رد شبهة زواج النَّبِيِّ r من عائشة - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا -!
الإثنين نوفمبر 08, 2010 12:10 am
حاولوا تشويه صورةَ النَّبِيِّ r من خلالِ زواجِه من عائشةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - ، فكتب بعضُ من لا خلاّقَ لهم في بعضِ مقالتهم قصة زواج الطفلة عائشة ) ، واستندوا في ذلك على الاتي:
1- صحيح البخاري كتاب ( المناقب ) باب ( تزويج النبي r عائشة و قدومها المدينة) برقم 3605 حَدَّثَنِي فَرْوَةُ بْنُ أَبِي الْمَغْرَاءِ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- قَالَتْ : تَزَوَّجَنِي النَّبِيُّ r وَأَنَا بِنْتُ سِتِّ سِنِينَ فَقَدِمْنَا الْمَدِينَةَ فَنَزَلْنَا فِي بَنِي الْحَارِثِ بْنِ خَزْرَجٍ فَوُعِكْتُ فَتَمَرَّقَ شَعَرِي فَوَفَى جُمَيْمَةً فَأَتَتْنِي أُمِّي أُمُّ رُومَانَ وَإِنِّي لَفِي أُرْجُوحَةٍ وَمَعِي صَوَاحِبُ لِي فَصَرَخَتْ بِي فَأَتَيْتُهَا لَا أَدْرِي مَا تُرِيدُ بِي فَأَخَذَتْ بِيَدِي حَتَّى أَوْقَفَتْنِي عَلَى بَابِ الدَّارِ وَإِنِّي لَأُنْهِجُ حَتَّى سَكَنَ بَعْضُ نَفَسِي ثُمَّ أَخَذَتْ شَيْئًا مِنْ مَاءٍ فَمَسَحَتْ بِهِ وَجْهِي وَرَأْسِي ثُمَّ أَدْخَلَتْنِي الدَّارَ فَإِذَا نِسْوَةٌ مِنْ الْأَنْصَارِ فِي الْبَيْتِ فَقُلْنَ: عَلَى الْخَيْرِ وَالْبَرَكَةِ وَعَلَى خَيْرِ طَائِرٍ فَأَسْلَمَتْنِي إِلَيْهِنَّ فَأَصْلَحْنَ مِنْ شَأْنِي فَلَمْ يَرُعْنِي إِلَّا رَسُولُ اللَّهِ r ضُحًى فَأَسْلَمَتْنِي إِلَيْهِ وَأَنَا يَوْمَئِذٍ بِنْتُ تِسْعِ سِنِينَ .
2- صحيح البخاري أيضًا كتاب ( النكاح ) بَاب( إِنْكَاحِ الرَّجُلِ وَلَدَهُ الصِّغَارَ ) برقم 4738 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - أَنَّ النَّبِيَّ r تَزَوَّجَهَا وَهِيَ بِنْتُ سِتِّ سِنِينَ وَأُدْخِلَتْ عَلَيْهِ وَهِيَ بِنْتُ تِسْعٍ وَمَكَثَتْ عِنْدَهُ تِسْعًا.
• الرد على الشبهة
أولاً: إنّ عائشةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - كانت مخطوبة لجبير بن مطعم بن عدي قبل زواجها من النَّبِيِّ r ، فهي كانت ناضجة من حيث الأنوثة ، مكتملة في سن الزواج بالنسبة لزمانها ،وهذا ثابت في عدة مراجع من كتب التاريخ والسيرة؛أكتفي بما جاء في الآتي:
1- كتاب الوافي بالوفيات (ج4/ص 4): جبير بن مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف القرشي، كنيته أبو أمية وقيل أبو عدي، أسلم قبل الفتح ونزل المدينة ومات بها سنة أربع وخمسين وقيل سبع وقيل تسع. روى عنه ابناه نافع ومحمد وسليمان بن صرد وغيرهم وكان من أنسب قريش لقريش ومن علمائهم، وأبوه الذي قام في نقض الصحيفة وأجار رسول الله rحتى طاف بالبيت. ومات مشركاً أعني: أبا جبير.
وكان جبير يقول: إنما أخذت النسب من أبي بكر رضي الله عنه، وكان جبير قدم المدينة مشركاً في فداء أسارى بدرٍ ثم أسلم وروى له البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة. أهـ
2- سيرة بن هشام (ج1 / ص11 ): قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : وَحَدّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ عُتْبَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ الْأَخْنَسِ عَنْ شَيْخٍ مِنْ الْأَنْصَارِ مِنْ بَنِي زُرَيْقٍ أَنّهُ حَدّثَهُ عُمَرَ بْنَ الْخَطّابِ -رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ- حِينَ أُتِيَ بِسَيْفِ النّعْمَانِ بْنِ الْمُنْذِرِ ، دَعَا جُبَيْرَ بْنَ مُطْعِمِ بْنِ عَدِيّ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيّ - وَكَانَ جُبَيْرُ مِنْ أَنْسَبِ قُرَيْشٍ لِقُرَيْشِ وَلِلْعَرَبِ قَاطِبَةً ، وَكَانَ يَقُولُ : إنّمَا أَخَذْتُ النّسَبَ مِنْ أَبِي بَكْرٍ الصّدّيقِ -رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ - وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ الصّدّيقُ أَنْسَبَ الْعَرَبِ - فَسَلّحَهُ إيّاهُ ثُمّ قَالَ مِمّنْ كَانَ يَا جُبَيْرُ النّعْمَانُ بْنُ الْمُنْذِرِ ؟ فَقَالَ كَانَ مِنْ أَشْلَاءِ قُنُصِ بْنِ مَعَدّ . قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : فَأَمّا سَائِرُ الْعَرَبِ فَيَزْعُمُونَ أَنّهُ كَانَ رَجُلًا مِنْ لَخْمٍ مِنْ وَلَدِ رَبِيعَةَ بْنِ نَصْرٍ ، فَاَللّهُ أَعْلَمُ أَيّ ذَلِكَ كَانَ . أهـ
ثانيًا : إنّ زواج الرسولِ r من عائشةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - كان باقتراح من خولة بنت حكيم عليه r ؛ لتوكيد الصلة مع أحبِِّ الناسِ إليه أبي بكر الصدّيق ، ولترابطهما أيضًا برباط المصاهرة الوثيق . فإذا أراد أبو بكر أن يدخل بيت النَّبِيِّ r في غيابِه فلا حرج ؛ يدخل بيت ابنتِه ، وبيت صاحبه النبي r .
ثالثا : إن المشركين من قريشٍ ، واليهودِ ، وغيرِهم الذين كانوا يتربصون بالرسول r الدوائر لتقليب الناس عليه r قالوا عنه: مجنون ، وساحر ، وكاهن.... لم يقل واحدٌ منهم : إن محمدًا r تزوج طفلة صغيرة كما يقول المعترضون اليوم ؛ فهذه الشبهة عمرها (خمسين سنة تقريبًا ) أثارها المستشرقون وغيرهم منذُ هذه الفترة فقط . وكان من زمنٍ قريبٍ تتزوج المرأة وهي صغيرة، مثل: جداتنا ،وأمهاتنا، ولا ينكر احدٌ على تلك الزيجة ؛ فليس من العدل أن نقارن بين قصةِ زواجٍ عمرها أكثر من 1429 سنة مع اختلاف الإقليم ،والبيئة المناخية المعروفة بشدة الحرارة التي تؤدي إلى بلوغ مبكر، وبين بنت القرن الواحد العشرين التي تعيش في المناطق الباردة ، وتبلغ بعد العشرين سنة أحيانًا، ويدل على ذلك دليلان:
الأول: أن البخاري - رحمه اللهُ - بوب بابًا في صحيحه بعنوان بَاب ( مَنْ بَنَى بِامْرَأَةٍ وَهِيَ بِنْتُ تِسْعِ سِنِينَ )
نلاحظ من تبويب البخاري كلمة(بِامْرَأَةٍ) ولم يقل : طفلة .
الثاني: سنن الترمذي برقم 1027 قَالَتْ عَائِشَةُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا -: إِذَا بَلَغَتْ الْجَارِيَةُ تِسْعَ سِنِينَ فَهِيَ امْرَأَةٌ . صححه الألبانيُّ في الإرواء برقم 185 .
وعليه فإن هذا ردٌ على من يقول: إن النبيَّ تزوج طفلةً.....
رابعا : إن عائشةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - لم تكن أول صبيّة تُزفّ في تلك البيئة إلى رجلٍ في سنّ أبيها، ولم تكن كذلك أخراهنّ ؛ فلقد تزوّج عبد المطلب الشيخ الكبير من هالة بنت عمّ آمنة في اليوم الذي تزوّج فيه عبد الله أصغر أبنائه من صبيّة هي في سنّ هالة وهي آمنة بنت وهب. وتزوّج عمر بن الخطّاب من بنت علي بن أبي طالب وهو في سنّ جدّها، كما أنّ عمر بن الخطّاب يعرض ابنته الشابة حفصة على أبي بكر الصدّيق وبينهما من فارق السنّ مثل الذي بين الرسول r وعائشةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - وهذا ثابت في كتبِ التاريخ والسيرة.
خامسًا : إن هناك سؤالَ الذي ينبغي أن يُطرح هو: هل رفض الأبوان الزواجَ ، وقالا: إن عائشةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - طفلة صغيرة لا تصلُح للزواجِ ؟!
الجواب: لم يحدث ذلك ؛ بل رحب أبو بكر ، وفرح بذلك ، وكذلك أمُها أمُ رومان - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا -.
سادسًا : يستهزئ المعترضون كثيرًا حينما يذكرون الحديثَ ، ويذكرون هذه العبارة " فَأَتَتْنِي أُمِّي أُمُّ رُومَانَ وَإِنِّي لَفِي أُرْجُوحَةٍ وَمَعِي صَوَاحِبُ لِي " هم يقولون: كانت على الأرجوحةِ (طفلة صغيرة تلعب) !!
قلتُ: إن أحدَ الشباب أخبرني أن في زماننا هذا في بعض الأغاني المصورة (الفيديو كليب) هناك مغنيات يغنين وهن على الأرجوحة وتجاوز عمرهن الثلاثين عامًا ....
كذلك أقول لهم: أذهبوا إلى الملاهي ،مثل: (دريم بارك) وسوف ترون النساء اللواتي يركبن الأرجوحة منهم من تجاوز الأربعين ... وهذا يكفى .
سابعًا : إن قيل: لماذا تزوج النبيُّ r من عائشةَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - في هذه السن ؟ ما الحكمة من ذلك ؟ قلتُ :إن النبيَّ r لم يتزوج بكرًا غيرها ؛ كلهن فوق الخمسين بل بعضهن كن أكبر منه سنًا ، فلم يكن يبحث عن الشهوة r ،وكما تقدم معنا أن خولة بنت حكيم هي التي خطبتها للنَّبِيِّ r .
أما عن الحكمةِ من زواجِه rمن عائشةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - حكم كثيرة منها :
1- توثيق العلاقة مع أبى بكر صاحبه وصديقه.
2- أن النبيَّ r يموت، وتموت زوجاته r، وتبقى عائشة- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - تحدث عن النَّبِيِّ r ، وتعلم الناس وتفتى في دين الله ، فهي راوية عن رسولِ اللهr أكثر من ألفين حديث ، فهي تحتل المرتبة الثانية في أكثر من روى حديثَ النَّبِيِّ r ، يقول عنها العلماءُ :
1- قال الإمام الزُهري : " لو جُمع علم عائشة إلى علم جميع أمهات المؤمنين ، وعلم جميع النساء لكان علم عائشة أفضل.
2- عطاء بن أبي رباح يقول : " كانت عائشة أفقه الناس ، وأعلم الناس ، وأحسن الناس رأياً في العامة
3- قال أبو موسى الأشعري : "ما أشكل علينا أمرٌ فسألنا عنه عائشة ، إلا وجدنا عندها فيه علماً " .
4- قال مسروق : " رأيت مشيخة أصحاب رسول الله r الأكابر يسألونها عن الفرائض.
5- قال عروة بن الزبير: " ما رأيت أحداً أعلم بفقهٍ ولا طبٍ ولا بشعرٍ من عائشةَ.
6- قال أبو الزناد : " ما كان ينزل بها شيءٌ إلا أنشدت فيه شعراً.
والشاهد أنها كانت شاعرة ، ذات حافظة عالية جداً ، ذكية ، فطنة ، تنقل عن رسول الله r أكثر من ألفي حديث ؛ وهذا الدين يحتاج إلى شباب لنشره بين الناس....وعليه فتلك السن أفرغ بالاً للعطاء ،وأشد استعدادًا لتلقي العلم....
ثامنًا : إن هناك سؤالاً يفرض نفسه هو : هل كانت عائشة - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- سعيدة في زواجِها من النَّبِيِّ ؟ الجواب :إن زواج النَّبِيِّ من عائشة - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - أنجح زواج عرفته البشرية ، فهو قرة عينها ، ونور قلبها، وهي منهم المقربة ، وحبيبته ، ومواقف غيرتها عليه وتعلمها منه واختياره لما نزلت آية التخيير لنسائه ؛يقول تعالى : { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً( 28) وَإِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنكُنَّ أَجْراً عَظِيماً }(الأحزاب 29) . وقد اخترن اللهَ ورسولَه , وما أعدَّ اللهُ لهن في الدار الآخرة ؛ من بينهن عائشة - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - فظلت تحبه ، و تحدث عنه، وتخدم دينه حتى فاضت روحها الطيبة إلى اللهِ – تعالي-.
تاسعًا : إن الموسوعة الكاثوليكية تُثبت أن مريمَ أم الرب يسوع بحسب إيمانِ المعترضين كانت مخطوبة ليوسف النجار ، وكان عمرها 12 سنة وكانت حاملاً بيسوع آنذاك ، وكان عمر يوسف النجار 89 سنة أي أنه يكبرها بنحو77سنة.. وهذا الكلام موثق في الموسوعةِ الكاثوليكية...يستطيع القارئ أن يرجع لهذين الموقعين ليتأكد بنفسِه.
http://www.newadvent.org/cathen/08504a.htm (1)
" a respectable man to espouse Mary, then twelve to fourteen years of age, Joseph, who was at the time ninety years old "
http://www.cin.org/users/james/files/key2mary.htm (2)
" Virgin Mary Delivers jesus Pbuh @ the age of 12 "
وأتساءل: هل كانت مريمُ أم الرب يسوع بحسب إيمانِهم طفلة أم امرأة لما كانت حُبلى بيسوع ومخطوبة ليوسف النجار... ؟!
ثم إن الناظرَ في الكتابِ المقدس والتاريخِ المسيحي يجد الآتي :
أولاً : من الكتاب المقدس أنقل ما ذكره القسُ منيس عبد النور في كتابِه ( شبهات وهمية) حول سفر الملوك الثاني ورد في 2ملوك 2:16 ((كان أحاز ابن عشرين سنة حين ملك، وملك 16 سنة في أورشليم))
. وورد في 2ملوك 2:18 (( وفي السنة الثالثة لهوشع بن أيلة ملك إسرائيل، ملَكَ حزقيا بن آحاز ملك يهوذا. كان ابن 25 سنة حين ملك، وملك 29 سنة في أورشليم
كان الرد: قال المعترض الغير مؤمن: ورد في 2ملوك 16: 2 كان آحاز ابن 20 سن حين مَلَك، وملك 16 سنة في أورشليم وورد في 2ملوك 18: 1 و2 وفي السنة الثالثة لهوشع بن أيلة ملك إسرائيل، ملَكَ حزقيا بن آحاز ملك يهوذا, كان ابن 25 سنة حين ملك، وملك 29 سنة في أورشليم , فيكون عمر آحاز 36 سنة, فإذا ملك ابنه وعمره نحو 25 سنة يكون أبوه قد ولده وعمره نحو 11 سنة, وهذا غير معقول
وللرد نقول بنعمة الله : (1) لا مانع من أن يكون بينه وبين أبيه 11 سنة, قال أبو محمد: كان بين عبد الله وبين أبيه عمرو بن العاص 12 سنة في السن , وأعاد ابن قتيبة هذا الكلام ثانية في كتاب المعارف (ص 198) فيكون مثل الفرق بين حزقيا وبين آحاز ابنه، فإن الإثنتي عشرة سنة هجرية تساوي 11 سنة شمسية, وحدث اسحق بن ابن راهوية عن صالح قال: كانت لنا جارية بنت 21 سنة وهي جدة (انظر كتاب المعارف لابن قتيبة ص97. أهـ
نلاحظ : أن القسَ منيس عبد النور لم يكتفِ بالاعتراف بأن الرجلَ أنجب و هو عمره أحدا عشر سنة ؛ يعنى: تزوج على الأقل وعمره كان تسع سنين أو عشرة و امرأته يمكن كان عمرها ست سنين ، ولم يكتفِ بذلك بل أفادنا إلى مراجع إسلامية.
ثانيًا : من التاريخِ المسيحي في كتاب قصة الحضارة -> عصر الإيمان -> المسيحية في عنفوانها ->
الأخلاق والآداب في العالم المسيحي -> الزواج الفصُل الثالث
الزواج للمؤرخ الشهير: ول ديورانت:
كان الشابُ في عصر الإيمان قصير الأجل، وكان الزواج يحدث فيه مبكراً، وكان في وسع الطفل وهو في السابعة من عمره أن يوافق على خطبته، وكان هذا التعاقد يتم في بعض الأحيان ليسهل به انتقال الملكية أو حمايتها. ولقد تزوجت جراس صليبي Grace de Saleby في الرابعة من عمرها بشريف عظيم يستطيع حماية ضيعتها الغنية، ثم مات هذا الشريف ميتة سريعة فتزوجت وهي في السادسة من عمرها بشريف آخر، وزوجت وهي في الثالثة عشرة بشريف ثالث(27). وكان يستطاع حل هذا الرباط في أي وقت من الأوقات قبل سن البلوغ، وكان يفترض أن تكون هذه السن هي الثانية عشرة للبنت، والرابعة عشرة للولد(28). وكانت الكنيسة ترى أن رضا الوالدين أو الأوصياء غير ضروري للزواج الصحيح إذا بلغ الزوجان سن الرشد، وتحرم زواج البنات قبل سن الخامسة عشرة،ولكنها كانت تسمح بكثير من الاستثناءات، لأن حقوق الملكية في هذه المسألة كانت تطغى على نزوات الحب، ولم يكن الزواج إلا حادثا من حوادث أعمال المالية. وكان العريس يقدم لوالدي الفتاة هدايا أو مالا، ويعطيها"هدية الصباح" ويضمن لها حق بائنة في مزرعته. وكان هذا الحق في إنجلترا هو أن يكون للأرملة استحقاق مدى الحياة في ثلث ما يتركه الرجل من الأرض. وكانت أسرة الزوجة تقدم الهدايا للزوج، وتخصص لها بائنة تتكون من الثياب، والأثواب الثمينة، والآنية والأثاث، والأملاك في بعض الأحيان. وكانت الخطبة عبارة عن تبادل عهود أو مواثيق، وكان العرس نفسه ميثاقا واسمه. أهـ
نلاحظ : أن ما سبق ذكره كان بعد النَّبِيِّ r بعشرِ قرونٍ ، و في قلبِ أوربا التي كانت تُحكم في تلك الفترة من قِبلِ الكنيسة .
وأخيرًا أقول لكاتبِ المقالة كما قال أبو الأسود الدؤالي :
" لا تنه عن خلقٍ وتأتيَّ مثله ** ** عار عليك إذا فعلتَ عظيمُ ".
وأقول له أيضًا كما نُسب ليسوع المسيح في إنجيل متى إصحاح 7 عدد3َلِمَاذَا تَنْظُرُ الْقَذَى الَّذِي فِي عَيْنِ أَخِيكَ، وَأَمَّا الْخَشَبَةُ الَّتِي فِي عَيْنِكَ فَلاَ تَفْطَنُ لَهَا؟ 4أَمْ كَيْفَ تَقُولُ لأَخِيكَ: دَعْني أُخْرِجِ الْقَذَى مِنْ عَيْنِكَ، وَهَا الْخَشَبَةُ فِي عَيْنِكَ؟ 5يَامُرَائِي، أَخْرِجْ أَوَّلاً الْخَشَبَةَ مِنْ عَيْنِكَ، وَحِينَئِذٍ تُبْصِرُ جَيِّدًا أَنْ تُخْرِجَ الْقَذَى مِنْ عَيْنِ أَخِيكَ!
1- صحيح البخاري كتاب ( المناقب ) باب ( تزويج النبي r عائشة و قدومها المدينة) برقم 3605 حَدَّثَنِي فَرْوَةُ بْنُ أَبِي الْمَغْرَاءِ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- قَالَتْ : تَزَوَّجَنِي النَّبِيُّ r وَأَنَا بِنْتُ سِتِّ سِنِينَ فَقَدِمْنَا الْمَدِينَةَ فَنَزَلْنَا فِي بَنِي الْحَارِثِ بْنِ خَزْرَجٍ فَوُعِكْتُ فَتَمَرَّقَ شَعَرِي فَوَفَى جُمَيْمَةً فَأَتَتْنِي أُمِّي أُمُّ رُومَانَ وَإِنِّي لَفِي أُرْجُوحَةٍ وَمَعِي صَوَاحِبُ لِي فَصَرَخَتْ بِي فَأَتَيْتُهَا لَا أَدْرِي مَا تُرِيدُ بِي فَأَخَذَتْ بِيَدِي حَتَّى أَوْقَفَتْنِي عَلَى بَابِ الدَّارِ وَإِنِّي لَأُنْهِجُ حَتَّى سَكَنَ بَعْضُ نَفَسِي ثُمَّ أَخَذَتْ شَيْئًا مِنْ مَاءٍ فَمَسَحَتْ بِهِ وَجْهِي وَرَأْسِي ثُمَّ أَدْخَلَتْنِي الدَّارَ فَإِذَا نِسْوَةٌ مِنْ الْأَنْصَارِ فِي الْبَيْتِ فَقُلْنَ: عَلَى الْخَيْرِ وَالْبَرَكَةِ وَعَلَى خَيْرِ طَائِرٍ فَأَسْلَمَتْنِي إِلَيْهِنَّ فَأَصْلَحْنَ مِنْ شَأْنِي فَلَمْ يَرُعْنِي إِلَّا رَسُولُ اللَّهِ r ضُحًى فَأَسْلَمَتْنِي إِلَيْهِ وَأَنَا يَوْمَئِذٍ بِنْتُ تِسْعِ سِنِينَ .
2- صحيح البخاري أيضًا كتاب ( النكاح ) بَاب( إِنْكَاحِ الرَّجُلِ وَلَدَهُ الصِّغَارَ ) برقم 4738 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - أَنَّ النَّبِيَّ r تَزَوَّجَهَا وَهِيَ بِنْتُ سِتِّ سِنِينَ وَأُدْخِلَتْ عَلَيْهِ وَهِيَ بِنْتُ تِسْعٍ وَمَكَثَتْ عِنْدَهُ تِسْعًا.
• الرد على الشبهة
أولاً: إنّ عائشةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - كانت مخطوبة لجبير بن مطعم بن عدي قبل زواجها من النَّبِيِّ r ، فهي كانت ناضجة من حيث الأنوثة ، مكتملة في سن الزواج بالنسبة لزمانها ،وهذا ثابت في عدة مراجع من كتب التاريخ والسيرة؛أكتفي بما جاء في الآتي:
1- كتاب الوافي بالوفيات (ج4/ص 4): جبير بن مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف القرشي، كنيته أبو أمية وقيل أبو عدي، أسلم قبل الفتح ونزل المدينة ومات بها سنة أربع وخمسين وقيل سبع وقيل تسع. روى عنه ابناه نافع ومحمد وسليمان بن صرد وغيرهم وكان من أنسب قريش لقريش ومن علمائهم، وأبوه الذي قام في نقض الصحيفة وأجار رسول الله rحتى طاف بالبيت. ومات مشركاً أعني: أبا جبير.
وكان جبير يقول: إنما أخذت النسب من أبي بكر رضي الله عنه، وكان جبير قدم المدينة مشركاً في فداء أسارى بدرٍ ثم أسلم وروى له البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة. أهـ
2- سيرة بن هشام (ج1 / ص11 ): قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : وَحَدّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ عُتْبَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ الْأَخْنَسِ عَنْ شَيْخٍ مِنْ الْأَنْصَارِ مِنْ بَنِي زُرَيْقٍ أَنّهُ حَدّثَهُ عُمَرَ بْنَ الْخَطّابِ -رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ- حِينَ أُتِيَ بِسَيْفِ النّعْمَانِ بْنِ الْمُنْذِرِ ، دَعَا جُبَيْرَ بْنَ مُطْعِمِ بْنِ عَدِيّ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيّ - وَكَانَ جُبَيْرُ مِنْ أَنْسَبِ قُرَيْشٍ لِقُرَيْشِ وَلِلْعَرَبِ قَاطِبَةً ، وَكَانَ يَقُولُ : إنّمَا أَخَذْتُ النّسَبَ مِنْ أَبِي بَكْرٍ الصّدّيقِ -رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ - وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ الصّدّيقُ أَنْسَبَ الْعَرَبِ - فَسَلّحَهُ إيّاهُ ثُمّ قَالَ مِمّنْ كَانَ يَا جُبَيْرُ النّعْمَانُ بْنُ الْمُنْذِرِ ؟ فَقَالَ كَانَ مِنْ أَشْلَاءِ قُنُصِ بْنِ مَعَدّ . قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : فَأَمّا سَائِرُ الْعَرَبِ فَيَزْعُمُونَ أَنّهُ كَانَ رَجُلًا مِنْ لَخْمٍ مِنْ وَلَدِ رَبِيعَةَ بْنِ نَصْرٍ ، فَاَللّهُ أَعْلَمُ أَيّ ذَلِكَ كَانَ . أهـ
ثانيًا : إنّ زواج الرسولِ r من عائشةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - كان باقتراح من خولة بنت حكيم عليه r ؛ لتوكيد الصلة مع أحبِِّ الناسِ إليه أبي بكر الصدّيق ، ولترابطهما أيضًا برباط المصاهرة الوثيق . فإذا أراد أبو بكر أن يدخل بيت النَّبِيِّ r في غيابِه فلا حرج ؛ يدخل بيت ابنتِه ، وبيت صاحبه النبي r .
ثالثا : إن المشركين من قريشٍ ، واليهودِ ، وغيرِهم الذين كانوا يتربصون بالرسول r الدوائر لتقليب الناس عليه r قالوا عنه: مجنون ، وساحر ، وكاهن.... لم يقل واحدٌ منهم : إن محمدًا r تزوج طفلة صغيرة كما يقول المعترضون اليوم ؛ فهذه الشبهة عمرها (خمسين سنة تقريبًا ) أثارها المستشرقون وغيرهم منذُ هذه الفترة فقط . وكان من زمنٍ قريبٍ تتزوج المرأة وهي صغيرة، مثل: جداتنا ،وأمهاتنا، ولا ينكر احدٌ على تلك الزيجة ؛ فليس من العدل أن نقارن بين قصةِ زواجٍ عمرها أكثر من 1429 سنة مع اختلاف الإقليم ،والبيئة المناخية المعروفة بشدة الحرارة التي تؤدي إلى بلوغ مبكر، وبين بنت القرن الواحد العشرين التي تعيش في المناطق الباردة ، وتبلغ بعد العشرين سنة أحيانًا، ويدل على ذلك دليلان:
الأول: أن البخاري - رحمه اللهُ - بوب بابًا في صحيحه بعنوان بَاب ( مَنْ بَنَى بِامْرَأَةٍ وَهِيَ بِنْتُ تِسْعِ سِنِينَ )
نلاحظ من تبويب البخاري كلمة(بِامْرَأَةٍ) ولم يقل : طفلة .
الثاني: سنن الترمذي برقم 1027 قَالَتْ عَائِشَةُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا -: إِذَا بَلَغَتْ الْجَارِيَةُ تِسْعَ سِنِينَ فَهِيَ امْرَأَةٌ . صححه الألبانيُّ في الإرواء برقم 185 .
وعليه فإن هذا ردٌ على من يقول: إن النبيَّ تزوج طفلةً.....
رابعا : إن عائشةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - لم تكن أول صبيّة تُزفّ في تلك البيئة إلى رجلٍ في سنّ أبيها، ولم تكن كذلك أخراهنّ ؛ فلقد تزوّج عبد المطلب الشيخ الكبير من هالة بنت عمّ آمنة في اليوم الذي تزوّج فيه عبد الله أصغر أبنائه من صبيّة هي في سنّ هالة وهي آمنة بنت وهب. وتزوّج عمر بن الخطّاب من بنت علي بن أبي طالب وهو في سنّ جدّها، كما أنّ عمر بن الخطّاب يعرض ابنته الشابة حفصة على أبي بكر الصدّيق وبينهما من فارق السنّ مثل الذي بين الرسول r وعائشةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - وهذا ثابت في كتبِ التاريخ والسيرة.
خامسًا : إن هناك سؤالَ الذي ينبغي أن يُطرح هو: هل رفض الأبوان الزواجَ ، وقالا: إن عائشةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - طفلة صغيرة لا تصلُح للزواجِ ؟!
الجواب: لم يحدث ذلك ؛ بل رحب أبو بكر ، وفرح بذلك ، وكذلك أمُها أمُ رومان - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا -.
سادسًا : يستهزئ المعترضون كثيرًا حينما يذكرون الحديثَ ، ويذكرون هذه العبارة " فَأَتَتْنِي أُمِّي أُمُّ رُومَانَ وَإِنِّي لَفِي أُرْجُوحَةٍ وَمَعِي صَوَاحِبُ لِي " هم يقولون: كانت على الأرجوحةِ (طفلة صغيرة تلعب) !!
قلتُ: إن أحدَ الشباب أخبرني أن في زماننا هذا في بعض الأغاني المصورة (الفيديو كليب) هناك مغنيات يغنين وهن على الأرجوحة وتجاوز عمرهن الثلاثين عامًا ....
كذلك أقول لهم: أذهبوا إلى الملاهي ،مثل: (دريم بارك) وسوف ترون النساء اللواتي يركبن الأرجوحة منهم من تجاوز الأربعين ... وهذا يكفى .
سابعًا : إن قيل: لماذا تزوج النبيُّ r من عائشةَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - في هذه السن ؟ ما الحكمة من ذلك ؟ قلتُ :إن النبيَّ r لم يتزوج بكرًا غيرها ؛ كلهن فوق الخمسين بل بعضهن كن أكبر منه سنًا ، فلم يكن يبحث عن الشهوة r ،وكما تقدم معنا أن خولة بنت حكيم هي التي خطبتها للنَّبِيِّ r .
أما عن الحكمةِ من زواجِه rمن عائشةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - حكم كثيرة منها :
1- توثيق العلاقة مع أبى بكر صاحبه وصديقه.
2- أن النبيَّ r يموت، وتموت زوجاته r، وتبقى عائشة- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - تحدث عن النَّبِيِّ r ، وتعلم الناس وتفتى في دين الله ، فهي راوية عن رسولِ اللهr أكثر من ألفين حديث ، فهي تحتل المرتبة الثانية في أكثر من روى حديثَ النَّبِيِّ r ، يقول عنها العلماءُ :
1- قال الإمام الزُهري : " لو جُمع علم عائشة إلى علم جميع أمهات المؤمنين ، وعلم جميع النساء لكان علم عائشة أفضل.
2- عطاء بن أبي رباح يقول : " كانت عائشة أفقه الناس ، وأعلم الناس ، وأحسن الناس رأياً في العامة
3- قال أبو موسى الأشعري : "ما أشكل علينا أمرٌ فسألنا عنه عائشة ، إلا وجدنا عندها فيه علماً " .
4- قال مسروق : " رأيت مشيخة أصحاب رسول الله r الأكابر يسألونها عن الفرائض.
5- قال عروة بن الزبير: " ما رأيت أحداً أعلم بفقهٍ ولا طبٍ ولا بشعرٍ من عائشةَ.
6- قال أبو الزناد : " ما كان ينزل بها شيءٌ إلا أنشدت فيه شعراً.
والشاهد أنها كانت شاعرة ، ذات حافظة عالية جداً ، ذكية ، فطنة ، تنقل عن رسول الله r أكثر من ألفي حديث ؛ وهذا الدين يحتاج إلى شباب لنشره بين الناس....وعليه فتلك السن أفرغ بالاً للعطاء ،وأشد استعدادًا لتلقي العلم....
ثامنًا : إن هناك سؤالاً يفرض نفسه هو : هل كانت عائشة - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- سعيدة في زواجِها من النَّبِيِّ ؟ الجواب :إن زواج النَّبِيِّ من عائشة - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - أنجح زواج عرفته البشرية ، فهو قرة عينها ، ونور قلبها، وهي منهم المقربة ، وحبيبته ، ومواقف غيرتها عليه وتعلمها منه واختياره لما نزلت آية التخيير لنسائه ؛يقول تعالى : { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً( 28) وَإِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنكُنَّ أَجْراً عَظِيماً }(الأحزاب 29) . وقد اخترن اللهَ ورسولَه , وما أعدَّ اللهُ لهن في الدار الآخرة ؛ من بينهن عائشة - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - فظلت تحبه ، و تحدث عنه، وتخدم دينه حتى فاضت روحها الطيبة إلى اللهِ – تعالي-.
تاسعًا : إن الموسوعة الكاثوليكية تُثبت أن مريمَ أم الرب يسوع بحسب إيمانِ المعترضين كانت مخطوبة ليوسف النجار ، وكان عمرها 12 سنة وكانت حاملاً بيسوع آنذاك ، وكان عمر يوسف النجار 89 سنة أي أنه يكبرها بنحو77سنة.. وهذا الكلام موثق في الموسوعةِ الكاثوليكية...يستطيع القارئ أن يرجع لهذين الموقعين ليتأكد بنفسِه.
http://www.newadvent.org/cathen/08504a.htm (1)
" a respectable man to espouse Mary, then twelve to fourteen years of age, Joseph, who was at the time ninety years old "
http://www.cin.org/users/james/files/key2mary.htm (2)
" Virgin Mary Delivers jesus Pbuh @ the age of 12 "
وأتساءل: هل كانت مريمُ أم الرب يسوع بحسب إيمانِهم طفلة أم امرأة لما كانت حُبلى بيسوع ومخطوبة ليوسف النجار... ؟!
ثم إن الناظرَ في الكتابِ المقدس والتاريخِ المسيحي يجد الآتي :
أولاً : من الكتاب المقدس أنقل ما ذكره القسُ منيس عبد النور في كتابِه ( شبهات وهمية) حول سفر الملوك الثاني ورد في 2ملوك 2:16 ((كان أحاز ابن عشرين سنة حين ملك، وملك 16 سنة في أورشليم))
. وورد في 2ملوك 2:18 (( وفي السنة الثالثة لهوشع بن أيلة ملك إسرائيل، ملَكَ حزقيا بن آحاز ملك يهوذا. كان ابن 25 سنة حين ملك، وملك 29 سنة في أورشليم
كان الرد: قال المعترض الغير مؤمن: ورد في 2ملوك 16: 2 كان آحاز ابن 20 سن حين مَلَك، وملك 16 سنة في أورشليم وورد في 2ملوك 18: 1 و2 وفي السنة الثالثة لهوشع بن أيلة ملك إسرائيل، ملَكَ حزقيا بن آحاز ملك يهوذا, كان ابن 25 سنة حين ملك، وملك 29 سنة في أورشليم , فيكون عمر آحاز 36 سنة, فإذا ملك ابنه وعمره نحو 25 سنة يكون أبوه قد ولده وعمره نحو 11 سنة, وهذا غير معقول
وللرد نقول بنعمة الله : (1) لا مانع من أن يكون بينه وبين أبيه 11 سنة, قال أبو محمد: كان بين عبد الله وبين أبيه عمرو بن العاص 12 سنة في السن , وأعاد ابن قتيبة هذا الكلام ثانية في كتاب المعارف (ص 198) فيكون مثل الفرق بين حزقيا وبين آحاز ابنه، فإن الإثنتي عشرة سنة هجرية تساوي 11 سنة شمسية, وحدث اسحق بن ابن راهوية عن صالح قال: كانت لنا جارية بنت 21 سنة وهي جدة (انظر كتاب المعارف لابن قتيبة ص97. أهـ
نلاحظ : أن القسَ منيس عبد النور لم يكتفِ بالاعتراف بأن الرجلَ أنجب و هو عمره أحدا عشر سنة ؛ يعنى: تزوج على الأقل وعمره كان تسع سنين أو عشرة و امرأته يمكن كان عمرها ست سنين ، ولم يكتفِ بذلك بل أفادنا إلى مراجع إسلامية.
ثانيًا : من التاريخِ المسيحي في كتاب قصة الحضارة -> عصر الإيمان -> المسيحية في عنفوانها ->
الأخلاق والآداب في العالم المسيحي -> الزواج الفصُل الثالث
الزواج للمؤرخ الشهير: ول ديورانت:
كان الشابُ في عصر الإيمان قصير الأجل، وكان الزواج يحدث فيه مبكراً، وكان في وسع الطفل وهو في السابعة من عمره أن يوافق على خطبته، وكان هذا التعاقد يتم في بعض الأحيان ليسهل به انتقال الملكية أو حمايتها. ولقد تزوجت جراس صليبي Grace de Saleby في الرابعة من عمرها بشريف عظيم يستطيع حماية ضيعتها الغنية، ثم مات هذا الشريف ميتة سريعة فتزوجت وهي في السادسة من عمرها بشريف آخر، وزوجت وهي في الثالثة عشرة بشريف ثالث(27). وكان يستطاع حل هذا الرباط في أي وقت من الأوقات قبل سن البلوغ، وكان يفترض أن تكون هذه السن هي الثانية عشرة للبنت، والرابعة عشرة للولد(28). وكانت الكنيسة ترى أن رضا الوالدين أو الأوصياء غير ضروري للزواج الصحيح إذا بلغ الزوجان سن الرشد، وتحرم زواج البنات قبل سن الخامسة عشرة،ولكنها كانت تسمح بكثير من الاستثناءات، لأن حقوق الملكية في هذه المسألة كانت تطغى على نزوات الحب، ولم يكن الزواج إلا حادثا من حوادث أعمال المالية. وكان العريس يقدم لوالدي الفتاة هدايا أو مالا، ويعطيها"هدية الصباح" ويضمن لها حق بائنة في مزرعته. وكان هذا الحق في إنجلترا هو أن يكون للأرملة استحقاق مدى الحياة في ثلث ما يتركه الرجل من الأرض. وكانت أسرة الزوجة تقدم الهدايا للزوج، وتخصص لها بائنة تتكون من الثياب، والأثواب الثمينة، والآنية والأثاث، والأملاك في بعض الأحيان. وكانت الخطبة عبارة عن تبادل عهود أو مواثيق، وكان العرس نفسه ميثاقا واسمه. أهـ
نلاحظ : أن ما سبق ذكره كان بعد النَّبِيِّ r بعشرِ قرونٍ ، و في قلبِ أوربا التي كانت تُحكم في تلك الفترة من قِبلِ الكنيسة .
وأخيرًا أقول لكاتبِ المقالة كما قال أبو الأسود الدؤالي :
" لا تنه عن خلقٍ وتأتيَّ مثله ** ** عار عليك إذا فعلتَ عظيمُ ".
وأقول له أيضًا كما نُسب ليسوع المسيح في إنجيل متى إصحاح 7 عدد3َلِمَاذَا تَنْظُرُ الْقَذَى الَّذِي فِي عَيْنِ أَخِيكَ، وَأَمَّا الْخَشَبَةُ الَّتِي فِي عَيْنِكَ فَلاَ تَفْطَنُ لَهَا؟ 4أَمْ كَيْفَ تَقُولُ لأَخِيكَ: دَعْني أُخْرِجِ الْقَذَى مِنْ عَيْنِكَ، وَهَا الْخَشَبَةُ فِي عَيْنِكَ؟ 5يَامُرَائِي، أَخْرِجْ أَوَّلاً الْخَشَبَةَ مِنْ عَيْنِكَ، وَحِينَئِذٍ تُبْصِرُ جَيِّدًا أَنْ تُخْرِجَ الْقَذَى مِنْ عَيْنِ أَخِيكَ!
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى