النبيُّ يمنع عليًّا من التزوجِ من ابنة أبي جهل...
الثلاثاء نوفمبر 09, 2010 10:57 pm
قالوا : نبي الإسلام يمنع عليًّا من التزوج من ابنة أبي جهل،فهو بذلك يحرم الحلال ويحل الحرام....
صحيح البخُّاري كِتَاب (النِّكَاحِ) بَاب (ذَبِّ الرَّجُلِ عَنْ ابْنَتِهِ فِي الْغَيْرَةِ وَالْإِنْصَافِ) برقم 4829 عَنْ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ
قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ r يَقُولُ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ: إِنَّ بَنِي هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ اسْتَأْذَنُوا فِي أَنْ يُنْكِحُوا ابْنَتَهُمْ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ فَلَا آذَنُ ثُمَّ لَا آذَنُ ثُمَّ لَا آذَنُ إِلَّا أَنْ يُرِيدَ ابْنُ أَبِي طَالِبٍ أَنْ يُطَلِّقَ ابْنَتِي وَيَنْكِحَ ابْنَتَهُمْ فَإِنَّمَا هِيَ بَضْعَةٌ مِنِّي يُرِيبُنِي مَا أَرَابَهَا وَيُؤْذِينِي مَا آذَاهَا هَكَذَا قَالَ.
الرد على الشبهة
أولا:إن النبيَّ r تصرف هنا بمنطلق الأبوة ،وليس النبوة كي يعاب عليه بأنه حرم حلالا....دليل ذلك ما يلي:
1- قال ابن حجر في الفتح: وَزَادَ فِي رِوَايَة الزُّهْرِيّ " وَإِنِّي لَسْت أُحَرِّم حَلَالًا ، وَلَا أُحَلِّل حَرَامًا ، وَلَكِنْ وَاللَّه لَا تُجْمَع بِنْت رَسُول اللَّه وَبِنْت عَدُوّ اللَّه عِنْد رَجُل أَبَدًا " وَفِي رِوَايَة مُسْلِم " مَكَانًا وَاحِدًا أَبَدًا " وَفِي رِوَايَة شُعَيْب " عِنْد رَجُل وَاحِد أَبَدًا " قَالَ اِبْن التِّين : أَصَحّ مَا تُحْمَل عَلَيْهِ هَذِهِ الْقِصَّة أَنَّ النَّبِيّ r حَرَّمَ عَلَى عَلِيٍّ أَنْ يَجْمَع بَيْن اِبْنَته وَبَيْن اِبْنَة أَبِي جَهْل؛ لِأَنَّهُ عَلَّلَ بِأَنَّ ذَلِكَ يُؤْذِيه وَأَذِيَّته حَرَام بِالِاتِّفَاقِ ، وَمَعْنَى قَوْله " لَا أُحَرِّم حَلَالًا " أَيْ: هِيَ لَهُ حَلَال لَوْ لَمْ تَكُنْ عِنْده فَاطِمَة ، وَأَمَّا الْجَمْع بَيْنهمَا الَّذِي يَسْتَلْزِم تَأَذِّي النَّبِيّ r لِتَأَذِّي فَاطِمَة بِهِ فَلَا ، وَزَعَمَ غَيْره أَنَّ السِّيَاق يُشْعِر بِأَنَّ ذَلِكَ مُبَاح لِعَلِيٍّ ، لَكِنَّهُ مَنَعَ النَّبِيّ r رِعَايَة لِخَاطِرِ فَاطِمَة وَقَبِلَ هُوَ ذَلِكَ اِمْتِثَالًا لِأَمْرِ النَّبِيّ r . وَالَّذِي يَظْهَر لِي أَنَّهُ لَا يَبْعُد أَنْ يُعَدّ فِي خَصَائِص النَّبِيّ r أَنْ لَا يُتَزَوَّج عَلَى بَنَاته ، وَيَحْتَمِل أَنْ يَكُون ذَلِكَ خَاصًّا بِفَاطِمَةَ -عَلَيْهَا السَّلَام- .
2- شرح النووي لصحيح مسلم : قَوْله r : ( إِنَّ بَنِي هَاشِم بْن الْمُغِيرَة اِسْتَأْذَنُونِي أَنْ يُنْكِحُوا اِبْنَتهمْ عَلِيّ بْن أَبِي طَالِب ، فَلَا آذَن لَهُمْ ، ثُمَّ لَا آذَن لَهُمْ ، ثُمَّ لَا آذَن لَهُمْ ، إِلَّا أَنْ يُحِبّ اِبْن أَبِي طَالِب أَنْ يُطْلَق اِبْنَتِي ، وَيَنْكِح اِبْنَتهمْ ، فَإِنَّمَا اِبْنَتِي بَضْعَة مِنِّي ، يَرِيبنِي مَا رَابَهَا ، وَيُؤْذِينِي مَا آذَاهَا ) وَفِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى : ( أَنِّي لَسْت أُحَرِّمُ حَلَالًا ، وَلَا أُحِلُّ حَرَامًا ، وَلَكِنْ وَاَللَّه لَا تَجْتَمِعُ بِنْت رَسُول اللَّه وَبِنْت عَدُوّ اللَّه مَكَانًا وَاحِدًا أَبَدًا ) وَفِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى : ( إِنَّ فَاطِمَة مُضْغَة مِنِّي ، وَأَنَا أَكْرَه أَنْ يَفْتِنُوهَا ) .
أَمَّا الْبَضْعَة فَبِفَتْحِ الْبَاء لَا يَجُوز غَيْره ، وَهِيَ قِطْعَة اللَّحْم ، وَكَذَلِكَ الْمُضْغَة بِضَمِّ الْمِيم .
3- تبويب البخاري للحديث يوضح المعنى: (ذَبِّ الرَّجُلِ عَنْ ابْنَتِهِ فِي الْغَيْرَةِ وَالْإِنْصَافِ) نلاحظ أنه لم يقل ذب النبي r ،ولكن قال ذب الرجل عن ابنته...لأن الأمر يتعلق بالأبوة لا بالنبوة ...
وعليه فإن ما سبق كاف جدًا لأبطال الشبهة- بفضل الله -
كتبه :أكرم حسن مرسي
صحيح البخُّاري كِتَاب (النِّكَاحِ) بَاب (ذَبِّ الرَّجُلِ عَنْ ابْنَتِهِ فِي الْغَيْرَةِ وَالْإِنْصَافِ) برقم 4829 عَنْ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ
قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ r يَقُولُ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ: إِنَّ بَنِي هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ اسْتَأْذَنُوا فِي أَنْ يُنْكِحُوا ابْنَتَهُمْ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ فَلَا آذَنُ ثُمَّ لَا آذَنُ ثُمَّ لَا آذَنُ إِلَّا أَنْ يُرِيدَ ابْنُ أَبِي طَالِبٍ أَنْ يُطَلِّقَ ابْنَتِي وَيَنْكِحَ ابْنَتَهُمْ فَإِنَّمَا هِيَ بَضْعَةٌ مِنِّي يُرِيبُنِي مَا أَرَابَهَا وَيُؤْذِينِي مَا آذَاهَا هَكَذَا قَالَ.
الرد على الشبهة
أولا:إن النبيَّ r تصرف هنا بمنطلق الأبوة ،وليس النبوة كي يعاب عليه بأنه حرم حلالا....دليل ذلك ما يلي:
1- قال ابن حجر في الفتح: وَزَادَ فِي رِوَايَة الزُّهْرِيّ " وَإِنِّي لَسْت أُحَرِّم حَلَالًا ، وَلَا أُحَلِّل حَرَامًا ، وَلَكِنْ وَاللَّه لَا تُجْمَع بِنْت رَسُول اللَّه وَبِنْت عَدُوّ اللَّه عِنْد رَجُل أَبَدًا " وَفِي رِوَايَة مُسْلِم " مَكَانًا وَاحِدًا أَبَدًا " وَفِي رِوَايَة شُعَيْب " عِنْد رَجُل وَاحِد أَبَدًا " قَالَ اِبْن التِّين : أَصَحّ مَا تُحْمَل عَلَيْهِ هَذِهِ الْقِصَّة أَنَّ النَّبِيّ r حَرَّمَ عَلَى عَلِيٍّ أَنْ يَجْمَع بَيْن اِبْنَته وَبَيْن اِبْنَة أَبِي جَهْل؛ لِأَنَّهُ عَلَّلَ بِأَنَّ ذَلِكَ يُؤْذِيه وَأَذِيَّته حَرَام بِالِاتِّفَاقِ ، وَمَعْنَى قَوْله " لَا أُحَرِّم حَلَالًا " أَيْ: هِيَ لَهُ حَلَال لَوْ لَمْ تَكُنْ عِنْده فَاطِمَة ، وَأَمَّا الْجَمْع بَيْنهمَا الَّذِي يَسْتَلْزِم تَأَذِّي النَّبِيّ r لِتَأَذِّي فَاطِمَة بِهِ فَلَا ، وَزَعَمَ غَيْره أَنَّ السِّيَاق يُشْعِر بِأَنَّ ذَلِكَ مُبَاح لِعَلِيٍّ ، لَكِنَّهُ مَنَعَ النَّبِيّ r رِعَايَة لِخَاطِرِ فَاطِمَة وَقَبِلَ هُوَ ذَلِكَ اِمْتِثَالًا لِأَمْرِ النَّبِيّ r . وَالَّذِي يَظْهَر لِي أَنَّهُ لَا يَبْعُد أَنْ يُعَدّ فِي خَصَائِص النَّبِيّ r أَنْ لَا يُتَزَوَّج عَلَى بَنَاته ، وَيَحْتَمِل أَنْ يَكُون ذَلِكَ خَاصًّا بِفَاطِمَةَ -عَلَيْهَا السَّلَام- .
2- شرح النووي لصحيح مسلم : قَوْله r : ( إِنَّ بَنِي هَاشِم بْن الْمُغِيرَة اِسْتَأْذَنُونِي أَنْ يُنْكِحُوا اِبْنَتهمْ عَلِيّ بْن أَبِي طَالِب ، فَلَا آذَن لَهُمْ ، ثُمَّ لَا آذَن لَهُمْ ، ثُمَّ لَا آذَن لَهُمْ ، إِلَّا أَنْ يُحِبّ اِبْن أَبِي طَالِب أَنْ يُطْلَق اِبْنَتِي ، وَيَنْكِح اِبْنَتهمْ ، فَإِنَّمَا اِبْنَتِي بَضْعَة مِنِّي ، يَرِيبنِي مَا رَابَهَا ، وَيُؤْذِينِي مَا آذَاهَا ) وَفِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى : ( أَنِّي لَسْت أُحَرِّمُ حَلَالًا ، وَلَا أُحِلُّ حَرَامًا ، وَلَكِنْ وَاَللَّه لَا تَجْتَمِعُ بِنْت رَسُول اللَّه وَبِنْت عَدُوّ اللَّه مَكَانًا وَاحِدًا أَبَدًا ) وَفِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى : ( إِنَّ فَاطِمَة مُضْغَة مِنِّي ، وَأَنَا أَكْرَه أَنْ يَفْتِنُوهَا ) .
أَمَّا الْبَضْعَة فَبِفَتْحِ الْبَاء لَا يَجُوز غَيْره ، وَهِيَ قِطْعَة اللَّحْم ، وَكَذَلِكَ الْمُضْغَة بِضَمِّ الْمِيم .
3- تبويب البخاري للحديث يوضح المعنى: (ذَبِّ الرَّجُلِ عَنْ ابْنَتِهِ فِي الْغَيْرَةِ وَالْإِنْصَافِ) نلاحظ أنه لم يقل ذب النبي r ،ولكن قال ذب الرجل عن ابنته...لأن الأمر يتعلق بالأبوة لا بالنبوة ...
وعليه فإن ما سبق كاف جدًا لأبطال الشبهة- بفضل الله -
كتبه :أكرم حسن مرسي
رد: النبيُّ يمنع عليًّا من التزوجِ من ابنة أبي جهل...
الأحد نوفمبر 28, 2010 11:56 pm
جزاك الله خيرا شيخنا اكرم حسن
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى