدلساً " . مختصر صحيح البخاري للألباني (2/535( .
4- وممن ذهب إلى تضعيفِ الأثرِ محققُ " سير أعلام النبلاء " (4/159) فقد قال في الحاشيةِ : " ونعيمُ بنُ حمادٍ كثيرُ الخطأِ ، وهُشيمٌ مدلسٌ وقد عنعن " .
6- فالخبرُ ضعيفٌ في سندهِ نُعيمُ بنُ حمادٍ ، من رجالِ معلقاتِ البخاري لا من أسانيدهِ ، روى عنهُ البخاري مقروناً بغيرهِ في الأحاديثِ أرقام ( 393-4339-7139) ، ولم يقرنهُ بغيرهِ إلا في هذا الحديثِ المقطوعِ الذي ليس على شرطهِ رحمهُ اللهُ حديث رقم (3849(
ونعيمُ بنُ حمادٍ قال عنه الحافظُ في " التقريب " : " صدوقٌ يخطئ كثيراً " ، وقال النسائي : " ضعيفٌ " ، وذكرهُ ابنُ حبان في " الثقات " وقال : " ربما أخطأ ووهم" . (تهذيب الكمال (29/476(.
5- وكذلك الخبرُ ضعيفٌ؛لأن في سندهِِ هُشيمَ بنَ بشيرٍ الو اسطي ، وهو كثيرُ التدليسِ ، وجعلهُ الحافظُ في المرتبةِ الثالثةِ في طبقاتهِ ، وهم ممن لا يُحتجُ بحديثهم إلا بما صرحوا به السماعَ ، قلتُ : ولم يصرح بالسماعِ في هذا الخبرِ .
8- مال الشيخُ الألباني إلى تقويةِ هذا الأثر مختصراً دون وجود النكارةِ أن القردةَ قد زنت وأنها رُجمت بسببِ الزنا فقال - رحمه الله - : " لكن ذكر ابنُ عبدِ البر في " الاستيعاب) 3/1205 ( أنهُ رواهُ عبادُ بنُ العوام أيضاً ، عن حصين ، كما رواه هشيم مختصراً .
قلتُ : القائلُ الألباني وعبادُ هذا ثقةٌ من رجالِ الشيخين ، وتابعهُ عيسى بنُ حطان ، عن عمرو بنِ ميمون به مطولاً ، أخرجهُ الإسماعيلي ، وعيسى هذا وثقهُ العجلي وابنُ حبان ، وروايته مفصلةٌ تبعد النكارةَ الظاهرةَ من روايةِ نعيم المختصرة ، وقد مال الحافظُ إلى تقويتها خلافاً لابنِ عبدِ البر، والله أعلم " . (مختصر صحيح البخاري للألباني (2/535-536( . اهـ بتصرف
ثالثًا: افترض جدلًا صحةَ هذه القصة، كي أثبت جهل المعترضين، وذلك من ثلاثة أوجه:
الأول : أن هذه القصة ليست من كلامِ النَّبِيِّ r ؛ بل نُقلت عن رجل تابعي، وليس من أصحابِ النَّبِيِّ r حكا ما رأى بعينه في الجاهلية(قبل الإسلام) وذلك بحسبِ الروايةِ التي تقول : قال عَمْروٌ بْنٌ مَيْمُونٍ : " رَأَيْتُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ " فهذا الكلام ليس له علاقة بالإسلام ، ولا بخير الأنام r ....
الوجه الثاني: أنْ بعضَ الحيواناتِ قد تعرف الحلالَ من الحرامِ ، فأنت مثلًا : إذا قدّمت لقطةٍ طبق فيه لبن سوف تشربه أمامك بكل طمأنينة؛ لكن إذا جاءت القطةُ وشربت اللبن دون علمك(سرقة) فعند رؤيتك سوف تفر القطةٌ هاربة تاركة اللبن ؛ لأنها تعلم أنها سرقتك...
فهذا مشاهد، فليس هناك ما يمنع من تصديق هذه القصة ، ولا مجال للقول بأنها خرافة ،إذ لو جاءت في الكتاب المقدس ما قالوا ما قالوه؛ ولدافعوا عنه وما نفوه...
الوجه الثالث: في هذه القصة أمر هام هو أن القرد أفضل من الخنزير؛ القرد يغار على عرضه -بحسب ما جاء في الرواية- أما الخنزير فهو رمز للدياثة يجامع أنثاه أمام الجميع ، بل ويجامع خنزيرٌ أخرٌ زوجتَه أمامَه لا يغار على عرضه...
فالعجيب أنّ المُنصّرين يأكلون لحمه الذي المُحرم في شريعة موسى وصدقها يسوع المسيح، فصاروا مثله ينكرون المعروف ويأمرون بالمنكر...
يأكلون لحم أحقر الحيوانات على الإطلاق وأنجسها، ويعترضون على خبر بين العفة عند بعضِ القرود !
جاء دليلُ تحريم أكله فيما يلي:
1- قول الربِّ لموسى في سفر الآَويِّين الأصحاح 11 عدد7وَالْخِنْزِيرَ، لأَنَّهُ يَشُقُّ ظِلْفًا وَيَقْسِمُهُ ظِلْفَيْنِ، لكِنَّهُ لاَ يَجْتَرُّ، فَهُوَ نَجِسٌ لَكُمْ. 8مِنْ لَحْمِهَا لاَ تَأْكُلُوا وَجُثَثَهَا لاَ تَلْمِسُوا. إِنَّهَا نَجِسَةٌ لَكُمْ.
2- قول الربِّ لموسى في سفر التثنية الأصحاح14 عدد8وَالْخِنْزِيرُ لأَنَّهُ يَشُقُّ الظِّلْفَ لكِنَّهُ لاَ يَجْتَرُّ فَهُوَ نَجِسٌ لَكُمْ. فَمِنْ لَحْمِهَا لاَ تَأْكُلُوا وَجُثَثَهَا لاَ تَلْمِسُوا.
كان ما سبق على فرض صحة القصة جدلًا لا قطعًا...
رابعًا: إن قيل: إن القرود المذكورة في الأثر هم أحفاد اليهود الذين مسخوا؟
قلت: مستحيل ومحال؛ لأن الممسوخ لا نسل له ؛ ثبت ذلك عن النبي r في صحيحِ مسلمٍ برقم 4815 أنهr قال : "إِنَّ اللَّهَ لَمْ يُهْلِكْ قَوْمًا أَوْ يُعَذِّبْ قَوْمًا فَيَجْعَلَ لَهُمْ نَسْلًا ".
كما أنكر على كل من يقول على اليهودِ والنصارى بأنهم أحفاد القردة والخنازير؛ فهذه مقولة باطلة مذمومة؛ لم يقلها النبيُّ r ولا واحدٌ من أصحابِه، والصحيح أن يقال : أخوان القردة والخنازير، والترفع عنها أولى...
دلّ على ذلك دليلان:
الدليل الأولُ: فِي مسند أحمد برقم 13042 عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ الْيَهُودَ دَخَلُوا عَلَى النَّبِيِّ r فَقَالُوا: السَّامُ عَلَيْكَ. فَقَالَ النَّبِيُّ r :"السَّامُ عَلَيْكُمْ " . فَقَالَتْ عَائِشَةُ: السَّامُ عَلَيْكُمْ يَا إِخْوَانَ الْقِرَدَةِ وَالْخَنَازِيرِ وَلَعْنَةُ اللَّهِ وَغَضَبُهُ فَقَالَ :يَا عَائِشَةُ مَهْ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَمَا سَمِعْتَ مَا قَالُوا قَالَ : أَوَمَا سَمِعْتِ مَا رَدَدْتُ عَلَيْهِمْ يَا عَائِشَةُ لَمْ يَدْخُلْ الرِّفْقُ فِي شَيْءٍ إِلَّا زَانَهُ وَلَمْ يُنْزَعْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا شَانَهُ . قال الألبانيُّ في الإرواء ( ج5 / 118 ): أخرجه أحمد ( 3 / 241 ) :حدثنا مؤمل حدثنا حماد حدثنا ثابت به . قلت : وهذا إسناد رجاله ثقات على شرط مسلم غير مؤمل وهو ابن إسماعيل البصري : صدوق سيئ الحفظ.
الدليل الثانيّ : في صَحِيح مُسْلِم برقم 4815 عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَتْ أُمُّ حَبِيبَةَ: اللَّهُمَّ مَتِّعْنِي بِزَوْجِي رَسُولِ اللَّهِ r وَبِأَبِي أَبِي سُفْيَانَ وَبِأَخِي مُعَاوِيَةَ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ r:" إِنَّكِ سَأَلْتِ اللَّهَ لِآجَالٍ مَضْرُوبَةٍ وَآثَارٍ مَوْطُوءَةٍ وَأَرْزَاقٍ مَقْسُومَةٍ لَا يُعَجِّلُ شَيْئًا مِنْهَا قَبْلَ حِلِّهِ وَلَا يُؤَخِّرُ مِنْهَا شَيْئًا بَعْدَ حِلِّهِ وَلَوْ سَأَلْتِ اللَّهَ أَنْ يُعَافِيَكِ مِنْ عَذَابٍ فِي النَّارِ وَعَذَابٍ فِي الْقَبْرِ لَكَانَ خَيْرًا لَكِ ". قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ : " يَا رَسُولَ اللَّهِ الْقِرَدَةُ وَالْخَنَازِيرُ هِيَ مِمَّا مُسِخ "؟ فَقَالَ r :" إِنَّ اللَّهَ لَمْ يُهْلِكْ قَوْمًا أَوْ يُعَذِّبْ قَوْمًا فَيَجْعَلَ لَهُمْ نَسْلًا وَإِنَّ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ ".
نلاحظ من الروايةِ قوله r :"إِنَّ اللَّهَ لَمْ يُهْلِكْ قَوْمًا أَوْ يُعَذِّبْ قَوْمًا فَيَجْعَلَ لَهُمْ نَسْلًا ".
وعليه: فمخطئ من يقول: أحفاد القردة والخنازير إذ لا نسل لهم بعد هلاكهم...
خامسًا: إن الأمر المثير للدهشة حقًا هو أنهم يعترضون على قصة لا علاقة له بالإسلام-على فرض صحتها- ولا يعترضون على ما جاء في كتابهم المقدس الذي ذكر أن حمارًا تكلم ليرد حماقة النبيِّ...!
جاء ذلك في موضعين:
الأول: سفر العدد أصحاح22عدد27فَلَمَّا أَبْصَرَتِ الأَتَانُ مَلاَكَ الرَّبِّ، رَبَضَتْ تَحْتَ بَلْعَامَ. فَحَمِيَ غَضَبُ بَلْعَامَ وَضَرَبَ الأَتَانَ بِالْقَضِيبِ. 28فَفَتَحَ الرَّبُّ فَمَ الأَتَانِ، فَقَالَتْ لِبَلْعَامَ: «مَاذَا صَنَعْتُ بِكَ حَتَّى ضَرَبْتَنِي الآنَ ثَلاَثَ دَفَعَاتٍ؟». 29فَقَالَ بَلْعَامُ لِلأَتَانِ: «لأَنَّكِ ازْدَرَيْتِ بِي. لَوْ كَانَ فِي يَدِي سَيْفٌ لَكُنْتُ الآنَ قَدْ قَتَلْتُكِ». 30فَقَالَتِ الأَتَانُ لِبَلْعَامَ: «أَلَسْتُ أَنَا أَتَانَكَ الَّتِي رَكِبْتَ عَلَيْهَا مُنْذُ وُجُودِكَ إِلَى هذَا الْيَوْمِ؟ هَلْ تَعَوَّدْتُ أَنْ أَفْعَلَ بِكَ هكَذَا؟» فَقَالَ: «لاَ».
• الأَتَانُ: أنثى الحمار
الثاني: رسالةِ بطرس الثانية أصحاح 2 عدد 15قَدْ تَرَكُوا الطَّرِيقَ الْمُسْتَقِيمَ، فَضَلُّوا، تَابِعِينَ طَرِيقَ بَلْعَامَ بْنِ بَصُورَ الَّذِي أَحَبَّ أُجْرَةَ الإِثْمِ. 16وَلكِنَّهُ حَصَلَ عَلَى تَوْبِيخِ تَعَدِّيهِ، إِذْ مَنَعَ حَمَاقَةَ النَّبِيِّ حِمَارٌ أَعْجَمُ نَاطِقًا بِصَوْتِ إِنْسَانٍ. لا تعليق !
كتبه / أكرم حسن مرسي
قالوا : إن نبي الإسلام حكا قصةً لأصحابِه مليئة بالخرافاتِ والخزعبلات....
قال: إن مجموعةً من القرود رجموا قردةً زانيةً ...!
هل القرود تعرف الحلال من الحرام، وتطبق الشرعية ؟!
هل هذا يُعقل؟!
جاءت القصةُ في صحيحِ البخاري كِتَاب (الْمَنَاقِبِ) بَاب (الْقَسَامَةُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ) برقم 3560 حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ عَنْ حُصَيْنٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ : " رَأَيْتُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ قِرْدَةً اجْتَمَعَ عَلَيْهَا قِرَدَةٌ قَدْ زَنَتْ فَرَجَمُوهَا فَرَجَمْتُهَا مَعَهُمْ ".
الرد على الشبهة
أولًا : إن هذه القصة لا علاقة لها بدين الإسلام، ولا بنبي الإسلام،لا من قريب ولا بعيد...
فواضحٌ من الرواية أنها ليست من كلامِ النَّبِيِّ محمدٍ؛ الذي روى هذه القصة هو عمرو بنُ ميمونٍ ، وهو من كبارِ التابعين ، وليس صحابيًّا ، وإنما هو ممّن أدرك الجاهليةَ ، وأسلم في عهدِ النبيِّ محمد r ولكنهُ لم يرهُ، ولم يرو عنهُ... ويطلقُ على مثلهِ في كتبِ التراجمِ والرجالِ : " مُخَضْرَمٌ " ؛ جاء ذلك في مراجع عدة منها:
1- قال الذهبي في سيرُ أعلامِ النبلاء (4/158) – والإصابةُ (3/118 (
: " مُخَضْرَمٌ مَشْهُوْرٌ " .
2- قال ابنُ ا لجوزي في ( كشفُ المشكلِ من حديثِ الصحيحين لابن لجوزي ) (4/175 (
: " وقد أوهم أبو مسعود بترجمةِ عمرو بنِ ميمونٍ أنهُ من الصحابةِ الذين انفرد بالإخراجِ عنهم البخاري ، وليس كذلك فإنهُ ليس من الصحابةِ ، ولا لهُ في الصحيحِ مسندٌ " .
3- قال القرطبيُّ في (تفسير سورة البقرة الآية 65( :عمرو بنُ ميمونٍ يعدُ من كبارِ التابعين من الكوفيين .اهـ
وبالتالي هذا وإنْ دل يدل علي عمى البصر والبصيرة أو التدليس أو الكذب الخسيس؛ فالقصة ليست من كلامِ النبيِّ محمد r، ولا من كلامِ أحدٍ من أصحابِه ، ولو رواها واحدٌ من أصحابه فإننا ننظرُ إلى الإسناد أولًا؛ لأن الصحابةَ عدول عندنا ...
وعلى كلٍّ:فالأثرُ ليس من كلامِ النَّبِيِّ r كما زعموا وقالوا زورًا وبهتانًا ...
ثانيًا : إن هذه القصة ليست صحيحةً رغم وجودها في صحيح البخاري... ذكر تحقيقَها وبين ضعفها؛ الأخ الدكتور/ هشام عزمي في منتدى التوحيد كما يلي :
1- هذا الأثر ليس على شرطِ الإمامِ البخاري، فصحيحُ البخاري سماهُ: " الجامعُ المختصرُ المسندُ الصحيحُ من أمورِ رسولِ اللهِ rوسننهِ وأيامهِ " فالخبرُ ليس مسنداً للرسولِ فهو ليس على شرطِ البخاري- رحمهُ اللهُ - .
فالأحاديثُ الموقوفةُ، وهي الأحاديثُ التي تروى عن الصحابةِ، ولا يتمُ رفعُها للنبيِّ r ، والتي يسميها بعضُ أهلِ العلمِ " الآثار " هي ليست كذلك على شرطِ البخاري - رحمه اللهُ - .
وكذلك الأحاديثُ المعلقةُ ، وهي الأحاديثُ التي يوردها البخاري ، ويحذفُ أولَ أسانيدها ، أو يوردُ قولاً بدون سندٍ كأن يقول : " قال أنسٌ " ، أو يوردهُ بصيغةِ التمريضِ كأن يقول : " يُروى عن أنسٍ " ، وهذه المعلقاتُ سواءٌ رواها بصيغةِ الجزمِ ، أو بصيغةِ التمريضِ ، فليست هي على شرطِ الإمامِ البخاري ، وقد بلغت معلقاتُ البخاري في الصحيحِ ألفاً وثلاثمائة وواحداً وأربعين .
2- البخاري - رحمهُ اللهُ - لما ذكر هذا الأثرَ الذي ليس على شرطهِ ، إنما أراد الإشارةَ إلى فائدةٍ والتأكيدِ على أن عمرو بنَ ميمونٍ قد أدرك الجاهليةَ ، ولم يبالِ البخاري بظنِ عمرو الذي ظنهُ في الجاهليةِ ، بأن القردةَ قد زنت فرجموها بسببِ الرجمِ .
3- الخبرُ استنكرهُ الإمامُ ابنُ عبدِ البرِ - رحمهُ اللهُ - قال الحافظُ ابنُ حجرٍ - رحمهُ اللهُ - : " وَقَدْ اِسْتَنْكَرَ اِبْن عَبْد الْبَرّ قِصَّة عَمْرو بْن مَيْمُون هَذِهِ وَقَالَ : " فِيهَا إِضَافَة الزِّنَا إِلَى غَيْر مُكَلَّف ، وَإِقَامَة الْحَدّ عَلَى الْبَهَائِم وَهَذَا مُنْكَر عِنْد أَهْل الْعِلْم " . [ فتح الباري لابن حجر 7/197 ( الطبعة السلفية) .
4- استنكر الخبرَ الإمامُ الألباني رحمه الله فقال: " هذا أثرٌ منكرٌ، إذ كيف يمكنُ لإنسانٍ أن يعلمَ أن القردةَ تتزوجُ ، وأن من خُلقهم المحافظةَ على العرضِ ، فمن خان قتلوهُ ؟! ثم هبّ أن ذلك أمرٌ واقعٌ بينها، فمن أين علم عمرو بنُ ميمون أن رجمَ القردةِ إنما كان لأنها زنت ". (مختصر صحيح البخاري للألباني (2/535.)
قال الشيخُ الألباني - رحمهُ اللهُ - : " وأنا أظنُ أن الآفةَ من شيخِ المصنفِ نعيمِ بنِ حمادٍ ، فإنهُ ضعيفٌ متهمٌ ، أو من عنعنةِ هُشيم ، فإنهُ كان مدلساً " . مختصر صحيح البخاري للألباني (2/535( .
4- وممن ذهب إلى تضعيفِ الأثرِ محققُ " سير أعلام النبلاء " (4/159) فقد قال في الحاشيةِ : " ونعيمُ بنُ حمادٍ كثيرُ الخطأِ ، وهُشيمٌ مدلسٌ وقد عنعن " .
6- فالخبرُ ضعيفٌ في سندهِ نُعيمُ بنُ حمادٍ ، من رجالِ معلقاتِ البخاري لا من أسانيدهِ ، روى عنهُ البخاري مقروناً بغيرهِ في الأحاديثِ أرقام ( 393-4339-7139) ، ولم يقرنهُ بغيرهِ إلا في هذا الحديثِ المقطوعِ الذي ليس على شرطهِ رحمهُ اللهُ حديث رقم (3849(
ونعيمُ بنُ حمادٍ قال عنه الحافظُ في " التقريب " : " صدوقٌ يخطئ كثيراً " ، وقال النسائي : " ضعيفٌ " ، وذكرهُ ابنُ حبان في " الثقات " وقال : " ربما أخطأ ووهم" . (تهذيب الكمال (29/476(.
5- وكذلك الخبرُ ضعيفٌ؛لأن في سندهِِ هُشيمَ بنَ بشيرٍ الو اسطي ، وهو كثيرُ التدليسِ ، وجعلهُ الحافظُ في المرتبةِ الثالثةِ في طبقاتهِ ، وهم ممن لا يُحتجُ بحديثهم إلا بما صرحوا به السماعَ ، قلتُ : ولم يصرح بالسماعِ في هذا الخبرِ .
8- مال الشيخُ الألباني إلى تقويةِ هذا الأثر مختصراً دون وجود النكارةِ أن القردةَ قد زنت وأنها رُجمت بسببِ الزنا فقال - رحمه الله - : " لكن ذكر ابنُ عبدِ البر في " الاستيعاب) 3/1205 ( أنهُ رواهُ عبادُ بنُ العوام أيضاً ، عن حصين ، كما رواه هشيم مختصراً .
قلتُ : القائلُ الألباني وعبادُ هذا ثقةٌ من رجالِ الشيخين ، وتابعهُ عيسى بنُ حطان ، عن عمرو بنِ ميمون به مطولاً ، أخرجهُ الإسماعيلي ، وعيسى هذا وثقهُ العجلي وابنُ حبان ، وروايته مفصلةٌ تبعد النكارةَ الظاهرةَ من روايةِ نعيم المختصرة ، وقد مال الحافظُ إلى تقويتها خلافاً لابنِ عبدِ البر، والله أعلم " . (مختصر صحيح البخاري للألباني (2/535-536( . اهـ بتصرف
ثالثًا: افترض جدلًا صحةَ هذه القصة، كي أثبت جهل المعترضين، وذلك من ثلاثة أوجه:
الأول : أن هذه القصة ليست من كلامِ النَّبِيِّ r ؛ بل نُقلت عن رجل تابعي، وليس من أصحابِ النَّبِيِّ r حكا ما رأى بعينه في الجاهلية(قبل الإسلام) وذلك بحسبِ الروايةِ التي تقول : قال عَمْروٌ بْنٌ مَيْمُونٍ : " رَأَيْتُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ " فهذا الكلام ليس له علاقة بالإسلام ، ولا بخير الأنام r ....
الوجه الثاني: أنْ بعضَ الحيواناتِ قد تعرف الحلالَ من الحرامِ ، فأنت مثلًا : إذا قدّمت لقطةٍ طبق فيه لبن سوف تشربه أمامك بكل طمأنينة؛ لكن إذا جاءت القطةُ وشربت اللبن دون علمك(سرقة) فعند رؤيتك سوف تفر القطةٌ هاربة تاركة اللبن ؛ لأنها تعلم أنها سرقتك...
فهذا مشاهد، فليس هناك ما يمنع من تصديق هذه القصة ، ولا مجال للقول بأنها خرافة ،إذ لو جاءت في الكتاب المقدس ما قالوا ما قالوه؛ ولدافعوا عنه وما نفوه...
الوجه الثالث: في هذه القصة أمر هام هو أن القرد أفضل من الخنزير؛ القرد يغار على عرضه -بحسب ما جاء في الرواية- أما الخنزير فهو رمز للدياثة يجامع أنثاه أمام الجميع ، بل ويجامع خنزيرٌ أخرٌ زوجتَه أمامَه لا يغار على عرضه...
فالعجيب أنّ المُنصّرين يأكلون لحمه الذي المُحرم في شريعة موسى وصدقها يسوع المسيح، فصاروا مثله ينكرون المعروف ويأمرون بالمنكر...
يأكلون لحم أحقر الحيوانات على الإطلاق وأنجسها، ويعترضون على خبر بين العفة عند بعضِ القرود !
جاء دليلُ تحريم أكله فيما يلي:
1- قول الربِّ لموسى في سفر الآَويِّين الأصحاح 11 عدد7وَالْخِنْزِيرَ، لأَنَّهُ يَشُقُّ ظِلْفًا وَيَقْسِمُهُ ظِلْفَيْنِ، لكِنَّهُ لاَ يَجْتَرُّ، فَهُوَ نَجِسٌ لَكُمْ. 8مِنْ لَحْمِهَا لاَ تَأْكُلُوا وَجُثَثَهَا لاَ تَلْمِسُوا. إِنَّهَا نَجِسَةٌ لَكُمْ.
2- قول الربِّ لموسى في سفر التثنية الأصحاح14 عدد8وَالْخِنْزِيرُ لأَنَّهُ يَشُقُّ الظِّلْفَ لكِنَّهُ لاَ يَجْتَرُّ فَهُوَ نَجِسٌ لَكُمْ. فَمِنْ لَحْمِهَا لاَ تَأْكُلُوا وَجُثَثَهَا لاَ تَلْمِسُوا.
كان ما سبق على فرض صحة القصة جدلًا لا قطعًا...
رابعًا: إن قيل: إن القرود المذكورة في الأثر هم أحفاد اليهود الذين مسخوا؟
قلت: مستحيل ومحال؛ لأن الممسوخ لا نسل له ؛ ثبت ذلك عن النبي r في صحيحِ مسلمٍ برقم 4815 أنهr قال : "إِنَّ اللَّهَ لَمْ يُهْلِكْ قَوْمًا أَوْ يُعَذِّبْ قَوْمًا فَيَجْعَلَ لَهُمْ نَسْلًا ".
كما أنكر على كل من يقول على اليهودِ والنصارى بأنهم أحفاد القردة والخنازير؛ فهذه مقولة باطلة مذمومة؛ لم يقلها النبيُّ r ولا واحدٌ من أصحابِه، والصحيح أن يقال : أخوان القردة والخنازير، والترفع عنها أولى...
دلّ على ذلك دليلان:
الدليل الأولُ: فِي مسند أحمد برقم 13042 عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ الْيَهُودَ دَخَلُوا عَلَى النَّبِيِّ r فَقَالُوا: السَّامُ عَلَيْكَ. فَقَالَ النَّبِيُّ r :"السَّامُ عَلَيْكُمْ " . فَقَالَتْ عَائِشَةُ: السَّامُ عَلَيْكُمْ يَا إِخْوَانَ الْقِرَدَةِ وَالْخَنَازِيرِ وَلَعْنَةُ اللَّهِ وَغَضَبُهُ فَقَالَ :يَا عَائِشَةُ مَهْ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَمَا سَمِعْتَ مَا قَالُوا قَالَ : أَوَمَا سَمِعْتِ مَا رَدَدْتُ عَلَيْهِمْ يَا عَائِشَةُ لَمْ يَدْخُلْ الرِّفْقُ فِي شَيْءٍ إِلَّا زَانَهُ وَلَمْ يُنْزَعْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا شَانَهُ . قال الألبانيُّ في الإرواء ( ج5 / 118 ): أخرجه أحمد ( 3 / 241 ) :حدثنا مؤمل حدثنا حماد حدثنا ثابت به . قلت : وهذا إسناد رجاله ثقات على شرط مسلم غير مؤمل وهو ابن إسماعيل البصري : صدوق سيئ الحفظ.
الدليل الثانيّ : في صَحِيح مُسْلِم برقم 4815 عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَتْ أُمُّ حَبِيبَةَ: اللَّهُمَّ مَتِّعْنِي بِزَوْجِي رَسُولِ اللَّهِ r وَبِأَبِي أَبِي سُفْيَانَ وَبِأَخِي مُعَاوِيَةَ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ r:" إِنَّكِ سَأَلْتِ اللَّهَ لِآجَالٍ مَضْرُوبَةٍ وَآثَارٍ مَوْطُوءَةٍ وَأَرْزَاقٍ مَقْسُومَةٍ لَا يُعَجِّلُ شَيْئًا مِنْهَا قَبْلَ حِلِّهِ وَلَا يُؤَخِّرُ مِنْهَا شَيْئًا بَعْدَ حِلِّهِ وَلَوْ سَأَلْتِ اللَّهَ أَنْ يُعَافِيَكِ مِنْ عَذَابٍ فِي النَّارِ وَعَذَابٍ فِي الْقَبْرِ لَكَانَ خَيْرًا لَكِ ". قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ : " يَا رَسُولَ اللَّهِ الْقِرَدَةُ وَالْخَنَازِيرُ هِيَ مِمَّا مُسِخ "؟ فَقَالَ r :" إِنَّ اللَّهَ لَمْ يُهْلِكْ قَوْمًا أَوْ يُعَذِّبْ قَوْمًا فَيَجْعَلَ لَهُمْ نَسْلًا وَإِنَّ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ ".
نلاحظ من الروايةِ قوله r :"إِنَّ اللَّهَ لَمْ يُهْلِكْ قَوْمًا أَوْ يُعَذِّبْ قَوْمًا فَيَجْعَلَ لَهُمْ نَسْلًا ".
وعليه: فمخطئ من يقول: أحفاد القردة والخنازير إذ لا نسل لهم بعد هلاكهم...
خامسًا: إن الأمر المثير للدهشة حقًا هو أنهم يعترضون على قصة لا علاقة له بالإسلام-على فرض صحتها- ولا يعترضون على ما جاء في كتابهم المقدس الذي ذكر أن حمارًا تكلم ليرد حماقة النبيِّ...!
جاء ذلك في موضعين:
الأول: سفر العدد أصحاح22عدد27فَلَمَّا أَبْصَرَتِ الأَتَانُ مَلاَكَ الرَّبِّ، رَبَضَتْ تَحْتَ بَلْعَامَ. فَحَمِيَ غَضَبُ بَلْعَامَ وَضَرَبَ الأَتَانَ بِالْقَضِيبِ. 28فَفَتَحَ الرَّبُّ فَمَ الأَتَانِ، فَقَالَتْ لِبَلْعَامَ: «مَاذَا صَنَعْتُ بِكَ حَتَّى ضَرَبْتَنِي الآنَ ثَلاَثَ دَفَعَاتٍ؟». 29فَقَالَ بَلْعَامُ لِلأَتَانِ: «لأَنَّكِ ازْدَرَيْتِ بِي. لَوْ كَانَ فِي يَدِي سَيْفٌ لَكُنْتُ الآنَ قَدْ قَتَلْتُكِ». 30فَقَالَتِ الأَتَانُ لِبَلْعَامَ: «أَلَسْتُ أَنَا أَتَانَكَ الَّتِي رَكِبْتَ عَلَيْهَا مُنْذُ وُجُودِكَ إِلَى هذَا الْيَوْمِ؟ هَلْ تَعَوَّدْتُ أَنْ أَفْعَلَ بِكَ هكَذَا؟» فَقَالَ: «لاَ».
• الأَتَانُ: أنثى الحمار
الثاني: رسالةِ بطرس الثانية أصحاح 2 عدد 15قَدْ تَرَكُوا الطَّرِيقَ الْمُسْتَقِيمَ، فَضَلُّوا، تَابِعِينَ طَرِيقَ بَلْعَامَ بْنِ بَصُورَ الَّذِي أَحَبَّ أُجْرَةَ الإِثْمِ. 16وَلكِنَّهُ حَصَلَ عَلَى تَوْبِيخِ تَعَدِّيهِ، إِذْ مَنَعَ حَمَاقَةَ النَّبِيِّ حِمَارٌ أَعْجَمُ نَاطِقًا بِصَوْتِ إِنْسَانٍ. لا تعليق !
كتبه / أكرم حسن مرسي
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى