رد شبهة : حلف عمر بالله كذبًا حين مات النبي محمد؟!
الجمعة ديسمبر 14, 2018 4:00 am
هل حلف عمرُ بالله كذبًا حين مات النبي محمد؟!
قالوا: إنّ عمرَ حلف بالله كذبًا، وذلك لما مات رسولُ الله فأنكر موته وتوعد غيره...
استدلوا على ذلك بما جاء في صحيح البخاري عَنْ عَائِشَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- زَوْجِ النَّبِيِّ r أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ r مَاتَ وَأَبُو بَكْرٍ بِالسُّنْحِ قَالَ إِسْمَاعِيلُ يَعْنِي بِالْعَالِيَةِ فَقَامَ عُمَرُ يَقُولُ وَاللَّهِ مَا مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ r قَالَتْ وَقَالَ عُمَرُ: وَاللَّهِ مَا كَانَ يَقَعُ فِي نَفْسِي إِلَّا ذَاكَ وَلَيَبْعَثَنَّهُ اللَّهُ فَلَيَقْطَعَنَّ أَيْدِيَ رِجَالٍ وَأَرْجُلَهُمْ فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ فَكَشَفَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ r فَقَبَّلَهُ قَالَ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي طِبْتَ حَيًّا وَمَيِّتًا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يُذِيقُكَ اللَّهُ الْمَوْتَتَيْنِ أَبَدًا ثُمَّ خَرَجَ فَقَالَ أَيُّهَا الْحَالِفُ عَلَى رِسْلِكَ فَلَمَّا تَكَلَّمَ أَبُو بَكْرٍ جَلَسَ عُمَرُ فَحَمِدَ اللَّهَ أَبُو بَكْرٍ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَقَالَ: أَلَا مَنْ كَانَ يَعْبُدُ مُحَمَّدًا r فَإِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ مَاتَ وَمَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ حَيٌّ لَا يَمُوتُ وَقَالَ: { إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ }.
الرد على الشبهة
أولًا: إنّ عمر بن الخطاب كان بين الاندهاش الشديد وخروج مزيد عن شعوره واتزانه... فلم يكن يتوقع قط أن النبيَّ محمدًا سيفارقه عن طريق الموت... وظن أنّ الناس يكذبون عليه، فلم يدر سماءه من أرضه....ولهذا فإنّ عمرَ معذورٌ مرفوعٌ عنه القلم... ولا يحق لأحد الاعتراض على ذلك، فموت النبيِّ محمدr من أعظم المصائب التي أُصيب بها المسلمون، فهو حدثٌ وخطبٌ أليم...
وقد عَذر في مثل ذلك الشارعُ الحكيمُ... كما يلي:
1- قوله :"لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ (225)"( البقرة).
جاء في التفسير الميسر:لا يعاقبكم الله بسبب أيمانكم التي تحلفونها بغير قصد، ولكن يعاقبكم بما قصدَتْه قلوبكم. والله غفور لمن تاب إليه، حليم بمن عصاه حيث لم يعاجله بالعقوبة.
2- قوله :"وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (5)"(الأحزاب).
3-سنن ابن ماجة برقم 2033 عَنْ أَبِي ذَرٍّ الْغِفَارِيِّ قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r:" إِنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ عَنْ أُمَّتِي الْخَطَأَ وَالنِّسْيَانَ وَمَا اسْتُكْرِهُوا عَلَيْهِ".
قال الألباني : صحيح ، المشكاة ( 6284 ) ، الإرواء ( 82 ).
ولكنه سرعان ما سمع أبا بكر يقرأ الآية فعاد لرشده قليلًا من هول الصدمة....قوله :" وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ (144)"(آل عمران).
ثانيًا: إن فضل عمرَ على بقية المسلمين بينه النبيُّ محمد r فكان يحبُه حبًا جمًا...وأكتفي بذكر بعض الأحاديث عن فضائل عمر كما يلي:
1-سنن الترمذي برقم 3619 عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r:" لَوْ كَانَ بَعْدِي نَبِيٌّ لَكَانَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ ".
قال الألباني : حسن.
2– صحيح البخاري برقم 3399 عن أَنَس بْن مَالِكٍ قال: إنَّ النَّبِيَّ r صَعِدَ أُحُدًا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ فَرَجَفَ بِهِمْ فَقَالَ :" اثْبُتْ أُحُدُ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ نَبِيٌّ وَصِدِّيقٌ وَشَهِيدَانِ
".
3-صحيح البخاري برقم 80 عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ rقَالَ:" بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ أُتِيتُ بِقَدَحِ لَبَنٍ فَشَرِبْتُ حَتَّى إِنِّي لَأَرَى الرِّيَّ يَخْرُجُ فِي أَظْفَارِي ثُمَّ أَعْطَيْتُ فَضْلِي عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالُوا فَمَا أَوَّلْتَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ الْعِلْمَ ".
وبعد كل ما سبق فإنّ عمر ليس نبيًّا يوحى إليه ويقسم على وحيه... وليس معصومًا من الخطأ فهو إنسان كريم.... بل فضله عظيم وخطأه غير المقصود ليس بالجسيم ....
وعلى هذا أكون قد نسفتُ الشبهة على كلِّ مفترٍ لئيم ...
كتبه / أكرم حسن مرسي
قالوا: إنّ عمرَ حلف بالله كذبًا، وذلك لما مات رسولُ الله فأنكر موته وتوعد غيره...
استدلوا على ذلك بما جاء في صحيح البخاري عَنْ عَائِشَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- زَوْجِ النَّبِيِّ r أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ r مَاتَ وَأَبُو بَكْرٍ بِالسُّنْحِ قَالَ إِسْمَاعِيلُ يَعْنِي بِالْعَالِيَةِ فَقَامَ عُمَرُ يَقُولُ وَاللَّهِ مَا مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ r قَالَتْ وَقَالَ عُمَرُ: وَاللَّهِ مَا كَانَ يَقَعُ فِي نَفْسِي إِلَّا ذَاكَ وَلَيَبْعَثَنَّهُ اللَّهُ فَلَيَقْطَعَنَّ أَيْدِيَ رِجَالٍ وَأَرْجُلَهُمْ فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ فَكَشَفَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ r فَقَبَّلَهُ قَالَ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي طِبْتَ حَيًّا وَمَيِّتًا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يُذِيقُكَ اللَّهُ الْمَوْتَتَيْنِ أَبَدًا ثُمَّ خَرَجَ فَقَالَ أَيُّهَا الْحَالِفُ عَلَى رِسْلِكَ فَلَمَّا تَكَلَّمَ أَبُو بَكْرٍ جَلَسَ عُمَرُ فَحَمِدَ اللَّهَ أَبُو بَكْرٍ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَقَالَ: أَلَا مَنْ كَانَ يَعْبُدُ مُحَمَّدًا r فَإِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ مَاتَ وَمَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ حَيٌّ لَا يَمُوتُ وَقَالَ: { إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ }.
الرد على الشبهة
أولًا: إنّ عمر بن الخطاب كان بين الاندهاش الشديد وخروج مزيد عن شعوره واتزانه... فلم يكن يتوقع قط أن النبيَّ محمدًا سيفارقه عن طريق الموت... وظن أنّ الناس يكذبون عليه، فلم يدر سماءه من أرضه....ولهذا فإنّ عمرَ معذورٌ مرفوعٌ عنه القلم... ولا يحق لأحد الاعتراض على ذلك، فموت النبيِّ محمدr من أعظم المصائب التي أُصيب بها المسلمون، فهو حدثٌ وخطبٌ أليم...
وقد عَذر في مثل ذلك الشارعُ الحكيمُ... كما يلي:
1- قوله :"لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ (225)"( البقرة).
جاء في التفسير الميسر:لا يعاقبكم الله بسبب أيمانكم التي تحلفونها بغير قصد، ولكن يعاقبكم بما قصدَتْه قلوبكم. والله غفور لمن تاب إليه، حليم بمن عصاه حيث لم يعاجله بالعقوبة.
2- قوله :"وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (5)"(الأحزاب).
3-سنن ابن ماجة برقم 2033 عَنْ أَبِي ذَرٍّ الْغِفَارِيِّ قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r:" إِنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ عَنْ أُمَّتِي الْخَطَأَ وَالنِّسْيَانَ وَمَا اسْتُكْرِهُوا عَلَيْهِ".
قال الألباني : صحيح ، المشكاة ( 6284 ) ، الإرواء ( 82 ).
ولكنه سرعان ما سمع أبا بكر يقرأ الآية فعاد لرشده قليلًا من هول الصدمة....قوله :" وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ (144)"(آل عمران).
ثانيًا: إن فضل عمرَ على بقية المسلمين بينه النبيُّ محمد r فكان يحبُه حبًا جمًا...وأكتفي بذكر بعض الأحاديث عن فضائل عمر كما يلي:
1-سنن الترمذي برقم 3619 عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r:" لَوْ كَانَ بَعْدِي نَبِيٌّ لَكَانَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ ".
قال الألباني : حسن.
2– صحيح البخاري برقم 3399 عن أَنَس بْن مَالِكٍ قال: إنَّ النَّبِيَّ r صَعِدَ أُحُدًا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ فَرَجَفَ بِهِمْ فَقَالَ :" اثْبُتْ أُحُدُ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ نَبِيٌّ وَصِدِّيقٌ وَشَهِيدَانِ
".
3-صحيح البخاري برقم 80 عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ rقَالَ:" بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ أُتِيتُ بِقَدَحِ لَبَنٍ فَشَرِبْتُ حَتَّى إِنِّي لَأَرَى الرِّيَّ يَخْرُجُ فِي أَظْفَارِي ثُمَّ أَعْطَيْتُ فَضْلِي عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالُوا فَمَا أَوَّلْتَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ الْعِلْمَ ".
وبعد كل ما سبق فإنّ عمر ليس نبيًّا يوحى إليه ويقسم على وحيه... وليس معصومًا من الخطأ فهو إنسان كريم.... بل فضله عظيم وخطأه غير المقصود ليس بالجسيم ....
وعلى هذا أكون قد نسفتُ الشبهة على كلِّ مفترٍ لئيم ...
كتبه / أكرم حسن مرسي
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى