هل سب حمزةُ النبيَّ محمدًا في سكرهِ؟
الثلاثاء يناير 01, 2019 1:05 pm
هل سب حمزةُ النبيَّ محمدًا في سكرهِ؟
طرح المُنصّرون شبهةً معتقدون أن من خلالها يصيبون الهدف في الطعن بالنبي محمد، قائلين: كيف لنبيٍّ يسمح أنه يُسب من قبل أصحابه، أهذا هو التوقير الذي علمهم إياه لهم...؟!
مستدلين على ذلك بفعل حمزةt لما شرب الخمر وأخطأ فيه ...وذلك في صحيح مسلم كِتَاب (الْأَشْرِبَةِ) باب (تَحْرِيمِ الْخَمْرِ وَبَيَانِ أَنَّهَا تَكُونُ مِنْ عَصِيرِ الْعِنَبِ وَمِنْ التَّمْرِ وَالْبُسْرِ وَالزَّبِيبِ وَغَيْرِهَا مِمَّا يُسْكِرُ) برقم 3660 عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: أَصَبْتُ شَارِفًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ rفي مَغْنَمٍ يَوْمَ بَدْرٍ، وَأَعْطَانِي رَسُولُ اللَّهِ rشَارِفًا أُخْرَى فَأَنَخْتُهُمَا يَوْمًا عِنْدَ بَابِ رَجُلٍ مِنْ الْأَنْصَارِ وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أَحْمِلَ عَلَيْهِمَا إِذْخِرًا لِأَبِيعَهُ وَمَعِي صَائِغٌ مِنْ بَنِي قَيْنُقَاعَ فَأَسْتَعِينَ بِهِ عَلَى وَلِيمَةِ فَاطِمَةَ وَحَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ يَشْرَبُ فِي ذَلِكَ الْبَيْتِ مَعَهُ قَيْنَةٌ تُغَنِّيهِ فَقَالَتْ أَلَا يَا حَمْزُ لِلشُّرُفِ النِّوَاءِ فَثَارَ إِلَيْهِمَا حَمْزَةُ بِالسَّيْفِ فَجَبَّ أَسْنِمَتَهُمَا وَبَقَرَ خَوَاصِرَهُمَا ثُمَّ أَخَذَ مِنْ أَكْبَادِهِمَا. قُلْتُ: لِابْنِ شِهَابٍ وَمِنْ السَّنَامِ قَالَ: قَدْ جَبَّ أَسْنِمَتَهُمَا فَذَهَبَ بِهَا قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: قَالَ عَلِيٌّ: فَنَظَرْتُ إِلَى مَنْظَرٍ أَفْظَعَنِي فَأَتَيْتُ نَبِيَّ اللَّهِ r وَعِنْدَهُ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ فَأَخْبَرْتُهُ الْخَبَرَ فَخَرَجَ وَمَعَهُ زَيْدٌ وَانْطَلَقْتُ مَعَهُ فَدَخَلَ عَلَى حَمْزَةَ فَتَغَيَّظَ عَلَيْهِ فَرَفَعَ حَمْزَةُ بَصَرَهُ فَقَالَ : هَلْ أَنْتُمْ إِلَّا عَبِيدٌ لِآبَائِي؟ فَرَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ r يُقَهْقِرُ حَتَّى خَرَجَ عَنْهُمْ .
الرد على الشبهة
أولًا: إنّ النبيَّ محمدًا r أجبر أصحابه على التأسي به r بمعاملته الحسنة لهم، وبطيبته وكرمه معهم....حتى أنّ أحدَهم كان يقول: " فداك أبي وأمي يا رسول الله "...
وكان آخرون يضحون بأرواحهم ودمائهم فدائه r كما كان من يومِ أُحدٍ وغيره...ولم يُنقل أنّ صحابيًّا ليس منافقًا أو منحرفًا أساء الأدب مع النبي محمد إلا حمزةt في موقف واحد... وهذا ما سيأتي بيانه ففيه عذرٌ قوي لحمزةَ يخرجه من دائرةِ الحرج أو الإثم...
ثانيًا: إن هناك سؤالًا يطرح نفسَه هو: لماذا قال حمزةٌ tللنبيِّ محمد r :"هَلْ أَنْتُمْ إِلاَّ عَبِيدُ أَبِي؟ ".
أي : جعله r عبدًا لكافرٍ... !
الجواب على ذلك يتضح من وجهين فيهما عذر كبير لحمزة t:
الوجه الأول: أنْ حمزةt قد سكر حتى زال عقلُه فعذره النبيُّ محمد r في ذلك، ورجع عنه كما ذكرت الروايةُ... وكان هذا قبل تحريمِ الخمر...
دلل على ذلك روايات أُخرى، وأقوال علماء السلف كما يلي:
1- صحيح البخاري كِتَاب (الْمُسَاقَاةِ ) بَاب ( بَيْعِ الْحَطَبِ وَالْكَلَإ ) برقم2202 عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ tأَنَّهُ قَالَ: أَصَبْتُ شَارِفًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ r فِي مَغْنَمٍ يَوْمَ بَدْرٍ قَالَ وَأَعْطَانِي رَسُولُ اللَّهِ r شَارِفًا أُخْرَى فَأَنَخْتُهُمَا يَوْمًا عِنْدَ بَابِ رَجُلٍ مِنْ الْأَنْصَارِ وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أَحْمِلَ عَلَيْهِمَا إِذْخِرًا لِأَبِيعَهُ وَمَعِي صَائِغٌ مِنْ بَنِي قَيْنُقَاعَ فَأَسْتَعِينَ بِهِ عَلَى وَلِيمَةِ فَاطِمَةَ وَحَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ المُطَّلِبِ يَشْرَبُ فِي ذَلِكَ الْبَيْتِ مَعَهُ قَيْنَةٌ فَقَالَتْ أَلَا يَا حَمْزُ لِلشُّرُفِ النِّوَاءِ فَثَارَ إِلَيْهِمَا حَمْزَةُ بِالسَّيْفِ فَجَبَّ أَسْنِمَتَهُمَا وَبَقَرَ خَوَاصِرَهُمَا ثُمَّ أَخَذَ مِنْ أَكْبَادِهِمَا قُلْتُ لِابْنِ شِهَابٍ: وَمِنْ السَّنَامِ ؟ قَالَ: قَدْ جَبَّ أَسْنِمَتَهُمَا فَذَهَبَ بِهَا. قَالَ ابْنُ شِهَابٍ :قَالَ عَلِيٌّ t :فَنَظَرْتُ إِلَى مَنْظَرٍ أَفْظَعَنِي فَأَتَيْتُ نَبِيَّ اللَّهِ r زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ فَأَخْبَرْتُهُ الْخَبَرَ فَخَرَجَ وَمَعَهُ زَيْدٌ فَانْطَلَقْتُ مَعَهُ فَدَخَلَ عَلَى حَمْزَةَ فَتَغَيَّظَ عَلَيْهِ فَرَفَعَ حَمْزَةُ بَصَرَهُ وَقَالَ هَلْ أَنْتُمْ إِلَّا عَبِيدٌ لِآبَائِي فَرَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ r يُقَهْقِرُ حَتَّى خَرَجَ عَنْهُمْ وَذَلِكَ قَبْلَ تَحْرِيمِ الْخَمْرِ.
2-مسند أحمد مُسْنَدُ الْعَشَرَةِ الْمُبَشَّرِينَ بِالْجَنَّةِ (وَمِنْ مُسْنَدِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ t) برقم 1139 عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ t قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ أَصَبْتُ شَارِفًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ r فِي الْمَغْنَمِ يَوْمَ بَدْرٍ وَأَعْطَانِي رَسُولُ اللَّهِ r شَارِفًا أُخْرَى فَأَنَخْتُهُمَا يَوْمًا عِنْدَ بَابِ رَجُلٍ مِنْ الْأَنْصَارِ وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أَحْمِلَ عَلَيْهِمَا إِذْخِرًا لِأَبِيعَهُ وَمَعِي صَائِغٌ مِنْ بَنِي قَيْنُقَاعَ لِأَسْتَعِينَ بِهِ عَلَى وَلِيمَةِ فَاطِمَةَ وَحَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ يَشْرَبُ فِي ذَلِكَ الْبَيْتِ فَثَارَ إِلَيْهِمَا حَمْزَةُ بِالسَّيْفِ فَجَبَّ أَسْنِمَتَهُمَا وَبَقَرَ خَوَاصِرَهُمَا ثُمَّ أَخَذَ مِنْ أَكْبَادِهِمَا قُلْتُ لِابْنِ شِهَابٍ وَمِنْ السَّنَامِ قَالَ جَبَّ أَسْنِمَتَهُمَا فَذَهَبَ بِهَا قَالَ فَنَظَرْتُ إِلَى مَنْظَرٍ أَفْظَعَنِي فَأَتَيْتُ نَبِيَّ اللَّهِ r وَعِنْدَهُ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ فَأَخْبَرْتُهُ الْخَبَرَ فَخَرَجَ وَمَعَهُ زَيْدٌ فَانْطَلَقَ مَعَهُ فَدَخَلَ عَلَى حَمْزَةَ فَتَغَيَّظَ عَلَيْهِ فَرَفَعَ حَمْزَةُ بَصَرَهُ فَقَالَ هَلْ أَنْتُمْ إِلَّا عَبِيدٌ لِأَبِي فَرَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ r يُقَهْقِرُ حَتَّى خَرَجَ عَنْهُمْ وَذَلِكَ قَبْلَ تَحْرِيمِ الْخَمْرِ.
3- شرح رياض الصالحين لابن عثيمين باب( تحريم سب المسلم بغير حق) قال – رحمه الله-: قال حمزةُ بنُ عبد المطلب t لابن أخيه النبي r حين رآه النبيُّ r سكران فتكلم معه فقال له حمزةُ وهو سكران : " هل أنتم إلا عبيد أبي؟! " وهذه كلمة بشعة لكنه سكران ، والسكران لا يؤاخذ بما يقول وهذا قبل أن ينزل تحريم الخمر. اهـ
4- المختصر على شرح بلوغ المرام كتاب (الطهارة ) باب (المياه): حمزة بن عبد المطلب t عم رسول الله r حين أتاه النبي r وهو سكران قبل أن تحرم الخمر فقال له حمزة هل أنتم إلا عبيد أبي قال ذلك وهو سكران. اهـ
5- فيض القدير شرح الجامع الصغير للمناوي ج 3: قال ابنُ العربي : وهذا قول إدّ وحديث إلى الكفر ممتد، وعذره المصطفى r فيه لزوال عقله بما كان مباحا حينئذ ولو كان زواله بمحرم ما عذره . اهـ
كما أنّ حمزةَ t كان معذورًا بمقتضى الأدلة الشرعية الرئيسية لغياب عقله ... منها:
1- قولهI : ]وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (5) [ (الأحزاب).
2- سنن ابن ماجة برقم 2033 عَنْ أَبِي ذَرٍّ الْغِفَارِيِّt قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r : " إِنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ عَنْ أُمَّتِي الْخَطَأَ وَالنِّسْيَانَ وَمَا اسْتُكْرِهُوا عَلَيْهِ ".
3- سنن أبي داودَ برقم 3823 قَالَ r: " رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلَاثَةٍ عَنْ الْمَجْنُونِ الْمَغْلُوبِ عَلَى عَقْلِهِ حَتَّى يَفِيقَ ، وَعَنْ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ ، وَعَنْ الصَّبِيِّ حَتَّى يَحْتَلِمَ ".
بل ويكفي أنه t في حالِ اليقظةِ، وحضورِ عقله قدم أعز ما يملك؛ قدم روحَه وجسدَه، ومالَه، وحياته بأكملها لله ولرسولهr كما كان في يوم أُحد شهيدًا ... بل قال عنه النبي محمد :" سيد الشهداء عند الله حمزة ". أخرجه الحاكم (2/130 ، رقم 2557) وقال : صحيح الإسناد.
الوجه الثاني : أنْ حمزة t كان حديثَ عهدٍ بإسلامٍ فلا يُهمل هذا الجانب الهام، فقد يكون قوله هذا مما اعتاد عليه في الجاهليةِ أمدًا طويلًا في حال سكره...
ثالثًا: إن الكتابَ المقدس ذكر في عهديه القديم والجديد أن هناك أناسًا
" أصحاب أنبيائهم، وكذلك زوجات أنبيائهم " سبوا أنبياءهم، ولم أسمع اعتراضًا واحدًا على ذلك من المعترضين، ولا طعنًا منهم في هذا الدين....!!
أدلة ما ذكرتُه جاءت في الآتي:
أولًا: العهد القديم: ذكر الآتي:
1- زوجة النبي داود سبت داود واصفةً إياه "بالسفيه"...! وذلك في سفر صموئيل الثاني أصحاح 6 عدد20 وَرَجَعَ دَاوُدُ لِيُبَارِكَ بَيْتَهُ. فَخَرَجَتْ مِيكَالُ بِنْتُ شَاوُلَ لاسْتِقْبَالِ دَاوُدَ، وَقَالَتْ: «مَا كَانَ أَكْرَمَ مَلِكَ إِسْرَائِيلَ الْيَوْمَ، حَيْثُ تَكَشَّفَ الْيَوْمَ فِي أَعْيُنِ إِمَاءِ عَبِيدِهِ كَمَا يَتَكَشَّفُ أَحَدُ السُّفَهَاءِ». لا تعليق!
2- ابن النبي داود سبه بأمر من الربِّ.....! وذلك في سفر صموئيل الثاني أصحاح 16 عدد10فَقَالَ الْمَلِكُ: «مَا لِي وَلَكُمْ يَا بَنِي صَرُويَةَ! دَعُوهُ يَسُبَّ لأَنَّ الرَّبَّ قَالَ لَهُ: سُبَّ دَاوُدَ. وَمَنْ يَقُولُ: لِمَاذَا تَفْعَلُ هكَذَا؟» 11وَقَالَ دَاوُدُ لأَبِيشَايَ وَلِجَمِيعِ عَبِيدِهِ: «هُوَذَا ابْنِي الَّذِي خَرَجَ مِنْ أَحْشَائِي يَطْلُبُ نَفْسِي، فَكَمْ بِالْحَرِيِّ الآنَ بَنْيَامِينِيٌّ؟ دَعُوهُ يَسُبَّ لأَنَّ الرَّبَّ قَالَ لَهُ. 12لَعَلَّ الرَّبَّ يَنْظُرُ إِلَى مَذَلَّتِي وَيُكَافِئُنِي الرَّبُّ خَيْرًا عِوَضَ مَسَبَّتِهِ بِهذَا الْيَوْمِ». 13وَإِذْ كَانَ دَاوُدُ وَرِجَالُهُ يَسِيرُونَ فِي الطَّرِيقِ، كَانَ شِمْعِي يَسِيرُ فِي جَانِبِ الْجَبَلِ مُقَابِلَهُ وَيَسُبُّ وَهُوَ سَائِرٌ وَيَرْشُقُ بِالْحِجَارَةِ مُقَابِلَهُ وَيَذْرِي التُّرَابَ. 14وَجَاءَ الْمَلِكُ وَكُلُّ الشَّعْبِ الَّذِينَ مَعَهُ وَقَدْ أَعْيَوْا فَاسْتَرَاحُوا هُنَاكَ. لا تعليق!
3-حمار رد حماقة النبي... وذلك في العهدين:
أ- العهد القديم في سفر العدد أصحاح22عدد27فَلَمَّا أَبْصَرَتِ الأَتَانُ مَلاَكَ الرَّبِّ، رَبَضَتْ تَحْتَ بَلْعَامَ. فَحَمِيَ غَضَبُ بَلْعَامَ وَضَرَبَ الأَتَانَ بِالْقَضِيبِ. 28فَفَتَحَ الرَّبُّ فَمَ الأَتَانِ، فَقَالَتْ لِبَلْعَامَ: «مَاذَا صَنَعْتُ بِكَ حَتَّى ضَرَبْتَنِي الآنَ ثَلاَثَ دَفَعَاتٍ؟». 29فَقَالَ بَلْعَامُ لِلأَتَانِ: «لأَنَّكِ ازْدَرَيْتِ بِي. لَوْ كَانَ فِي يَدِي سَيْفٌ لَكُنْتُ الآنَ قَدْ قَتَلْتُكِ». 30فَقَالَتِ الأَتَانُ لِبَلْعَامَ: « أَلَسْتُ أَنَا أَتَانَكَ الَّتِي رَكِبْتَ عَلَيْهَا مُنْذُ وُجُودِكَ إِلَى هذَا الْيَوْمِ ؟ هَلْ تَعَوَّدْتُ أَنْ أَفْعَلَ بِكَ هكَذَا ؟ » فَقَالَ : « لا َ».
الأَتَانُ: أنثى الحمار.
ب- العهد الجديد: في رسالةِ بطرس الثانية أصحاح 2 عدد 15" قَدْ تَرَكُوا الطَّرِيقَ الْمُسْتَقِيمَ، فَضَلُّوا، تَابِعِينَ طَرِيقَ بَلْعَامَ بْنِ بَصُورَ الَّذِي أَحَبَّ أُجْرَةَ الإِثْمِ. 16وَلكِنَّهُ حَصَلَ عَلَى تَوْبِيخِ تَعَدِّيهِ، إِذْ مَنَعَ حَمَاقَةَ النَّبِيِّ حِمَارٌ أَعْجَمُ نَاطِقًا بِصَوْتِ إِنْسَانٍ".
ثانيًا: العهد الجديد ذكر الآتي:
1-بولس وصف يسوعَ المسيح بأنه ملعون...! وذلك في رسالةِ بولس إلى غلاطية أصحاح 3 عدد 13 " اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ".
2-بطرس سب و لعن يسوعَ أمام الجموع...! وذلك في إنجيل متى أصحاح 26 عدد73 " وَبَعْدَ قَلِيل جَاءَ الْقِيَامُ وَقَالُوا لِبُطْرُسَ:«حَقًّا أَنْتَ أَيْضًا مِنْهُمْ، فَإِنَّ لُغَتَكَ تُظْهِرُكَ!» 74فَابْتَدَأَ حِينَئِذٍ يَلْعَنُ وَيَحْلِفُ:«إِنِّي لاَ أَعْرِفُ الرَّجُلَ!» وَلِلْوَقْتِ صَاحَ الدِّيكُ".
وعلى هذا أكون قد انتهيتُ من الرد على هذه الشبهة التي هي أوهن من بيت العنكبوت لو كان يعلمون...
كتبه / أكرم حسن مرسي
طرح المُنصّرون شبهةً معتقدون أن من خلالها يصيبون الهدف في الطعن بالنبي محمد، قائلين: كيف لنبيٍّ يسمح أنه يُسب من قبل أصحابه، أهذا هو التوقير الذي علمهم إياه لهم...؟!
مستدلين على ذلك بفعل حمزةt لما شرب الخمر وأخطأ فيه ...وذلك في صحيح مسلم كِتَاب (الْأَشْرِبَةِ) باب (تَحْرِيمِ الْخَمْرِ وَبَيَانِ أَنَّهَا تَكُونُ مِنْ عَصِيرِ الْعِنَبِ وَمِنْ التَّمْرِ وَالْبُسْرِ وَالزَّبِيبِ وَغَيْرِهَا مِمَّا يُسْكِرُ) برقم 3660 عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: أَصَبْتُ شَارِفًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ rفي مَغْنَمٍ يَوْمَ بَدْرٍ، وَأَعْطَانِي رَسُولُ اللَّهِ rشَارِفًا أُخْرَى فَأَنَخْتُهُمَا يَوْمًا عِنْدَ بَابِ رَجُلٍ مِنْ الْأَنْصَارِ وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أَحْمِلَ عَلَيْهِمَا إِذْخِرًا لِأَبِيعَهُ وَمَعِي صَائِغٌ مِنْ بَنِي قَيْنُقَاعَ فَأَسْتَعِينَ بِهِ عَلَى وَلِيمَةِ فَاطِمَةَ وَحَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ يَشْرَبُ فِي ذَلِكَ الْبَيْتِ مَعَهُ قَيْنَةٌ تُغَنِّيهِ فَقَالَتْ أَلَا يَا حَمْزُ لِلشُّرُفِ النِّوَاءِ فَثَارَ إِلَيْهِمَا حَمْزَةُ بِالسَّيْفِ فَجَبَّ أَسْنِمَتَهُمَا وَبَقَرَ خَوَاصِرَهُمَا ثُمَّ أَخَذَ مِنْ أَكْبَادِهِمَا. قُلْتُ: لِابْنِ شِهَابٍ وَمِنْ السَّنَامِ قَالَ: قَدْ جَبَّ أَسْنِمَتَهُمَا فَذَهَبَ بِهَا قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: قَالَ عَلِيٌّ: فَنَظَرْتُ إِلَى مَنْظَرٍ أَفْظَعَنِي فَأَتَيْتُ نَبِيَّ اللَّهِ r وَعِنْدَهُ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ فَأَخْبَرْتُهُ الْخَبَرَ فَخَرَجَ وَمَعَهُ زَيْدٌ وَانْطَلَقْتُ مَعَهُ فَدَخَلَ عَلَى حَمْزَةَ فَتَغَيَّظَ عَلَيْهِ فَرَفَعَ حَمْزَةُ بَصَرَهُ فَقَالَ : هَلْ أَنْتُمْ إِلَّا عَبِيدٌ لِآبَائِي؟ فَرَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ r يُقَهْقِرُ حَتَّى خَرَجَ عَنْهُمْ .
الرد على الشبهة
أولًا: إنّ النبيَّ محمدًا r أجبر أصحابه على التأسي به r بمعاملته الحسنة لهم، وبطيبته وكرمه معهم....حتى أنّ أحدَهم كان يقول: " فداك أبي وأمي يا رسول الله "...
وكان آخرون يضحون بأرواحهم ودمائهم فدائه r كما كان من يومِ أُحدٍ وغيره...ولم يُنقل أنّ صحابيًّا ليس منافقًا أو منحرفًا أساء الأدب مع النبي محمد إلا حمزةt في موقف واحد... وهذا ما سيأتي بيانه ففيه عذرٌ قوي لحمزةَ يخرجه من دائرةِ الحرج أو الإثم...
ثانيًا: إن هناك سؤالًا يطرح نفسَه هو: لماذا قال حمزةٌ tللنبيِّ محمد r :"هَلْ أَنْتُمْ إِلاَّ عَبِيدُ أَبِي؟ ".
أي : جعله r عبدًا لكافرٍ... !
الجواب على ذلك يتضح من وجهين فيهما عذر كبير لحمزة t:
الوجه الأول: أنْ حمزةt قد سكر حتى زال عقلُه فعذره النبيُّ محمد r في ذلك، ورجع عنه كما ذكرت الروايةُ... وكان هذا قبل تحريمِ الخمر...
دلل على ذلك روايات أُخرى، وأقوال علماء السلف كما يلي:
1- صحيح البخاري كِتَاب (الْمُسَاقَاةِ ) بَاب ( بَيْعِ الْحَطَبِ وَالْكَلَإ ) برقم2202 عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ tأَنَّهُ قَالَ: أَصَبْتُ شَارِفًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ r فِي مَغْنَمٍ يَوْمَ بَدْرٍ قَالَ وَأَعْطَانِي رَسُولُ اللَّهِ r شَارِفًا أُخْرَى فَأَنَخْتُهُمَا يَوْمًا عِنْدَ بَابِ رَجُلٍ مِنْ الْأَنْصَارِ وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أَحْمِلَ عَلَيْهِمَا إِذْخِرًا لِأَبِيعَهُ وَمَعِي صَائِغٌ مِنْ بَنِي قَيْنُقَاعَ فَأَسْتَعِينَ بِهِ عَلَى وَلِيمَةِ فَاطِمَةَ وَحَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ المُطَّلِبِ يَشْرَبُ فِي ذَلِكَ الْبَيْتِ مَعَهُ قَيْنَةٌ فَقَالَتْ أَلَا يَا حَمْزُ لِلشُّرُفِ النِّوَاءِ فَثَارَ إِلَيْهِمَا حَمْزَةُ بِالسَّيْفِ فَجَبَّ أَسْنِمَتَهُمَا وَبَقَرَ خَوَاصِرَهُمَا ثُمَّ أَخَذَ مِنْ أَكْبَادِهِمَا قُلْتُ لِابْنِ شِهَابٍ: وَمِنْ السَّنَامِ ؟ قَالَ: قَدْ جَبَّ أَسْنِمَتَهُمَا فَذَهَبَ بِهَا. قَالَ ابْنُ شِهَابٍ :قَالَ عَلِيٌّ t :فَنَظَرْتُ إِلَى مَنْظَرٍ أَفْظَعَنِي فَأَتَيْتُ نَبِيَّ اللَّهِ r زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ فَأَخْبَرْتُهُ الْخَبَرَ فَخَرَجَ وَمَعَهُ زَيْدٌ فَانْطَلَقْتُ مَعَهُ فَدَخَلَ عَلَى حَمْزَةَ فَتَغَيَّظَ عَلَيْهِ فَرَفَعَ حَمْزَةُ بَصَرَهُ وَقَالَ هَلْ أَنْتُمْ إِلَّا عَبِيدٌ لِآبَائِي فَرَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ r يُقَهْقِرُ حَتَّى خَرَجَ عَنْهُمْ وَذَلِكَ قَبْلَ تَحْرِيمِ الْخَمْرِ.
2-مسند أحمد مُسْنَدُ الْعَشَرَةِ الْمُبَشَّرِينَ بِالْجَنَّةِ (وَمِنْ مُسْنَدِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ t) برقم 1139 عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ t قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ أَصَبْتُ شَارِفًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ r فِي الْمَغْنَمِ يَوْمَ بَدْرٍ وَأَعْطَانِي رَسُولُ اللَّهِ r شَارِفًا أُخْرَى فَأَنَخْتُهُمَا يَوْمًا عِنْدَ بَابِ رَجُلٍ مِنْ الْأَنْصَارِ وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أَحْمِلَ عَلَيْهِمَا إِذْخِرًا لِأَبِيعَهُ وَمَعِي صَائِغٌ مِنْ بَنِي قَيْنُقَاعَ لِأَسْتَعِينَ بِهِ عَلَى وَلِيمَةِ فَاطِمَةَ وَحَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ يَشْرَبُ فِي ذَلِكَ الْبَيْتِ فَثَارَ إِلَيْهِمَا حَمْزَةُ بِالسَّيْفِ فَجَبَّ أَسْنِمَتَهُمَا وَبَقَرَ خَوَاصِرَهُمَا ثُمَّ أَخَذَ مِنْ أَكْبَادِهِمَا قُلْتُ لِابْنِ شِهَابٍ وَمِنْ السَّنَامِ قَالَ جَبَّ أَسْنِمَتَهُمَا فَذَهَبَ بِهَا قَالَ فَنَظَرْتُ إِلَى مَنْظَرٍ أَفْظَعَنِي فَأَتَيْتُ نَبِيَّ اللَّهِ r وَعِنْدَهُ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ فَأَخْبَرْتُهُ الْخَبَرَ فَخَرَجَ وَمَعَهُ زَيْدٌ فَانْطَلَقَ مَعَهُ فَدَخَلَ عَلَى حَمْزَةَ فَتَغَيَّظَ عَلَيْهِ فَرَفَعَ حَمْزَةُ بَصَرَهُ فَقَالَ هَلْ أَنْتُمْ إِلَّا عَبِيدٌ لِأَبِي فَرَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ r يُقَهْقِرُ حَتَّى خَرَجَ عَنْهُمْ وَذَلِكَ قَبْلَ تَحْرِيمِ الْخَمْرِ.
3- شرح رياض الصالحين لابن عثيمين باب( تحريم سب المسلم بغير حق) قال – رحمه الله-: قال حمزةُ بنُ عبد المطلب t لابن أخيه النبي r حين رآه النبيُّ r سكران فتكلم معه فقال له حمزةُ وهو سكران : " هل أنتم إلا عبيد أبي؟! " وهذه كلمة بشعة لكنه سكران ، والسكران لا يؤاخذ بما يقول وهذا قبل أن ينزل تحريم الخمر. اهـ
4- المختصر على شرح بلوغ المرام كتاب (الطهارة ) باب (المياه): حمزة بن عبد المطلب t عم رسول الله r حين أتاه النبي r وهو سكران قبل أن تحرم الخمر فقال له حمزة هل أنتم إلا عبيد أبي قال ذلك وهو سكران. اهـ
5- فيض القدير شرح الجامع الصغير للمناوي ج 3: قال ابنُ العربي : وهذا قول إدّ وحديث إلى الكفر ممتد، وعذره المصطفى r فيه لزوال عقله بما كان مباحا حينئذ ولو كان زواله بمحرم ما عذره . اهـ
كما أنّ حمزةَ t كان معذورًا بمقتضى الأدلة الشرعية الرئيسية لغياب عقله ... منها:
1- قولهI : ]وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (5) [ (الأحزاب).
2- سنن ابن ماجة برقم 2033 عَنْ أَبِي ذَرٍّ الْغِفَارِيِّt قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r : " إِنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ عَنْ أُمَّتِي الْخَطَأَ وَالنِّسْيَانَ وَمَا اسْتُكْرِهُوا عَلَيْهِ ".
3- سنن أبي داودَ برقم 3823 قَالَ r: " رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلَاثَةٍ عَنْ الْمَجْنُونِ الْمَغْلُوبِ عَلَى عَقْلِهِ حَتَّى يَفِيقَ ، وَعَنْ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ ، وَعَنْ الصَّبِيِّ حَتَّى يَحْتَلِمَ ".
بل ويكفي أنه t في حالِ اليقظةِ، وحضورِ عقله قدم أعز ما يملك؛ قدم روحَه وجسدَه، ومالَه، وحياته بأكملها لله ولرسولهr كما كان في يوم أُحد شهيدًا ... بل قال عنه النبي محمد :" سيد الشهداء عند الله حمزة ". أخرجه الحاكم (2/130 ، رقم 2557) وقال : صحيح الإسناد.
الوجه الثاني : أنْ حمزة t كان حديثَ عهدٍ بإسلامٍ فلا يُهمل هذا الجانب الهام، فقد يكون قوله هذا مما اعتاد عليه في الجاهليةِ أمدًا طويلًا في حال سكره...
ثالثًا: إن الكتابَ المقدس ذكر في عهديه القديم والجديد أن هناك أناسًا
" أصحاب أنبيائهم، وكذلك زوجات أنبيائهم " سبوا أنبياءهم، ولم أسمع اعتراضًا واحدًا على ذلك من المعترضين، ولا طعنًا منهم في هذا الدين....!!
أدلة ما ذكرتُه جاءت في الآتي:
أولًا: العهد القديم: ذكر الآتي:
1- زوجة النبي داود سبت داود واصفةً إياه "بالسفيه"...! وذلك في سفر صموئيل الثاني أصحاح 6 عدد20 وَرَجَعَ دَاوُدُ لِيُبَارِكَ بَيْتَهُ. فَخَرَجَتْ مِيكَالُ بِنْتُ شَاوُلَ لاسْتِقْبَالِ دَاوُدَ، وَقَالَتْ: «مَا كَانَ أَكْرَمَ مَلِكَ إِسْرَائِيلَ الْيَوْمَ، حَيْثُ تَكَشَّفَ الْيَوْمَ فِي أَعْيُنِ إِمَاءِ عَبِيدِهِ كَمَا يَتَكَشَّفُ أَحَدُ السُّفَهَاءِ». لا تعليق!
2- ابن النبي داود سبه بأمر من الربِّ.....! وذلك في سفر صموئيل الثاني أصحاح 16 عدد10فَقَالَ الْمَلِكُ: «مَا لِي وَلَكُمْ يَا بَنِي صَرُويَةَ! دَعُوهُ يَسُبَّ لأَنَّ الرَّبَّ قَالَ لَهُ: سُبَّ دَاوُدَ. وَمَنْ يَقُولُ: لِمَاذَا تَفْعَلُ هكَذَا؟» 11وَقَالَ دَاوُدُ لأَبِيشَايَ وَلِجَمِيعِ عَبِيدِهِ: «هُوَذَا ابْنِي الَّذِي خَرَجَ مِنْ أَحْشَائِي يَطْلُبُ نَفْسِي، فَكَمْ بِالْحَرِيِّ الآنَ بَنْيَامِينِيٌّ؟ دَعُوهُ يَسُبَّ لأَنَّ الرَّبَّ قَالَ لَهُ. 12لَعَلَّ الرَّبَّ يَنْظُرُ إِلَى مَذَلَّتِي وَيُكَافِئُنِي الرَّبُّ خَيْرًا عِوَضَ مَسَبَّتِهِ بِهذَا الْيَوْمِ». 13وَإِذْ كَانَ دَاوُدُ وَرِجَالُهُ يَسِيرُونَ فِي الطَّرِيقِ، كَانَ شِمْعِي يَسِيرُ فِي جَانِبِ الْجَبَلِ مُقَابِلَهُ وَيَسُبُّ وَهُوَ سَائِرٌ وَيَرْشُقُ بِالْحِجَارَةِ مُقَابِلَهُ وَيَذْرِي التُّرَابَ. 14وَجَاءَ الْمَلِكُ وَكُلُّ الشَّعْبِ الَّذِينَ مَعَهُ وَقَدْ أَعْيَوْا فَاسْتَرَاحُوا هُنَاكَ. لا تعليق!
3-حمار رد حماقة النبي... وذلك في العهدين:
أ- العهد القديم في سفر العدد أصحاح22عدد27فَلَمَّا أَبْصَرَتِ الأَتَانُ مَلاَكَ الرَّبِّ، رَبَضَتْ تَحْتَ بَلْعَامَ. فَحَمِيَ غَضَبُ بَلْعَامَ وَضَرَبَ الأَتَانَ بِالْقَضِيبِ. 28فَفَتَحَ الرَّبُّ فَمَ الأَتَانِ، فَقَالَتْ لِبَلْعَامَ: «مَاذَا صَنَعْتُ بِكَ حَتَّى ضَرَبْتَنِي الآنَ ثَلاَثَ دَفَعَاتٍ؟». 29فَقَالَ بَلْعَامُ لِلأَتَانِ: «لأَنَّكِ ازْدَرَيْتِ بِي. لَوْ كَانَ فِي يَدِي سَيْفٌ لَكُنْتُ الآنَ قَدْ قَتَلْتُكِ». 30فَقَالَتِ الأَتَانُ لِبَلْعَامَ: « أَلَسْتُ أَنَا أَتَانَكَ الَّتِي رَكِبْتَ عَلَيْهَا مُنْذُ وُجُودِكَ إِلَى هذَا الْيَوْمِ ؟ هَلْ تَعَوَّدْتُ أَنْ أَفْعَلَ بِكَ هكَذَا ؟ » فَقَالَ : « لا َ».
الأَتَانُ: أنثى الحمار.
ب- العهد الجديد: في رسالةِ بطرس الثانية أصحاح 2 عدد 15" قَدْ تَرَكُوا الطَّرِيقَ الْمُسْتَقِيمَ، فَضَلُّوا، تَابِعِينَ طَرِيقَ بَلْعَامَ بْنِ بَصُورَ الَّذِي أَحَبَّ أُجْرَةَ الإِثْمِ. 16وَلكِنَّهُ حَصَلَ عَلَى تَوْبِيخِ تَعَدِّيهِ، إِذْ مَنَعَ حَمَاقَةَ النَّبِيِّ حِمَارٌ أَعْجَمُ نَاطِقًا بِصَوْتِ إِنْسَانٍ".
ثانيًا: العهد الجديد ذكر الآتي:
1-بولس وصف يسوعَ المسيح بأنه ملعون...! وذلك في رسالةِ بولس إلى غلاطية أصحاح 3 عدد 13 " اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ".
2-بطرس سب و لعن يسوعَ أمام الجموع...! وذلك في إنجيل متى أصحاح 26 عدد73 " وَبَعْدَ قَلِيل جَاءَ الْقِيَامُ وَقَالُوا لِبُطْرُسَ:«حَقًّا أَنْتَ أَيْضًا مِنْهُمْ، فَإِنَّ لُغَتَكَ تُظْهِرُكَ!» 74فَابْتَدَأَ حِينَئِذٍ يَلْعَنُ وَيَحْلِفُ:«إِنِّي لاَ أَعْرِفُ الرَّجُلَ!» وَلِلْوَقْتِ صَاحَ الدِّيكُ".
وعلى هذا أكون قد انتهيتُ من الرد على هذه الشبهة التي هي أوهن من بيت العنكبوت لو كان يعلمون...
كتبه / أكرم حسن مرسي
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى