حد الزنا !
الأربعاء ديسمبر 08, 2010 9:32 pm
قالوا : لقد حكم محمدٌ رسول الإسلام بإهدار آدمية الإنسان حينما أمر بجلده على مرائي ومسمع من الناس؟ ووصلت الوحشية إلى قسوتها إلى أن يُلقى بالإنسان في حفرة ثم تتناوله الأيدي رجماًبالحجارةِ إلى أن يموت فأين الرحمة التي تتحدثون عنها ؟ كل ذلك لأنه زني فقط ..؟!
وتعلقوابما جاء في الآتي:
1- صحيح مسلم كِتَاب( الْقَسَامَةِ وَالْمُحَارِبِينَ وَالْقِصَاصِ وَالدِّيَاتِ)بَاب (مَا يُبَاحُ بِهِ دَمُ الْمُسْلِمِ) برقم 3175 حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَاحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ وَوَكِيعٌ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِبْنِ مُرَّةَ عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ :r" لَا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍمُسْلِمٍ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَّابِإِحْدَى ثَلَاثٍ الثَّيِّبُالزَّانِي وَالنَّفْسُ بِالنَّفْسِ وَالتَّارِكُ لِدِينِهِالْمُفَارِقُ لِلْجَمَاعَةِ ".
2- قصة ماعز والغامدية حينما رجمهما النبيُّ r .
3- جلدالزاني الغير محصن ؛ قوله I : ]الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍمِّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِإِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْعَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ
ا
الأربعاء ديسمبر 08, 2010 9:33 pm
· الرد على الشبهة
أولاً: إن مما لا شك فيه أن الرجلَ يحتاجُ إلىالمرأةِ ، و المرأةُ تحتاج إلى الرجلِ جنسيًا وعاطفيًا .....
فهذه فطرة أودعها اللهُ في خلقِه ؛ لذا جاءالإسلام بالزواجَ وجعله من السننِ التي لا تتبدل...تدلل على ذلك أدلة منها:
1- قولهI : ]وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُممِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُممَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ [(الروم21).
2- قولهI: ] وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَمِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنفَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ[ (النور32) .
3- سنن أبي داود برقم 1808 ، وصححه الألباني في السلسة الصحيحةبرقم 1842قال r: " خَيْرُالنِّكَاحِ أَيْسَرُهُ ". أي : أفضل الزواج الذي لا يُتكَلف فيه بتكاليفلا ضرورة لها...
4- صحيح البخاري برقم 4678عن عَبْدُ اللَّهِ بنِ مسعودٍ قال: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّr شَبَابًا لَا نَجِدُ شَيْئًا فَقَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ r : "يَا مَعْشَرَالشَّبَابِ مَنْ اسْتَطَاعَ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِوَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُوِجَاءٌ ".
نلاحظ أنهr أوصى بالزواج ثم الصوم ، ولميرخصr للزنا ولا للعادة السرية...
ثانيًا: إن مما لا شك فيه أن الزنا جريمة من أقبحِالجرائمِ التي عرفتها البشريةُ من لدن آدم uإلى يومنا هذا فلا تجدُ إنسانًا مهما كانت ملته ، أو ديانته،أو حتى لا يدين بدين ؛يرضي الزنا لأمه ، أو لابنته ، أو لأخته ، أو لعمته ، أو لخالته... لذا صح عن نبيِّنا r كما في مسندِ أحمدَ برقم 21185 ، وصححه الألبانيفي السلسلة الصحيحة برقم 370 عن أبي أُمَامَةَt قَالَ: إِنَّ فَتًى شَابًّا أَتَى النَّبِيَّ r فَقَالَيَا رَسُولَ اللَّهِ: ائْذَنْ لِي بِالزِّنَا فَأَقْبَلَ الْقَوْمُ عَلَيْهِ فَزَجَرُوهُقَالُوا: مَهْ مَهْ فَقَالَ:" ادْنُهْ " فَدَنَا مِنْهُ قَرِيبًا قَالَ:فَجَلَسَ قَالَ:" أَتُحِبُّهُ لِأُمِّكَ " قَالَ: لَا وَاللَّهِ جَعَلَنِياللَّهُ فِدَاءَكَ قَالَ:" وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِأُمَّهَاتِهِمْ "قَالَ:" أَفَتُحِبُّهُ لِابْنَتِكَ " قَالَ: لَا وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِجَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ" قَال:" وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِبَنَاتِهِمْ" قَالَ:" أَفَتُحِبُّهُ لِأُخْتِكَ "قَالَ :لَا وَاللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ قَالَ:" وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُلِأَخَوَاتِهِمْ" قَالَ:" أَفَتُحِبُّهُ لِعَمَّتِكَ"قَالَ :لَا وَاللَّهِجَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ قَالَ:" وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِعَمَّاتِهِمْ"قَالَ:" أَفَتُحِبُّهُ لِخَالَتِكَ " قَالَ : لَا وَاللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُفِدَاءَكَ قَالَ:"وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِخَالَاتِهِمْ" قَالَ: فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ وَقَالَ:"اللَّهُمَّ اغْفِرْ ذَنْبَهُ وَطَهِّرْ قَلْبَهُ وَحَصِّنْ فَرْجَهُ" فَلَمْ يَكُنْبَعْدُ ذَلِكَ الْفَتَى يَلْتَفِتُ إِلَى شَيْءٍ.
إننا رأينا في وسائل الإعلام أن من المشاهيرمن يقتل زوجته وأبنائه ظنًا منه أنالأبناء ليسوا من صلبه ! فما أكثر هذه الحالات ! لذا سد الإسلامُ الأبوابَ التيتؤدي إلى الزنا ،وهذا من باب( سد الذرائع )؛ قال ] : Iوَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَىإِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً [(الإسراء32) .
جاء في التفسير الميسر:ولا تقربوا الزنى ودواعيه ؛ كي لا تقعوا فيه، إنه كان فعلا بالغ القبح ، و بئسالطريق طريقه أهـ.
إذًاالإسلام أمر بالزواج وتيسيره كما تقدم معنا وأوصى بعدة أمور لاجتناب منها :
1- أمربغضِ البصرِ عن النساءِ الأجانبِ والعكس...... قال I : ] قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْوَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ* وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ[ (النور30-31). وأما حديث:" النظرةُ سهم منسهام إبليس من تركها خوفا من الله آتاه الله
إيمانًا يجد حلاوته في قلبه" .(ضعيف)ضعفه الألبانيُّ في السلسةِ الضعيفةِ برقم 1065 .ومعناه صحيح .
2- نهى عنتعطرِ المرأة عند خروجِها من بيتِها حتى لا تَفتِن من حولها ، ويكون ذلك مدعاةللزنا ، وذلك واضحٌ من قولِه r :" أَيُّمَا امْرَأَةٍاسْتَعْطَرَتْ فَمَرَّتْ عَلَى قَوْمٍ لِيَجِدُوا مِنْ رِيحِهَا فهيَ زَانِيَةٌ ". رواه النسائي برقم 5036 .
3- نهىعن الخضوعِ بالقولِ من النساءِ والتبرجِ ؛ قال I : ] فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌوَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا (32) وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَالْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى [( الأحزاب )
4- نهي عن مصافحةِ المرأةِ الأجنبية ، وذلكفي الحديث الذي أخرجه الطبراني ، والبيهقي ، وهو مُخرّج فيالسلسلة الصحيحة برقم 226 عن معقلِ بنِ يسارٍ t عن رسولِ اللهِ r قال :"لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيطٍ من حديدٍ خير له من أن يمس امرأة لا تحل له".
5- نهي عندخولِ الأقاربِ على النساءِ كأخ الزوجِ وغيره ،وذلك في صحيح البخاري برقم 4831عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِر ٍtأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ r قَالَ:" إِيَّاكُمْ وَالدُّخُولَ عَلَى النِّسَاءِ" فَقَالَ رَجُلٌمِنْ الْأَنْصَارِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَرَأَيْتَ الْحَمْوَ ؟ قَالَ :"الْحَمْوُالْمَوْتُ ".
الْحَمْوُ :هو أخو الزوج يدخل على زوجةِ أخيه في غيابه... فما أكثر تلك الجرائم التي نسمع عنها اليوم وأمس بسبب دخول الأخِ في بيتِ أخيه في غيابِه - ولاحول ولا قوة إلا بالله - وغير ذلك منالأمورِ والنواهي التي أوصى بها الإسلامُ....
ثالثًا: إن عِظَمِ العقوبة التي جاء بها الإسلامُتتفق مع عظم جريمة الزنا ؛ هذه الجريمة القبيحة التي يستقبحها الناس ولا يرضونهالأقاربهم كما تقدم معنا ؛ حيث جعل الجلد مائة جلده على مرأى ومسمع من الناس ، معالتغريب مدة سنة كاملة للزاني ؛ الذي لم يتزوج لقوله I : ]الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّوَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِاللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْعَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ [(النور2).
جاء في التفسير الميسر : الزانيةوالزاني اللذان لم يسبق لهما الزواج, عقوبةُ كل منهما مائة جلدة بالسوط, وثبت فيالسنة مع هذا الجلد التغريب لمدة عام. ولا تحملكم الرأفة بهما على ترك العقوبة أوتخفيفها, إن كنتم مصدقين بالله واليوم الآخر عاملين بأحكام الإسلام، وليحضر العقوبةَعدد من المؤمنين; تشنيعًا وزجرًا وعظة واعتبارًا. أهـ
وعليه فإن الزانيالغير محصن لو جُلِدَ أمامَ الناسِ سوف يخاف الحاضرون من جريمةِ الزنا ، ومنسمع عن جلدِه ، وأما بالنسبة للزاني نفسه فلنيرجع مرةً أخري إلي فعلته هذه فذلك خير له.
وأما منكان متزوجًا محصنًا وعلىالرُغمِ من ذلك يزني فتكون العقوبة أشد هي: أن يُلقى به في حفرةٍ ثم تتناوله الأيديرجمًًا بالحجارةِ إلى أن يموت ؛ لقول نبيِّنا r:" لَا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُوَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَّا بِإِحْدَى ثَلَاثٍ: الثَّيِّبُ الزَّانِي....". وكذلكفعله rلما رجم ماعز والغامدية كما في صحيح مسلم برقم 3208 ، 3209 .
وعليه فلو رجم واحدٌ فقط ما رأينا كثرة حالاتالزنا التي هي في يومنا هذا ؛ ولازدجر من تسول له نفسه فعلها خشية أن تصيبهالعقوبة مثلما أصابت الزاني المحصن .
وأما بالنسبة للزاني المحصن الذي رجم فذلكخير له ؛لأن الحدود تُسقطُ الذنوبَ ،وهذا من فضل الله I؛والدليلعلى ذلك ما ثبت في صحيحِ مسلمٍ برقم 3209 أنَالنبيَّr قال لعمرَ tعن الغامديةِ التي رُجِمت:
" لَقَدْ تَابَتْ تَوْبَةً لَوْ قُسِمَتْ بَيْنَ سَبْعِينَ مِنْأَهْلِ الْمَدِينَةِ لَوَسِعَتْهُمْ وَهَلْ وَجَدْتَ تَوْبَةً أَفْضَلَ مِنْ أَنْ جَادَتْبِنَفْسِهَا لِلَّهِ تَعَالَى".
رابعًا: إن جزيرة العرب كانت مشهورةبالبيوت التي فيها الرايات الحمراء ( بيوت الدعارة ) فما أكثر الزنا هناك من غيرالنساء الحرائر! ولكن لما بعث الله محمدًا rشرع لأمته حد الزنا...
وعليه فإن هناك سؤالين يطرحا نفسيهما هما :
السؤالالأول:كم جريمة زنا وقعتفي عهدهr ، وكم حالة رجم ، وكم حاله جلدللزناة ؟
الجواب: بالنسبة للجلد فهي حالاتٌ قليلةٌ جدًا ،وأما بالنسبةللرجم فهي أيضًا حالات قليلة جدًا منها : قصة ماعز و الغامديه وهما اللذانأقرا بنفسيهما على جريمتهما ،وذلك في صحيح مسلم برقم3208 عَنْ بُرَيْدَةَ ِ أَنَّ مَاعِزَ بْنَ مَالِكٍ الْأَسْلَمِيَّأَتَى رَسُولَ اللَّهِ r فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي قَدْ ظَلَمْتُ نَفْسِي وَزَنَيْتُوَإِنِّي أُرِيدُ أَنْ تُطَهِّرَنِي فَرَدَّهُ فَلَمَّا كَانَ مِنْ الْغَدِ أَتَاهُفَقَالَ:يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي قَدْ زَنَيْتُ فَرَدَّهُ الثَّانِيَةَ فَأَرْسَلَرَسُولُ اللَّهِ r إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ: أَتَعْلَمُونَ بِعَقْلِهِ بَأْسًا تُنْكِرُونَمِنْهُ شَيْئًا فَقَالُوا: مَا نَعْلَمُهُ إِلَّا وَفِيَّ الْعَقْلِ مِنْ صَالِحِينَافِيمَا نُرَى فَأَتَاهُ الثَّالِثَةَ فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمْ أَيْضًا فَسَأَلَ عَنْهُفَأَخْبَرُوهُ أَنَّهُ لَا بَأْسَ بِهِ وَلَا بِعَقْلِهِ فَلَمَّا كَانَ الرَّابِعَةَحَفَرَ لَهُ حُفْرَةً ثُمَّ أَمَرَ بِهِ فَرُجِمَ قَالَ: فَجَاءَتْ الْغَامِدِيَّةُفَقَالَتْ :يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي قَدْ زَنَيْتُ فَطَهِّرْنِي وَإِنَّهُ رَدَّهَافَلَمَّا كَانَ الْغَدُ قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لِمَ تَرُدُّنِي لَعَلَّكَ أَنْتَرُدَّنِي كَمَا رَدَدْتَ مَاعِزًا فَوَاللَّهِ إِنِّي لَحُبْلَى قَالَ: إِمَّا لَافَاذْهَبِي حَتَّى تَلِدِي فَلَمَّا وَلَدَتْ أَتَتْهُ بِالصَّبِيِّ فِي خِرْقَةٍ قَالَتْ:هَذَا قَدْ وَلَدْتُهُ قَالَ: اذْهَبِي فَأَرْضِعِيهِ حَتَّى تَفْطِمِيهِ فَلَمَّافَطَمَتْهُ أَتَتْهُ بِالصَّبِيِّ فِي يَدِهِ كِسْرَةُ خُبْزٍ فَقَالَتْ: هَذَا يَانَبِيَّ اللَّهِ قَدْ فَطَمْتُهُ وَقَدْ أَكَلَ الطَّعَامَ فَدَفَعَ الصَّبِيَّ إِلَىرَجُلٍ مِنْ الْمُسْلِمِينَ ثُمَّ أَمَرَ بِهَا فَحُفِرَ لَهَا إِلَى صَدْرِهَا وَأَمَرَالنَّاسَ فَرَجَمُوهَا فَيُقْبِلُ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ بِحَجَرٍ فَرَمَى رَأْسَهَافَتَنَضَّحَ الدَّمُ عَلَى وَجْهِ خَالِدٍ فَسَبَّهَا فَسَمِعَ نَبِيُّ اللَّهِ r سَبَّهُإِيَّاهَا فَقَالَ:" مَهْلًا يَا خَالِدُ فَوَ الَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْتَابَتْ تَوْبَةً لَوْ تَابَهَا صَاحِبُ مَكْسٍ لَغُفِرَ لَهُ ثُمَّ أَمَرَ بِهَا فَصَلَّىعَلَيْهَا وَدُفِنَتْ ".
السؤالالثاني: كم حالة جلد و رجمللزناة في زمنِ الصحابةِ y وهم السلف من بعدِه r في خلافتهم له ؟
الجواب : إنها حالات قليلة جدًا تكاد لا تذكر - وللهالحمد -.
إذًا لما جاء الإسلامُبحدِ الزنا قلّت الجرائم وخاف العصاة فتابوا.....
خامسًا : إن من رحمةِ الإسلامِ بالعصاة أن العقوبة لا تقع إلا بعد التثبتِ من الجريمةِفلابد من شهادةِ أربعةِ شهود عدول يشهدون بأنهم رأوا من الرجلِ و المرأةِ ما يكون بينالرجل وزوجته من اتصال مباشر (المزودبالمكحلة) وهذا من الصعب أن يراهما الأربعُ شهودٍ في هذا الموضع إلا قليلاً ...
وبالتالي فإن العقوبة لا تكون إلا بالشهود الأربعة ، أو بالإقرار،أو ببينة واضحة .
ثم إن الإسلام دعا إلى التسترِ وليس إلى التشفي ، والتعطشللدماء ، وذلك واضح من الحديثِ الذي رواه أبو داود في سننه برقم 3805 ، وصححه الألباني في السلسةِالصحيحةِ برقم 3460 عَنْ يَزِيدَ بْنِ نُعَيْمٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ مَاعِزًا أَتَىالنَّبِيَّ r فَأَقَرَّ عِنْدَهُ أَرْبَعَ مَرَّاتٍ فَأَمَرَ بِرَجْمِهِ وَقَالَ لِهَزَّالٍ:"لَوْ سَتَرْتَهُ بِثَوْبِكَ كَانَ خَيْرًا لَكَ ". حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُعُبَيْدٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ ابْنِ الْمُنْكَدِرِأَنْ هَزَّالًا أَمَرَ مَاعِزًا أَنْ يَأْتِيَ النَّبِيَّ r فَيُخْبِرَهُ.
كذلك إذاشك شاهدٌ واحدٌ في شهادتِه فإن هذا الشك يكون لمصلحةِ الزاني فالعقوبة تسقط للآتي:
1- لحديث ضعيف في ضعيفالجامع برقم 258 قال r:" ادرأوا الحدودَ بالشبهاتِ ".
2-أخرج ابنُ أبى شيبةَ في مصنفه قال : عمرُ بنُ الخطابِ t :لئن أعطل الحدودَ بالشبهاتأحب إلي من أن أقيمها بالشبهات.
و بهذا عمل القضاة المسلمون سلفًا وخلفًا على درءِ الحدود بالشبهاتِ....
سادسًا : إن من الحيواناتِ (القرود ) من يرفض جريمةَ الزنا ، ويلهمهماللهُ Iبالحد ( الرجم ) ليكون سببًا في شفاء غليلهم ؛ ثبت في صحيح البخاري كتاب (المناقب)بابٌ (القسامة في الجاهليةِ) برقم 3560عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍقَالَ: رَأَيْتُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ قِرْدَةً اجْتَمَعَ عَلَيْهَا قِرَدَةٌ قَدْ زَنَتْفَرَجَمُوهَا فَرَجَمْتُهَا مَعَهُمْ.
تنبيه : أختلف المحققون في صحةِ هذه الروايةِ .
سابعًا: إن حكمَ رجمِ الزناة ثابتٌعند اليهودِ ؛ قال I : ]وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَوَعِندَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللّهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِن بَعْدِذَلِكَ وَمَا أُوْلَـئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ [ (المائدة43).
جاء في تفسير الجلالين : { وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِندَهُمُالتوراة فِيهَا حُكْمُ الله } بالرجم استفهام تعجب أي: لم يقصدوا بذلك معرفة الحق بلما هو أهون عليهم { ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ } يُعرضون عن حكمك بالرجم الموافق لكتابهم{ مِن بَعْدِ ذلك } التحكيم { وَمَا أُوْلَئِكَ بالمؤمنين } .أهـ
وقال I : ]يَا أَهْلَالْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَمِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌمُبِينٌ (15) يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْمِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ(16) [ (المائدة).
جاء في تفسير الجلالين : { يا أهل الكتاب} اليهود والنصارى { قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا } محمد { يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراًمّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ } تكتمون { مّنَ الكتاب } التوراة والإنجيل كآية الرجم وصفته{ وَيَعْفُواْ عَن كَثِيرٍ } من ذلك فلا يبينه إذا لم يكن فيه مصلحة إلا افتضاحكم و{ قَدْ جَاءكُمْ مّنَ الله نُورٌ } هو النبي r { وكتاب } قرآن { مُّبِينٌ }بَيِّنٌ ظاهر .أهـ
قلتُُ: إن اليهودَ جاءوا إلى النبيِّ r بحالةٍ أُمسكتفي زنا يريدون منه rأن يحكم بينهم بحكم أخف من الرجمِ كالجلد مثلاً ، فقالI لنبيِّه: ]وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَوَعِندَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللّهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِن بَعْدِذَلِكَ وَمَا أُوْلَـئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ ] أي :لماذا جاءك هؤلاء اليهود وحكم الرجم عندهم موجود في توراتهم ....
شاء الله Iأن تبقي لنا مثل هذه النصوص إلى يومنا هذا رُغم ما طالها منإخفاء وتحريف.... فالتوراة تسمي الآن عند المعترضين (بالعهد القديم ) ففيها يذكرالربُّ حدَ الرجمَ للزناة ،مثل: القتل (رجمًا بالحجارة )، والحرق ...يدلل علىذلك ما يلي :
1- سفر التثنية فيه حد الزنا ( الرجم ) ، وذلك في الإصحاح 22 عدد 22«إِذَا وُجِدَ رَجُلٌ مُضْطَجِعًامَعَ امْرَأَةٍ زَوْجَةِ بَعْل، يُقْتَلُ الاثْنَانِ: الرَّجُلُ الْمُضْطَجِعُمَعَ الْمَرْأَةِ، وَالْمَرْأَةُ. فَتَنْزِعُ الشَّرَّ مِنْ إِسْرَائِيلَ. 23«إِذَاكَانَتْ فَتَاةٌ عَذْرَاءُ مَخْطُوبَةً لِرَجُل، فَوَجَدَهَا رَجُلٌ فِيالْمَدِينَةِ وَاضْطَجَعَ مَعَهَا، 24فَأَخْرِجُوهُمَا كِلَيْهِمَاإِلَى بَابِ تِلْكَ الْمَدِينَةِ وَارْجُمُوهُمَا بِالْحِجَارَةِ حَتَّى يَمُوتَا.الْفَتَاةُ مِنْ أَجْلِ أَنَّهَا لَمْ تَصْرُخْ فِي الْمَدِينَةِ، وَالرَّجُلُمِنْ أَجْلِ أَنَّهُ أَذَلَّ امْرَأَةَ صَاحِبِهِ. فَتَنْزِعُ الشَّرَّ مِنْوَسَطِكَ. 25وَلكِنْ إِنْ وَجَدَ الرَّجُلُ الْفَتَاةَ الْمَخْطُوبَةَفِي الْحَقْلِ وَأَمْسَكَهَا الرَّجُلُ وَاضْطَجَعَ مَعَهَا، يَمُوتُ الرَّجُلُ الَّذِياضْطَجَعَ مَعَهَا وَحْدَهُ.
2- سفر اََلاَّوِيِّينَ فيه حد الزنا ( القتل ) ، وذلك فيالإصحاح 20 عدد 10وَإِذَا زَنَىرَجُلٌ مَعَ امْرَأَةٍ، فَإِذَا زَنَى مَعَ امْرَأَةِ قَرِيبِهِ، فَإِنَّهُيُقْتَلُ الزَّانِي وَالزَّانِيَةُ. 11وَإِذَا اضْطَجَعَ رَجُلٌ مَعَامْرَأَةِ أَبِيهِ، فَقَدْ كَشَفَ عَوْرَةَ أَبِيهِ. إِنَّهُمَا يُقْتَلاَنِكِلاَهُمَا. دَمُهُمَا عَلَيْهِمَا. 12وَإِذَا اضْطَجَعَ رَجُلٌ مَعَكَنَّتِهِ، فَإِنَّهُمَا يُقْتَلاَنِ كِلاَهُمَا. قَدْ فَعَلاَ فَاحِشَةً.دَمُهُمَا عَلَيْهِمَا. 13وَإِذَا اضْطَجَعَ رَجُلٌ مَعَ ذَكَرٍاضْطِجَاعَ امْرَأَةٍ، فَقَدْ فَعَلاَ كِلاَهُمَا رِجْسًا. إِنَّهُمَايُقْتَلاَنِ. دَمُهُمَا عَلَيْهِمَا. 14وَإِذَا اتَّخَذَ رَجُلٌامْرَأَةً وَأُمَّهَا فَذلِكَ رَذِيلَةٌ. بِالنَّارِ يُحْرِقُونَهُ وَإِيَّاهُمَا،لِكَيْ لاَ يَكُونَ رَذِيلَةٌ بَيْنَكُمْ. 15وَإِذَا جَعَلَ رَجُلٌمَضْجَعَهُ مَعَ بَهِيمَةٍ، فَإِنَّهُ يُقْتَلُ، وَالْبَهِيمَةُ تُمِيتُونَهَا. 16وَإِذَااقْتَرَبَتِ امْرَأَةٌ إِلَى بَهِيمَةٍ لِنِزَائِهَا، تُمِيتُ الْمَرْأَةَوَالْبَهِيمَةَ. إِنَّهُمَا يُقْتَلاَنِ. دَمُهُمَا عَلَيْهِمَا. 17وَإِذَاأَخَذَ رَجُلٌ أُخْتَهُ بِنْتَ أَبِيهِ أَوْ بِنْتَ أُمِّهِ، وَرَأَى عَوْرَتَهَاوَرَأَتْ هِيَ عَوْرَتَهُ، فَذلِكَ عَارٌ. يُقْطَعَانِ أَمَامَ أَعْيُنِ بَنِيشَعْبِهِمَا. قَدْ كَشَفَ عَوْرَةَ أُخْتِهِ. يَحْمِلُ ذَنْبَهُ. 18وَإِذَااضْطَجَعَ رَجُلٌ مَعَ امْرَأَةٍ طَامِثٍ وَكَشَفَ عَوْرَتَهَا، عَرَّىيَنْبُوعَهَا وَكَشَفَتْ هِيَ يَنْبُوعَ دَمِهَا، يُقْطَعَانِ كِلاَهُمَا مِنْشَعِبْهِمَا. 19عَوْرَةَ أُخْتِ أُمِّكَ، أَوْ أُخْتِ أَبِيكَ لاَتَكْشِفْ. إِنَّهُ قَدْ عَرَّى قَرِيبَتَهُ. يَحْمِلاَنِ ذَنْبَهُمَا. 20وَإِذَااضْطَجَعَ رَجُلٌ مَعَ امْرَأَةِ عَمِّهِ فَقَدْ كَشَفَ عَوْرَةَ عَمِّهِ.يَحْمِلاَنِ ذَنْبَهُمَا. يَمُوتَانِ عَقِيمَيْنِ. 21وَإِذَا أَخَذَرَجُلٌ امْرَأَةَ أَخِيهِ، فَذلِكَ نَجَاسَةٌ. قَدْ كَشَفَ عَوْرَةَ أَخِيهِ.يَكُونَانِ عَقِيمَيْنِ.
3- سفراََلاَّوِيِّينَ فيه أن الربَّ يأمر موسى بإحراق بنت الكاهنإذا زنت ... وذلك في الإصحاح21 عدد9وَإِذَا تَدَنَّسَتِ ابْنَةُ كَاهِنٍبِالزِّنَى فَقَدْ دَنَّسَتْ أَبَاهَا. بِالنَّارِ تُحْرَقُ.
وجاء ذلك أيضًا في سفر التكوين إصحاح 38عدد 24وَلَمَّا كَانَ نَحْوُ ثَلاَثَةِأَشْهُرٍ، أُخْبِرَ يَهُوذَا وَقِيلَ لَهُ: «قَدْ زَنَتْ ثَامَارُ كَنَّتُكَ،وَهَا هِيَ حُبْلَى أَيْضًا مِنَ الزِّنَا». فَقَالَ يَهُوذَا: «أَخْرِجُوهَافَتُحْرَقَ».
4- سفر اََلاَّوِيِّينَ فيهأن نبيَّ اللهِ موسى رجمَ رجلاً سب...وذلك في الإصحاح 24 عدد23فَكَلَّمَمُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يُخْرِجُوا الَّذِي سَبَّ إِلَى خَارِجِالْمَحَلَّةِ وَيَرْجُمُوهُ بِالْحِجَارَةِ. فَفَعَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ كَمَاأَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى.
والأعجب مما سبق أنسفر الخروج يذكر أن الربَّ يأمرُ برجمِ الثور الذي ينطح إنسانًا فيميته...! وذلك في الاصحاح21 عدد28«وَإِذَانَطَحَ ثَوْرٌ رَجُلاً أَوِ امْرَأَةً فَمَاتَ، يُرْجَمُ الثَّوْرُ وَلاَ يُؤْكَلُلَحْمُهُ. وَأَمَّا صَاحِبُ الثَّوْرِ فَيَكُونُ بَرِيئًا.
وأتساءل: لما لم ينكر المعترضون على تلك النصوص كما فعلوا مع حديثِ النبيِّ r وقالوا ما قالوا...؟! وهل اتهموا موسى u بالوحشية ؛ لأنه رجم ؟!
ثم إن الملاحظ من خلال ما سبق أن النبيَّ r لم يلغي ناموسموسى u في رجمِ الزناةِ ، بخلاف اليهود أتباع موسى uالذين أخفوا حكم الرجم الثابت في توراتهم فقالI: ]يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْرَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِوَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ [(المائدة15).
والأعجبهو ما قاله يسوع بحسب إنجيل متى إصحاح 5عدد 17«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُلأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لأُكَمِّلَ.18فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُوَالأَرْضُ لاَ يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِحَتَّى يَكُونَ الْكُلُّ.
فبالنظرإلى نصوصِ العهدِ القديم التي سبق ذكرها نجد فيها بيان رجم وحرقالزناة .. وبالنظر إلى نصوص العهد الجديد نجد أن يسوع نسخ حد الزنا...! وذلكلما قال في شأن الزانية التي أُمسكت وَهِيَتَزْنِي: " مَنْ كَانَمِنْكُمْ بِلاَ خَطِيَّةٍ فَلْيَرْمِهَا أَوَّلاً بِحَجَرٍ "! جاء ذلك في إنجيل يوحنا إصحاح8 عدد 4قَالُوا لَهُ:«يَا مُعَلِّمُ،هذِهِ الْمَرْأَةُ أُمْسِكَتْ وَهِيَ تَزْنِي فِي ذَاتِ الْفِعْلِ، 5وَمُوسَىفِي النَّامُوسِ أَوْصَانَا أَنَّ مِثْلَ هذِهِ تُرْجَمُ. فَمَاذَا تَقُولُأَنْتَ؟» 6قَالُوا هذَا لِيُجَرِّبُوهُ، لِكَيْ يَكُونَ لَهُمْ مَايَشْتَكُونَ بِهِ عَلَيْهِ. وَأَمَّا يَسُوعُ فَانْحَنَى إِلَى أَسْفَلُ وَكَانَيَكْتُبُ بِإِصْبِعِهِ عَلَى الأَرْضِ. 7وَلَمَّا اسْتَمَرُّوايَسْأَلُونَهُ، انْتَصَبَ وَقَالَ لَهُمْ:«مَنْ كَانَ مِنْكُمْ بِلاَ خَطِيَّةٍفَلْيَرْمِهَا أَوَّلاً بِحَجَرٍ!».
قلتُ:إن الواضح من تلك النصوصِ عدة أمور هي:
1- أن يسوعَ المسيح ناقض نفسَه حينماقال : " لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَالنَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لأُكَمِّلَ " !!
2- أن هذه القصة مضافةإلى إنجيل يوحنا ؛لأنها ليست موجودة في أقدم المخطوطات، وبهذا قال علماء الكتابالمقدس ،مثل بروث متزيجر وغيره ،ونجد أن بعض النسخ تضع هذه القصة بين قوسين ، وأحيانًا يكتب فيالهامش ليست موجودة في أقدم النسخ
مثل النسخ الآتية :
Good News Bible ، English Standard Version ، New American Standard Bible
3- أن اللهَ أعلمه أن المرأةَ التي أُمسكت بالزنا بريئة ،وكانت هذه مؤامرة من الفريسيين.... !!
وعلى القول الأخير أتساءل: لماذا يطبق المعترضون حدالزنا إلى يومنا هذا... ؟!
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى