رد على شبهات الوهية المسيح من القران الكريم بقلم/أكرم حسن مرسي
الأحد نوفمبر 28, 2010 11:07 pm
الشبهة الأولى: هل جاءت ألوهية المسيح في القرآنِ الكريمِ ؟!
قرئتُ كتبًا ومقالات لبعضِهم تتحدث عن ألوهيةِ المسيحِ من القرآنِ الكريمِ ،الأعجبُ من ذلك أن أحدَهم أراد أن يناظرني في هذا الأمر فوافقت لأبين جهلَه، وتم ذلك بفضلِ اللهِ ...
الرد على الشبهة
أولاً: إن السببَ الرئيسي الذي يظهرُ لي من قولِهم ومحاولتِهم لإثباتِ ألوهيةِ المسيح من القرآنِ الكريمِ هو نتيجة فشلِهم في إثباتِ ألوهيتِه من الكتابِ المقدسِ .... فالناظرُ فيه (الكتاب المقدسِ) يجد أن العهدَ القديم لم يذكر اسمَ يسوعَ مرةً واحدةً ،وأما الأناجيل تنصُ صراحةً على أن المسيحَ رسولٌ من عندِ اللهِ وليس إلهًا.... يتضح ذلك من الآتي:
أولاً: إقرار المسيح على نفسِه بأنه عبدٌ للهِ ورسولِه،وذلك في عدةِ مواضعٍ منها:
1- المسيحُ ينفي عقيدةَ التثليثِ ، وألوهيته وبنوته .... وذلك في إنجيل يوحنا إصحاح 17 عدد3وَهذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ.
2- المسيحُ يخبر أنه يسجد للهِ ..... ويخبر عن يومٍ يسجدُ فيه أناسٌ له؛ لم يقل: الساجد للابن، ولم يطلب السجودَ لغير اللهِ ... جاء ذلك في إنجيل يوحنا إصحاح 4 عدد22أَنْتُمْ تَسْجُدُونَ لِمَا لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ، أَمَّا نَحْنُ فَنَسْجُدُ لِمَا نَعْلَمُ . لأَنَّ الْخَلاَصَ هُوَ مِنَ الْيَهُودِ. 23وَلكِنْ تَأْتِي سَاعَةٌ، وَهِيَ الآنَ، حِينَ السَّاجِدُونَ الْحَقِيقِيُّونَ يَسْجُدُونَ لِلآبِ بِالرُّوحِ وَالْحَقِّ، لأَنَّ الآبَ طَالِبٌ مِثْلَ هؤُلاَءِ السَّاجِدِينَ لَهُ.
3- المسيحُ يخبر عن نفسِه أنه إنسان وليس إلهًا ...وذلك في إنجيل يوحنا إصحاح 8 عدد40وَلكِنَّكُمُ الآنَ تَطْلُبُونَ أَنْ تَقْتُلُونِي، وَأَنَا إِنْسَانٌ قَدْ كَلَّمَكُمْ بِالْحَقِّ الَّذِي سَمِعَهُ مِنَ اللهِ. هذَا لَمْ يَعْمَلْهُ إِبْرَاهِيمُ.
وهذا يتناقض مع صفاتِ اللهِ أنه ليس إنسانًا... وذلك في سفر العدد إصحاح 23 عدد 19لَيْسَ اللهُ إِنْسَانًا فَيَكْذِبَ، وَلاَ ابْنَ إِنْسَانٍ فَيَنْدَمَ.
4- المسيحُ يقول :إنه يصعدٌ إلى ربِِّه وربِّهم ....وذلك في إنجيل يوحنا إصحاح 20 عدد17قَالَ لَهَا يَسُوعُ:«لاَ تَلْمِسِينِي لأَنِّي لَمْ أَصْعَدْ بَعْدُ إِلَى أَبِي. وَلكِنِ اذْهَبِي إِلَى إِخْوَتِي وَقُولِي لَهُمْ:إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى أَبِي وَأَبِيكُمْ وَإِلهِي وَإِلهِكُمْ».
أتساءل : هل اللهُ يصعد إلى اللهِ؟!
الجواب:إن هذا ما يقوله القرآنُ حاكيًا عن المسيح لما قال: إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (51) (آل عمران)
5- المسيحُ يدعو اللهَ وليس آخر ... وذلك في إنجيل يوحنا إصحاح 17 عدد25أَيُّهَا الآبُ الْبَارُّ، إِنَّ الْعَالَمَ لَمْ يَعْرِفْكَ، أَمَّا أَنَا فَعَرَفْتُكَ، وَهؤُلاَءِ عَرَفُوا أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي.
وأتساءل: هل هناك إلهٌ يرسل إلهًا آخر، ويدعوا الإله ألهًا آخر؟!
6- المسيحُ يخبر عن نفسِه أنه رسولٌ إلى بني إسرائيل ... وذلك في إنجيل متى إصحاح 15 عدد24فَأَجَابَ وَقَالَ:«لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ».
وأتساءل :هل الإله يرسل إلهًا أم رسولاً؟!
الجواب: إن هذا ما قاله القرآنُ الكريم: وَرَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ(49) (آل عمران).
7- المسيحُ يوصيهم بدعاءِ اللهِ وحده لا أحد غيره ،وذلك في إنجيلِ متى إصحاح 23 عدد9وَلاَ تَدْعُوا لَكُمْ أَبًا عَلَى الأَرْضِ، لأَنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. لا تعليق!
فإن قيل :إن المسيحَ قال في إنجيلِ يوحنا إصحاح 10 عدد 30«أَنَا وَالآبُ وَاحِدٌ».
قلتُ: إن إنجيل يوحنا يوضح هذا النص بهذه النصوصِ الثابتةِ في الإصحاحِ 17 عدد20«وَلَسْتُ أَسْأَلُ مِنْ أَجْلِ هؤُلاَءِ فَقَطْ، بَلْ أَيْضًا مِنْ أَجْلِ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِي بِكَلاَمِهِمْ، 21لِيَكُونَ الْجَمِيعُ وَاحِدًا، كَمَا أَنَّكَ أَنْتَ أَيُّهَا الآبُ فِيَّ وَأَنَا فِيكَ، لِيَكُونُوا هُمْ أَيْضًا وَاحِدًا فِينَا، لِيُؤْمِنَ الْعَالَمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي. 22وَأَنَا قَدْ أَعْطَيْتُهُمُ الْمَجْدَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي، لِيَكُونُوا وَاحِدًا كَمَا أَنَّنَا نَحْنُ وَاحِدٌ. 23أَنَا فِيهِمْ وَأَنْتَ فِيَّ لِيَكُونُوا مُكَمَّلِينَ إِلَى وَاحِدٍ، وَلِيَعْلَمَ الْعَالَمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي، وَأَحْبَبْتَهُمْ كَمَا أَحْبَبْتَنِي.
ثانيًا:شهادة التلاميذ على أنه رسولٌ من عندِ اللهِ.... وذلك في
سفر أعمالِ الرسلِ إصحاح 2 عدد22«أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ اسْمَعُوا هذِهِ الأَقْوَالَ: يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ رَجُلٌ قَدْ تَبَرْهَنَ لَكُمْ مِنْ قِبَلِ اللهِ بِقُوَّاتٍ وَعَجَائِبَ وَآيَاتٍ صَنَعَهَا اللهُ بِيَدِهِ فِي وَسْطِكُمْ، كَمَا أَنْتُمْ أَيْضًا تَعْلَمُونَ.
قلتُ: لم قل واحدٌ منهم قط :إن المسيحَ إلهٌ...
ثالثًًًا:شهادة الجموع الذين عاصروه على تدل أنه رسولٌ من عند اللهِ ،وذلك من الآتي:
1-إنجيل متى إصحاح 21 عدد10وَلَمَّا دَخَلَ أُورُشَلِيمَ ارْتَجَّتِ الْمَدِينَةُ كُلُّهَا قَائِلَةً:«مَنْ هذَا؟» 11فَقَالَتِ
الْجُمُوعُ:«هذَا يَسُوعُ النَّبِيُّ الَّذِي مِنْ نَاصِرَةِ الْجَلِيلِ».
2-إنجيل يوحنا إصحاح 4 عدد19قَالَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ:«يَا سَيِّدُ، أَرَى أَنَّكَ نَبِيٌّ!-إنجيل يوحنا إصحاح 4 عدد43وَبَعْدَ الْيَوْمَيْنِ خَرَجَ مِنْ هُنَاكَ وَمَضَى إِلَى الْجَلِيلِ، 44لأَنَّ يَسُوعَ نَفْسَهُ شَهِدَ أَنْ:«لَيْسَ لِنَبِيٍّ كَرَامَةٌ فِي وَطَنِهِ».
4-إنجيل يوحنا إصحاح 6 عدد 14فَلَمَّا رَأَى النَّاسُ الآيَةَ الَّتِي صَنَعَهَا يَسُوعُ قَالُوا:«إِنَّ هذَا هُوَ بِالْحَقِيقَةِ النَّبِيُّ الآتِي إِلَى الْعَالَمِ!»
5-إنجيل يوحنا إصحاح 7 عدد 40فَكَثِيرُونَ مِنَ الْجَمْعِ لَمَّا سَمِعُوا هذَا الْكَلاَمَ قَالُوا:«هذَا بِالْحَقِيقَةِ هُوَ النَّبِيُّ».
6-إنجيل يوحنا إصحاح 9 عدد 17 قَالُوا أَيْضًا لِلأَعْمَى:«مَاذَا تَقُولُ أَنْتَ عَنْهُ مِنْ حَيْثُ إِنَّهُ فَتَحَ عَيْنَيْكَ؟» فَقَالَ:«إِنَّهُ نَبِيٌّ!».
رابعًا :شهادة الأناجيل نفسها تنص على أن المسيحَ رسولٌ من عند الله....فلم تقل ( الأناجيلُ): إن المسيحَ إلهٌ كما سبقت معنا النصوص النافية لذلك،ولكن العجيب أننا نسمع من بعضِهم يقول :إن المسيحَ لهوتٌ (إله لأبيه)،وناسوتٌ(إنسان لأمه)!
فإن قلنا :أين الدليل على أنه لهوت(إله لأبيه) ، أين قال المسيحُ أنا الله ، أين قال المسيحُ أعبدوني ؟
قلتُ: لا يوجد دليل على ذلك ،بل نسمع ردودًا ناتجة عن استنتاجات لا أساس لها من الصحةِ....
فإن قيل:إن الأناجيل تنص صراحة على أنه رب أي: إله !
قلتُ:إن هذا يدل على جهلِ قائلِه لماذا؟ لأن كلمة (يارب) التي قيلت للمسيحِ في الأناجيلِ معناها (يا معلم ) ؛يدل على ذلك ما جاء في الآتي:
1- إنجيلِ يوحنا إصحاح1 عدد38فَالْتَفَتَ يَسُوعُ وَنَظَرَهُمَا يَتْبَعَانِ، فَقَالَ لَهُمَا:«مَاذَا تَطْلُبَانِ؟» فَقَالاَ:«رَبِّي، الَّذِي تَفْسِيرُهُ: يَا مُعَلِّمُ، أَيْنَ تَمْكُثُ؟»،
2- إنجيل متى إصحاح 23 عدد8وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلاَ تُدْعَوْا سَيِّدِي، لأَنَّ مُعَلِّمَكُمْ وَاحِدٌ الْمَسِيحُ، وَأَنْتُمْ جَمِيعًا إِخْوَةٌ. 9وَلاَ تَدْعُوا لَكُمْ أَبًا عَلَى الأَرْضِ، لأَنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. 10وَلاَ تُدْعَوْا مُعَلِّمِينَ، لأَنَّ مُعَلِّمَكُمْ وَاحِدٌ الْمَسِيحُ.
ثانيًا: بعد أن بيّنتُ - بفضلِ اللهِ - أن الأناجيلَ تنصُ صراحةً على أن المسيحَ رسولٌ من عند اللهِ ،نجد أن القرآنَ الكريم ينصُ صراحةً على كفرِ من يقول إن المسيحَ إلهٌ ....
وأتساءل: فكيف يحاول أولئك أثبات ألوهيتِه من القرآنِ الكريم الذي يكفر من يقولُ بقولِهم....يدلل على ذلك ما يلي:
1- قوله : لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (17) (المائدة).
2- قوله : لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ (72) (المائدة).
وأتساءل سؤلاً آخر: هل ثبت أن محمدًا r الذي كان ينزلُ عليه القرآنُ قال يومًا :إلهي يا يسوع أغفر لي...أو أشار إلى أن المسيحَ إلهٌ في أي حديثٍ سواء أكان ضعيفًا أو موضوعًا... ؟ هذا هو.
ثالثًا: إن القرآنَ الكريمَ ينصُ صراحةً على أنه رسولٌ من عند اللهِ ليس أكثر... يدلل على ذلك ما يلي:
1- قوله عنه : قالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (30) (مريم)
2- قوله حاكيا عنه :مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (75) (المائدة)،
3- قوله :وَرَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (49) (آل عمران).
ثم إن المعجزات قام بها تدل على أنه رسولٌ كريمٌ فهذا شان الرسل - عليهم السلام- ....
يقول : وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ (38) (الرعد) ،
ويقول : وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ فَإِذَا جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ (78) (غافر) .
الشبهة الثانية:قالوا: المسيحُ آية للعالمين ،وهذا دليل ألوهيته!
قالوا : المسيحُ وحده هو آية للعالمين وهذا دليل ألوهيته....وذلك بشهادةِ القرآنِ لما قال: وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آَيَةً لِلْعَالَمِينَ (91) (الأنبياء ).
الرد على الشبهة
أولاً: لو قرءوا الآية جيدًا لكفوا عن قولِهم الذي اسمعه منهم مرارًا.... !
الآيةُ تقول : وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آَيَةً لِلْعَالَمِينَ (91) (الأنبياء ).
نلاحظ "وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آَيَةً لِلْعَالَمِينَ".
إذا مريم آية للعالمين ، وليس المسيح وحده كما ادعوا...
فهل مريم اله...؟!
جاء في تفسيرِ الجلالين: { وجعلناها وابنها آيَةً للعالمين } الإِنس والجنِّ والملائكةِ حيث ولدته من غيرِ فحلٍ .أهـ
ثانيًا :إن قيل : إن هناك آية أخرى تقول: قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آَيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا (21) ( مريم ).
قلتُ :إن هناك آيات كثيرة تذكر آيات (علامات على قدرةِ الله ) لكثيرين غيره منها :
1- مريم الصديقة كما تقدم معنا في قولِه : وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آَيَةً لِلْعَالَمِينَ (91) (الأنبياء ).
2- عُزير كان آيةً للناس؛ يقول : أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آَيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (259) (البقرة ).
نلاحظ " وَلِنَجْعَلَكَ آَيَةً لِلنَّاسِ".
3- فرعونُ الكافر آية للناس ؛ يقول : فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آَيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آَيَاتِنَا لَغَافِلُونَ (92) (يونس ) .
وأتساءل : هل فرعونُ إله وهو كافر... ؟!
4-موسى له تسع آيات وليست آية وحدة ؛ يقول : وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ فَاسْأَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَاءَهُمْ فَقَالَ لَهُ فِرْعَوْنُ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا مُوسَى مَسْحُورًا (101) (الإسراء ).
5- زكريا آية للناس ؛ يقول : قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آَيَةً قَالَ آَيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزًا وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ (41) (آل عمران).
6- ناقة صالح آية للناس ؛يقول : وَيَا قَوْمِ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آَيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ (64) (هود).
7- قوم نوح الظالمين آية للناس ؛ يقول : وَقَوْمَ نُوحٍ لَمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ أَغْرَقْنَاهُمْ وَجَعَلْنَاهُمْ لِلنَّاسِ آَيَةً وَأَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ عَذَابًا أَلِيمًا (37) (الفرقان ).
8- القرآن الكريم آيات للعالمين ؛ يقول : وَقَالُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آَيَاتٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الْآَيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ (50) أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (51) قُلْ كَفَى بِاللَّهِ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ شَهِيدًا يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالَّذِينَ آَمَنُوا بِالْبَاطِلِ وَكَفَرُوا بِاللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (52) (العنكبوت )،
ويقول : وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا (34) (الأحزاب).
جاء في تفسير الجلالين : "وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ" الْقُرْآن "وَالْحِكْمَة" السُّنَّة "إنَّ اللَّه كَانَ لَطِيفًا" بِأَوْلِيَائِهِ "خَبِيرًا" بِجَمِيعِ خَلْقه.أهـ
وغير ذلك من الآيات التي تبين للقارئ مدى جهلهم.....
الشبهة الثالثة : يحيى يسجد للمسيح وهما أجنة في بطونِ أمهاتهم،وهذا دليل ألوهيته.
قالوا :ذكر المفسرون أن يحيى كان يسجد للمسيح وهو جنينٌ في بطنِ أمه... وذلك في تفسيرِ الآيةِ التي تقول: فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ (39) (آل عمران )
جاء ذلك في عدةِ تفاسيرَ منها:
1-تفسير الطبري: حدثني موسى قال، حدثنا عمرو قال، حدثنا أسباط، عن السدي قال: لقيت أمّ يحيى أمّ عيسى، وهذه حامل بيحيى، وهذه حامل بعيسى، فقالت امرأة زكريا: يا مريم، استشعرتُ أنِّي حبلى! قالت مريم: استشعرت أني أيضًا حبلى! قالت امرأة زكريا: فإني وجدتُ ما في بطني يسجُد لما في بطنك! فذلك قوله:"مصدّقًا بكلمة من الله".
2-تفسير ابن أبي عادل: قال السديُّ : لقيت أمُّ عيسى ، أمَّ يَحيى - وهذه حامل بعيسى ، وتلك حامل بيحيى - فقالت أم يحيى : أشعَرْتِ أني حُبْلَى؟ : فقالت : مريم : وأنا - أيضاً - حُبْلَى ، قالت امرأة زكريا : فإني وجدت ما في بطني يسجد لما في بطنك ، فذلك قوله : { مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِّنَ الله } .
قال القرطبيُّ : « رُوِيَ أنها أحسَّت بجنينها يَخِرّ برأسه إلى ناحية بطن مريم » .
وقال ابن عبّاسٍ : إن يحيى كان أكبر سِنًّا من عيسى بستةِ أشهر .
وقيل : بثلاث سنين ، وكان يحيى أول من آمن به وصدق بأنه كلمة الله وروحه .
وسمي عيسى كلمة . قيل : لأنه خُلِقَ بكلمة من الله { كُنْ فَيَكُونُ } من غير واسطة أب فسمي لهذا كلمة - كما يسمى المخلوق خَلْقاً ، والمقدور قُدْرة ، والمرجُوُّ رجاءً ، والمشتَهَى شهوةً - وهو باب مشهور في اللغة .
3- تفسير ابن كثير: قال ابن أبي حاتم: حدثنا علي بن الحسين قال: قرئ على الحارث بن مسكين وأنا أسمع، قال: أخبرنا عبد الرحمن بن القاسم قال: قال مالك -رحمه الله-: بلغني أن عيسى ابن مريم ويحيى بن زكريا ابنا خالة، وكان حملهما جميعا معا، فبلغني أن أم يحيى قالت لمريم: إني أرى أن ما في بطني يسجد لما في بطنك.
قالوا: أليس هذا دليلاً ألوهية المسيح....؟!
الرد على الشبهة
أولاً: إن هذه القصة مصدرها الإسرائيليات ،فهي ليست ظاهرةً من القرآنِ الكريم، وليست من أحاديثَ رسولِ الله r بل هي قصص تناقلها بعضُ الصحابةِ والتابعينِ ممن ينقلون عن أهلِ الكتابِ ....فاغلبها من صيغِ التمريضِ ،وبلا إسناد ...مثال ذلك الآتي:
1- قال القرطبيُّ : « رُوِيَ أنها أحسَّت بجنينها يَخِرّ برأسه إلى ناحية بطن مريم » .
نلاحظ كلمة :" رُوِيَ" وهي من صيغ التمريض.
2-تفسير ابن كثير: قال ابن أبي حاتم: حدثنا علي بن الحسين قال: قرئ على الحارث بن مسكين وأنا أسمع، قال: أخبرنا عبد الرحمن بن القاسم قال: قال مالك -رحمه الله-: بلغني أن عيسى ابن مريم ...
نلحظ كلمة : " بلغني " من الشخص الذي أبلغه..؟
3-تفسير ابن أبي عادل: قال السديُّ : لقيت أمُّ عيسى ، أمَّ يَحيى - وهذه حامل بعيسى ، وتلك حامل بيحيى - فقالت أم يحيى : أشعَرْتِ أني حُبْلَى؟...
نلاحظ :لا إسناد للرواية...
3- تفسير الطبري: حدثني موسى قال، حدثنا عمرو قال، حدثنا أسباط، عن السدي قال: لقيت أمّ يحيى أمّ عيسى، وهذه حامل....
نلاحظ من الإسنادِ حدثنا أسباط، من هم الأسباط الذين حدثوه... ؟
إذن من خلال ما سبق يتبين لنا: نكارة القصة وعدمِ قبولها؛ لما أسلفناه أن القصة لم ترد في القرآن الكريم ولا على لسان خير النبيين ،وإنما تناقلها بعضُ الصحابةِ والتابعينِ ممن ينقلون عن أهلِ الكتابِ ....فاغلبها من صيغِ التمريضِ ،وبلا إسناد ...
ثانيًا: إنني أفترضُ جدلاً صحة الرواية ... أقول :ليس فيها ما يقوي كلام الأدعياء....وذلك من ثلاثة أوجه:
الوجه الأول: إن أم يحيى ليست نبية حتى نصدق رؤيتها ...فالأنبياء رجال كما قال : وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ ِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا أَفَلَا تَعْقِلُونَ (109) (يوسف)
وفي صحيح البخاري برقم 135سَمِعْتُ عُبَيْدَ بْنَ عُمَيْرٍ يَقُولُ:رُؤْيَا الْأَنْبِيَاءِ وَحْيٌ ثُمَّ قَرَأَ: { إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ }
وعليه فإن رؤيا أم يحيى ليست وحيًّا يجب علينا أن نصدقه...
الوجه الثاني: إن السجود في شرعِ من كان قبلنا يعني التعظيم والتبجيل والتحية ولا يعني العبادة كما كان من آدم ،ويوسف...وسوف يتقدم معنا بيان ذلك من الكتاب المقدس – إن شاء الله -
الوجه الثالث:لو كانت الرؤيا دليل ألوهيةِ المسيحِ لأن يحيى سجد للمسيح ...
فليقولوا أيضًا: إن يوسفَ إلهٌ ؛لأن أباه- النبي يعقوب- وزوجته ،والأحد عشرا ابنًا سجدوا ليوسف ... وذلك من قوله : إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ (4) (يوسف)
وتحققت الرؤيا بالفعل،وذلك في قوله : فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ (99) وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (100) (يوسف)
ثالثًا :إن الكتاب المقدس يذكر لنا أن السجود في شرع من كان قبلنا يعني التعظيم والتبجيل والتحية ولا يعني العبادة...وذلك في عدة مواضع منها:
1- سليمان يسجد لامرأة ، وذلك في سفر الملوك الأول إصحاح 2 عدد19فَدَخَلَتْ بَثْشَبَعُ إِلَى الْمَلِكِ سُلَيْمَانَ لِتُكَلِّمَهُ عَنْ أَدُونِيَّا. فَقَامَ الْمَلِكُ لِلِقَائِهَا وَسَجَدَ لَهَا وَجَلَسَ عَلَى كُرْسِيِّهِ، وَوَضَعَ كُرْسِيًّا لأُمِّ الْمَلِكِ فَجَلَسَتْ عَنْ يَمِينِهِ.
2- لوط يسجد لملاكين ويقول لهما: عبدكما ، وذلك في سفر التكوين إصحاح 19 عدد 1فَجَاءَ الْمَلاَكَانِ إِلَى سَدُومَ مَسَاءً، وَكَانَ لُوطٌ جَالِسًا فِي بَابِ سَدُومَ. فَلَمَّا رَآهُمَا لُوطٌ قَامَ لاسْتِقْبَالِهِمَا، وَسَجَدَ بِوَجْهِهِ إِلَى الأَرْضِ. 2وَقَالَ: «يَا سَيِّدَيَّ، مِيلاَ إِلَى بَيْتِ عَبْدِكُمَا وَبِيتَا وَاغْسِلاَ أَرْجُلَكُمَا، ثُمَّ تُبَكِّرَانِ وَتَذْهَبَانِ فِي طَرِيقِكُمَا». فَقَالاَ: «لاَ، بَلْ فِي السَّاحَةِ نَبِيتُ».
3- إبراهيم يسجد للشعب ، وذلك في سفر التكوين اصحاح23 عدد7فَقَامَ إِبْرَاهِيمُ وَسَجَدَ لِشَعْبِ الأَرْضِ، لِبَنِي حِثَّ.
4- يوسف يسجد لعيسو ، وذلك في سفر التكوين إصحاح 33 عدد7ثُمَّ اقْتَرَبَتْ لَيْئَةُ أَيْضًا وَأَوْلاَدُهَا وَسَجَدُوا. وَبَعْدَ ذلِكَ اقْتَرَبَ يُوسُفُ وَرَاحِيلُ وَسَجَدَا.
5- يوحنا يسجد للملاك ، وذلك في سفر رُؤْيَا يُوحَنَّا اللاَّهُوتِيِّ اصحاح22 عدد8وَأَنَا يُوحَنَّا الَّذِي كَانَ يَنْظُرُ وَيَسْمَعُ هذَا. وَحِينَ سَمِعْتُ وَنَظَرْتُ، خَرَرْتُ لأَسْجُدَ أَمَامَ رِجْلَيِ الْمَلاَكِ الَّذِي كَانَ يُرِينِي هذَا.
قرئتُ كتبًا ومقالات لبعضِهم تتحدث عن ألوهيةِ المسيحِ من القرآنِ الكريمِ ،الأعجبُ من ذلك أن أحدَهم أراد أن يناظرني في هذا الأمر فوافقت لأبين جهلَه، وتم ذلك بفضلِ اللهِ ...
الرد على الشبهة
أولاً: إن السببَ الرئيسي الذي يظهرُ لي من قولِهم ومحاولتِهم لإثباتِ ألوهيةِ المسيح من القرآنِ الكريمِ هو نتيجة فشلِهم في إثباتِ ألوهيتِه من الكتابِ المقدسِ .... فالناظرُ فيه (الكتاب المقدسِ) يجد أن العهدَ القديم لم يذكر اسمَ يسوعَ مرةً واحدةً ،وأما الأناجيل تنصُ صراحةً على أن المسيحَ رسولٌ من عندِ اللهِ وليس إلهًا.... يتضح ذلك من الآتي:
أولاً: إقرار المسيح على نفسِه بأنه عبدٌ للهِ ورسولِه،وذلك في عدةِ مواضعٍ منها:
1- المسيحُ ينفي عقيدةَ التثليثِ ، وألوهيته وبنوته .... وذلك في إنجيل يوحنا إصحاح 17 عدد3وَهذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ.
2- المسيحُ يخبر أنه يسجد للهِ ..... ويخبر عن يومٍ يسجدُ فيه أناسٌ له؛ لم يقل: الساجد للابن، ولم يطلب السجودَ لغير اللهِ ... جاء ذلك في إنجيل يوحنا إصحاح 4 عدد22أَنْتُمْ تَسْجُدُونَ لِمَا لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ، أَمَّا نَحْنُ فَنَسْجُدُ لِمَا نَعْلَمُ . لأَنَّ الْخَلاَصَ هُوَ مِنَ الْيَهُودِ. 23وَلكِنْ تَأْتِي سَاعَةٌ، وَهِيَ الآنَ، حِينَ السَّاجِدُونَ الْحَقِيقِيُّونَ يَسْجُدُونَ لِلآبِ بِالرُّوحِ وَالْحَقِّ، لأَنَّ الآبَ طَالِبٌ مِثْلَ هؤُلاَءِ السَّاجِدِينَ لَهُ.
3- المسيحُ يخبر عن نفسِه أنه إنسان وليس إلهًا ...وذلك في إنجيل يوحنا إصحاح 8 عدد40وَلكِنَّكُمُ الآنَ تَطْلُبُونَ أَنْ تَقْتُلُونِي، وَأَنَا إِنْسَانٌ قَدْ كَلَّمَكُمْ بِالْحَقِّ الَّذِي سَمِعَهُ مِنَ اللهِ. هذَا لَمْ يَعْمَلْهُ إِبْرَاهِيمُ.
وهذا يتناقض مع صفاتِ اللهِ أنه ليس إنسانًا... وذلك في سفر العدد إصحاح 23 عدد 19لَيْسَ اللهُ إِنْسَانًا فَيَكْذِبَ، وَلاَ ابْنَ إِنْسَانٍ فَيَنْدَمَ.
4- المسيحُ يقول :إنه يصعدٌ إلى ربِِّه وربِّهم ....وذلك في إنجيل يوحنا إصحاح 20 عدد17قَالَ لَهَا يَسُوعُ:«لاَ تَلْمِسِينِي لأَنِّي لَمْ أَصْعَدْ بَعْدُ إِلَى أَبِي. وَلكِنِ اذْهَبِي إِلَى إِخْوَتِي وَقُولِي لَهُمْ:إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى أَبِي وَأَبِيكُمْ وَإِلهِي وَإِلهِكُمْ».
أتساءل : هل اللهُ يصعد إلى اللهِ؟!
الجواب:إن هذا ما يقوله القرآنُ حاكيًا عن المسيح لما قال: إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (51) (آل عمران)
5- المسيحُ يدعو اللهَ وليس آخر ... وذلك في إنجيل يوحنا إصحاح 17 عدد25أَيُّهَا الآبُ الْبَارُّ، إِنَّ الْعَالَمَ لَمْ يَعْرِفْكَ، أَمَّا أَنَا فَعَرَفْتُكَ، وَهؤُلاَءِ عَرَفُوا أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي.
وأتساءل: هل هناك إلهٌ يرسل إلهًا آخر، ويدعوا الإله ألهًا آخر؟!
6- المسيحُ يخبر عن نفسِه أنه رسولٌ إلى بني إسرائيل ... وذلك في إنجيل متى إصحاح 15 عدد24فَأَجَابَ وَقَالَ:«لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ».
وأتساءل :هل الإله يرسل إلهًا أم رسولاً؟!
الجواب: إن هذا ما قاله القرآنُ الكريم: وَرَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ(49) (آل عمران).
7- المسيحُ يوصيهم بدعاءِ اللهِ وحده لا أحد غيره ،وذلك في إنجيلِ متى إصحاح 23 عدد9وَلاَ تَدْعُوا لَكُمْ أَبًا عَلَى الأَرْضِ، لأَنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. لا تعليق!
فإن قيل :إن المسيحَ قال في إنجيلِ يوحنا إصحاح 10 عدد 30«أَنَا وَالآبُ وَاحِدٌ».
قلتُ: إن إنجيل يوحنا يوضح هذا النص بهذه النصوصِ الثابتةِ في الإصحاحِ 17 عدد20«وَلَسْتُ أَسْأَلُ مِنْ أَجْلِ هؤُلاَءِ فَقَطْ، بَلْ أَيْضًا مِنْ أَجْلِ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِي بِكَلاَمِهِمْ، 21لِيَكُونَ الْجَمِيعُ وَاحِدًا، كَمَا أَنَّكَ أَنْتَ أَيُّهَا الآبُ فِيَّ وَأَنَا فِيكَ، لِيَكُونُوا هُمْ أَيْضًا وَاحِدًا فِينَا، لِيُؤْمِنَ الْعَالَمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي. 22وَأَنَا قَدْ أَعْطَيْتُهُمُ الْمَجْدَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي، لِيَكُونُوا وَاحِدًا كَمَا أَنَّنَا نَحْنُ وَاحِدٌ. 23أَنَا فِيهِمْ وَأَنْتَ فِيَّ لِيَكُونُوا مُكَمَّلِينَ إِلَى وَاحِدٍ، وَلِيَعْلَمَ الْعَالَمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي، وَأَحْبَبْتَهُمْ كَمَا أَحْبَبْتَنِي.
ثانيًا:شهادة التلاميذ على أنه رسولٌ من عندِ اللهِ.... وذلك في
سفر أعمالِ الرسلِ إصحاح 2 عدد22«أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ اسْمَعُوا هذِهِ الأَقْوَالَ: يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ رَجُلٌ قَدْ تَبَرْهَنَ لَكُمْ مِنْ قِبَلِ اللهِ بِقُوَّاتٍ وَعَجَائِبَ وَآيَاتٍ صَنَعَهَا اللهُ بِيَدِهِ فِي وَسْطِكُمْ، كَمَا أَنْتُمْ أَيْضًا تَعْلَمُونَ.
قلتُ: لم قل واحدٌ منهم قط :إن المسيحَ إلهٌ...
ثالثًًًا:شهادة الجموع الذين عاصروه على تدل أنه رسولٌ من عند اللهِ ،وذلك من الآتي:
1-إنجيل متى إصحاح 21 عدد10وَلَمَّا دَخَلَ أُورُشَلِيمَ ارْتَجَّتِ الْمَدِينَةُ كُلُّهَا قَائِلَةً:«مَنْ هذَا؟» 11فَقَالَتِ
الْجُمُوعُ:«هذَا يَسُوعُ النَّبِيُّ الَّذِي مِنْ نَاصِرَةِ الْجَلِيلِ».
2-إنجيل يوحنا إصحاح 4 عدد19قَالَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ:«يَا سَيِّدُ، أَرَى أَنَّكَ نَبِيٌّ!-إنجيل يوحنا إصحاح 4 عدد43وَبَعْدَ الْيَوْمَيْنِ خَرَجَ مِنْ هُنَاكَ وَمَضَى إِلَى الْجَلِيلِ، 44لأَنَّ يَسُوعَ نَفْسَهُ شَهِدَ أَنْ:«لَيْسَ لِنَبِيٍّ كَرَامَةٌ فِي وَطَنِهِ».
4-إنجيل يوحنا إصحاح 6 عدد 14فَلَمَّا رَأَى النَّاسُ الآيَةَ الَّتِي صَنَعَهَا يَسُوعُ قَالُوا:«إِنَّ هذَا هُوَ بِالْحَقِيقَةِ النَّبِيُّ الآتِي إِلَى الْعَالَمِ!»
5-إنجيل يوحنا إصحاح 7 عدد 40فَكَثِيرُونَ مِنَ الْجَمْعِ لَمَّا سَمِعُوا هذَا الْكَلاَمَ قَالُوا:«هذَا بِالْحَقِيقَةِ هُوَ النَّبِيُّ».
6-إنجيل يوحنا إصحاح 9 عدد 17 قَالُوا أَيْضًا لِلأَعْمَى:«مَاذَا تَقُولُ أَنْتَ عَنْهُ مِنْ حَيْثُ إِنَّهُ فَتَحَ عَيْنَيْكَ؟» فَقَالَ:«إِنَّهُ نَبِيٌّ!».
رابعًا :شهادة الأناجيل نفسها تنص على أن المسيحَ رسولٌ من عند الله....فلم تقل ( الأناجيلُ): إن المسيحَ إلهٌ كما سبقت معنا النصوص النافية لذلك،ولكن العجيب أننا نسمع من بعضِهم يقول :إن المسيحَ لهوتٌ (إله لأبيه)،وناسوتٌ(إنسان لأمه)!
فإن قلنا :أين الدليل على أنه لهوت(إله لأبيه) ، أين قال المسيحُ أنا الله ، أين قال المسيحُ أعبدوني ؟
قلتُ: لا يوجد دليل على ذلك ،بل نسمع ردودًا ناتجة عن استنتاجات لا أساس لها من الصحةِ....
فإن قيل:إن الأناجيل تنص صراحة على أنه رب أي: إله !
قلتُ:إن هذا يدل على جهلِ قائلِه لماذا؟ لأن كلمة (يارب) التي قيلت للمسيحِ في الأناجيلِ معناها (يا معلم ) ؛يدل على ذلك ما جاء في الآتي:
1- إنجيلِ يوحنا إصحاح1 عدد38فَالْتَفَتَ يَسُوعُ وَنَظَرَهُمَا يَتْبَعَانِ، فَقَالَ لَهُمَا:«مَاذَا تَطْلُبَانِ؟» فَقَالاَ:«رَبِّي، الَّذِي تَفْسِيرُهُ: يَا مُعَلِّمُ، أَيْنَ تَمْكُثُ؟»،
2- إنجيل متى إصحاح 23 عدد8وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلاَ تُدْعَوْا سَيِّدِي، لأَنَّ مُعَلِّمَكُمْ وَاحِدٌ الْمَسِيحُ، وَأَنْتُمْ جَمِيعًا إِخْوَةٌ. 9وَلاَ تَدْعُوا لَكُمْ أَبًا عَلَى الأَرْضِ، لأَنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. 10وَلاَ تُدْعَوْا مُعَلِّمِينَ، لأَنَّ مُعَلِّمَكُمْ وَاحِدٌ الْمَسِيحُ.
ثانيًا: بعد أن بيّنتُ - بفضلِ اللهِ - أن الأناجيلَ تنصُ صراحةً على أن المسيحَ رسولٌ من عند اللهِ ،نجد أن القرآنَ الكريم ينصُ صراحةً على كفرِ من يقول إن المسيحَ إلهٌ ....
وأتساءل: فكيف يحاول أولئك أثبات ألوهيتِه من القرآنِ الكريم الذي يكفر من يقولُ بقولِهم....يدلل على ذلك ما يلي:
1- قوله : لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (17) (المائدة).
2- قوله : لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ (72) (المائدة).
وأتساءل سؤلاً آخر: هل ثبت أن محمدًا r الذي كان ينزلُ عليه القرآنُ قال يومًا :إلهي يا يسوع أغفر لي...أو أشار إلى أن المسيحَ إلهٌ في أي حديثٍ سواء أكان ضعيفًا أو موضوعًا... ؟ هذا هو.
ثالثًا: إن القرآنَ الكريمَ ينصُ صراحةً على أنه رسولٌ من عند اللهِ ليس أكثر... يدلل على ذلك ما يلي:
1- قوله عنه : قالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (30) (مريم)
2- قوله حاكيا عنه :مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (75) (المائدة)،
3- قوله :وَرَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (49) (آل عمران).
ثم إن المعجزات قام بها تدل على أنه رسولٌ كريمٌ فهذا شان الرسل - عليهم السلام- ....
يقول : وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ (38) (الرعد) ،
ويقول : وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ فَإِذَا جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ (78) (غافر) .
الشبهة الثانية:قالوا: المسيحُ آية للعالمين ،وهذا دليل ألوهيته!
قالوا : المسيحُ وحده هو آية للعالمين وهذا دليل ألوهيته....وذلك بشهادةِ القرآنِ لما قال: وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آَيَةً لِلْعَالَمِينَ (91) (الأنبياء ).
الرد على الشبهة
أولاً: لو قرءوا الآية جيدًا لكفوا عن قولِهم الذي اسمعه منهم مرارًا.... !
الآيةُ تقول : وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آَيَةً لِلْعَالَمِينَ (91) (الأنبياء ).
نلاحظ "وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آَيَةً لِلْعَالَمِينَ".
إذا مريم آية للعالمين ، وليس المسيح وحده كما ادعوا...
فهل مريم اله...؟!
جاء في تفسيرِ الجلالين: { وجعلناها وابنها آيَةً للعالمين } الإِنس والجنِّ والملائكةِ حيث ولدته من غيرِ فحلٍ .أهـ
ثانيًا :إن قيل : إن هناك آية أخرى تقول: قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آَيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا (21) ( مريم ).
قلتُ :إن هناك آيات كثيرة تذكر آيات (علامات على قدرةِ الله ) لكثيرين غيره منها :
1- مريم الصديقة كما تقدم معنا في قولِه : وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آَيَةً لِلْعَالَمِينَ (91) (الأنبياء ).
2- عُزير كان آيةً للناس؛ يقول : أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آَيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (259) (البقرة ).
نلاحظ " وَلِنَجْعَلَكَ آَيَةً لِلنَّاسِ".
3- فرعونُ الكافر آية للناس ؛ يقول : فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آَيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آَيَاتِنَا لَغَافِلُونَ (92) (يونس ) .
وأتساءل : هل فرعونُ إله وهو كافر... ؟!
4-موسى له تسع آيات وليست آية وحدة ؛ يقول : وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ فَاسْأَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَاءَهُمْ فَقَالَ لَهُ فِرْعَوْنُ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا مُوسَى مَسْحُورًا (101) (الإسراء ).
5- زكريا آية للناس ؛ يقول : قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آَيَةً قَالَ آَيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزًا وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ (41) (آل عمران).
6- ناقة صالح آية للناس ؛يقول : وَيَا قَوْمِ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آَيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ (64) (هود).
7- قوم نوح الظالمين آية للناس ؛ يقول : وَقَوْمَ نُوحٍ لَمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ أَغْرَقْنَاهُمْ وَجَعَلْنَاهُمْ لِلنَّاسِ آَيَةً وَأَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ عَذَابًا أَلِيمًا (37) (الفرقان ).
8- القرآن الكريم آيات للعالمين ؛ يقول : وَقَالُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آَيَاتٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الْآَيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ (50) أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (51) قُلْ كَفَى بِاللَّهِ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ شَهِيدًا يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالَّذِينَ آَمَنُوا بِالْبَاطِلِ وَكَفَرُوا بِاللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (52) (العنكبوت )،
ويقول : وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا (34) (الأحزاب).
جاء في تفسير الجلالين : "وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ" الْقُرْآن "وَالْحِكْمَة" السُّنَّة "إنَّ اللَّه كَانَ لَطِيفًا" بِأَوْلِيَائِهِ "خَبِيرًا" بِجَمِيعِ خَلْقه.أهـ
وغير ذلك من الآيات التي تبين للقارئ مدى جهلهم.....
الشبهة الثالثة : يحيى يسجد للمسيح وهما أجنة في بطونِ أمهاتهم،وهذا دليل ألوهيته.
قالوا :ذكر المفسرون أن يحيى كان يسجد للمسيح وهو جنينٌ في بطنِ أمه... وذلك في تفسيرِ الآيةِ التي تقول: فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ (39) (آل عمران )
جاء ذلك في عدةِ تفاسيرَ منها:
1-تفسير الطبري: حدثني موسى قال، حدثنا عمرو قال، حدثنا أسباط، عن السدي قال: لقيت أمّ يحيى أمّ عيسى، وهذه حامل بيحيى، وهذه حامل بعيسى، فقالت امرأة زكريا: يا مريم، استشعرتُ أنِّي حبلى! قالت مريم: استشعرت أني أيضًا حبلى! قالت امرأة زكريا: فإني وجدتُ ما في بطني يسجُد لما في بطنك! فذلك قوله:"مصدّقًا بكلمة من الله".
2-تفسير ابن أبي عادل: قال السديُّ : لقيت أمُّ عيسى ، أمَّ يَحيى - وهذه حامل بعيسى ، وتلك حامل بيحيى - فقالت أم يحيى : أشعَرْتِ أني حُبْلَى؟ : فقالت : مريم : وأنا - أيضاً - حُبْلَى ، قالت امرأة زكريا : فإني وجدت ما في بطني يسجد لما في بطنك ، فذلك قوله : { مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِّنَ الله } .
قال القرطبيُّ : « رُوِيَ أنها أحسَّت بجنينها يَخِرّ برأسه إلى ناحية بطن مريم » .
وقال ابن عبّاسٍ : إن يحيى كان أكبر سِنًّا من عيسى بستةِ أشهر .
وقيل : بثلاث سنين ، وكان يحيى أول من آمن به وصدق بأنه كلمة الله وروحه .
وسمي عيسى كلمة . قيل : لأنه خُلِقَ بكلمة من الله { كُنْ فَيَكُونُ } من غير واسطة أب فسمي لهذا كلمة - كما يسمى المخلوق خَلْقاً ، والمقدور قُدْرة ، والمرجُوُّ رجاءً ، والمشتَهَى شهوةً - وهو باب مشهور في اللغة .
3- تفسير ابن كثير: قال ابن أبي حاتم: حدثنا علي بن الحسين قال: قرئ على الحارث بن مسكين وأنا أسمع، قال: أخبرنا عبد الرحمن بن القاسم قال: قال مالك -رحمه الله-: بلغني أن عيسى ابن مريم ويحيى بن زكريا ابنا خالة، وكان حملهما جميعا معا، فبلغني أن أم يحيى قالت لمريم: إني أرى أن ما في بطني يسجد لما في بطنك.
قالوا: أليس هذا دليلاً ألوهية المسيح....؟!
الرد على الشبهة
أولاً: إن هذه القصة مصدرها الإسرائيليات ،فهي ليست ظاهرةً من القرآنِ الكريم، وليست من أحاديثَ رسولِ الله r بل هي قصص تناقلها بعضُ الصحابةِ والتابعينِ ممن ينقلون عن أهلِ الكتابِ ....فاغلبها من صيغِ التمريضِ ،وبلا إسناد ...مثال ذلك الآتي:
1- قال القرطبيُّ : « رُوِيَ أنها أحسَّت بجنينها يَخِرّ برأسه إلى ناحية بطن مريم » .
نلاحظ كلمة :" رُوِيَ" وهي من صيغ التمريض.
2-تفسير ابن كثير: قال ابن أبي حاتم: حدثنا علي بن الحسين قال: قرئ على الحارث بن مسكين وأنا أسمع، قال: أخبرنا عبد الرحمن بن القاسم قال: قال مالك -رحمه الله-: بلغني أن عيسى ابن مريم ...
نلحظ كلمة : " بلغني " من الشخص الذي أبلغه..؟
3-تفسير ابن أبي عادل: قال السديُّ : لقيت أمُّ عيسى ، أمَّ يَحيى - وهذه حامل بعيسى ، وتلك حامل بيحيى - فقالت أم يحيى : أشعَرْتِ أني حُبْلَى؟...
نلاحظ :لا إسناد للرواية...
3- تفسير الطبري: حدثني موسى قال، حدثنا عمرو قال، حدثنا أسباط، عن السدي قال: لقيت أمّ يحيى أمّ عيسى، وهذه حامل....
نلاحظ من الإسنادِ حدثنا أسباط، من هم الأسباط الذين حدثوه... ؟
إذن من خلال ما سبق يتبين لنا: نكارة القصة وعدمِ قبولها؛ لما أسلفناه أن القصة لم ترد في القرآن الكريم ولا على لسان خير النبيين ،وإنما تناقلها بعضُ الصحابةِ والتابعينِ ممن ينقلون عن أهلِ الكتابِ ....فاغلبها من صيغِ التمريضِ ،وبلا إسناد ...
ثانيًا: إنني أفترضُ جدلاً صحة الرواية ... أقول :ليس فيها ما يقوي كلام الأدعياء....وذلك من ثلاثة أوجه:
الوجه الأول: إن أم يحيى ليست نبية حتى نصدق رؤيتها ...فالأنبياء رجال كما قال : وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ ِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا أَفَلَا تَعْقِلُونَ (109) (يوسف)
وفي صحيح البخاري برقم 135سَمِعْتُ عُبَيْدَ بْنَ عُمَيْرٍ يَقُولُ:رُؤْيَا الْأَنْبِيَاءِ وَحْيٌ ثُمَّ قَرَأَ: { إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ }
وعليه فإن رؤيا أم يحيى ليست وحيًّا يجب علينا أن نصدقه...
الوجه الثاني: إن السجود في شرعِ من كان قبلنا يعني التعظيم والتبجيل والتحية ولا يعني العبادة كما كان من آدم ،ويوسف...وسوف يتقدم معنا بيان ذلك من الكتاب المقدس – إن شاء الله -
الوجه الثالث:لو كانت الرؤيا دليل ألوهيةِ المسيحِ لأن يحيى سجد للمسيح ...
فليقولوا أيضًا: إن يوسفَ إلهٌ ؛لأن أباه- النبي يعقوب- وزوجته ،والأحد عشرا ابنًا سجدوا ليوسف ... وذلك من قوله : إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ (4) (يوسف)
وتحققت الرؤيا بالفعل،وذلك في قوله : فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ (99) وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (100) (يوسف)
ثالثًا :إن الكتاب المقدس يذكر لنا أن السجود في شرع من كان قبلنا يعني التعظيم والتبجيل والتحية ولا يعني العبادة...وذلك في عدة مواضع منها:
1- سليمان يسجد لامرأة ، وذلك في سفر الملوك الأول إصحاح 2 عدد19فَدَخَلَتْ بَثْشَبَعُ إِلَى الْمَلِكِ سُلَيْمَانَ لِتُكَلِّمَهُ عَنْ أَدُونِيَّا. فَقَامَ الْمَلِكُ لِلِقَائِهَا وَسَجَدَ لَهَا وَجَلَسَ عَلَى كُرْسِيِّهِ، وَوَضَعَ كُرْسِيًّا لأُمِّ الْمَلِكِ فَجَلَسَتْ عَنْ يَمِينِهِ.
2- لوط يسجد لملاكين ويقول لهما: عبدكما ، وذلك في سفر التكوين إصحاح 19 عدد 1فَجَاءَ الْمَلاَكَانِ إِلَى سَدُومَ مَسَاءً، وَكَانَ لُوطٌ جَالِسًا فِي بَابِ سَدُومَ. فَلَمَّا رَآهُمَا لُوطٌ قَامَ لاسْتِقْبَالِهِمَا، وَسَجَدَ بِوَجْهِهِ إِلَى الأَرْضِ. 2وَقَالَ: «يَا سَيِّدَيَّ، مِيلاَ إِلَى بَيْتِ عَبْدِكُمَا وَبِيتَا وَاغْسِلاَ أَرْجُلَكُمَا، ثُمَّ تُبَكِّرَانِ وَتَذْهَبَانِ فِي طَرِيقِكُمَا». فَقَالاَ: «لاَ، بَلْ فِي السَّاحَةِ نَبِيتُ».
3- إبراهيم يسجد للشعب ، وذلك في سفر التكوين اصحاح23 عدد7فَقَامَ إِبْرَاهِيمُ وَسَجَدَ لِشَعْبِ الأَرْضِ، لِبَنِي حِثَّ.
4- يوسف يسجد لعيسو ، وذلك في سفر التكوين إصحاح 33 عدد7ثُمَّ اقْتَرَبَتْ لَيْئَةُ أَيْضًا وَأَوْلاَدُهَا وَسَجَدُوا. وَبَعْدَ ذلِكَ اقْتَرَبَ يُوسُفُ وَرَاحِيلُ وَسَجَدَا.
5- يوحنا يسجد للملاك ، وذلك في سفر رُؤْيَا يُوحَنَّا اللاَّهُوتِيِّ اصحاح22 عدد8وَأَنَا يُوحَنَّا الَّذِي كَانَ يَنْظُرُ وَيَسْمَعُ هذَا. وَحِينَ سَمِعْتُ وَنَظَرْتُ، خَرَرْتُ لأَسْجُدَ أَمَامَ رِجْلَيِ الْمَلاَكِ الَّذِي كَانَ يُرِينِي هذَا.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى