رد شبهة : قتل معاوية للحسن بن علي بالسم ..!!
الجمعة ديسمبر 21, 2018 8:00 am
هل قتل معاويةُ الحسنَ بن علي - رضي الله عنهم- بالسم؟!
قالوا : ذُكرت روايات تذكر أن معاوية بن أبي سفيان قد قتل الحسن بن علي بالسم بعد أن تصالحا ....!
أليس هذا غدرًا ....؟!
الرد على الشبهة
أولًا: إن معاويةَ أعظم من أن يُنسب إليه مثل هذه الترهات والسخافات؛ لاسيما إذا علمنا أن الحسنَ قد تنازل لمعاويةَ عن الخلافة له بعد أن رأى ما هو الأصلح لأمة النبي الأمين....
وبهذا الصلح قد حُقنت على يديه دماء المسلمين، وانتفع به الدين، فما هي الدوافع المقنعة لقتله بهذا الوصف المهين... ؟!
وهذه النبوة ذكرها النبيُّ محمد بهيئتها كأنه يراها r بوصف مبين.....وذلك في صحيح البخاري برقم 3357 عَنْ الْحَسَنِ عَنْ أَبِي بَكْرَةَ أَخْرَجَ النَّبِيُّ r ذَاتَ يَوْمٍ الْحَسَنَ فَصَعِدَ بِهِ عَلَى الْمِنْبَرِ فَقَالَ: "ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ وَلَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ مِنْ الْمُسْلِمِينَ".
ثم كيف يقوم معاوية بهذه المؤامرة لقتله؛ وقد ذكر هو فضل الحسن بن علي ومحبته له... ؟!!
جاء في مسند أحمد برقم 16245 عَنْ مُعَاوِيَةَ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ r يَمُصُّ لِسَانَهُ أَوْ قَالَ شَفَتَهُ - يَعْنِي الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ- وَإِنَّهُ لَنْ يُعَذَّبَ لِسَانٌ أَوْ شَفَتَانِ مَصَّهُمَا رَسُولُ اللَّهِ r.
تعليق شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح.
والمقصود من الحديث: هو تحنيك الطفل الرضيع بالتمر وما شابه- وهذا مفيد علميا للرضيع- فالراوي هو معاوية ذاكرًا محبة النبي محمد له وهو رضيع، فهل من فضل الصحبة أن يضع سمًا في فم روى عنه أن النبي محمدًا أحبه....؟!
ثانيًّا: إن الراويات المتعلقة بهذا الشأن روايات مكذوبة تلاعبت بها أيدي الشيعية الرافضة للنيل من معاوية ، فلم يرد إلينا إلى يومنا هذا أقرار أو شهود أو بينه ضد معاوية ، وما هو إلا ظنٌ سيئٌ لا يغني من الحق شيئًا...
وقد أوضح وأحسن في هذا الأمر المؤرخ الليبي د.علي الصلابي في كتابه معاوية بن أبي سفيان – شخصيته وعصره ( ص:231 إلى 233).
قال -حفظه اللهُ-: ذكرت بعض الروايات أن الحسن بن علي توفي متأثرًا بالسم الذي وضع له، وقد اتجهت أصابع الاتهام نحو زوجة الحسن جعدة بنت الأشعث بن قيس أمير كندة فهذه أم موسى سرية علي تتهم جعدة بأنها دست السم للحسن، فاشتكى منه شكاة: فكان يوضع تحته طست، وترفع أخرى نحوًا من أربعين يومًا ، وهذه رواية إسنادها لا يصح وهي ضعيفة ، وحاول البعض من الإخباريين والرواة أن يوجد علاقة بين البيعة ليزيد ووفاة الحسن، وزعموا أن يزيد بن معاوية أرسل إلى جعدة بنت قيس أن ُسمي حسناً فإني سأتزوجك، ففعلت، فلما مات الحسن بعثت جعدة إلى يزيد تسأله الوفاء: فقال: إنا والله لم نرضك له أفنرضاك لأنفسنا، وفي سندها يزيد بن عياض بن جعدية، كذبه مالك وغيره ، وقد وردت هذه الروايات في كتب أهل السنة بدون تمحيص، مع العلم أن أسانيد تلك الروايات أسانيدها ضعيفة .
1 ـ قال ابنُ العربي: فإن قيل: دس على الحسن من تسمَّه، قلنا هذا محال من وجهين: أحدهما: أنه ما كان ليتقي من الحسن بأسًا وقد سلَّم الأمر، الثاني: أنه أمر مغيب لا يعلمه إلا الله، فكيف تحملونه بغير بيَّنة على أحد من خلقه في زمن متباعد ولم نثق فيه بنقل ناقل، بين أيدي قوم ذوي أهواء، وفي حال فتنة وعصبية، ينسب كل واحد إلى صاحبه ما لا ينبغي، فلا يقبل منها إلا الصافي، ولا يسمع فيها إلا من العدل الصميم .
2 ـ وقال ابنُ تيمية: وأما قوله: معاوية سمّ الحسن، فهذا ممن ذكره بعض الناس، ولم يثبت ذلك ببينة شرعية، أو إقرار معتبر، ولا نقل يجزم به، وهذا مما لا يمكن العلم به، فالقول به قول بلا علم. وقد جاء عن ابن تيمية في رده عن اتهام معاوية بسمّ الحسن، وأنه أمر الأشعث بن قيس بتنفيذ هذه الجريمة وكانت ابنته تحت الحسن، حيث قال: وإذا قيل إن معاوية أمر أباها كان هذا ظناً محضاً، والنبي r قال: "إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث" . ثم أن الأشعث بن قيس مات سنة أربعين وقيل سنة إحدى وأربعين ولهذا لم يذكر في الصلح الذي كان بين معاوية والحسن بن علي، فلو كان شاهدًا لكان يكون له ذكر في ذلك، وإذا كان قد مات قبل الحسن بنحو عشر سنين فكيف يكون هو الذي أمر بنته . وهذا يدل على قدرة ابن تيمية للنقد العلمي القوي للروايات التاريخية.
3 ـ وقال الذهبيُّ: قلت هذا شيء لا يصح فمن الذي أطلع عليه.
4 ـ وقال ابنُ كثير: روي بعضهم أن يزيد بن معاوية بعث إلى جعدة بنت الأشعث أن سُمَّي الحسن وأنا أتزوجك بعده ففعلت، فلما مات الحسن بعثت إليه فقال: إنا والله لم نرضك للحسن، أفنرضاك لأنفسنا؟ وعندي أن هذا ليس بصحيح، وعدم صحته عن أبيه معاوية بطريق الأولى و الأحرى.
5 ـ وقال ابنُ خلدون: وما نقل من أن معاوية دس إليه السم مع زوجته جعدة بنت الأشعث، فهو من أحاديث الشيعة، حاشا لمعاوية من ذلك .
6 ـ د. جميل المصري: وقد علق على هذه القضية بقوله:…ثم حدث افتعال قضية سم الحسن من قبل معاوية أو يزيد .. ويبدو أن افتعال هذه القضية لم يكن شائعاً آنذاك، لأننا لا نلمس لها أثراً في قضية قيام الحسن، أو حتى عتاباً من الحسين لمعاوية. وبالنسبة لسم الحسن فنحن لا ننكر هذا، فإذا ثبت أنه مات مسموماً فهذه شهادة له وكرامة في حقه ، وأما اتهام معاوية وابنه فهذا لا يثبت من حيث السند، كما مر معنا، ومن حيث المتن وهل جعدة بنت الأشعث بن قيس بحاجة إلى شرف أو مال ـ كما تذكر الروايات حتى تسارع لتنفيذ هذه الرغبة من يزيد، وبالتالي تكون زوجة له أليست جعدة ابنة أمير قبيلة كندة كافة وهو الأشعث بن قيس، ثم أليس زوجها وهو الحسن بن علي أفضل الناس شرفاً ورفعة بلا منازعة، إن أمه فاطمة -رضي الله عنها-، وجده رسول الله r وكفى به فخراً، وأبوه علي بن أبي طالب أحد العشرة المبشرين بالجنة ورابع الخلفاء الراشدين، إذاً ما هو الشيء الذي تسعى إليه جعدة وتحصل عليه حتى تنفذ هذا العمل الخطير ، إن هناك الكثير الذين هم أعداء للوحدة الإسلامية، وزادهم غيظاً وحنقاً ما قام به الحسن بن علي، كما أن قناعتهم قوية بأن وجوده حياً صمام أمان للأمة الإسلامية، فهو إمام ألفتها وزعيم وحدتها دون منافس، وبالتالي حتى تضطرب الأحداث وتعود الفتن إلى ما كانت عليه فلا بد من تصفيته وإزالته، فالمتهم الأول في نظري هم السبئية أتباع عبد الله بن سبأ الذين وجه لهم الحسن صفعة قوية عندما تنازل لمعاوية وجعل حداً للصراع، ثم الخوارج الذين قتلوا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وهم الذين طعنوه في فخذه، فربما أرادوا الانتقام من قتلاهم في النهروان وغيرها. اهـ
إذًا : من خلال ما سبق تبين بطلان الشبهة والافتراء من ثلاثة أوجه:
الأول: تاريخيًّا: وذلك بعد بيان ضعف الراويات الكاذبات...!
الثاني: تناقض الروايات: وذلك من خلال الإمعان حول مدة السم الذي سقته الجعدة للحسن ...!
ومن الذي أمر الجعدة بنت قيس بقتله مسمومًا معاوية أم يزيد...؟!
الثالث: عقلًا: وذلك لعدة أمور تجعل هذا الافتراء مستحيل الوقوع ،منها:
1- الحسن قد تنازل وبايع معاوية على الخلافة والسمع والطاعة.....فما هو الداعي لقلته....؟!
2- إنّ جعدة بنت الأشعث بن قيس ليست بحاجة إلى شرف أو مال ... فكفاها شرف أنها متزوجة من الحسن بن علي، من نسل النبي محمد ،فأي شرف أعظم من هذا ...؟!
3- ذكرت بعض الروايات أنّ الحسن كان يقول بأن السم يقطع كبده وأنه يُخرج قطعًا من كبده عن طريق القيء بالفم....وهذا ليس له وجود علميًّا وطبيًّا ...!!
ويبدو أنّ المتهم من شيعيه الذين طعنوه في فخذه ... وجعلوا حياته كدًا...
وعلى هذا أكون قد نسفتُ الشبهة نسفًا، وكتبتُ من رأيته عدلًا ...
كتبه / اكرم حسن مرسي
قالوا : ذُكرت روايات تذكر أن معاوية بن أبي سفيان قد قتل الحسن بن علي بالسم بعد أن تصالحا ....!
أليس هذا غدرًا ....؟!
الرد على الشبهة
أولًا: إن معاويةَ أعظم من أن يُنسب إليه مثل هذه الترهات والسخافات؛ لاسيما إذا علمنا أن الحسنَ قد تنازل لمعاويةَ عن الخلافة له بعد أن رأى ما هو الأصلح لأمة النبي الأمين....
وبهذا الصلح قد حُقنت على يديه دماء المسلمين، وانتفع به الدين، فما هي الدوافع المقنعة لقتله بهذا الوصف المهين... ؟!
وهذه النبوة ذكرها النبيُّ محمد بهيئتها كأنه يراها r بوصف مبين.....وذلك في صحيح البخاري برقم 3357 عَنْ الْحَسَنِ عَنْ أَبِي بَكْرَةَ أَخْرَجَ النَّبِيُّ r ذَاتَ يَوْمٍ الْحَسَنَ فَصَعِدَ بِهِ عَلَى الْمِنْبَرِ فَقَالَ: "ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ وَلَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ مِنْ الْمُسْلِمِينَ".
ثم كيف يقوم معاوية بهذه المؤامرة لقتله؛ وقد ذكر هو فضل الحسن بن علي ومحبته له... ؟!!
جاء في مسند أحمد برقم 16245 عَنْ مُعَاوِيَةَ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ r يَمُصُّ لِسَانَهُ أَوْ قَالَ شَفَتَهُ - يَعْنِي الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ- وَإِنَّهُ لَنْ يُعَذَّبَ لِسَانٌ أَوْ شَفَتَانِ مَصَّهُمَا رَسُولُ اللَّهِ r.
تعليق شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح.
والمقصود من الحديث: هو تحنيك الطفل الرضيع بالتمر وما شابه- وهذا مفيد علميا للرضيع- فالراوي هو معاوية ذاكرًا محبة النبي محمد له وهو رضيع، فهل من فضل الصحبة أن يضع سمًا في فم روى عنه أن النبي محمدًا أحبه....؟!
ثانيًّا: إن الراويات المتعلقة بهذا الشأن روايات مكذوبة تلاعبت بها أيدي الشيعية الرافضة للنيل من معاوية ، فلم يرد إلينا إلى يومنا هذا أقرار أو شهود أو بينه ضد معاوية ، وما هو إلا ظنٌ سيئٌ لا يغني من الحق شيئًا...
وقد أوضح وأحسن في هذا الأمر المؤرخ الليبي د.علي الصلابي في كتابه معاوية بن أبي سفيان – شخصيته وعصره ( ص:231 إلى 233).
قال -حفظه اللهُ-: ذكرت بعض الروايات أن الحسن بن علي توفي متأثرًا بالسم الذي وضع له، وقد اتجهت أصابع الاتهام نحو زوجة الحسن جعدة بنت الأشعث بن قيس أمير كندة فهذه أم موسى سرية علي تتهم جعدة بأنها دست السم للحسن، فاشتكى منه شكاة: فكان يوضع تحته طست، وترفع أخرى نحوًا من أربعين يومًا ، وهذه رواية إسنادها لا يصح وهي ضعيفة ، وحاول البعض من الإخباريين والرواة أن يوجد علاقة بين البيعة ليزيد ووفاة الحسن، وزعموا أن يزيد بن معاوية أرسل إلى جعدة بنت قيس أن ُسمي حسناً فإني سأتزوجك، ففعلت، فلما مات الحسن بعثت جعدة إلى يزيد تسأله الوفاء: فقال: إنا والله لم نرضك له أفنرضاك لأنفسنا، وفي سندها يزيد بن عياض بن جعدية، كذبه مالك وغيره ، وقد وردت هذه الروايات في كتب أهل السنة بدون تمحيص، مع العلم أن أسانيد تلك الروايات أسانيدها ضعيفة .
1 ـ قال ابنُ العربي: فإن قيل: دس على الحسن من تسمَّه، قلنا هذا محال من وجهين: أحدهما: أنه ما كان ليتقي من الحسن بأسًا وقد سلَّم الأمر، الثاني: أنه أمر مغيب لا يعلمه إلا الله، فكيف تحملونه بغير بيَّنة على أحد من خلقه في زمن متباعد ولم نثق فيه بنقل ناقل، بين أيدي قوم ذوي أهواء، وفي حال فتنة وعصبية، ينسب كل واحد إلى صاحبه ما لا ينبغي، فلا يقبل منها إلا الصافي، ولا يسمع فيها إلا من العدل الصميم .
2 ـ وقال ابنُ تيمية: وأما قوله: معاوية سمّ الحسن، فهذا ممن ذكره بعض الناس، ولم يثبت ذلك ببينة شرعية، أو إقرار معتبر، ولا نقل يجزم به، وهذا مما لا يمكن العلم به، فالقول به قول بلا علم. وقد جاء عن ابن تيمية في رده عن اتهام معاوية بسمّ الحسن، وأنه أمر الأشعث بن قيس بتنفيذ هذه الجريمة وكانت ابنته تحت الحسن، حيث قال: وإذا قيل إن معاوية أمر أباها كان هذا ظناً محضاً، والنبي r قال: "إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث" . ثم أن الأشعث بن قيس مات سنة أربعين وقيل سنة إحدى وأربعين ولهذا لم يذكر في الصلح الذي كان بين معاوية والحسن بن علي، فلو كان شاهدًا لكان يكون له ذكر في ذلك، وإذا كان قد مات قبل الحسن بنحو عشر سنين فكيف يكون هو الذي أمر بنته . وهذا يدل على قدرة ابن تيمية للنقد العلمي القوي للروايات التاريخية.
3 ـ وقال الذهبيُّ: قلت هذا شيء لا يصح فمن الذي أطلع عليه.
4 ـ وقال ابنُ كثير: روي بعضهم أن يزيد بن معاوية بعث إلى جعدة بنت الأشعث أن سُمَّي الحسن وأنا أتزوجك بعده ففعلت، فلما مات الحسن بعثت إليه فقال: إنا والله لم نرضك للحسن، أفنرضاك لأنفسنا؟ وعندي أن هذا ليس بصحيح، وعدم صحته عن أبيه معاوية بطريق الأولى و الأحرى.
5 ـ وقال ابنُ خلدون: وما نقل من أن معاوية دس إليه السم مع زوجته جعدة بنت الأشعث، فهو من أحاديث الشيعة، حاشا لمعاوية من ذلك .
6 ـ د. جميل المصري: وقد علق على هذه القضية بقوله:…ثم حدث افتعال قضية سم الحسن من قبل معاوية أو يزيد .. ويبدو أن افتعال هذه القضية لم يكن شائعاً آنذاك، لأننا لا نلمس لها أثراً في قضية قيام الحسن، أو حتى عتاباً من الحسين لمعاوية. وبالنسبة لسم الحسن فنحن لا ننكر هذا، فإذا ثبت أنه مات مسموماً فهذه شهادة له وكرامة في حقه ، وأما اتهام معاوية وابنه فهذا لا يثبت من حيث السند، كما مر معنا، ومن حيث المتن وهل جعدة بنت الأشعث بن قيس بحاجة إلى شرف أو مال ـ كما تذكر الروايات حتى تسارع لتنفيذ هذه الرغبة من يزيد، وبالتالي تكون زوجة له أليست جعدة ابنة أمير قبيلة كندة كافة وهو الأشعث بن قيس، ثم أليس زوجها وهو الحسن بن علي أفضل الناس شرفاً ورفعة بلا منازعة، إن أمه فاطمة -رضي الله عنها-، وجده رسول الله r وكفى به فخراً، وأبوه علي بن أبي طالب أحد العشرة المبشرين بالجنة ورابع الخلفاء الراشدين، إذاً ما هو الشيء الذي تسعى إليه جعدة وتحصل عليه حتى تنفذ هذا العمل الخطير ، إن هناك الكثير الذين هم أعداء للوحدة الإسلامية، وزادهم غيظاً وحنقاً ما قام به الحسن بن علي، كما أن قناعتهم قوية بأن وجوده حياً صمام أمان للأمة الإسلامية، فهو إمام ألفتها وزعيم وحدتها دون منافس، وبالتالي حتى تضطرب الأحداث وتعود الفتن إلى ما كانت عليه فلا بد من تصفيته وإزالته، فالمتهم الأول في نظري هم السبئية أتباع عبد الله بن سبأ الذين وجه لهم الحسن صفعة قوية عندما تنازل لمعاوية وجعل حداً للصراع، ثم الخوارج الذين قتلوا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وهم الذين طعنوه في فخذه، فربما أرادوا الانتقام من قتلاهم في النهروان وغيرها. اهـ
إذًا : من خلال ما سبق تبين بطلان الشبهة والافتراء من ثلاثة أوجه:
الأول: تاريخيًّا: وذلك بعد بيان ضعف الراويات الكاذبات...!
الثاني: تناقض الروايات: وذلك من خلال الإمعان حول مدة السم الذي سقته الجعدة للحسن ...!
ومن الذي أمر الجعدة بنت قيس بقتله مسمومًا معاوية أم يزيد...؟!
الثالث: عقلًا: وذلك لعدة أمور تجعل هذا الافتراء مستحيل الوقوع ،منها:
1- الحسن قد تنازل وبايع معاوية على الخلافة والسمع والطاعة.....فما هو الداعي لقلته....؟!
2- إنّ جعدة بنت الأشعث بن قيس ليست بحاجة إلى شرف أو مال ... فكفاها شرف أنها متزوجة من الحسن بن علي، من نسل النبي محمد ،فأي شرف أعظم من هذا ...؟!
3- ذكرت بعض الروايات أنّ الحسن كان يقول بأن السم يقطع كبده وأنه يُخرج قطعًا من كبده عن طريق القيء بالفم....وهذا ليس له وجود علميًّا وطبيًّا ...!!
ويبدو أنّ المتهم من شيعيه الذين طعنوه في فخذه ... وجعلوا حياته كدًا...
وعلى هذا أكون قد نسفتُ الشبهة نسفًا، وكتبتُ من رأيته عدلًا ...
كتبه / اكرم حسن مرسي
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى