حد الردة !
الأربعاء ديسمبر 08, 2010 9:30 pm
رد شبهة : حد الردة في الإسلام !
أثيرت شبهات حول حد الردة "القتل" مدعين أنه ضد حرية الفكر والاعتقاد، وحقوق الإنسان....!
كما أن القرآنيين وغيرهم ينتقدونه بدعوى أنه يتعارض مع القرآن الكريم ...!
تعلقوا جميعًا على ادعائهم بما جاء في الآتي:
1-صحيح البخاري كِتَاب (اسْتِتَابَةِ الْمُرْتَدِّينَ وَالْمُعَانِدِينَ وَقِتَالِهِمْ ) باب (حكم المرتد والمرتدة واستتابتهم ) برقم 6411 عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ : أُتِيَ عَلِيٌّ بِزَنَادِقَةٍ فَأَحْرَقَهُمْ فَبَلَغَ ذَلِكَ ابْنَ عَبَّاسٍ فَقَالَ: لَوْ كُنْتُ أَنَا لَمْ أُحْرِقْهُمْ لِنَهْيِ رَسُولِ اللَّهِ r: لَا تُعَذِّبُوا بِعَذَابِ اللَّهِ ، وَلَقَتَلْتُهُمْ لِقَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ r:" مَنْ بَدَّلَ دِينَهُ فَاقْتُلُوهُ ".
2- صحيح البخاري كِتَاب ( الدِّيَاتِ) بَاب قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى : { أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ } برقم 6370 عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r :" لَا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَّا بِإِحْدَى ثَلَاثٍ النَّفْسُ بِالنَّفْسِ وَالثَّيِّبُ الزَّانِي وَالْمَارِقُ مِنْ الدِّينِ التَّارِكُ لِلْجَمَاعَةِ ".
الرد على الشبهة
أولًا: إن الله بين في كتابه المجيد حرية المعتقد لكل إنسان ...موجها ذلك للنبي محمد في عدة آيات بينات منها:
:
1-قوله تعالى : "وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقاً " (الكهف29) .
2-قوله تعالى : "لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ " (البقرة256) .
روى القرطبي في تفسيره (ج3 / ص 280 ) عن زيدِ بنِ أسلم عن أبيه قال: سمعت عمرَ بن الخطاب يقول لعجوز نصرانية: أسلمي أيتها العجوز تسلمي، إن الله بعث محمدًا بالحق. قالت: أنا عجوز كبيرة والموت إلى قريب ! فقال عمرُ: اللهم اشهد، وتلا : " لا إكراه في الدين ". اهـ
3-قوله تعالى: "فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ وَإِنَّا إِذَا أَذَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً فَرِحَ بِهَا وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَإِنَّ الْإِنْسَانَ كَفُورٌ (48) " (الشورى).
4-قوله تعالى: " يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13) " (الحجرات).
5-جامع الأحاديث للسيوطي برقم 7322 - عن العداء بن خالد قال رسول الله :" إن الله يقول { يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم } [الحجرات : 13] فليس لعربي على عجمي فضل ولا لعجمي على عربي فضل ولا لأسود على أبيض فضل ولا لأبيض على أسود فضل إلا بالتقوى يا معشر قريش لا تجيئوا بالدنيا تحملونها على أعناقكم وتجيء الناس بالآخرة فإني لا أغنى عنكم من الله شيئًا .
6-كنز العمال للهندي برقم 43753 عن سماك بن حذيفة عن أبيه قال رسول الله : يا فاطمة بنت رسول الله! اعملي لله خيرا، فإني لا أغني عنك من الله شيئا يوم القيامة، يا عباس! يا عم رسول الله صلى الله عليه وسلم! اعمل لله خيرا، فإني لا أغني عنك من الله شيئا يوم القيامة، يا حذيفة! من شهد أن لا إله إلا الله وإني رسول الله وآمن بما جئت به حرم الله عليه النار ووجبت له الجنة، ومن صام رمضان يريد به وجه الله والدار الآخرة ختم الله له به وحرم الله عليه النار، ومن تصدق بصدقة يريد بها وجه الله والدار الآخرة، ومن حج بيت الله يريد به وجه الله والدار الآخرة ختم الله له به وحرم الله عليه النار ووجبت له الجنة .
7-صحيح مسلم برقم 218 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ يَهُودِيٌّ وَلَا نَصْرَانِيٌّ ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَّا كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ".
ومن هنا بين أنه فقط مُبلغ من ربه ؛فمن آمن بدعوته فاز بجنته، ومن كفر بها، أو آمن وأرتد ومات على كفره بكامل إرادته بعد البلاغ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ... فما عليه إلا البلاغ وسعيه لإنقاذ العباد وإسعادهم في الدنيا والآخرة تحت مظلة عدالة دين الإسلام....
كما أنّ سيرة النبي محمد لا تذكر أنه قتل مرتدًا ليس محاربًا لمجرد ردته فقط أبدًا؛فلم يأمر بظلم وبهتان....!
ثانيًا: إنّ دين الإسلامَ نظامٌ متكاملٌ تحكمهُ شريعتُه الخاصة به؛ شريعةُ أرحم الراحمين فإذا أرتد مسلمٌ عن دينه ودعا إلى دينه الجديد وحارب بكل ما أوتي من قوة ما تركه بكل رموزه ومقدساته... فهذا حتمًا سيؤدي إلى تشتيت المجتمع الإسلامي القائم أساسًا على حُسن المعتقد والإيمان ....
ومن هنا فإن المرتدة يغير ولاء، ويحول انتماءه، ويبدل هويته... من مجتمعه الإسلامي إلى مجتمعٍ كافرٍ محارب -في الغالب- فهو يخلع نفسَه من مجتمعِه الإسلامي مارقًا بعدها من دينِه كما وصفهُ النبيُّ محمد r قائلًا: " وَالْمَارِقُ مِنْ الدِّينِ التَّارِكُ لِلْجَمَاعَةِ " .
حكم المرتد عن الإسلام ليس كما فهم المعترضون بأنه القتل مباشرةً من أي مسلم له وفي أي مكان...!
فحكم المرتد أره ينقسم إلى صنفين من الناس هما:
الصنف الأول: المرتد الذي لم يعلن ردته ولم يحارب مجتمعه الإسلامي:
هذا حكمه أن يترك لشأنه، وليس للمسلمين عليه سبيلًا إلا نصحه وإرشاده ممن علم بحاله ....وأما حسابه فهو عند الله أخروي وليس دنياويا على أيدي بشر...
وهذا الحكم ذكره الله في كتابه المجيد في عدة آيات محكمات منها:
1- قوله تعالى:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (54)"(المائدة).
ومعنى الآية: أن الله يخاطب المؤمنين بأنّ من يرتد عن دينه فلن يضره شيئًا، بل سوف يأتي الله بأناس أفضل منه يُحِبُّهم ويحبونه، رحماء بالمؤمنين أشدَّاء على الكافرين، ينصرون دينه؛ فيجاهدون أعداءه، ولا يخافون أحدًا سواه...
وبالتالي: فحكم المرتد هنا أن الله يستبدله بخير منه؛ أناس يرحمون أولياءه، وينصرون دينه من كل عدو جبان...
وأما عقابه وحسابه فهو على الله يوم الحساب يدان...
2-قوله تعالى :" وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (217)" (البقرة).
3-قوله تعالى : " فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ (21) لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ (22) إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ (23) فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ (24) إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ (25) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ (26) " (الغاشية).
4-قوله تعالى: "إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلًا (137) بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (138) الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا (139) " (النساء).
هذا حال المرتد الذي لم يشهر ردته، ولم يحارب أمته بعد ردته باتحاده مع الأعداء أو بإثارة الفتن، وبإلقاء الشبهات والداء، والسب واللعن في الرموز الدينية، والذات العالية ، وسائر المقدسات....
فإنْ لم يفعل فحسابه على الله، عذبه بكفره حين يلقاه....
الصنف الثاني: المرتد الذي يعلن عن ردته ويحارب المجتمع الإسلامي:
هذا حكمه أن يُمسك به ويعرض على الحاكم أو القاضي كي يُستتاب من ردته وخيانته لدينه، وإفساده لمجتمعه القائم على الإيمان، وإحداث الفتن مع أعداءه....فإن لم يُستتاب قتل بتهمة "الخيانة العظمى" "حد الردة " (القتل) من قوله :" أَنْ يُقَتَّلُوا " وحد الردة هو جزءٌ من "حد الحرابة" الذي جاء ذكره في القرآن...
قال تعالى : " إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (33) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (34) " (المائدة).
فاختص منه للمرتد الخائن قوله تعالى : "إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا".
وهذا ما قاله النبيُّ محمد r:" مَنْ بَدَّلَ دِينَهُ فَاقْتُلُوهُ ". صحيح البخاري برقم6411.
وقولهr: لَا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَّا بِإِحْدَى ثَلَاثٍ النَّفْسُ بِالنَّفْسِ وَالثَّيِّبُ الزَّانِي وَالْمَارِقُ مِنْ الدِّينِ التَّارِكُ لِلْجَمَاعَةِ ".
فالْمَارِقُ مِنْ الدِّينِ التَّارِكُ لِلْجَمَاعَةِ، يمرق من دينه فيحاربه، ويترك جماعة أمته ملتحقًا بالكافرين المحاربين فيمدونه بالدعم اللازم كي يشتت أذهان المؤمنين عن الدين بالبهتان....
والمتأمل في التاريخ يجد أن النبي محمدا لم يقتل مرتدًا لمجرد علمه لردته ، كما أن الصحابة فهموا هذا الفهم، ففرقوا بين حكم منْ ارتد ولم يشهر ردته ويحارب أمته...فهذا لن يضر الإسلام شيئًا، وسيأتي الله بخير منه، وعقابه أخروي كما ذكرت الآيات بأنه يُدان...
وفرقوا بين منْ يعلن ردته ويحارب أمته في داخل مجتمعه، ونظامه، وبين أبنائه...فتارة بإلقاء الشبهات بطرق فيها استهزاءات تنال من الثوابت والغايات...وتارة يسب ويلعن الدين، كي يُرضي و يترضى الكفار بالخذلان ...
هذا مُرتد محاربٌ مفسد في الأرض حكمه القتل من "حد الحرابة" إلا إنْ تاب...فقد قام بجريمة " الخيانة عظمى " هذه الجريمة اصطلحت عليها الدول في أعرافهم وقوانينهم بأنْ جزاء الخيانة القتل أمام العيان..
وبالمثال العصري يتضح المقال: لو أن هناك مصريًّا ترك جنسيته وعمل لصالح العدو الإسرائيلي؛ فتناقل أخبارًا سرية مصرية لصالح العدو تهدد الأمن والاستقرار للوطن، ونشر فتنَا داخلَ المجتمع المصري؛ فطعن في حكومته ونظامه وقوانينه وشعبه وتاريخه ورموزه...بل وسبه... وساعد عدوه على غزوه للقضاء على قوميته وشعبه....!
إلا يستحق ذلك المرتد الخائن لمصر عقوبة الخيانة العظمي "القتل" ؟!
الجواب: بلى ؛ فقد جاء في قانون العقوبات المصري في المادة 77 :" يعاقب بالإعدام كل من أرتكب عمدًا فعلًا يؤدي إلى المساسِ باستقلالِ البلاد أو وحدتها ، أو سلامة أراضيها ...".
فإذا كانت عقوبة الإعدام تفرض على مرتد خائن لوطنه...فما هو الحال مع مرتد خان دينه وأهله وأمته والخلان.....؟!
وإذا دُعي إلى الاستتابة لمدة حددها القاضي ورفضها ولم يتب؛ بل ظل محاربًا لله ورسوله مفسدًا في أرض الإسلام ... داعيًّا لدينه الجديد، أو لفكره الإلحادي بشكل عنيد... فإنْ عقوبته الإعدام...
وروي إنّ النبيّ محمدًا استتاب نبهان أربع مرات ... وذلك في سننِ البيهقي (ج 8/ ص 197): عن عبدِ اللهِ بنِ عبيد بنِ عميرٍ أن رسولَ اللهِ r استتاب نبهان أربع مرات وكان نبهان ارتد (قال سفيان) : وقال عمرو بن قيس : عن رجلٍ عن إبراهيمَ أنه قال: المرتد يستتاب أبدًا كلما رجع ( قال ابنُ وهب ): وقال لي مالك ذلك أنه يستتاب كلما رجع .اهـ
وأما فعل النبيّ محمد rفلم يقتل مرتدًا في حياته؛ بينما وُجِد مرتدون، مثل: عبيد الله بن جحش ارتد لما هاجر إلى الحبشة ودخل النصرانية، ولم يحارب الإسلام ... فتركه النبيُّ محمد rوشأنه، إلى أنْ مات على نصرانيته...
بينما عبد الله بن أبي سرح قد ارتد وحارب الإسلام وأهله وخان صحبه وتعارون من الكفار ضده.... فأمر النبيُّ محمدٌ بقتله يوم فتح مكة، وجاء بعد أيام مُستأمن من عثمان بن عفان إلى النبي محمدr تائبًا فأسلم، وحُسن إسلامه...إلى أن صار واليًّا على مصر في عهد عثمان، وقد جاهد في سبيل الله وفتح الفتوحات في أفريقيا إلى أن مات على إسلامه....
ثم جاءت حروب الردة بقيادة أبي بكر لقوم أعلنوا التمرد والعصيان بعد وفاة النبي محمدr فامتنعوا عن فرضية أداء الزكاة عليهم ، ولم يستمعوا لإنذار الخلفية لهم، بل أعلنوا العصيان المدني، ونقلوا فتنتهم إلى كافة القبائل المجاورة فناصروهم على كفرهم وأيدوهم ،وسعوا في الأرض المسلمة فسادًا ...
فخرج منهم من ادعى النبوة، مدعيًّا بأن دينه أيسر من دين النبي محمدr فلا تكاليف مثله... وآخر زعم أنه نبي مثل النبي محمدr ....وأُخرى ...
فأعلن أبو بكر عن حرب اسمها "حرب الردة" شُنت على هؤلاء المرتدين المفسدين المحاربين... بإجماع الصحابة والتابعين بإحسان....
وأما عَلِيٌّ فقد ظهر أمامه من ارتدوا؛ قاموا بتأليهه...!
فأمر باستتابتهم ثم أنذرهم ثلاثة أيام كي يتوبوا عن فتنتهم فلم يتوبوا فقتلهم حرقًا –وكان مخطأ في حرقهم، والأولى قتلهم من غير حرقهم- فحافظ على وحده صف المسلمين، وعلى سلامة الدين من فتن المفسدين بوحي كل شيطان....!
وذلك في صحيح البخاري كِتَاب (اسْتِتَابَةِ الْمُرْتَدِّينَ وَالْمُعَانِدِينَ وَقِتَالِهِمْ ) باب (حكم المرتد والمرتدة واستتابتهم ) برقم 6411 عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ : أُتِيَ عَلِيٌّ بِزَنَادِقَةٍ فَأَحْرَقَهُمْ فَبَلَغَ ذَلِكَ ابْنَ عَبَّاسٍ فَقَالَ: لَوْ كُنْتُ أَنَا لَمْ أُحْرِقْهُمْ لِنَهْيِ رَسُولِ اللَّهِ r: لَا تُعَذِّبُوا بِعَذَابِ اللَّهِ ، وَلَقَتَلْتُهُمْ لِقَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ r:" مَنْ بَدَّلَ دِينَهُ فَاقْتُلُوهُ ".
وعليه: فمن خلال تتبع آيات القرآن الكريم، وأحاديث النبي محمد العظيم، وتاريخ الصحابة والتابعين، تبين أنّ المرتد الذي يُقتل هو المحارب لله ولرسوله وكامل الدين ، وهو مفسد في الأرض لعين ....يقام عليه من حد الحرابة عقوبة القتل ، وتسمى أيضًا بعقوبة حد الردة ؛فجاء الخيانة الموت...وأما من كفر فعليه كفره ولا يضره شيئًا والمسلمين.... وأنّ الله لغني عنه وعن العالمين، ويستبدل غيره بآخرين، وأما جزاءه فهو يوم الدين يُدان....
ثالثًا:إن حدة الردة (القتل) ليس قاصرًا على دين الإسلام وحده بتصورهم هم... بل جاء الأمر بتنفيذه في الكتاب المقدس؛ فبأمر من الرب يقتل المرتد قتلًا وبلا استتابة رجمًا بالحجارة، أو ذبحًا بسيف سجان...
اكتفي بما جاء في الآتي:
أولًا: العهد الجديد:
1- إنجيل لوقا أصحاح 19 عدد 27أَمَّا أَعْدَائِي، أُولئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِيدُوا أَنْ أَمْلِكَ عَلَيْهِمْ، فَأْتُوا بِهِمْ إِلَى هُنَا وَاذْبَحُوهُمْ قُدَّامِي».
2-الرسالة إلى العبرانيين أصحاح10 عدد 28مَنْ خَالَفَ نَامُوسَ مُوسَى فَعَلَى شَاهِدَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةِ شُهُودٍ يَمُوتُ بِدُونِ رَأْفَةٍ.
ثانيًا: العهد القديم:
لا شك أن عقيدة النصارى تنصُ على أن الربَّ يسوع رب العهد الجديد وهو ذاته رب العهد القديم أيضًا؛ لأنه إله أزلي، وبحسب فهمهم هم للنصوص التوراتية كان في بدء زمان ...!
جاءت نصوص كثيرة تتحدث عن عقوبة المرتد وحدِ الردةِ... منها ما يلي:
1- سفر التثنية أصحاح 13 عدد 6 إلى 10 يقول الرب : 6«وَإِذَا أَغْوَاكَ سِرًّا أَخُوكَ ابْنُ أُمِّكَ، أَوِ ابْنُكَ أَوِ ابْنَتُكَ أَوِ امْرَأَةُ حِضْنِكَ، أَوْ صَاحِبُكَ الَّذِي مِثْلُ نَفْسِكَ قَائِلاً: نَذْهَبُ وَنَعْبُدُ آلِهَةً أُخْرَى لَمْ تَعْرِفْهَا أَنْتَ وَلاَ آبَاؤُكَ 7مِنْ آلِهَةِ الشُّعُوبِ الَّذِينَ حَوْلَكَ، الْقَرِيبِينَ مِنْكَ أَوِ الْبَعِيدِينَ عَنْكَ، مِنْ أَقْصَاءِ الأَرْضِ إِلَى أَقْصَائِهَا، 8فَلاَ تَرْضَ مِنْهُ وَلاَ تَسْمَعْ لَهُ وَلاَ تُشْفِقْ عَيْنُكَ عَلَيْهِ، وَلاَ تَرِقَّ لَهُ وَلاَ تَسْتُرْهُ، 9بَلْ قَتْلاً تَقْتُلُهُ. يَدُكَ تَكُونُ عَلَيْهِ أَوَّلاً لِقَتْلِهِ، ثُمَّ أَيْدِي جَمِيعِ الشَّعْبِ أَخِيرًا. 10تَرْجُمُهُ بِالْحِجَارَةِ حَتَّى يَمُوتَ....
وبالنظر إلى ترجمة كتاب الحياة نقرأ : " وَإِذَا أَضَلَّكَ سِرّاً أَخُوكَ ابْنُ أُمِّكَ، أَوِ ابْنُكَ أَوِ ابْنَتُكَ، أَوْ زَوْجَتُكَ الْمَحْبُوبَةُ، أَوْ صَدِيقُكَ الْحَمِيمُ قَائِلاً: لِنَذْهَبْ وَنَعْبُدْ آلِهَةً أُخْرَى غَرِيبَةً عَنْكَ وَعَنْ آبَائِكَ 7مِنْ آلِهَةِ الشُّعُوبِ الأُخْرَى الْمُحِيطَةِ بِكَ أَوِ الْبَعِيدَةِ عَنْكَ مِنْ أَقْصَى الأَرْضِ إِلَى أَقْصَاهَا، 8فَلاَ تَسْتَجِبْ لَهُ وَلاَ تُصْغِ إِلَيْهِ، وَلاَ يُشْفِقْ قَلْبُكَ عَلَيْهِ، وَلاَ تَتَرََّأفْ بِهِ، وَلاَ تَتَسَتَّرْ عَلَيْهِ. بَلْ حَتْماً تَقْتُلُهُ. كُنْ أَنْتَ أَوَّلَ قَاتِلِيهِ، ثُمَّ يَعْقُبُكَ بَقِيَّةُ الشَّعْبِ. ارْجُمْهُ بِالْحِجَارَةِ حَتَّى يَمُوتَ.....".
2- سفر الخروج أصحاح 32 عدد26وَقَفَ مُوسَى فِي بَابِ الْمَحَلَّةِ، وَقَالَ: «مَنْ لِلرَّبِّ فَإِلَيَّ». فَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ جَمِيعُ بَنِي لاَوِي. 27فَقَالَ لَهُمْ: «هكَذَا قَالَ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ: ضَعُوا كُلُّ وَاحِدٍ سَيْفَهُ عَلَى فَخِْذِهِ وَمُرُّوا وَارْجِعُوا مِنْ بَابٍ إِلَى بَابٍ فِي الْمَحَلَّةِ، وَاقْتُلُوا كُلُّ وَاحِدٍ أَخَاهُ وَكُلُّ وَاحِدٍ صَاحِبَهُ وَكُلُّ وَاحِدٍ قَرِيبَهُ». 28فَفَعَلَ بَنُو لاَوِي بِحَسَبِ قَوْلِ مُوسَى. وَوَقَعَ مِنَ الشَّعْبِ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ نَحْوُ ثَلاَثَةِ آلاَفِ رَجُل. 29وَقَالَ مُوسَى: «امْلأُوا أَيْدِيَكُمُ الْيَوْمَ لِلرَّبِّ، حَتَّى كُلُّ وَاحِدٍ بِابْنِهِ وَبِأَخِيهِ، فَيُعْطِيَكُمُ الْيَوْمَ بَرَكَةً».
وبالنظر إلى ترجمة كتاب الحياة نقرأ : " فَأَطَاعَ اللاَّوِيُّونَ أَمْرَ مُوسَى. فَقُتِلَ مِنَ الشَّعْبِ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ نَحْوَ ثَلاَثَةِ آلافِ رَجُلٍ 29عِنْدَئِذٍ قَالَ مُوسَى لِلاَّوِيِّينَ: «لَقَدْ كَرَّسْتُمُ الْيَوْمَ أَنْفُسَكُمْ لِخِدْمَةِ الرَّبِّ، وَقَدْ كَلَّفَ ذَلِكَ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ قَتْلَ ابْنِهِ أَوْ أَخِيهِ، وَلِكِنْ لِيُنْعِمْ عَلَيْكُمُ الرَّبُّ فِي هَذَا اليَوْمِ بِبَرَكَةٍ "
نلاحظ : أن الربَّ أمر نبيَّه موسى بقتل عبدة العجل من بني لآوي فقُتل منهم نَحْوَ ثَلاَثَةِ آلافِ رَجُلٍ....
3-سفر التثنية أصحاح 13 عدد 1«إِذَا قَامَ فِي وَسَطِكَ نَبِيٌّ أَوْ حَالِمٌ حُلْمًا، وَأَعْطَاكَ آيَةً أَوْ أُعْجُوبَةً، 2وَلَوْ حَدَثَتِ الآيَةُ أَوِ الأُعْجُوبَةُ الَّتِي كَلَّمَكَ عَنْهَا قَائِلاً: لِنَذْهَبْ وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى لَمْ تَعْرِفْهَا وَنَعْبُدْهَا، 3فَلاَ تَسْمَعْ لِكَلاَمِ ذلِكَ النَّبِيِّ أَوِ الْحَالِمِ ذلِكَ الْحُلْمَ، لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَكُمْ يَمْتَحِنُكُمْ لِكَيْ يَعْلَمَ هَلْ تُحِبُّونَ الرَّبَّ إِلهَكُمْ مِنْ كُلِّ قُلُوبِكُمْ وَمِنْ كُلِّ أَنْفُسِكُمْ. 4وَرَاءَ الرَّبِّ إِلهِكُمْ تَسِيرُونَ، وَإِيَّاهُ تَتَّقُونَ، وَوَصَايَاهُ تَحْفَظُونَ، وَصَوْتَهُ تَسْمَعُونَ، وَإِيَّاهُ تَعْبُدُونَ، وَبِهِ تَلْتَصِقُونَ. 5وَذلِكَ النَّبِيُّ أَوِ الْحَالِمُ ذلِكَ الْحُلْمَ يُقْتَلُ، لأَنَّهُ تَكَلَّمَ بِالزَّيْغِ مِنْ وَرَاءِ الرَّبِّ إِلهِكُمُ الَّذِي أَخْرَجَكُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ، وَفَدَاكُمْ مِنْ بَيْتِ الْعُبُودِيَّةِ، لِكَيْ يُطَوِّحَكُمْ عَنِ الطَّرِيقِ الَّتِي أَمَرَكُمُ الرَّبُّ إِلهُكُمْ أَنْ تَسْلُكُوا فِيهَا. فَتَنْزِعُونَ الشَّرَّ مِنْ بَيْنِكُمْ.
نلاحظ : أن لو دعا نبيُّ إلى عبادةِ غيرِ اللهِ يقتل وإن كان ذا معجزات عظيمة ....!
4-سفر هوشع أصحاح 13 عدد16تُجَازَى السَّامِرَةُ لأَنَّهَا قَدْ تَمَرَّدَتْ عَلَى إِلهِهَا. بِالسَّيْفِ يَسْقُطُونَ. تُحَطَّمُ أَطْفَالُهُمْ، وَالْحَوَامِلُ تُشَقُّ..
5-سفر الخروج أصحاح 22 عدد 20مَنْ ذَبَحَ لآلِهَةٍ غَيْرِ الرَّبِّ وَحْدَهُ، يُهْلَكُ.
6-سفر التثنية أصحاح 17 عدد 2«إِذَا وُجِدَ فِي وَسَطِكَ فِي أَحَدِ أَبْوَابِكَ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ رَجُلٌ أَوِ امْرَأَةٌ يَفْعَلُ شَرًّا فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ إِلهِكَ بِتَجَاوُزِ عَهْدِهِ، 3وَيَذْهَبُ وَيَعْبُدُ آلِهَةً أُخْرَى وَيَسْجُدُ لَهَا، أَوْ لِلشَّمْسِ أَوْ لِلْقَمَرِ أَوْ لِكُلّ مِنْ جُنْدِ السَّمَاءِ، الشَّيْءَ الَّذِي لَمْ أُوصِ بِهِ، 4وَأُخْبِرْتَ وَسَمِعْتَ وَفَحَصْتَ جَيِّدًا وَإِذَا الأَمْرُ صَحِيحٌ أَكِيدٌ. قَدْ عُمِلَ ذلِكَ الرِّجْسُ فِي إِسْرَائِيلَ، 5فَأَخْرِجْ ذلِكَ الرَّجُلَ أَوْ تِلْكَ الْمَرْأَةَ، الَّذِي فَعَلَ ذلِكَ الأَمْرَ الشِّرِّيرَ إِلَى أَبْوَابِكَ، الرَّجُلَ أَوِ الْمَرْأَةَ، وَارْجُمْهُ بِالْحِجَارَةِ حَتَّى يَمُوتَ. 6عَلَى فَمِ شَاهِدَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةِ شُهُودٍ يُقْتَلُ الَّذِي يُقْتَلُ. لاَ يُقْتَلْ عَلَى فَمِ شَاهِدٍ وَاحِدٍ. 7أَيْدِي الشُّهُودِ تَكُونُ عَلَيْهِ أَوَّلاً لِقَتْلِهِ، ثُمَّ أَيْدِي جَمِيعِ الشَّعْبِ أَخِيرًا، فَتَنْزِعُ الشَّرَّ مِنْ وَسَطِكَ.
7- سفر الملوك الأول أصحاح 18 عدد 17 إلى 40 فيه أن إيليا ذبح في وادي قيشون 450 رجلًا من الذين كانوا يدّعون نبوة البعل.... 22ثُمَّ قَالَ إِيلِيَّا لِلشَّعْبِ: «أَنَا بَقِيتُ نَبِيًّا لِلرَّبِّ وَحْدِي، وَأَنْبِيَاءُ الْبَعْلِ أَرْبَعُ مِئَةٍ وَخَمْسُونَ رَجُلاً .......40فَقَالَ لَهُمْ إِيلِيَّا: «أَمْسِكُوا أَنْبِيَاءَ الْبَعْلِ وَلاَ يُفْلِتْ مِنْهُمْ رَجُلٌ». فَأَمْسَكُوهُمْ، فَنَزَلَ بِهِمْ إِيلِيَّا إِلَى نَهْرِ قِيشُونَ وَذَبَحَهُمْ هُنَاكَ.
نلاحظ : أن فعل إِيلِيَّا هو نفس الكلام المنسوب ليسوع المسيح في إنجيل لوقا : " فَأْتُوا بِهِمْ إِلَى هُنَا وَاذْبَحُوهُمْ قُدَّامِي ".
وبعد عرض النصوص التي تتحدث عن نفسها للشاهد والعيان، أُذّكر المعترضين بما قاله يسوعُ المسيح في إنجيل متى أصحاح 7 عدد 4 كَيْفَ تَقُولُ لأَخِيكَ: دَعْني أُخْرِجِ الْقَذَى مِنْ عَيْنِكَ، وَهَا الْخَشَبَةُ فِي عَيْنِكَ؟ 5يَامُرَائِي، أَخْرِجْ أَوَّلاً الْخَشَبَةَ مِنْ عَيْنِكَ، وَحِينَئِذٍ تُبْصِرُ جَيِّدًا أَنْ تُخْرِجَ الْقَذَى مِنْ عَيْنِ أَخِيكَ!
كما أُذكر بأنّ الحرية الفكرية والحقوق الإنسانية قد حافظ عليها الإسلام، وكرم أهلها وأوصى به ، وكان النهى فقط عن الطعن في المقدسات و العدوان.....
كتبه / أكرم حسن مرسي
أثيرت شبهات حول حد الردة "القتل" مدعين أنه ضد حرية الفكر والاعتقاد، وحقوق الإنسان....!
كما أن القرآنيين وغيرهم ينتقدونه بدعوى أنه يتعارض مع القرآن الكريم ...!
تعلقوا جميعًا على ادعائهم بما جاء في الآتي:
1-صحيح البخاري كِتَاب (اسْتِتَابَةِ الْمُرْتَدِّينَ وَالْمُعَانِدِينَ وَقِتَالِهِمْ ) باب (حكم المرتد والمرتدة واستتابتهم ) برقم 6411 عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ : أُتِيَ عَلِيٌّ بِزَنَادِقَةٍ فَأَحْرَقَهُمْ فَبَلَغَ ذَلِكَ ابْنَ عَبَّاسٍ فَقَالَ: لَوْ كُنْتُ أَنَا لَمْ أُحْرِقْهُمْ لِنَهْيِ رَسُولِ اللَّهِ r: لَا تُعَذِّبُوا بِعَذَابِ اللَّهِ ، وَلَقَتَلْتُهُمْ لِقَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ r:" مَنْ بَدَّلَ دِينَهُ فَاقْتُلُوهُ ".
2- صحيح البخاري كِتَاب ( الدِّيَاتِ) بَاب قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى : { أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ } برقم 6370 عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r :" لَا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَّا بِإِحْدَى ثَلَاثٍ النَّفْسُ بِالنَّفْسِ وَالثَّيِّبُ الزَّانِي وَالْمَارِقُ مِنْ الدِّينِ التَّارِكُ لِلْجَمَاعَةِ ".
الرد على الشبهة
أولًا: إن الله بين في كتابه المجيد حرية المعتقد لكل إنسان ...موجها ذلك للنبي محمد في عدة آيات بينات منها:
:
1-قوله تعالى : "وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقاً " (الكهف29) .
2-قوله تعالى : "لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ " (البقرة256) .
روى القرطبي في تفسيره (ج3 / ص 280 ) عن زيدِ بنِ أسلم عن أبيه قال: سمعت عمرَ بن الخطاب يقول لعجوز نصرانية: أسلمي أيتها العجوز تسلمي، إن الله بعث محمدًا بالحق. قالت: أنا عجوز كبيرة والموت إلى قريب ! فقال عمرُ: اللهم اشهد، وتلا : " لا إكراه في الدين ". اهـ
3-قوله تعالى: "فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ وَإِنَّا إِذَا أَذَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً فَرِحَ بِهَا وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَإِنَّ الْإِنْسَانَ كَفُورٌ (48) " (الشورى).
4-قوله تعالى: " يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13) " (الحجرات).
5-جامع الأحاديث للسيوطي برقم 7322 - عن العداء بن خالد قال رسول الله :" إن الله يقول { يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم } [الحجرات : 13] فليس لعربي على عجمي فضل ولا لعجمي على عربي فضل ولا لأسود على أبيض فضل ولا لأبيض على أسود فضل إلا بالتقوى يا معشر قريش لا تجيئوا بالدنيا تحملونها على أعناقكم وتجيء الناس بالآخرة فإني لا أغنى عنكم من الله شيئًا .
6-كنز العمال للهندي برقم 43753 عن سماك بن حذيفة عن أبيه قال رسول الله : يا فاطمة بنت رسول الله! اعملي لله خيرا، فإني لا أغني عنك من الله شيئا يوم القيامة، يا عباس! يا عم رسول الله صلى الله عليه وسلم! اعمل لله خيرا، فإني لا أغني عنك من الله شيئا يوم القيامة، يا حذيفة! من شهد أن لا إله إلا الله وإني رسول الله وآمن بما جئت به حرم الله عليه النار ووجبت له الجنة، ومن صام رمضان يريد به وجه الله والدار الآخرة ختم الله له به وحرم الله عليه النار، ومن تصدق بصدقة يريد بها وجه الله والدار الآخرة، ومن حج بيت الله يريد به وجه الله والدار الآخرة ختم الله له به وحرم الله عليه النار ووجبت له الجنة .
7-صحيح مسلم برقم 218 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ يَهُودِيٌّ وَلَا نَصْرَانِيٌّ ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَّا كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ".
ومن هنا بين أنه فقط مُبلغ من ربه ؛فمن آمن بدعوته فاز بجنته، ومن كفر بها، أو آمن وأرتد ومات على كفره بكامل إرادته بعد البلاغ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ... فما عليه إلا البلاغ وسعيه لإنقاذ العباد وإسعادهم في الدنيا والآخرة تحت مظلة عدالة دين الإسلام....
كما أنّ سيرة النبي محمد لا تذكر أنه قتل مرتدًا ليس محاربًا لمجرد ردته فقط أبدًا؛فلم يأمر بظلم وبهتان....!
ثانيًا: إنّ دين الإسلامَ نظامٌ متكاملٌ تحكمهُ شريعتُه الخاصة به؛ شريعةُ أرحم الراحمين فإذا أرتد مسلمٌ عن دينه ودعا إلى دينه الجديد وحارب بكل ما أوتي من قوة ما تركه بكل رموزه ومقدساته... فهذا حتمًا سيؤدي إلى تشتيت المجتمع الإسلامي القائم أساسًا على حُسن المعتقد والإيمان ....
ومن هنا فإن المرتدة يغير ولاء، ويحول انتماءه، ويبدل هويته... من مجتمعه الإسلامي إلى مجتمعٍ كافرٍ محارب -في الغالب- فهو يخلع نفسَه من مجتمعِه الإسلامي مارقًا بعدها من دينِه كما وصفهُ النبيُّ محمد r قائلًا: " وَالْمَارِقُ مِنْ الدِّينِ التَّارِكُ لِلْجَمَاعَةِ " .
حكم المرتد عن الإسلام ليس كما فهم المعترضون بأنه القتل مباشرةً من أي مسلم له وفي أي مكان...!
فحكم المرتد أره ينقسم إلى صنفين من الناس هما:
الصنف الأول: المرتد الذي لم يعلن ردته ولم يحارب مجتمعه الإسلامي:
هذا حكمه أن يترك لشأنه، وليس للمسلمين عليه سبيلًا إلا نصحه وإرشاده ممن علم بحاله ....وأما حسابه فهو عند الله أخروي وليس دنياويا على أيدي بشر...
وهذا الحكم ذكره الله في كتابه المجيد في عدة آيات محكمات منها:
1- قوله تعالى:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (54)"(المائدة).
ومعنى الآية: أن الله يخاطب المؤمنين بأنّ من يرتد عن دينه فلن يضره شيئًا، بل سوف يأتي الله بأناس أفضل منه يُحِبُّهم ويحبونه، رحماء بالمؤمنين أشدَّاء على الكافرين، ينصرون دينه؛ فيجاهدون أعداءه، ولا يخافون أحدًا سواه...
وبالتالي: فحكم المرتد هنا أن الله يستبدله بخير منه؛ أناس يرحمون أولياءه، وينصرون دينه من كل عدو جبان...
وأما عقابه وحسابه فهو على الله يوم الحساب يدان...
2-قوله تعالى :" وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (217)" (البقرة).
3-قوله تعالى : " فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ (21) لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ (22) إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ (23) فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ (24) إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ (25) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ (26) " (الغاشية).
4-قوله تعالى: "إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلًا (137) بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (138) الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا (139) " (النساء).
هذا حال المرتد الذي لم يشهر ردته، ولم يحارب أمته بعد ردته باتحاده مع الأعداء أو بإثارة الفتن، وبإلقاء الشبهات والداء، والسب واللعن في الرموز الدينية، والذات العالية ، وسائر المقدسات....
فإنْ لم يفعل فحسابه على الله، عذبه بكفره حين يلقاه....
الصنف الثاني: المرتد الذي يعلن عن ردته ويحارب المجتمع الإسلامي:
هذا حكمه أن يُمسك به ويعرض على الحاكم أو القاضي كي يُستتاب من ردته وخيانته لدينه، وإفساده لمجتمعه القائم على الإيمان، وإحداث الفتن مع أعداءه....فإن لم يُستتاب قتل بتهمة "الخيانة العظمى" "حد الردة " (القتل) من قوله :" أَنْ يُقَتَّلُوا " وحد الردة هو جزءٌ من "حد الحرابة" الذي جاء ذكره في القرآن...
قال تعالى : " إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (33) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (34) " (المائدة).
فاختص منه للمرتد الخائن قوله تعالى : "إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا".
وهذا ما قاله النبيُّ محمد r:" مَنْ بَدَّلَ دِينَهُ فَاقْتُلُوهُ ". صحيح البخاري برقم6411.
وقولهr: لَا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَّا بِإِحْدَى ثَلَاثٍ النَّفْسُ بِالنَّفْسِ وَالثَّيِّبُ الزَّانِي وَالْمَارِقُ مِنْ الدِّينِ التَّارِكُ لِلْجَمَاعَةِ ".
فالْمَارِقُ مِنْ الدِّينِ التَّارِكُ لِلْجَمَاعَةِ، يمرق من دينه فيحاربه، ويترك جماعة أمته ملتحقًا بالكافرين المحاربين فيمدونه بالدعم اللازم كي يشتت أذهان المؤمنين عن الدين بالبهتان....
والمتأمل في التاريخ يجد أن النبي محمدا لم يقتل مرتدًا لمجرد علمه لردته ، كما أن الصحابة فهموا هذا الفهم، ففرقوا بين حكم منْ ارتد ولم يشهر ردته ويحارب أمته...فهذا لن يضر الإسلام شيئًا، وسيأتي الله بخير منه، وعقابه أخروي كما ذكرت الآيات بأنه يُدان...
وفرقوا بين منْ يعلن ردته ويحارب أمته في داخل مجتمعه، ونظامه، وبين أبنائه...فتارة بإلقاء الشبهات بطرق فيها استهزاءات تنال من الثوابت والغايات...وتارة يسب ويلعن الدين، كي يُرضي و يترضى الكفار بالخذلان ...
هذا مُرتد محاربٌ مفسد في الأرض حكمه القتل من "حد الحرابة" إلا إنْ تاب...فقد قام بجريمة " الخيانة عظمى " هذه الجريمة اصطلحت عليها الدول في أعرافهم وقوانينهم بأنْ جزاء الخيانة القتل أمام العيان..
وبالمثال العصري يتضح المقال: لو أن هناك مصريًّا ترك جنسيته وعمل لصالح العدو الإسرائيلي؛ فتناقل أخبارًا سرية مصرية لصالح العدو تهدد الأمن والاستقرار للوطن، ونشر فتنَا داخلَ المجتمع المصري؛ فطعن في حكومته ونظامه وقوانينه وشعبه وتاريخه ورموزه...بل وسبه... وساعد عدوه على غزوه للقضاء على قوميته وشعبه....!
إلا يستحق ذلك المرتد الخائن لمصر عقوبة الخيانة العظمي "القتل" ؟!
الجواب: بلى ؛ فقد جاء في قانون العقوبات المصري في المادة 77 :" يعاقب بالإعدام كل من أرتكب عمدًا فعلًا يؤدي إلى المساسِ باستقلالِ البلاد أو وحدتها ، أو سلامة أراضيها ...".
فإذا كانت عقوبة الإعدام تفرض على مرتد خائن لوطنه...فما هو الحال مع مرتد خان دينه وأهله وأمته والخلان.....؟!
وإذا دُعي إلى الاستتابة لمدة حددها القاضي ورفضها ولم يتب؛ بل ظل محاربًا لله ورسوله مفسدًا في أرض الإسلام ... داعيًّا لدينه الجديد، أو لفكره الإلحادي بشكل عنيد... فإنْ عقوبته الإعدام...
وروي إنّ النبيّ محمدًا استتاب نبهان أربع مرات ... وذلك في سننِ البيهقي (ج 8/ ص 197): عن عبدِ اللهِ بنِ عبيد بنِ عميرٍ أن رسولَ اللهِ r استتاب نبهان أربع مرات وكان نبهان ارتد (قال سفيان) : وقال عمرو بن قيس : عن رجلٍ عن إبراهيمَ أنه قال: المرتد يستتاب أبدًا كلما رجع ( قال ابنُ وهب ): وقال لي مالك ذلك أنه يستتاب كلما رجع .اهـ
وأما فعل النبيّ محمد rفلم يقتل مرتدًا في حياته؛ بينما وُجِد مرتدون، مثل: عبيد الله بن جحش ارتد لما هاجر إلى الحبشة ودخل النصرانية، ولم يحارب الإسلام ... فتركه النبيُّ محمد rوشأنه، إلى أنْ مات على نصرانيته...
بينما عبد الله بن أبي سرح قد ارتد وحارب الإسلام وأهله وخان صحبه وتعارون من الكفار ضده.... فأمر النبيُّ محمدٌ بقتله يوم فتح مكة، وجاء بعد أيام مُستأمن من عثمان بن عفان إلى النبي محمدr تائبًا فأسلم، وحُسن إسلامه...إلى أن صار واليًّا على مصر في عهد عثمان، وقد جاهد في سبيل الله وفتح الفتوحات في أفريقيا إلى أن مات على إسلامه....
ثم جاءت حروب الردة بقيادة أبي بكر لقوم أعلنوا التمرد والعصيان بعد وفاة النبي محمدr فامتنعوا عن فرضية أداء الزكاة عليهم ، ولم يستمعوا لإنذار الخلفية لهم، بل أعلنوا العصيان المدني، ونقلوا فتنتهم إلى كافة القبائل المجاورة فناصروهم على كفرهم وأيدوهم ،وسعوا في الأرض المسلمة فسادًا ...
فخرج منهم من ادعى النبوة، مدعيًّا بأن دينه أيسر من دين النبي محمدr فلا تكاليف مثله... وآخر زعم أنه نبي مثل النبي محمدr ....وأُخرى ...
فأعلن أبو بكر عن حرب اسمها "حرب الردة" شُنت على هؤلاء المرتدين المفسدين المحاربين... بإجماع الصحابة والتابعين بإحسان....
وأما عَلِيٌّ فقد ظهر أمامه من ارتدوا؛ قاموا بتأليهه...!
فأمر باستتابتهم ثم أنذرهم ثلاثة أيام كي يتوبوا عن فتنتهم فلم يتوبوا فقتلهم حرقًا –وكان مخطأ في حرقهم، والأولى قتلهم من غير حرقهم- فحافظ على وحده صف المسلمين، وعلى سلامة الدين من فتن المفسدين بوحي كل شيطان....!
وذلك في صحيح البخاري كِتَاب (اسْتِتَابَةِ الْمُرْتَدِّينَ وَالْمُعَانِدِينَ وَقِتَالِهِمْ ) باب (حكم المرتد والمرتدة واستتابتهم ) برقم 6411 عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ : أُتِيَ عَلِيٌّ بِزَنَادِقَةٍ فَأَحْرَقَهُمْ فَبَلَغَ ذَلِكَ ابْنَ عَبَّاسٍ فَقَالَ: لَوْ كُنْتُ أَنَا لَمْ أُحْرِقْهُمْ لِنَهْيِ رَسُولِ اللَّهِ r: لَا تُعَذِّبُوا بِعَذَابِ اللَّهِ ، وَلَقَتَلْتُهُمْ لِقَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ r:" مَنْ بَدَّلَ دِينَهُ فَاقْتُلُوهُ ".
وعليه: فمن خلال تتبع آيات القرآن الكريم، وأحاديث النبي محمد العظيم، وتاريخ الصحابة والتابعين، تبين أنّ المرتد الذي يُقتل هو المحارب لله ولرسوله وكامل الدين ، وهو مفسد في الأرض لعين ....يقام عليه من حد الحرابة عقوبة القتل ، وتسمى أيضًا بعقوبة حد الردة ؛فجاء الخيانة الموت...وأما من كفر فعليه كفره ولا يضره شيئًا والمسلمين.... وأنّ الله لغني عنه وعن العالمين، ويستبدل غيره بآخرين، وأما جزاءه فهو يوم الدين يُدان....
ثالثًا:إن حدة الردة (القتل) ليس قاصرًا على دين الإسلام وحده بتصورهم هم... بل جاء الأمر بتنفيذه في الكتاب المقدس؛ فبأمر من الرب يقتل المرتد قتلًا وبلا استتابة رجمًا بالحجارة، أو ذبحًا بسيف سجان...
اكتفي بما جاء في الآتي:
أولًا: العهد الجديد:
1- إنجيل لوقا أصحاح 19 عدد 27أَمَّا أَعْدَائِي، أُولئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِيدُوا أَنْ أَمْلِكَ عَلَيْهِمْ، فَأْتُوا بِهِمْ إِلَى هُنَا وَاذْبَحُوهُمْ قُدَّامِي».
2-الرسالة إلى العبرانيين أصحاح10 عدد 28مَنْ خَالَفَ نَامُوسَ مُوسَى فَعَلَى شَاهِدَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةِ شُهُودٍ يَمُوتُ بِدُونِ رَأْفَةٍ.
ثانيًا: العهد القديم:
لا شك أن عقيدة النصارى تنصُ على أن الربَّ يسوع رب العهد الجديد وهو ذاته رب العهد القديم أيضًا؛ لأنه إله أزلي، وبحسب فهمهم هم للنصوص التوراتية كان في بدء زمان ...!
جاءت نصوص كثيرة تتحدث عن عقوبة المرتد وحدِ الردةِ... منها ما يلي:
1- سفر التثنية أصحاح 13 عدد 6 إلى 10 يقول الرب : 6«وَإِذَا أَغْوَاكَ سِرًّا أَخُوكَ ابْنُ أُمِّكَ، أَوِ ابْنُكَ أَوِ ابْنَتُكَ أَوِ امْرَأَةُ حِضْنِكَ، أَوْ صَاحِبُكَ الَّذِي مِثْلُ نَفْسِكَ قَائِلاً: نَذْهَبُ وَنَعْبُدُ آلِهَةً أُخْرَى لَمْ تَعْرِفْهَا أَنْتَ وَلاَ آبَاؤُكَ 7مِنْ آلِهَةِ الشُّعُوبِ الَّذِينَ حَوْلَكَ، الْقَرِيبِينَ مِنْكَ أَوِ الْبَعِيدِينَ عَنْكَ، مِنْ أَقْصَاءِ الأَرْضِ إِلَى أَقْصَائِهَا، 8فَلاَ تَرْضَ مِنْهُ وَلاَ تَسْمَعْ لَهُ وَلاَ تُشْفِقْ عَيْنُكَ عَلَيْهِ، وَلاَ تَرِقَّ لَهُ وَلاَ تَسْتُرْهُ، 9بَلْ قَتْلاً تَقْتُلُهُ. يَدُكَ تَكُونُ عَلَيْهِ أَوَّلاً لِقَتْلِهِ، ثُمَّ أَيْدِي جَمِيعِ الشَّعْبِ أَخِيرًا. 10تَرْجُمُهُ بِالْحِجَارَةِ حَتَّى يَمُوتَ....
وبالنظر إلى ترجمة كتاب الحياة نقرأ : " وَإِذَا أَضَلَّكَ سِرّاً أَخُوكَ ابْنُ أُمِّكَ، أَوِ ابْنُكَ أَوِ ابْنَتُكَ، أَوْ زَوْجَتُكَ الْمَحْبُوبَةُ، أَوْ صَدِيقُكَ الْحَمِيمُ قَائِلاً: لِنَذْهَبْ وَنَعْبُدْ آلِهَةً أُخْرَى غَرِيبَةً عَنْكَ وَعَنْ آبَائِكَ 7مِنْ آلِهَةِ الشُّعُوبِ الأُخْرَى الْمُحِيطَةِ بِكَ أَوِ الْبَعِيدَةِ عَنْكَ مِنْ أَقْصَى الأَرْضِ إِلَى أَقْصَاهَا، 8فَلاَ تَسْتَجِبْ لَهُ وَلاَ تُصْغِ إِلَيْهِ، وَلاَ يُشْفِقْ قَلْبُكَ عَلَيْهِ، وَلاَ تَتَرََّأفْ بِهِ، وَلاَ تَتَسَتَّرْ عَلَيْهِ. بَلْ حَتْماً تَقْتُلُهُ. كُنْ أَنْتَ أَوَّلَ قَاتِلِيهِ، ثُمَّ يَعْقُبُكَ بَقِيَّةُ الشَّعْبِ. ارْجُمْهُ بِالْحِجَارَةِ حَتَّى يَمُوتَ.....".
2- سفر الخروج أصحاح 32 عدد26وَقَفَ مُوسَى فِي بَابِ الْمَحَلَّةِ، وَقَالَ: «مَنْ لِلرَّبِّ فَإِلَيَّ». فَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ جَمِيعُ بَنِي لاَوِي. 27فَقَالَ لَهُمْ: «هكَذَا قَالَ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ: ضَعُوا كُلُّ وَاحِدٍ سَيْفَهُ عَلَى فَخِْذِهِ وَمُرُّوا وَارْجِعُوا مِنْ بَابٍ إِلَى بَابٍ فِي الْمَحَلَّةِ، وَاقْتُلُوا كُلُّ وَاحِدٍ أَخَاهُ وَكُلُّ وَاحِدٍ صَاحِبَهُ وَكُلُّ وَاحِدٍ قَرِيبَهُ». 28فَفَعَلَ بَنُو لاَوِي بِحَسَبِ قَوْلِ مُوسَى. وَوَقَعَ مِنَ الشَّعْبِ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ نَحْوُ ثَلاَثَةِ آلاَفِ رَجُل. 29وَقَالَ مُوسَى: «امْلأُوا أَيْدِيَكُمُ الْيَوْمَ لِلرَّبِّ، حَتَّى كُلُّ وَاحِدٍ بِابْنِهِ وَبِأَخِيهِ، فَيُعْطِيَكُمُ الْيَوْمَ بَرَكَةً».
وبالنظر إلى ترجمة كتاب الحياة نقرأ : " فَأَطَاعَ اللاَّوِيُّونَ أَمْرَ مُوسَى. فَقُتِلَ مِنَ الشَّعْبِ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ نَحْوَ ثَلاَثَةِ آلافِ رَجُلٍ 29عِنْدَئِذٍ قَالَ مُوسَى لِلاَّوِيِّينَ: «لَقَدْ كَرَّسْتُمُ الْيَوْمَ أَنْفُسَكُمْ لِخِدْمَةِ الرَّبِّ، وَقَدْ كَلَّفَ ذَلِكَ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ قَتْلَ ابْنِهِ أَوْ أَخِيهِ، وَلِكِنْ لِيُنْعِمْ عَلَيْكُمُ الرَّبُّ فِي هَذَا اليَوْمِ بِبَرَكَةٍ "
نلاحظ : أن الربَّ أمر نبيَّه موسى بقتل عبدة العجل من بني لآوي فقُتل منهم نَحْوَ ثَلاَثَةِ آلافِ رَجُلٍ....
3-سفر التثنية أصحاح 13 عدد 1«إِذَا قَامَ فِي وَسَطِكَ نَبِيٌّ أَوْ حَالِمٌ حُلْمًا، وَأَعْطَاكَ آيَةً أَوْ أُعْجُوبَةً، 2وَلَوْ حَدَثَتِ الآيَةُ أَوِ الأُعْجُوبَةُ الَّتِي كَلَّمَكَ عَنْهَا قَائِلاً: لِنَذْهَبْ وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى لَمْ تَعْرِفْهَا وَنَعْبُدْهَا، 3فَلاَ تَسْمَعْ لِكَلاَمِ ذلِكَ النَّبِيِّ أَوِ الْحَالِمِ ذلِكَ الْحُلْمَ، لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَكُمْ يَمْتَحِنُكُمْ لِكَيْ يَعْلَمَ هَلْ تُحِبُّونَ الرَّبَّ إِلهَكُمْ مِنْ كُلِّ قُلُوبِكُمْ وَمِنْ كُلِّ أَنْفُسِكُمْ. 4وَرَاءَ الرَّبِّ إِلهِكُمْ تَسِيرُونَ، وَإِيَّاهُ تَتَّقُونَ، وَوَصَايَاهُ تَحْفَظُونَ، وَصَوْتَهُ تَسْمَعُونَ، وَإِيَّاهُ تَعْبُدُونَ، وَبِهِ تَلْتَصِقُونَ. 5وَذلِكَ النَّبِيُّ أَوِ الْحَالِمُ ذلِكَ الْحُلْمَ يُقْتَلُ، لأَنَّهُ تَكَلَّمَ بِالزَّيْغِ مِنْ وَرَاءِ الرَّبِّ إِلهِكُمُ الَّذِي أَخْرَجَكُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ، وَفَدَاكُمْ مِنْ بَيْتِ الْعُبُودِيَّةِ، لِكَيْ يُطَوِّحَكُمْ عَنِ الطَّرِيقِ الَّتِي أَمَرَكُمُ الرَّبُّ إِلهُكُمْ أَنْ تَسْلُكُوا فِيهَا. فَتَنْزِعُونَ الشَّرَّ مِنْ بَيْنِكُمْ.
نلاحظ : أن لو دعا نبيُّ إلى عبادةِ غيرِ اللهِ يقتل وإن كان ذا معجزات عظيمة ....!
4-سفر هوشع أصحاح 13 عدد16تُجَازَى السَّامِرَةُ لأَنَّهَا قَدْ تَمَرَّدَتْ عَلَى إِلهِهَا. بِالسَّيْفِ يَسْقُطُونَ. تُحَطَّمُ أَطْفَالُهُمْ، وَالْحَوَامِلُ تُشَقُّ..
5-سفر الخروج أصحاح 22 عدد 20مَنْ ذَبَحَ لآلِهَةٍ غَيْرِ الرَّبِّ وَحْدَهُ، يُهْلَكُ.
6-سفر التثنية أصحاح 17 عدد 2«إِذَا وُجِدَ فِي وَسَطِكَ فِي أَحَدِ أَبْوَابِكَ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ رَجُلٌ أَوِ امْرَأَةٌ يَفْعَلُ شَرًّا فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ إِلهِكَ بِتَجَاوُزِ عَهْدِهِ، 3وَيَذْهَبُ وَيَعْبُدُ آلِهَةً أُخْرَى وَيَسْجُدُ لَهَا، أَوْ لِلشَّمْسِ أَوْ لِلْقَمَرِ أَوْ لِكُلّ مِنْ جُنْدِ السَّمَاءِ، الشَّيْءَ الَّذِي لَمْ أُوصِ بِهِ، 4وَأُخْبِرْتَ وَسَمِعْتَ وَفَحَصْتَ جَيِّدًا وَإِذَا الأَمْرُ صَحِيحٌ أَكِيدٌ. قَدْ عُمِلَ ذلِكَ الرِّجْسُ فِي إِسْرَائِيلَ، 5فَأَخْرِجْ ذلِكَ الرَّجُلَ أَوْ تِلْكَ الْمَرْأَةَ، الَّذِي فَعَلَ ذلِكَ الأَمْرَ الشِّرِّيرَ إِلَى أَبْوَابِكَ، الرَّجُلَ أَوِ الْمَرْأَةَ، وَارْجُمْهُ بِالْحِجَارَةِ حَتَّى يَمُوتَ. 6عَلَى فَمِ شَاهِدَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةِ شُهُودٍ يُقْتَلُ الَّذِي يُقْتَلُ. لاَ يُقْتَلْ عَلَى فَمِ شَاهِدٍ وَاحِدٍ. 7أَيْدِي الشُّهُودِ تَكُونُ عَلَيْهِ أَوَّلاً لِقَتْلِهِ، ثُمَّ أَيْدِي جَمِيعِ الشَّعْبِ أَخِيرًا، فَتَنْزِعُ الشَّرَّ مِنْ وَسَطِكَ.
7- سفر الملوك الأول أصحاح 18 عدد 17 إلى 40 فيه أن إيليا ذبح في وادي قيشون 450 رجلًا من الذين كانوا يدّعون نبوة البعل.... 22ثُمَّ قَالَ إِيلِيَّا لِلشَّعْبِ: «أَنَا بَقِيتُ نَبِيًّا لِلرَّبِّ وَحْدِي، وَأَنْبِيَاءُ الْبَعْلِ أَرْبَعُ مِئَةٍ وَخَمْسُونَ رَجُلاً .......40فَقَالَ لَهُمْ إِيلِيَّا: «أَمْسِكُوا أَنْبِيَاءَ الْبَعْلِ وَلاَ يُفْلِتْ مِنْهُمْ رَجُلٌ». فَأَمْسَكُوهُمْ، فَنَزَلَ بِهِمْ إِيلِيَّا إِلَى نَهْرِ قِيشُونَ وَذَبَحَهُمْ هُنَاكَ.
نلاحظ : أن فعل إِيلِيَّا هو نفس الكلام المنسوب ليسوع المسيح في إنجيل لوقا : " فَأْتُوا بِهِمْ إِلَى هُنَا وَاذْبَحُوهُمْ قُدَّامِي ".
وبعد عرض النصوص التي تتحدث عن نفسها للشاهد والعيان، أُذّكر المعترضين بما قاله يسوعُ المسيح في إنجيل متى أصحاح 7 عدد 4 كَيْفَ تَقُولُ لأَخِيكَ: دَعْني أُخْرِجِ الْقَذَى مِنْ عَيْنِكَ، وَهَا الْخَشَبَةُ فِي عَيْنِكَ؟ 5يَامُرَائِي، أَخْرِجْ أَوَّلاً الْخَشَبَةَ مِنْ عَيْنِكَ، وَحِينَئِذٍ تُبْصِرُ جَيِّدًا أَنْ تُخْرِجَ الْقَذَى مِنْ عَيْنِ أَخِيكَ!
كما أُذكر بأنّ الحرية الفكرية والحقوق الإنسانية قد حافظ عليها الإسلام، وكرم أهلها وأوصى به ، وكان النهى فقط عن الطعن في المقدسات و العدوان.....
كتبه / أكرم حسن مرسي
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى