نبيٌّ يقول:أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ!
الأربعاء ديسمبر 08, 2010 9:03 pm
تشدق كبيرُهم في بعضِ وسائلِ الإعلامِ ، وكذلك أتباعُهحول حديثِ النبيِّ r : " أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ..." ادعوا أن رسولَ اللهِ r أمر بقتالِِ الناسِجميعًا !!
استندوا علي ادعائهمبما جاء في الصحيحين :
1- صحيح البخاريِ كتاب (الإيمان)باب (فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوْا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ ) برقم 24 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُسْنَدِيُّقَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو رَوْحٍ الْحَرَمِيُّ بْنُ عُمَارَةَ قَالَ :حَدَّثَنَا شُعْبَةُعَنْ وَاقِدِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ عَنْ ابْنِ عُمَرَأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ r قَالَ:" أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَوَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْإِلَّا بِحَقِّ الْإِسْلَامِ وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ ".
2- صحيح مسلمٍ كتاب (الإيمان)باب (الْأَمْرِ بِقِتَالِ النَّاسِحَتَّى يَقُولُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ) برقم 30 وَحَدَّثَنَا أَبُو الطَّاهِرِوَحَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى وَأَحْمَدُ بْنُ عِيسَى قَالَ :أَحْمَدُ حَدَّثَنَا وَقَالَالآخَرَانِ أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ :أخبرني يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ:حَدّثني سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَاللَّهِ r قَالَ:" أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا لاَ إِلَهَإِلاَّ اللَّهُ فَمَنْ قَالَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ عَصَمَ مِنِّى مَالَهُ وَنَفْسَهُإِلاَّ بِحَقِّهِ وَحِسَابُهُ عَلَى اللَّهِ ".
· الرد على الشبهة
أولاً: إن الشخصيةَالتي تتكلم في الحديثِ لا تهمُنا ؛ فماأكثر الكلاب ، فالكلابُ تنبح والقافلةُ تمر ، وليس بعد الكفرِ ذنب ؛قال اللهُ I : ]وَكَذَلِكَ جَعَلْنَالِكُلّ نبي عَدُوّاً مّنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبّكَ هَادِياً وَنَصِيرًا](الفرقان31).
وأما عن أتباعه أقول لهم محذرًا: كما أن هناك أئمةًيهدون إلى الخير ،هناك أئمة يدعون إلى النار؛
قال I: ]وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَىالنَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِلَا يُنصَرُونَ [( القصص41) .
فندائي لأتباعِهذا الدجالِ أن يبحثوا بإنصافٍ حتى لايهلكوا ؛ كما أهلك اللهُ U الذين من قبلهم؛ قال Iعن أتباعِ فرعونَ وهامانَ الذين هم جنودهما وكانواينفذون ما يقولون دون تفكرٍ: ]إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَاكَانُوا خَاطِئِينَ [ (القصص .
جاء في تفسيرِ الجلالين : { إِنَّ فِرْعَوْنَ وهامان } وزيره { وَجُنُودَهُمَا كَانُواْخَاطِئِينَ } من الخطيئةِ أي: عاصين فعوقبوا على يديه. أهـ
ثانيًا: إن ادعاءهم الذي تقول :إن رسولَ اللهِ r أمر بقتالِ الناسِ جميعًاأدعاء كاذب ... يدل على كذبِ أصحابه لماذا ؟
لأننيلما طالعتُ كلَ الروايات لم أجد أنه rأمر بقتالِ الناسِ جميعًا....!
وأتساءل: أين لفظة (جميعًا ) في أي روايةٍ منالرواياتِ ؟!
الجواب :لا توجد قط ، بل توجد في عقولِهم المريضةفقط .....
وبالتالي فهذا دليلٌ على كذبهم وتدليسهمعلى البسطاء الذين لا يبحثون ... .
إن قيل : من هم الذينيقاتلهم النبيُّ r كما جاء في قولِه ": rأُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُواأَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ...." ؟
قلتُ : إن فُهِمَ من الحديثِ أنه rيُقاتل كلَّ الناسِ فهذا من الجهل ؛ لأن أصحابَه y من الناسِ ولم يقاتلهم ، ولأن زوجاتَه -رضي اللهُ عنهن - من الناسِ ولميقاتلهن ؛ ولأن أبناءه y من الناسِ ولم يقاتلهم... !
أوضح ماسبق بأسئلة من قولِ اللهِ I: ] الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَقَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ[ (آل عمران173) .
" الذين قال لهم الناسُ" من هم هؤلاءالناس ؟ هل هم كل الناس ؟
الجواب :لا ؛ليسوا كلَ الناسِ ، " قال لهم الناس " أي: نعيم بن مسعودالأشجعي رجلٌ واحدٌ وسماه اللهُ ناس
" إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ " من هم هؤلاء الناس ؟ هل هم كل الناس ؟
الجواب : لا ؛ليسوا كلَ الناسِ ، " إن الناسَ " أبا سفيان وأصحابه " قدجمعوا لكم " الجموع ليستأ صلوكم .
إذًا نعيم بن مسعود الأشجعي ، و أبو سفيان وأصحابه ليسوا كل الناسِ .
وعليهفإن المعنى من قولِه r : " أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ... ". أي: أقاتل طائفةً معينةً من الناسِ.
وهذا ما بيّنه ابنُ حجرٍ في الفتح قائلاً: أَنْ يَكُون مِنْ الْعَامّ الَّذِي أُرِيدَبِهِ الْخَاصّ ،فَيَكُون الْمُرَاد بِالنَّاسِ فِي قَوْله " أُقَاتِل النَّاس" أَيْ : الْمُشْرِكِينَ مِنْ غَيْر أَهْل الْكِتَاب ، وَيَدُلّ عَلَيْهِ رِوَايَةالنَّسَائِيّ بِلَفْظِ " أُمِرْت أَنْ أُقَاتِل الْمُشْرِكِينَ " . فَإِنْقِيلَ : إِذَا تَمَّ هَذَا فِي أَهْل الْجِزْيَة لَمْ يَتِمّ فِي الْمُعَاهَدِينَ وَلَافِيمَنْ مَنَعَ الْجِزْيَة ، أُجِيبَ بِأَنَّ الْمُمْتَنِع فِي تَرْك الْمُقَاتَلَةرَفْعهَا لَا تَأْخِيرهَا مُدَّة كَمَا فِي الْهُدْنَة ، وَمُقَاتَلَة مَنْ اِمْتَنَعَمِنْ أَدَاء الْجِزْيَة بِدَلِيلِ الْآيَة . أهـ
قلتُ:لعله يقصد - رحمه اللهُ - بالآيةِ قولَ اللهِ I : ]قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَيُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَاللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْالْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَl](التوبة29 ).
وعليه فهو rلا يقاتل كل المشركين r؛ لأن هذا لم يحدث ،ولكن يقاتل أئمةَالكفرِ منهم الذين يعذبون الصالحين ، ويحاربون دين ربِّ العالمين ، ويكونون عائقًابينه و بين دعوتِهrلدينِ اللهِ Iحتى ينقذ الضعفاء من نارِ الجحيمِ إلى جنةِ النعيمِ....
ثالثًا : بعد أن بيّنتُ- بفضل اللهِ I-من هم الناس الذين أشار إليهم النبيُّ r في الحديثِ بقتالِهم ...
يبقى السؤال الذي يطرح نفسه هو: لماذا يقاتلهمالنبيُّ r؟
قلتُ :إن الجواب على ذلك يكون فيتكملةِ الحديثِ " حَتَّى يَشْهَدُواأَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُاللَّهِ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ عَصَمُوامِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلَّا بِحَقِّ الْإِسْلَامِ وَحِسَابُهُمْ عَلَىاللَّه "ِ.
إذًا لم يقاتلهم إلا بعد دعوتِه rلهم بالحسنى ؛ كي يمتثلوا لأمر اللهِ I،ثم تخيرهم بين الإسلامِ ،والجزيةِ إنكانوا من أهلِ الكتابِ ، ثم القتال ؛ فإن اختاروا القتالَ كان ذلك كُرها للمسلمين ؛قال I : ] كُتِبَعَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ [ ( البقرة216).
فهوr يقاتل رؤوسَ الكفرِ حتى يُعبد الناسَ لربِّ الناس ، وينقذ أتباعهم مننار جهنم ، وتكلفة ذلك دمائه rودماء وأشلاء أتباعِه y ....
وعليه فلم يقاتل رءوسَ الكفرِ من أجلِ دنيا يصيبها، مثل: مالٍ ، أو منصبٍ ، أو رئاسةٍ.....
بل يقاتلهم" حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّااللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ "
وبالتالي فإن هذا دليلعلى قمةِ رحمتِه بالمشركين ؛ فهو بذلك rينقذهم من نارِ جهنم بالإسلامِ بعد تخير رءوسالشرك والكفر بالأمور الثلاثة التي أسلفنها ..... فلا شبهة عندنا في ذلك - بفضلالله I-.
ثمإنه r لمايقاتل رؤوس الكفر من تلقاءِ نفسِه بل بأمر اللهI بذلك...
قال ابنُ حجرٍ في الفتحِ: في قَوْلِه : ( أُمِرْت ) أَيْ : أَمَرَنِي اللَّه ؛ لِأَنَّهُلَا آمِر لِرَسُولِ اللَّهrإِلَّا اللَّه ، وَقِيَاسه فِي الصَّحَابِيّ إِذَا قَالَ أُمِرْتفَالْمَعْنَى أَمَرَنِي رَسُول اللَّه r ،وَلَا يُحْتَمَل أَنْ يُرِيد أَمَرَنِي صَحَابِيّآخَر لِأَنَّهُمْ مِنْ حَيْثُ إِنَّهُمْ مُجْتَهِدُونَ لَا يَحْتَجُّونَ بِأَمْر مُجْتَهِدآخَر ، وَإِذَا قَالَهُ التَّابِعِيّ اُحْتُمِلَ . وَالْحَاصِل أَنَّ مَنْ اِشْتَهَرَبِطَاعَةِ رَئِيس إِذَا قَالَ ذَلِكَ فُهِمَ مِنْهُ أَنَّ الْآمِر لَهُ هُوَ ذَلِكَالرَّئِيس. أهـ
وعليه فهذا تكليف له من ربِّهI ؛ لأن اللهَ I عَلِمَ بعلمِه القديم أنهم لا يؤمنون فأطلع نبيَّهr على ذلك ، وليس هو r من يأمربقتالِ أئمة الكفر من تلقاء نفسه كما فهم المعترضون ....
رابعًا: إن هناك فارقًا كبيرًا لا يعرفه المعترضون بين كلمتين :الأولى : أقاتل ،والثانية : أقتل .
فمعنى الأولي من القتال : وهو بذلالجهد في صرف العدو عن الإيذاء .
ومعنى الثانية من القتل: ومعناه القضاء على العدو وإبادته ، ولا شك أنالحديث يذكر الكلمة الأولى .
خامسًا:إن الدكتور عبد المهدي عبد القادر ذكر ردً جميلاً فيكتابه : (دفع الشبهات عن السنة والرسول ص153- 154 ): إن الحديثَ لا إرهابفيه ولا تطرف ، وإنما يمنع تطرف القساة واراها بهم الناس أن يسلموا . إنه حديثيمنع القساة أن يحرموا الناس من الدخول في الإسلام . إنه يوفر الحرية الدينية لكل الناس .و هذا الحديث يعالجالتطرف من زاوية أخرى ، فهو ينهى المسلم عن العدوان على من نطق بالشهادتين، إنهينهى عن تكفير الآخرين بأمور باطنة ، ويعترف بالإسلام بناء على الأمور الظاهرة .ولذلك ذكر العلماء هذا الحديث مع حديثأسامة بن زيد قَالَ: بَعَثَنَا رَسُولُ اللَّهِ r سَرِيَّةً إِلَى الْحُرَقَاتِ فَنَذِرُوا بِنَا فَهَرَبُوافَأَدْرَكْنَا رَجُلاً فَلَمَّا غَشَيْنَاهُ قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ فَضَرَبْنَاهُحَتَّى قَتَلْنَاهُ فَذَكَرْتُهُ للنبيِّ r فَقَالَ: " مَنْ لَكَ بِلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُيَوْمَ الْقِيَامَةِ ". فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ: إِنَّمَا قَالَهَا مَخَافَةَالسِّلاَحِ. قَالَ: " أَفَلاَ شَقَقْتَ عَنْ قَلْبِهِ حَتَّى تَعْلَمَ مِنْ أَجْلِذَلِكَ قَالَهَا أَمْ لاَ مَنْ لَكَ بِلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ". فَمَا زَالَ يَقُولُهَا حَتَّى وَدِدْتُ أَنِّى لَمْ أُسْلِمْ إِلاَّ يَوْمَئِذٍ.رواه أبو داود في سننه .
إن حديثَ (أمرت أن أقاتل الناس )وحديث ( أفلا شققت عن قلبه ) ذكرهما أبو داود وابن ماجة في باب واحد ، مما يدل علىأن من أظهر الإسلام ولو بالشهادتين فقط يعامل معاملة المسلم ، ولا يصح أن يتنكرلهذا القدر الذي أظهره ،لا يصح أن نبحث عن السرائر فهي موكولة إلى الله سبحانه ،وإنما الأحكام على الظاهر
إن الحديث يحث على قتال الذين يمنعونوصول دعوة الحق إلى كل الخلق يقاتلون حتى يظهر الحق أمام كل الناس وتتوفر الحريةالدينية لكل البشر .أهـبتصرف يسير.
قلتُ: إن الدكتور - حفظه اللهُ - يقصد بالبابِهو باب (عَلَى مَا يُقَاتَلُ الْمُشْرِكُونَ).
سادسًا :إن الكتابَ المقدس بعهديه القديم والجديد يخبرنا عن أمرٍمن اللهِ I بقتالِ الناسِ كما كان من نبيِّنا r كما سيتقدم معنا - أنشاء اللهI-.
فليت المعترضين يخبرونني: هلقال النبيُّ rيومًا كما قال يسوعُ بحسب ما نسبت إليه الأناجيل في مواضع عدةِ منها:
1- إنجيللوقا إصحاح 19 عدد 27أَمَّاأَعْدَائِي، أُولئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِيدُوا أَنْ أَمْلِكَ عَلَيْهِمْ،فَأْتُوا بِهِمْ إِلَى هُنَا وَاذْبَحُوهُمْ قُدَّامِي »!
2- إنجيلمتى إصحاح10عدد34«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأُلْقِيَسَلاَمًا عَلَى الأَرْضِ. مَا جِئْتُ لأُلْقِيَ سَلاَمًا بَلْ سَيْفًا» !
3- إنجيللوقا إصحاح 12عدد49يقول يسوع : «جِئْتُ لأُلْقِيَنَارًا عَلَى الأَرْضِ، فَمَاذَا أُرِيدُ لَوِ اضْطَرَمَتْ» !
وأتساءل: ما هو ضد كلمة ( السلام ) التي ذكرها يسوع ؟
الجواب: الحرب .
يبقى السؤال :كيف كانت الحرب في زمنِ يسوع ؟ هل بالسيف والنار أمبالبنادق والرشاشات ؟
الجواب :كانتبالسيف والنار ....
إذًا كلام يسوع واضح لمن أرادأن يفهم ... وبعد ذلك يعيبون علي نبيِّنا r؛ لأن اللهَU أمره بقتا ل الأشرار من الناس ، ولا يعيبون علىنصوصِ كتبهم التي تقول: إن يسوع يأمر بذبحمخالفيه، وقتالهم بالسيف ، والنار..................!
ويذكر العهدُ القديم لنا كيف أباح الربُّ قتلَ الرجالِ والنساءِ والأطفالِ من ستِ قبائل كاملة مع التدمير الكامل .... و ذلك بحسبما جاء في سفر التثنية إصحاح 20 عدد: 10«حِينَتَقْرُبُ مِنْ مَدِينَةٍ لِكَيْ تُحَارِبَهَا اسْتَدْعِهَا إِلَى الصُّلْحِ، 11فَإِنْأَجَابَتْكَ إِلَى الصُّلْحِ وَفَتَحَتْ لَكَ، فَكُلُّ الشَّعْبِ الْمَوْجُودِفِيهَا يَكُونُ لَكَ لِلتَّسْخِيرِ وَيُسْتَعْبَدُ لَكَ. 12وَإِنْ لَمْتُسَالِمْكَ، بَلْ عَمِلَتْ مَعَكَ حَرْبًا، فَحَاصِرْهَا. 13وَإِذَادَفَعَهَا الرَّبُّ إِلهُكَ إِلَى يَدِكَ فَاضْرِبْ جَمِيعَ ذُكُورِهَا بِحَدِّالسَّيْفِ. 14وَأَمَّا النِّسَاءُ وَالأَطْفَالُ وَالْبَهَائِمُوَكُلُّ مَا فِي الْمَدِينَةِ، كُلُّ غَنِيمَتِهَا، فَتَغْتَنِمُهَا لِنَفْسِكَ،وَتَأْكُلُ غَنِيمَةَ أَعْدَائِكَ الَّتِي أَعْطَاكَ الرَّبُّ إِلهُكَ. 15هكَذَاتَفْعَلُ بِجَمِيعِ الْمُدُنِ الْبَعِيدَةِ مِنْكَ جِدًّا الَّتِي لَيْسَتْ مِنْمُدُنِ هؤُلاَءِ الأُمَمِ هُنَا. 16وَأَمَّا مُدُنُ هؤُلاَءِالشُّعُوبِ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ نَصِيبًا فَلاَ تَسْتَبْقِ مِنْهَانَسَمَةً مَّا، 17بَلْ تُحَرِّمُهَا تَحْرِيمًا: الْحِثِّيِّينَوَالأَمُورِيِّينَ وَالْكَنْعَانِيِّينَ وَالْفِرِزِّيِّينَ وَالْحِوِّيِّينَوَالْيَبُوسِيِّينَ، كَمَا أَمَرَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ، 18لِكَيْ لاَيُعَلِّمُوكُمْ أَنْ تَعْمَلُوا حَسَبَ جَمِيعِ أَرْجَاسِهِمِ الَّتِي عَمِلُوالآلِهَتِهِمْ، فَتُخْطِئُوا إِلَى الرَّبِّ إِلهِكُمْ.
نلاحظ من النصوصِ: تعاليم الرب عند تخييرِ العدو قبل قتاله ،وبعد قتالِه،و كيف وصلت القسوةُ والوحشيةُ فيهاإلي منتهاها .... ولنقارن بينها وبين ما قاله نبيُّنا r في وصاياه لأصحابِه y عند لقاء العدو...وذلكفي الآتي:
1- صحيح مسلم برقم 3261 عن بريدةَ tقال : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ r إِذَا أَمَّرَ أَمِيرًا عَلَى جَيْشٍ أَوْ سَرِيَّةٍ أَوْصَاهُ فِي خَاصَّتِهِبِتَقْوَى اللَّهِ وَمَنْ مَعَهُ مِنْ الْمُسْلِمِينَ خَيْرًا ثُمَّ قَالَ :"اغْزُوا بِاسْمِ اللَّهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَاتِلُوا مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ اغْزُواوَلَا تَغُلُّوا وَلَا تَغْدِرُوا وَلَا تَمْثُلُوا وَلَا تَقْتُلُوا وَلِيدًا وَإِذَالَقِيتَ عَدُوَّكَ مِنْ الْمُشْرِكِينَ فَادْعُهُمْ إِلَى ثَلَاثِ خِصَالٍ أَوْ خِلَالٍفَأَيَّتُهُنَّ مَا أَجَابُوكَ فَاقْبَلْ مِنْهُمْ وَكُفَّ عَنْهُمْ ثُمَّ ادْعُهُمْإِلَى الْإِسْلَامِ فَإِنْ أَجَابُوكَ فَاقْبَلْ مِنْهُمْ وَكُفَّ عَنْهُمْ ثُمَّ ادْعُهُمْإِلَى التَّحَوُّلِ مِنْ دَارِهِمْ إِلَى دَارِ الْمُهَاجِرِينَ وَأَخْبِرْهُمْ أَنَّهُمْإِنْ فَعَلُوا ذَلِكَ فَلَهُمْ مَا لِلْمُهَاجِرِينَ وَعَلَيْهِمْ مَا عَلَى الْمُهَاجِرِينَفَإِنْ أَبَوْا أَنْ يَتَحَوَّلُوا مِنْهَا فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّهُمْ يَكُونُونَ كَأَعْرَابِالْمُسْلِمِينَ يَجْرِي عَلَيْهِمْ حُكْمُ اللَّهِ الَّذِي يَجْرِي عَلَى الْمُؤْمِنِينَوَلَا يَكُونُ لَهُمْ فِي الْغَنِيمَةِ وَالْفَيْءِ شَيْءٌ إِلَّا أَنْ يُجَاهِدُوامَعَ الْمُسْلِمِينَ فَإِنْ هُمْ أَبَوْا فَسَلْهُمْ الْجِزْيَةَ فَإِنْ هُمْ أَجَابُوكَفَاقْبَلْ مِنْهُمْ وَكُفَّ عَنْهُمْ فَإِنْ هُمْ أَبَوْا فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَقَاتِلْهُمْوَإِذَا حَاصَرْتَ أَهْلَ حِصْنٍ فَأَرَادُوكَ أَنْ تَجْعَلَ لَهُمْ ذِمَّةَ اللَّهِوَذِمَّةَ نَبِيِّهِ فَلَا تَجْعَلْ لَهُمْ ذِمَّةَ اللَّهِ وَلَا ذِمَّةَ نَبِيِّهِوَلَكِنْ اجْعَلْ لَهُمْ ذِمَّتَكَ وَذِمَّةَ أَصْحَابِكَ فَإِنَّكُمْ أَنْ تُخْفِرُواذِمَمَكُمْ وَذِمَمَ أَصْحَابِكُمْ أَهْوَنُ مِنْ أَنْ تُخْفِرُوا ذِمَّةَ اللَّهِوَذِمَّةَ رَسُولِهِ وَإِذَا حَاصَرْتَ أَهْلَ حِصْنٍ فَأَرَادُوكَ أَنْ تُنْزِلَهُمْعَلَى حُكْمِ اللَّهِ فَلَا تُنْزِلْهُمْ عَلَى حُكْمِ اللَّهِ وَلَكِنْ أَنْزِلْهُمْعَلَى حُكْمِكَ فَإِنَّكَ لَا تَدْرِي أَتُصِيبُ حُكْمَ اللَّهِ فِيهِمْ أَمْ لَا".
2- سنن أبي داود برقم 2247 عن أنسٍt أَنَّ رَسُولَ اللَّهِr قَالَ:" انْطَلِقُوا بِاسْمِاللَّهِ وَبِاللَّهِ وَعَلَى مِلَّةِ رَسُولِ اللَّهِ وَلَا تَقْتُلُوا شَيْخًا فَانِيًاوَلَا طِفْلًا وَلَا صَغِيرًا وَلَا امْرَأَةً وَلَا تَغُلُّوا وَضُمُّوا غَنَائِمَكُمْ وَأَصْلِحُوا وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّالْمُحْسِنِينَ ". تحقيق الألباني : ضعيف ، ضعيف الجامع الصغير ( 1346 ) ، المشكاة (3956 ) .
3- صحيح مسلم كِتَاب( الْجِهَادِ وَالسِّيَرِ ) بَاب ( تَحْرِيمِ قَتْلِ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ فِيالْحَرْبِ ) برقم 3280 عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ:وُجِدَتْ امْرَأَةٌ مَقْتُولَةً فِي بَعْضِ تِلْكَ الْمَغَازِي ، فَنَهَى رَسُولُ اللَّهِr عَنْ قَتْلِ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ.
4- سنن أبي داودبرقم 2295 عَنْ جَدِّهِ رَبَاحِ بْنِ رَبِيعٍقَالَ : كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ r فِي غَزْوَةٍ فَرَأَى النَّاسَ مُجْتَمِعِينَ عَلَىشَيْءٍ فَبَعَثَ رَجُلًا فَقَالَ : انْظُرْ عَلَامَ اجْتَمَعَ هَؤُلَاءِ فَجَاءَ فَقَالَ:عَلَى امْرَأَةٍ قَتِيلٍ فَقَالَ:" مَا كَانَتْ هَذِهِ لِتُقَاتِلَ" قَالَوَعَلَى الْمُقَدِّمَةِ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ فَبَعَثَ رَجُلًا فَقَالَ: قُلْ لِخَالِدٍ:لَا يَقْتُلَنَّ امْرَأَةً وَلَا عَسِيفًا. السلسلة الصحيحة للألباني برقم 701 .
(العسيف) : هو الذي يخدم فيالجيشِ ولا يشارك في قتال نهى النبيُّ rعن قتلِه.
5- سنن ابن ماجةبرقم 2832 عَنْ حَنْظَلَةَ الْكَاتِبِ قَالَ:غَزَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ r فَمَرَرْنَا عَلَى امْرَأَةٍمَقْتُولَةٍ قَدْ اجْتَمَعَ عَلَيْهَا النَّاسُ فَأَفْرَجُوا لَهُ فَقَالَ:" مَاكَانَتْ هَذِهِ تُقَاتِلُ فِيمَنْ يُقَاتِلُ" ثُمَّ قَالَ لِرَجُلٍ :انْطَلِقْإِلَى خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ فَقُلْ لَهُ:" إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ r يَأْمُرُكَ يَقُولُ: لَا تَقْتُلَنَّ ذُرِّيَّةًوَلَا عَسِيفًا ".
نلاحظ أنه r كان ينهى عن قتلِ النساءِ ،والأطفالِ، والشيوخِ ، والرهبان...
وأدعو القارئ أن ينظر بعين الإنصاف إلى ما جاء في الآتي :
1- طردِ وإبادة سبع أمم بأكملها، وعدم قبولِ العهدِ والصلحِ منهم ....وذلك بحسبِ قولِ الربِّ لموسى u في سفرالتثنية إصحاح 7 عدد 1 «مَتَى أَتَى بِكَ الرَّبُّ إِلهُكَ إِلَىالأَرْضِ الَّتِي أَنْتَ دَاخِلٌ إِلَيْهَا لِتَمْتَلِكَهَا، وَطَرَدَ شُعُوبًاكَثِيرَةً مِنْ أَمَامِكَ: الْحِثِّيِّينَ وَالْجِرْجَاشِيِّينَ وَالأَمُورِيِّينَوَالْكَنْعَانِيِّينَ وَالْفِرِزِّيِّينَ وَالْحِوِّيِّينَ وَالْيَبُوسِيِّينَ،سَبْعَ شُعُوبٍ أَكْثَرَ وَأَعْظَمَ مِنْكَ، 2وَدَفَعَهُمُ الرَّبُّإِلهُكَ أَمَامَكَ، وَضَرَبْتَهُمْ، فَإِنَّكَ تُحَرِّمُهُمْ.لاَ تَقْطَعْ لَهُمْعَهْدًا، وَلاَ تُشْفِقْ عَلَيْهِمْ، 3وَلاَ تُصَاهِرْهُمْ. بْنَتَكَلاَ تُعْطِ لابْنِهِ، وَبِنتْهُ لاَ تَأْخُذْ لابْنِكَ. 4لأَنَّهُيَرُدُّ ابْنَكَ مِنْ وَرَائِي فَيَعْبُدُ آلِهَةً أُخْرَى، فَيَحْمَى غَضَبُالرَّبِّ عَلَيْكُمْ وَيُهْلِكُكُمْ سَرِيعًا. 5وَلكِنْ هكَذَاتَفْعَلُونَ بِهِمْ: تَهْدِمُونَ مَذَابِحَهُمْ، وَتُكَسِّرُونَ أَنْصَابَهُمْ،وَتُقَطِّعُونَ سَوَارِيَهُمْ، وَتُحْرِقُونَ تَمَاثِيلَهُمْ بِالنَّارِ.
2- داود النبيُّ وقواتُه يقتلون أربعين ألففارس.... وذلك في سفر صموئيل الثاني إصحاح 10 عدد18وَهَرَبَ أَرَامُ مِنْ أَمَامِ إِسْرَائِيلَ،وَقَتَلَ دَاوُدُ مِنْ أَرَامَ سَبْعَ مِئَةِ مَرْكَبَةٍ وَأَرْبَعِينَ أَلْفَفَارِسٍ، وَضَرَبَ شُوبَكَ رَئِيسَ جَيْشِهِ فَمَاتَ هُنَاكَ.
نلاحظ كم قتل داودُu من الناسِ ؟ " َأَرْبَعِينَأَلْفَ فَارِسٍ " و كم قتل النبيُّ r؟ رجل واحد فقط ؛ قتله بيده هو أبي بن خلف.
3-داود النبيُّ وقواتُه يقتلون يضعون الأعداء تحت المناشير....في سفر صموئيل الثاني إصحاح 12عدد 26وَحَارَبَيُوآبُ رِبَّةَ بَنِي عَمُّونَ وَأَخَذَ مَدِينَةَ الْمَمْلَكَةِ. 27وَأَرْسَلَيُوآبُ رُسُلاً إِلَى دَاوُدَ يَقُولُ: «قَدْ حَارَبْتُ رِبَّةَ وَأَخَذْتُأَيْضًا مَدِينَةَ الْمِيَاهِ. 28فَالآنَ اجْمَعْ بَقِيَّةَ الشَّعْبِوَانْزِلْ عَلَى الْمَدِينَةِ وَخُذْهَا لِئَلاَّ آخُذَ أَنَا الْمَدِينَةَفَيُدْعَى بِاسْمِي عَلَيْهَا». 29فَجَمَعَ دَاوُدُ كُلَّ الشَّعْبِوَذَهَبَ إِلَى رِبَّةَ وَحَارَبَهَا وَأَخَذَهَا. 30وَأَخَذَ تَاجَمَلِكِهِمْ عَنْ رَأْسِهِ، وَوَزْنُهُ وَزْنَةٌ مِنَ الذَّهَبِ مَعَ حَجَرٍكَرِيمٍ، وَكَانَ عَلَى رَأْسِ دَاوُدَ. وَأَخْرَجَ غَنِيمَةَ الْمَدِينَةِكَثِيرَةً جِدًّا. 31وَأَخْرَجَ الشَّعْبَ الَّذِي فِيهَا وَوَضَعَهُمْتَحْتَ مَنَاشِيرَ وَنَوَارِجِ حَدِيدٍ وَفُؤُوسِ حَدِيدٍ وَأَمَرَّهُمْ فِيأَتُونِ الآجُرِّ، وَهكَذَا صَنَعَ بِجَمِيعِ مُدُنِ بَنِي عَمُّونَ. ثُمَّ رَجَعَدَاوُدُ وَجَمِيعُ الشَّعْبِ إِلَى أُورُشَلِيمَ.
وأكتفي بذلك لكييقرأ من كان له عينان ، وليفهم من كان له عقل ، ولا يردد كلامًا كالببغاواتِالعجمواتِ ، فالحمد لله على نعمة التفكر....
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى