هل قتل يزيدُ بنُ معاويةَ الحسينَ؟!
الإثنين ديسمبر 31, 2018 9:46 am
هل قتل يزيدُ بنُ معاويةَ الحسينَ؟!
كثُرت الافتراءات على معاوية بل وازدادوا من النيلِ منه عن طريقِ ابنه يزيد بدعوى أنه قتل حفيدَ النبي محمد –الحسين- وأنّ معاوية وابنه هم من النواصب؛ أي: ناصبوا العداءَ إلى أهلِ البيتِ...
جاءوا بروايات كاذبات ذكرت أن يزيدَ بنَ معاوية هو من قتل الحسينَ عن طريق الأمرِ المباشرِ منه لابن زياد بقتله ثم قطع رأسِه، وإرسالها إليه في دمشق....
وأكثروا من ذكر هذه الروايات والحاكيات الكاذبات الإفتراءات....
الرد على الشبهة
أولًا: إن يزيدَ بن معاوية ليس أغلى عند المسلم من الحسينِ حفيد النبي محمد r، وإنما كان يزيدُ قد بُويع للخلافة بيعة شرعية، واستقرت الأمةُ حتى أغوى بعضُ أهل الكوفة الحسينَ فأجابهم على إغوائهم فكان في خروجه شرًا مستطيرًا، وحدثًا أليمًا في شق صدر هذه الأمة إلى أن يشاء الله.. وذلك دون قصد منه...
وأرى أن الحسينَ قد أخطأ في خروجه من مكة إلى الكوفة، وذلك بعد تحذير الصحابة الكرام له بعدم الخروج، وكذلك تحذير مسلم بن عقيل -ابن عمه- الذي أرسله أهل الكوفة، و شاهد بنفسه حال جبنهم وغدرهم...
فما كان من خروج الحسين على يزيد بن معاوية –أمير المؤمنين- إلا خطأ كبيرًا ....فمنذُ مقتله يوم عاشوراء كربلاء صارت الأمة إلى اليوم في كرب وبلاء...
كان الواجبُ عليه أن يُعلمَ أهلَ مكةَ الكتابَ وسنةَ جده النبي محمد.... ويسلك مسلك أخيه الحسن الذي حقن اللهُ على يديه دماءَ المسلمين، فقضى على الفتن والوباء....
وكان عليه أن يكتفي بإرسال النصح ليزيد عند خطئه أو ظلمه، فقد بويع بيعةً شرعيةً؛ علّمَهُ أبوه كيف يحكم البلادَ ويعاملَ العبادَ.... ولكن ما شاء اللهُ كان وما لم يشأ لم يكن... وليميز الله الخبيث من الطيب؛ فكم ظلم اليوم وأمس أهل الشيعة أهل السنة بدعوى أن كل واحد منهم ناصبي، و للحسين وذريته قد أساء....!
لم أقل : إن يزيدَ بنَ معاويةَ هو أفضل من الحسين .... حشا وكلا، لكنّ اللهَ قدّر وقسّم الأعمالَ، فسعي الناسِ شتى، وكلُّ ميسر لما خلق له، وإنْ كان من الصحب وآل....
فكان يزيدُ رجلًا محترفًا سياسيًّا وإداريًّا وعسكريًّا؛ يعملُ على تصريف الدولة مع المسلمين، والكافرين المحاربين، وغيرهم من المنافقين....
وأما الحسين: فكان رجلًا عابدًا زاهدًا داعيةَ إلى اللهِ على نهج جدِه النبي محمد r والأصفياء...
لا يملكُ الدهاء الذي كان عند يزيد في إدارة البلاد حتى ينازعه أمره....
لاسيما أنْ يزيدَ كان يحكم بشرعِ الله، ويجاهد في سبيلِ اللهِ...وقد فتح اللهُ له البلادَ، ودخل على يديه العبادَ في دين اللهِ حتى ساد على الأعتاء....
فهو بطل مجاهد حاكم بما يرضي الله، وليس من الأعداء...
ثانيَّا: إنّ يزيد بن معاوية لم يكن ناصبيًّا كما يدعي كلُّ من أساء، وإنما هو رجل حرب ودهاء؛ أراد الاحتفاظ بملكه وحكمه... فهو لم يأمر بقتل الحسين أبدًا، بل حزن لقتله، وأكرم نساءه وأهل بيته ، وذلك لما قدموا إليه الشام، فلم يكن في قصره إلا الإحزان والآلام على قتل حفيد النبي محمد r... فأكرم أهلَ بيته وأرسلهم إلى حيث أرادوا –رضي الله عن آل البيت جميعًا-....
فكلُّ ما قام به يزيدُ بن معاوية أنه أمر ابنَ زياد " والي الكوفة" أن يعالج الأمر، ويمنع تفرقة الدولة الإسلامية، ولم يأمره بقتل الحسين وإرسال رأسه إليه ....كما زعموا عنه ظلمًا وزورًا.... بل هو محض افتراء...
إنما أثم قتلة الحسين على ابن زياد، و شمّر بن ذي الجوشن ومن كان معهما ،ومن على شاكلتهما - قبحهم الله- فلم يتركوا الحسين لحاله عند التخير ...وليست هناك وسائل اتصالات سريعة لإخبار الخلفية يزيد حتى يمنعهم عن ظلمهم وطغيانهم...وما كان الحسين من الشهداء..
وكذلك أثم مقتله على شيعة الكوفة الذي طلبوه فلما جاءهم تركوه جُبنًا، وتناسوا الرسائل بالنداء، وحق الوفاء....
دليلُ ما ذكرته مراجع كتب التاريخ...ولكني اكتفي هنا بما لخصه الشيخ/ عثمانُ الخميس فيما يلي:
كثر الكلامُ حول مقتل الشهيد السعيد السيد السبط الحسين بن علي فطلب مني بعض الأخوان أن أذكر القصة الصحيحة التي أثبتها الثقات من أهل العلم ودونوها في كتبهم فأجبتهم ما يلي:
بلغ أهل العراق أن الحسين لم يبايع ليزيد بن معاوية وذلك سنة 60 هـ فأرسلوا إليه الرسل والكتب يدعونه فيها إلى البيعة، وذلك أنهم لا يريدون يزيد ولا أباه ولا عثمان ولا عمر ولا أبا بكر إنهم لا يريدون إلا علياً وأولاده، وبلغت الكتب التي وصلت إلى الحسين أكثر من خمسمائة كتاب. عند ذلك أرسل الحسين ابن عمه مسلم بن عقيل ليتقصى الأمور ويتعرف على حقيقة البيعة وجليتها، فلما وصل مسلم إلى الكوفة تيقن أن الناس يريدون الحسين فبايعه الناس على بيعة الحسين، وذلك في دار هانئ بن عروة، ولما بلغ الأمرُ يزيدَ بن معاوية في الشام أرسل إلى عبيد الله بن زياد والي البصرة ليعالج هذه القضية ويمنع أهل الكوفة من الخروج عليه مع الحسين -عليه السلام- فدخل عبيد الله بن زياد إلى الكوفة وأخذ يتحرى الأمر ويسأل حتى علم أن دار هانئ بن عروة هي مقر مسلم بن عقيل وفيها تتم المبايعة.
فأرسل إلى هانئ بن عروة وسأله عن مسلم بعد أن بيّن له أنه قد علم بكل شيء، قال هانئ بن عروة قولته المشهورة التي تدل على شجاعته وحسن جواره:" والله لو كان تحت قدمي هاتين ما رفعتها فضربه عبيد الله بن زياد وأمر بحبسه".
فلما بلغ الخبر مسلم بن عقيل خرج على عبيدالله بن زياد وحاصر قصره بأربعة آلاف من مؤيديه وذلك في الظهيرة.
فقام فيهم عبيد الله بن زياد وخوفهم بجيش من الشام ورغبهم ورهبهم فصاروا ينصرفون عنه حتى لم يبق معه إلا ثلاثون رجلاً فقط. وما غابت الشمس إلا ومسلم بن عقيل وحده ليس معه أحد.
فقبض عليه وأمر عبيدالله بن زياد بقتله فطلب منه مسلم أن يرسل رسالة إلى الحسين فأذن عبيد الله وهذا نص رسالته:" ارجع بأهلك ولا يغرنك أهل الكوفة فإن أهل الكوفة قد كذبوك وكذبوني وليس لكاذب رأي".
ثم أمر عبيد الله بقتل مسلم بن عقيل وذلك في يوم عرفة، وكان مسلم بن عقيل قد أرسل إلى الحسين -عليه السلام- أن أقدم فخرج الحسين من مكة يوم التروية وحاول منعه كثير من الصحابة ونصحوه بعدم الخروج ،مثل: ابن عباس، وابن عمر ، وابن الزبير، وأبي سعيد الخدري ، وابن عمرو وأخيه محمد بن الحنفية وغيرهم.....
فهذا أبو سعيد الخدري يقول له: "يا أبا عبد الله إني لك ناصح وإني عليكم مشفق قد بلغني أن قد كاتبكم قوم من شيعتكم بالكوفة يدعونك إلى الخروج إليهم فلا تخرج إليهم فإني سمعت أباك يقول في الكوفة:" والله قد مللتهم وأبغضتهم وملوني وأبغضوني وما يكون منهم وفاء قط ومن فاز بهم بالسهم الأخيب والله ما لهم من نيات ولا عزم على أمر ولا صبر على سيف".
وهذا ابن عمر يقول للحسين:" إني مُحدثك حديثاً: إن جبريل أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- فخيره بين الدنيا والآخرة فاختار الآخرة ، ولم يرد الدنيا وإنك بضعة منه والله ما يليها أحد منكم أبدًا وما صرفها الله عنكم إلا للذي هو خير لكم فأبى أن يرجع فاعتنقه وبكى وقال:" استودعك الله من قتيل".
ثم جاء الحسينَ خبرُ مسلمَ بن عقيل عن طريق الرسول الذي أرسله مسلم فهمّ الحسين بالرجوع فامتنع أبناء مسلم وقالوا:" لا ترجع حتى نأخذ بثأر أبينا فنزل الحسين على رأيهم".
وكان عبيد الله بن زياد قد أرسل كتيبة قوامها ألف رجل بقيادة الحر بن يزيد التميمي ليمنع الحسين من القدوم إلى الكوفة فالتقى الحر مع الحسين في القادسية، وحاول منع الحسين من التقدم فقال له الحسينُ:" ابتعد عني ثكلتك أمك". فقال الحر:" والله لو قالها غيرك من العرب لاقتصصت منه ومن أمه، ولكن ماذا أقول لك وأمك سيدة نساء العالمين- رضي الله عنها-".
ولما تقدم الحسين إلى كربلاء وصلت بقية جيش عبيد الله بن زياد وهم أربعة آلاف بقيادة عمر بن سعد فقال الحسين: ما هذا المكان؟ فقالوا له:" إنها كربلاء".، فقال:" كرب وبلاء."
ولما رأى الحسين هذا الجيش العظيم علم أن لا طاقة له بهم وقال: إني أخيّركم بين أمرين:
1- أن تدعوني أرجع.
2- أو تتركوني أذهب إلى يزيدَ في الشام.
فقال له عمر بن سعد: أرسل إلى يزيد ، وأرسل أنا إلى عبيد الله فلم يرسل الحسين إلى يزيد. وأرسل عمر إلى عبيد الله فأبى إلا أن يستأسر الحسين له. ولما بلغ الحسين ما قال عبيد الله بن زياد أبى أن يستأسر له، فكان القتال بين (ثلاثة وسبعين مقاتلاً مقابل خمسة آلاف)، وكان قد انضم إلى الحسين من جيش الكوفة ثلاثون رجلاً على رأسهم الحر بن يزيد التميمي ولما عاب عليه قومه ذلك. قال:" والله إني أخير نفسي بين الجنة والنار. ولاشك أن المعركة كانت غير متكافئة من حيث العدد فقتل أصحاب الحسين كلهم بين يديه يدافعون عنه حتى بقي وحده وكان كالأسد ولكنها الكثرة وكان كل واحد من جيش الكوفة يتمنى لو غيره كفاه قتل الحسن حتى لا يبتلى بدمه -رضي الله عنه -.
حتى قام رجل خبيث يقال له شمّرُ بنُ ذي الجوشن فرمى الحسين برمحه فأسقطه أرضاً فاجتمعوا عليه وقتلوه شهيدًا ....
ويقال إن شمّر بن ذي الجوشن هو الذي اجتز رأس الحسين، وقيل: سنان بن أنس النخعي والله أعلم.
وأما قصة منع الماء وأنه مات عطشاً وغير ذلك من الزيادات التي إنما تذكر لدغدغة المشاعر فلا يثبت منها شيء. وما ثبت يغني.. ولاشك أنها قصة محزنة مؤلمة ، وخاب وخسر من شارك في قتل الحسين ومن معه وباء بغضب من ربه وللشهيد السعيد ومن معه الرحمة والرضوان من الله ومنا الدعاء والترضي.
من قتل مع الحسين في الطف:
من أولاد علي بن أبي طالب: أبوبكر، محمد، عثمان، جعفر، العباس.
من أولاد الحسين: علي الأكبر، عبد الله.
من أولاد الحسن: أبو بكر، عبدالله، القاسم.
من أولاد عقيل: جعفر، عبدالله، عبد الرحمن، عبدالله بن مسلم بن عقيل.
من أولاد عبدالله بن جعفر: عون، محمد.
وأضف إليهم الحسين ومسلم بن عقيل -رضي الله عنهم أجمعين-.
عن أم سلمة قالت: كان جبريل عند النبي r والحسين معي، فبكى الحسين فتركته فدخل على النبي -صلى الله عليه وسلم- فدنى من النبي r فقال جبريل: أتحبه يا محمد؟ فقال: نعم. قال: إن أمتك ستقتله، وإن شئت أريتك من تربة الأرض التي يقتل بها فأراه إياها فإذا الأرض يقال لها كربلاء..
"أخرجه أحمد في فضائل الصحابة بسند حسن".
وأما ما رُوي من أن السماء صارت تمطر دماً وأن الجدرَ كان يكون عليها الدم أو ما يرفع حجر إلا ويوجد تحته دم أو ما يذبحون جزورًا إلا صار كله دمًا فهذه كلها تذكر لإثارة العواطف ليس لها أسانيد صحيحة....
حكم خروج الحسين:
لم يكن في خروج الحسين - عليه السلام- مصلحة لا في دين ولا دنيا، ولذلك نهاه كثير من الصحابة وحاولوا منعه وهو قد هم بالرجوع لولا أولاد مسلم، بل بهذا الخروج نال أولئك الظلمة الطغاة من سبط رسول الله - صلى الله عليه وسلم- حتى قتلوه مظلومًا شهيدًا.
وكان في خروجه وقتله من الفساد ما لم يكن يحصل لو قعد في بلده (لكان خيرا لأمة الإسلام) ولكنه أمر الله - تبارك وتعالى- وما قدر الله كان ولو لم يشأ الناس.
وقتل الحسين ليس هو بأعظم من قتلِ الأنبياء وقد قدم رأس يحي - عليه السلام- مهرًا لبغي، وقُتل زكريا - عليه السلام- وكثير من الأنبياء قتلوا كما قال تعالى:" قل قد جاءكم رسل من قبلي بالبيانات وبالذي قلتم فلم قتلتموهم إن كنتم صادقين"
وكذلك قتل عمر وعثمان - رضي الله عنهم أجمعين...
كيف نتعامل مع هذا الحدث:
لا يجوز لمن يخاف الله إذا تذكر قتل الحسين ومن معه - رضي الله عنهم- أن يقوم بلطم الخدود وشق الجيوب والنوح وما شابه ذلك، فقد ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم- أنه قال:" ليس منا لطم الخدود وشق الجيوب...". أخرجه البخاري.
وقال:" أنا بريء من الصالقة والحالقة والشاقة...". أخرجه مسلم.
وقال:" إن النائحة إذا لم تتب فإنها تلبس يوم القيامة درعاً من جرب وسربالاً من قطران...". أخرجه مسلم.
والواجب على المسلم العاقل إذا تذكر مثل هذه المصائب أن يقول كما أمره الله تعالى:" الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون".".
وما علم أن علي بن الحسين أو ابنه محمدا أو ابنه جعفر أو موسى بن جعفر - رضي الله عنهم- ما عرف عنهم ولا عن غيرهم من أئمة الهدى أنهم لطموا أو شقوا أو صاحوا فهؤلاء هم قدوتنا فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم إن التشبه بالكرام فلاح.
موقف يزيد من قتل الحسين:
لم يكن ليزيد يد في قتل الحسين، ولا نقول هذا دفاعًا عن يزيد، ولكن دفاعًا عن الحق، فيزيد لا يهمنا من قريب ولا بعيد....
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: أن يزيد بن معاوية لم يأمر بقتل الحسين باتفاق أهل النقل، ولكن كتب إلى ابن زياد أن يمنعه عن ولاية العراق، ولما بلغ يزيد قتل الحسين أظهر التوجع على ذلك، وظهر البكاء في داره ولم يسبِ لهم حريما، بل أكرم أهل بيته وأجازهم حتى ردهم إلى بلادهم، وأما الروايات التي تقول: إنه أهين نساء آل بيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وأنهن أخذن إلى الشام مسبيات وأهن هناك، هذا كلام باطل، بل كان بنو أمية يعظمون بني هاشم، ولذلك لما تزوج الحجاج بن يوسف من فاطمة بنت عبد الله بن جعفر لم يقبل عبد الملك بن مروان هذا الأمر، وأمر الحجاج أن يعتزلها وأن يطلقها فهم كانوا يعظمون بني هاشم ولم تسب هاشمية قط. اهـ
رأس الحسين:
لم يثبت أن رأس الحسين أرسل إلى يزيد بالشام بل الصحيح أن الحسين قتل في كربلاء ورأسه أخذ إلى عبيد الله بن زياد في الكوفة، ولا يعلم قبر الحسين ولا يعلم مكان رأسه - عليه السلام-
والله تعالى أعلى وأعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. اهـ بتصرف يسير.
وبالتالي : يمكن القول بأنّ هذا الزعمَ زعمٌ باطل كاذب على أمير المؤمنين يزيد بن معاوية... فالقول بأنه وأباه وأهله نواصب لا يخرج إلا من الروافض الذي قتلوا الحسين لما استغاثوا به أن يأتيهم، فلما جاءهم خذلوه، وخلوا بينه وبين الأعداء والاعتداء....
ثالثًا:إنْ قيل: لماذا لم يعاقب يزيد بن معاوية قائده بن زياد الذي قتل الحسين ومن معه...؟!
قلتُ: إنّ يزيد رجل دوله همه الحفاظ على كرسيه وحكمه وقد دمعت عيناه، ولعنه فور وصول الخبر وقبل قدومه...كما أنّ بن زياد قد بين له أنّ الحسين كان يريد زعزعة ملكه ، وخلعه من عرشه...وأنه ما أراد إلا حفظ ملكه، وعرشه، ومنع الفتن والدماء قبل أن يلتف حوله المخربون الغوغاء...
وعلى هذا أكون قد نسفت هذه الشبهة، وهذا الافتراء والادعاء...
كتبه / أكرم حسن مرسي
كثُرت الافتراءات على معاوية بل وازدادوا من النيلِ منه عن طريقِ ابنه يزيد بدعوى أنه قتل حفيدَ النبي محمد –الحسين- وأنّ معاوية وابنه هم من النواصب؛ أي: ناصبوا العداءَ إلى أهلِ البيتِ...
جاءوا بروايات كاذبات ذكرت أن يزيدَ بنَ معاوية هو من قتل الحسينَ عن طريق الأمرِ المباشرِ منه لابن زياد بقتله ثم قطع رأسِه، وإرسالها إليه في دمشق....
وأكثروا من ذكر هذه الروايات والحاكيات الكاذبات الإفتراءات....
الرد على الشبهة
أولًا: إن يزيدَ بن معاوية ليس أغلى عند المسلم من الحسينِ حفيد النبي محمد r، وإنما كان يزيدُ قد بُويع للخلافة بيعة شرعية، واستقرت الأمةُ حتى أغوى بعضُ أهل الكوفة الحسينَ فأجابهم على إغوائهم فكان في خروجه شرًا مستطيرًا، وحدثًا أليمًا في شق صدر هذه الأمة إلى أن يشاء الله.. وذلك دون قصد منه...
وأرى أن الحسينَ قد أخطأ في خروجه من مكة إلى الكوفة، وذلك بعد تحذير الصحابة الكرام له بعدم الخروج، وكذلك تحذير مسلم بن عقيل -ابن عمه- الذي أرسله أهل الكوفة، و شاهد بنفسه حال جبنهم وغدرهم...
فما كان من خروج الحسين على يزيد بن معاوية –أمير المؤمنين- إلا خطأ كبيرًا ....فمنذُ مقتله يوم عاشوراء كربلاء صارت الأمة إلى اليوم في كرب وبلاء...
كان الواجبُ عليه أن يُعلمَ أهلَ مكةَ الكتابَ وسنةَ جده النبي محمد.... ويسلك مسلك أخيه الحسن الذي حقن اللهُ على يديه دماءَ المسلمين، فقضى على الفتن والوباء....
وكان عليه أن يكتفي بإرسال النصح ليزيد عند خطئه أو ظلمه، فقد بويع بيعةً شرعيةً؛ علّمَهُ أبوه كيف يحكم البلادَ ويعاملَ العبادَ.... ولكن ما شاء اللهُ كان وما لم يشأ لم يكن... وليميز الله الخبيث من الطيب؛ فكم ظلم اليوم وأمس أهل الشيعة أهل السنة بدعوى أن كل واحد منهم ناصبي، و للحسين وذريته قد أساء....!
لم أقل : إن يزيدَ بنَ معاويةَ هو أفضل من الحسين .... حشا وكلا، لكنّ اللهَ قدّر وقسّم الأعمالَ، فسعي الناسِ شتى، وكلُّ ميسر لما خلق له، وإنْ كان من الصحب وآل....
فكان يزيدُ رجلًا محترفًا سياسيًّا وإداريًّا وعسكريًّا؛ يعملُ على تصريف الدولة مع المسلمين، والكافرين المحاربين، وغيرهم من المنافقين....
وأما الحسين: فكان رجلًا عابدًا زاهدًا داعيةَ إلى اللهِ على نهج جدِه النبي محمد r والأصفياء...
لا يملكُ الدهاء الذي كان عند يزيد في إدارة البلاد حتى ينازعه أمره....
لاسيما أنْ يزيدَ كان يحكم بشرعِ الله، ويجاهد في سبيلِ اللهِ...وقد فتح اللهُ له البلادَ، ودخل على يديه العبادَ في دين اللهِ حتى ساد على الأعتاء....
فهو بطل مجاهد حاكم بما يرضي الله، وليس من الأعداء...
ثانيَّا: إنّ يزيد بن معاوية لم يكن ناصبيًّا كما يدعي كلُّ من أساء، وإنما هو رجل حرب ودهاء؛ أراد الاحتفاظ بملكه وحكمه... فهو لم يأمر بقتل الحسين أبدًا، بل حزن لقتله، وأكرم نساءه وأهل بيته ، وذلك لما قدموا إليه الشام، فلم يكن في قصره إلا الإحزان والآلام على قتل حفيد النبي محمد r... فأكرم أهلَ بيته وأرسلهم إلى حيث أرادوا –رضي الله عن آل البيت جميعًا-....
فكلُّ ما قام به يزيدُ بن معاوية أنه أمر ابنَ زياد " والي الكوفة" أن يعالج الأمر، ويمنع تفرقة الدولة الإسلامية، ولم يأمره بقتل الحسين وإرسال رأسه إليه ....كما زعموا عنه ظلمًا وزورًا.... بل هو محض افتراء...
إنما أثم قتلة الحسين على ابن زياد، و شمّر بن ذي الجوشن ومن كان معهما ،ومن على شاكلتهما - قبحهم الله- فلم يتركوا الحسين لحاله عند التخير ...وليست هناك وسائل اتصالات سريعة لإخبار الخلفية يزيد حتى يمنعهم عن ظلمهم وطغيانهم...وما كان الحسين من الشهداء..
وكذلك أثم مقتله على شيعة الكوفة الذي طلبوه فلما جاءهم تركوه جُبنًا، وتناسوا الرسائل بالنداء، وحق الوفاء....
دليلُ ما ذكرته مراجع كتب التاريخ...ولكني اكتفي هنا بما لخصه الشيخ/ عثمانُ الخميس فيما يلي:
كثر الكلامُ حول مقتل الشهيد السعيد السيد السبط الحسين بن علي فطلب مني بعض الأخوان أن أذكر القصة الصحيحة التي أثبتها الثقات من أهل العلم ودونوها في كتبهم فأجبتهم ما يلي:
بلغ أهل العراق أن الحسين لم يبايع ليزيد بن معاوية وذلك سنة 60 هـ فأرسلوا إليه الرسل والكتب يدعونه فيها إلى البيعة، وذلك أنهم لا يريدون يزيد ولا أباه ولا عثمان ولا عمر ولا أبا بكر إنهم لا يريدون إلا علياً وأولاده، وبلغت الكتب التي وصلت إلى الحسين أكثر من خمسمائة كتاب. عند ذلك أرسل الحسين ابن عمه مسلم بن عقيل ليتقصى الأمور ويتعرف على حقيقة البيعة وجليتها، فلما وصل مسلم إلى الكوفة تيقن أن الناس يريدون الحسين فبايعه الناس على بيعة الحسين، وذلك في دار هانئ بن عروة، ولما بلغ الأمرُ يزيدَ بن معاوية في الشام أرسل إلى عبيد الله بن زياد والي البصرة ليعالج هذه القضية ويمنع أهل الكوفة من الخروج عليه مع الحسين -عليه السلام- فدخل عبيد الله بن زياد إلى الكوفة وأخذ يتحرى الأمر ويسأل حتى علم أن دار هانئ بن عروة هي مقر مسلم بن عقيل وفيها تتم المبايعة.
فأرسل إلى هانئ بن عروة وسأله عن مسلم بعد أن بيّن له أنه قد علم بكل شيء، قال هانئ بن عروة قولته المشهورة التي تدل على شجاعته وحسن جواره:" والله لو كان تحت قدمي هاتين ما رفعتها فضربه عبيد الله بن زياد وأمر بحبسه".
فلما بلغ الخبر مسلم بن عقيل خرج على عبيدالله بن زياد وحاصر قصره بأربعة آلاف من مؤيديه وذلك في الظهيرة.
فقام فيهم عبيد الله بن زياد وخوفهم بجيش من الشام ورغبهم ورهبهم فصاروا ينصرفون عنه حتى لم يبق معه إلا ثلاثون رجلاً فقط. وما غابت الشمس إلا ومسلم بن عقيل وحده ليس معه أحد.
فقبض عليه وأمر عبيدالله بن زياد بقتله فطلب منه مسلم أن يرسل رسالة إلى الحسين فأذن عبيد الله وهذا نص رسالته:" ارجع بأهلك ولا يغرنك أهل الكوفة فإن أهل الكوفة قد كذبوك وكذبوني وليس لكاذب رأي".
ثم أمر عبيد الله بقتل مسلم بن عقيل وذلك في يوم عرفة، وكان مسلم بن عقيل قد أرسل إلى الحسين -عليه السلام- أن أقدم فخرج الحسين من مكة يوم التروية وحاول منعه كثير من الصحابة ونصحوه بعدم الخروج ،مثل: ابن عباس، وابن عمر ، وابن الزبير، وأبي سعيد الخدري ، وابن عمرو وأخيه محمد بن الحنفية وغيرهم.....
فهذا أبو سعيد الخدري يقول له: "يا أبا عبد الله إني لك ناصح وإني عليكم مشفق قد بلغني أن قد كاتبكم قوم من شيعتكم بالكوفة يدعونك إلى الخروج إليهم فلا تخرج إليهم فإني سمعت أباك يقول في الكوفة:" والله قد مللتهم وأبغضتهم وملوني وأبغضوني وما يكون منهم وفاء قط ومن فاز بهم بالسهم الأخيب والله ما لهم من نيات ولا عزم على أمر ولا صبر على سيف".
وهذا ابن عمر يقول للحسين:" إني مُحدثك حديثاً: إن جبريل أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- فخيره بين الدنيا والآخرة فاختار الآخرة ، ولم يرد الدنيا وإنك بضعة منه والله ما يليها أحد منكم أبدًا وما صرفها الله عنكم إلا للذي هو خير لكم فأبى أن يرجع فاعتنقه وبكى وقال:" استودعك الله من قتيل".
ثم جاء الحسينَ خبرُ مسلمَ بن عقيل عن طريق الرسول الذي أرسله مسلم فهمّ الحسين بالرجوع فامتنع أبناء مسلم وقالوا:" لا ترجع حتى نأخذ بثأر أبينا فنزل الحسين على رأيهم".
وكان عبيد الله بن زياد قد أرسل كتيبة قوامها ألف رجل بقيادة الحر بن يزيد التميمي ليمنع الحسين من القدوم إلى الكوفة فالتقى الحر مع الحسين في القادسية، وحاول منع الحسين من التقدم فقال له الحسينُ:" ابتعد عني ثكلتك أمك". فقال الحر:" والله لو قالها غيرك من العرب لاقتصصت منه ومن أمه، ولكن ماذا أقول لك وأمك سيدة نساء العالمين- رضي الله عنها-".
ولما تقدم الحسين إلى كربلاء وصلت بقية جيش عبيد الله بن زياد وهم أربعة آلاف بقيادة عمر بن سعد فقال الحسين: ما هذا المكان؟ فقالوا له:" إنها كربلاء".، فقال:" كرب وبلاء."
ولما رأى الحسين هذا الجيش العظيم علم أن لا طاقة له بهم وقال: إني أخيّركم بين أمرين:
1- أن تدعوني أرجع.
2- أو تتركوني أذهب إلى يزيدَ في الشام.
فقال له عمر بن سعد: أرسل إلى يزيد ، وأرسل أنا إلى عبيد الله فلم يرسل الحسين إلى يزيد. وأرسل عمر إلى عبيد الله فأبى إلا أن يستأسر الحسين له. ولما بلغ الحسين ما قال عبيد الله بن زياد أبى أن يستأسر له، فكان القتال بين (ثلاثة وسبعين مقاتلاً مقابل خمسة آلاف)، وكان قد انضم إلى الحسين من جيش الكوفة ثلاثون رجلاً على رأسهم الحر بن يزيد التميمي ولما عاب عليه قومه ذلك. قال:" والله إني أخير نفسي بين الجنة والنار. ولاشك أن المعركة كانت غير متكافئة من حيث العدد فقتل أصحاب الحسين كلهم بين يديه يدافعون عنه حتى بقي وحده وكان كالأسد ولكنها الكثرة وكان كل واحد من جيش الكوفة يتمنى لو غيره كفاه قتل الحسن حتى لا يبتلى بدمه -رضي الله عنه -.
حتى قام رجل خبيث يقال له شمّرُ بنُ ذي الجوشن فرمى الحسين برمحه فأسقطه أرضاً فاجتمعوا عليه وقتلوه شهيدًا ....
ويقال إن شمّر بن ذي الجوشن هو الذي اجتز رأس الحسين، وقيل: سنان بن أنس النخعي والله أعلم.
وأما قصة منع الماء وأنه مات عطشاً وغير ذلك من الزيادات التي إنما تذكر لدغدغة المشاعر فلا يثبت منها شيء. وما ثبت يغني.. ولاشك أنها قصة محزنة مؤلمة ، وخاب وخسر من شارك في قتل الحسين ومن معه وباء بغضب من ربه وللشهيد السعيد ومن معه الرحمة والرضوان من الله ومنا الدعاء والترضي.
من قتل مع الحسين في الطف:
من أولاد علي بن أبي طالب: أبوبكر، محمد، عثمان، جعفر، العباس.
من أولاد الحسين: علي الأكبر، عبد الله.
من أولاد الحسن: أبو بكر، عبدالله، القاسم.
من أولاد عقيل: جعفر، عبدالله، عبد الرحمن، عبدالله بن مسلم بن عقيل.
من أولاد عبدالله بن جعفر: عون، محمد.
وأضف إليهم الحسين ومسلم بن عقيل -رضي الله عنهم أجمعين-.
عن أم سلمة قالت: كان جبريل عند النبي r والحسين معي، فبكى الحسين فتركته فدخل على النبي -صلى الله عليه وسلم- فدنى من النبي r فقال جبريل: أتحبه يا محمد؟ فقال: نعم. قال: إن أمتك ستقتله، وإن شئت أريتك من تربة الأرض التي يقتل بها فأراه إياها فإذا الأرض يقال لها كربلاء..
"أخرجه أحمد في فضائل الصحابة بسند حسن".
وأما ما رُوي من أن السماء صارت تمطر دماً وأن الجدرَ كان يكون عليها الدم أو ما يرفع حجر إلا ويوجد تحته دم أو ما يذبحون جزورًا إلا صار كله دمًا فهذه كلها تذكر لإثارة العواطف ليس لها أسانيد صحيحة....
حكم خروج الحسين:
لم يكن في خروج الحسين - عليه السلام- مصلحة لا في دين ولا دنيا، ولذلك نهاه كثير من الصحابة وحاولوا منعه وهو قد هم بالرجوع لولا أولاد مسلم، بل بهذا الخروج نال أولئك الظلمة الطغاة من سبط رسول الله - صلى الله عليه وسلم- حتى قتلوه مظلومًا شهيدًا.
وكان في خروجه وقتله من الفساد ما لم يكن يحصل لو قعد في بلده (لكان خيرا لأمة الإسلام) ولكنه أمر الله - تبارك وتعالى- وما قدر الله كان ولو لم يشأ الناس.
وقتل الحسين ليس هو بأعظم من قتلِ الأنبياء وقد قدم رأس يحي - عليه السلام- مهرًا لبغي، وقُتل زكريا - عليه السلام- وكثير من الأنبياء قتلوا كما قال تعالى:" قل قد جاءكم رسل من قبلي بالبيانات وبالذي قلتم فلم قتلتموهم إن كنتم صادقين"
وكذلك قتل عمر وعثمان - رضي الله عنهم أجمعين...
كيف نتعامل مع هذا الحدث:
لا يجوز لمن يخاف الله إذا تذكر قتل الحسين ومن معه - رضي الله عنهم- أن يقوم بلطم الخدود وشق الجيوب والنوح وما شابه ذلك، فقد ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم- أنه قال:" ليس منا لطم الخدود وشق الجيوب...". أخرجه البخاري.
وقال:" أنا بريء من الصالقة والحالقة والشاقة...". أخرجه مسلم.
وقال:" إن النائحة إذا لم تتب فإنها تلبس يوم القيامة درعاً من جرب وسربالاً من قطران...". أخرجه مسلم.
والواجب على المسلم العاقل إذا تذكر مثل هذه المصائب أن يقول كما أمره الله تعالى:" الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون".".
وما علم أن علي بن الحسين أو ابنه محمدا أو ابنه جعفر أو موسى بن جعفر - رضي الله عنهم- ما عرف عنهم ولا عن غيرهم من أئمة الهدى أنهم لطموا أو شقوا أو صاحوا فهؤلاء هم قدوتنا فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم إن التشبه بالكرام فلاح.
موقف يزيد من قتل الحسين:
لم يكن ليزيد يد في قتل الحسين، ولا نقول هذا دفاعًا عن يزيد، ولكن دفاعًا عن الحق، فيزيد لا يهمنا من قريب ولا بعيد....
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: أن يزيد بن معاوية لم يأمر بقتل الحسين باتفاق أهل النقل، ولكن كتب إلى ابن زياد أن يمنعه عن ولاية العراق، ولما بلغ يزيد قتل الحسين أظهر التوجع على ذلك، وظهر البكاء في داره ولم يسبِ لهم حريما، بل أكرم أهل بيته وأجازهم حتى ردهم إلى بلادهم، وأما الروايات التي تقول: إنه أهين نساء آل بيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وأنهن أخذن إلى الشام مسبيات وأهن هناك، هذا كلام باطل، بل كان بنو أمية يعظمون بني هاشم، ولذلك لما تزوج الحجاج بن يوسف من فاطمة بنت عبد الله بن جعفر لم يقبل عبد الملك بن مروان هذا الأمر، وأمر الحجاج أن يعتزلها وأن يطلقها فهم كانوا يعظمون بني هاشم ولم تسب هاشمية قط. اهـ
رأس الحسين:
لم يثبت أن رأس الحسين أرسل إلى يزيد بالشام بل الصحيح أن الحسين قتل في كربلاء ورأسه أخذ إلى عبيد الله بن زياد في الكوفة، ولا يعلم قبر الحسين ولا يعلم مكان رأسه - عليه السلام-
والله تعالى أعلى وأعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. اهـ بتصرف يسير.
وبالتالي : يمكن القول بأنّ هذا الزعمَ زعمٌ باطل كاذب على أمير المؤمنين يزيد بن معاوية... فالقول بأنه وأباه وأهله نواصب لا يخرج إلا من الروافض الذي قتلوا الحسين لما استغاثوا به أن يأتيهم، فلما جاءهم خذلوه، وخلوا بينه وبين الأعداء والاعتداء....
ثالثًا:إنْ قيل: لماذا لم يعاقب يزيد بن معاوية قائده بن زياد الذي قتل الحسين ومن معه...؟!
قلتُ: إنّ يزيد رجل دوله همه الحفاظ على كرسيه وحكمه وقد دمعت عيناه، ولعنه فور وصول الخبر وقبل قدومه...كما أنّ بن زياد قد بين له أنّ الحسين كان يريد زعزعة ملكه ، وخلعه من عرشه...وأنه ما أراد إلا حفظ ملكه، وعرشه، ومنع الفتن والدماء قبل أن يلتف حوله المخربون الغوغاء...
وعلى هذا أكون قد نسفت هذه الشبهة، وهذا الافتراء والادعاء...
كتبه / أكرم حسن مرسي
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى