رد شبهة :قول النبي لمعاوية: " لا أشبع الله بطنه" !
الثلاثاء ديسمبر 11, 2018 1:57 pm
ما معنى قول النبيِّ محمد بشأن معاوية: " لا أشبع الله بطنه" ؟!
قالوا: إنّ النبيَّ محمدًا دعا على معاويةَ بالجوع... وهذا يدل على أنه لم يكن صحابيًّا مخلصًا...!
تعلقوا على ذلك بما جاء في صحيح مسلم برقم 4713 عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كُنْتُ أَلْعَبُ مَعَ الصِّبْيَانِ فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ r فَتَوَارَيْتُ خَلْفَ بَابٍ قَالَ :فَجَاءَ فَحَطَأَنِي حَطْأَةً وَقَالَ اذْهَبْ وَادْعُ لِي مُعَاوِيَةَ. قَالَ :فَجِئْتُ فَقُلْتُ هُوَ يَأْكُلُ. قَالَ ثُمَّ قَالَ لِيَ : "اذْهَبْ فَادْعُ لِي مُعَاوِيَةَ". قَالَ : فَجِئْتُ فَقُلْتُ :هُوَ يَأْكُلُ . فَقَالَ : " لَا أَشْبَعَ اللَّهُ بَطْنَهُ".
الرد على الشبهة
أولًا: إن النبيَّ محمدًا r مات وهو عن معاويةَ راضٍ تمامَ الرضا....
وقد دعا له النبي محمد r بالخير في مواضع عديدة وأكيدة... منها:
1- قوله r: "اللهم اجعله هاديًا مهديًّا، واهده، واهد به" .(أخرجه البخاري في التاريخ 4/1/327 وابن عساكر في تاريخه 2/133/1) ورجاله كلهم ثقات رجال مسلم، وحكم عليه الشيخ الألباني بالصحة وذكر تحسين الترمذي له في (سننه 3842) راجع: (السلسلة الصحيحة 4/9691).
2- عن العرباض بن سارية السلمي قال: " سمعت رسول الله r يقول: اللهم علم معاوية الكتاب والحساب وقه العذاب". (صحيح ابن حبان 16 /192 ، وصحيح ابن خزيمة 3/214 والطبراني في المعجم الكبير 18/251 وأحمد في المسند 4/127 وصححه الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة برقم 3227).
ثانيًا: إنّ الحديثَ محل الاعتراض أفهم منه تأكيد حُسن صحبة معاوية من جانب أنه مجاهد، ومنْ كتبة الوحي ورسائل النبي محمد r... وليس في الحديث ما يدل على أنْ ابن عباس – الذي كان طفلًا حينها– قد أخبر معاوية بأن النبيَّ يريده، بل يُفهم من ظاهر الحديث أنه شاهده يأكل فرجع إلى النبيِّ r ليخبره بما رأى....
وأما عن أخلاق النبيِّ محمدr فقد زكاه الله فيها لما قال: " وأنك لعلى خلق عظيم " ( القلم 4).
وبالتالي: فلا يُعقل أن يدعو النبي محمد على معاوية بالجوع من دون سبب يستوجب ذلك....!
بل الظاهر من الحديث هو الدعاء له " لا أشبع الله بطنه " أي: أنه سُيفتح له وسيرى من الرزق والخير الكثير الطيب الذي لا يُشبع البطن مهما أكل منه لكثرة حلاوته واختلاف نوعيته....
وهذا ما وقع بالفعل في عهد خلافة معاوية فقد كانت تأتيه أصناف الطيبات التي أغدقت على الأمة الإسلامية.... راجع: " تاريخ دمشق لابن عساكر ".
وعليه: فالحديث فيه إشارة إلى سعة الرزق التي ستلحق بمعاوية، وقد استجاب اللهُ دعاءَ النبي محمد rله فصار أول ملك في الإسلام، يأتيه وأمته الرزق من كل مكان...
ثالثًا: إن هناك تفسيرًا آخر لهذا الحديث ذكره البعضُ وهو: أنّ النبيَّ محمدًا r قال ذلك عن معاوية من دون قصد، وهو مما جرت عليه عادة العرب ينطق اللسانُ من غير نية، مثل: قولهr :" تربت يمينك "، وقوله r في حديث أنس: " لا كبر سنك "، وقوله r : " ثكلتك أمك".
قال الإمامُ النووي في شرحه: وَأَمَّا دُعَاؤُهُ عَلَى مُعَاوِيَة أَنْ لَا يَشْبَع حِين تَأَخَّرَ فَفِيهِ الْجَوَابَانِ السَّابِقَانِ: أَحَدهمَا:أَنَّهُ جَرَى عَلَى اللِّسَان بِلَا قَصْد، وَالثَّانِي:أَنَّهُ عُقُوبَة لَهُ لِتَأَخُّرِهِ . وَقَدْ فَهِمَ مُسْلِم -رَحِمَهُ اللَّه- مِنْ هَذَا الْحَدِيث أَنَّ مُعَاوِيَة لَمْ يَكُنْ مُسْتَحِقًّا لِلدُّعَاءِ عَلَيْهِ، فَلِهَذَا أَدْخَلَهُ فِي هَذَا الْبَاب، وَجَعَلَهُ غَيْره مِنْ مَنَاقِب مُعَاوِيَة لِأَنَّهُ فِي الْحَقِيقَة يَصِير دُعَاء لَهُ. وَفِي هَذَا الْحَدِيث جَوَاز تَرْك الصِّبْيَان يَلْعَبُونَ بِمَا لَيْسَ بِحَرَامٍ . وَفِيهِ اِعْتِمَاد الصَّبِيّ فِيمَا يُرْسِل فِيهِ مِنْ دُعَاء إِنْسَان وَنَحْوه مِنْ حَمْل هَدِيَّة ، وَطَلَب حَاجَة ، وَأَشْبَاهه . وَفِيهِ جَوَاز إِرْسَال صَبِيّ غَيْره مِمَّنْ يَدُلّ عَلَيْهِ فِي مِثْل هَذَا، وَلَا يُقَال: هَذَا تَصَرُّف فِي مَنْفَعَة الصَّبِيّ؛ لِأَنَّ هَذَا قَدْر يَسِير وَرَدَ الشَّرْع بِالْمُسَامَحَةِ بِهِ لِلْحَاجَةِ ، وَاطَّرَدَ بِهِ الْعُرْف وَعَمَل الْمُسْلِمِينَ . وَاَللَّه أَعْلَم . اهـ
قلتُ : ويبدو لي أنه تفسير بعيد غير سديد، بل دعا له النبي محمد بالخير عن قصد كما يظهر من السياق ، وكما ظهر مستقبلًا من استجابة الدعاء له....فنحن قوم نأكل حين نجوع، ونأكل أطيب الطعام ولا نشبع، ونأكل حين نجوع أصنافًا أُخرى لنتقوى ولا نشبع بملء البطون مما يُتعسر الهضم، وتظهر التخمة، وأمراض أُخر سببها ملئ البطون، وقد ذكر التاريخُ العديد ممن أكل أكلةً دسمةً واحدةً فمات مبطون ..... !
وقد جاء عن النبيِّ محمد قوله :" مَا مَلَأَ آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنٍ بِحَسْبِ ابْنِ آدَمَ أُكُلَاتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ فَإِنْ كَانَ لَا مَحَالَةَ فَثُلُثٌ لِطَعَامِهِ وَثُلُثٌ لِشَرَابِهِ وَثُلُثٌ لِنَفَسِهِ".(سنن الترمذي برقم 2302، وقال: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ).
ومن قبله قول الله تعالى في كتابه المجيد :" وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (31) قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (32) (الأعراف).
ومن هنا أكون قد نسفت الشبهة نسفًا ، وكتبتُ ما أراه عدلًا....
كتبه / أكرم حسن مرسي
قالوا: إنّ النبيَّ محمدًا دعا على معاويةَ بالجوع... وهذا يدل على أنه لم يكن صحابيًّا مخلصًا...!
تعلقوا على ذلك بما جاء في صحيح مسلم برقم 4713 عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كُنْتُ أَلْعَبُ مَعَ الصِّبْيَانِ فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ r فَتَوَارَيْتُ خَلْفَ بَابٍ قَالَ :فَجَاءَ فَحَطَأَنِي حَطْأَةً وَقَالَ اذْهَبْ وَادْعُ لِي مُعَاوِيَةَ. قَالَ :فَجِئْتُ فَقُلْتُ هُوَ يَأْكُلُ. قَالَ ثُمَّ قَالَ لِيَ : "اذْهَبْ فَادْعُ لِي مُعَاوِيَةَ". قَالَ : فَجِئْتُ فَقُلْتُ :هُوَ يَأْكُلُ . فَقَالَ : " لَا أَشْبَعَ اللَّهُ بَطْنَهُ".
الرد على الشبهة
أولًا: إن النبيَّ محمدًا r مات وهو عن معاويةَ راضٍ تمامَ الرضا....
وقد دعا له النبي محمد r بالخير في مواضع عديدة وأكيدة... منها:
1- قوله r: "اللهم اجعله هاديًا مهديًّا، واهده، واهد به" .(أخرجه البخاري في التاريخ 4/1/327 وابن عساكر في تاريخه 2/133/1) ورجاله كلهم ثقات رجال مسلم، وحكم عليه الشيخ الألباني بالصحة وذكر تحسين الترمذي له في (سننه 3842) راجع: (السلسلة الصحيحة 4/9691).
2- عن العرباض بن سارية السلمي قال: " سمعت رسول الله r يقول: اللهم علم معاوية الكتاب والحساب وقه العذاب". (صحيح ابن حبان 16 /192 ، وصحيح ابن خزيمة 3/214 والطبراني في المعجم الكبير 18/251 وأحمد في المسند 4/127 وصححه الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة برقم 3227).
ثانيًا: إنّ الحديثَ محل الاعتراض أفهم منه تأكيد حُسن صحبة معاوية من جانب أنه مجاهد، ومنْ كتبة الوحي ورسائل النبي محمد r... وليس في الحديث ما يدل على أنْ ابن عباس – الذي كان طفلًا حينها– قد أخبر معاوية بأن النبيَّ يريده، بل يُفهم من ظاهر الحديث أنه شاهده يأكل فرجع إلى النبيِّ r ليخبره بما رأى....
وأما عن أخلاق النبيِّ محمدr فقد زكاه الله فيها لما قال: " وأنك لعلى خلق عظيم " ( القلم 4).
وبالتالي: فلا يُعقل أن يدعو النبي محمد على معاوية بالجوع من دون سبب يستوجب ذلك....!
بل الظاهر من الحديث هو الدعاء له " لا أشبع الله بطنه " أي: أنه سُيفتح له وسيرى من الرزق والخير الكثير الطيب الذي لا يُشبع البطن مهما أكل منه لكثرة حلاوته واختلاف نوعيته....
وهذا ما وقع بالفعل في عهد خلافة معاوية فقد كانت تأتيه أصناف الطيبات التي أغدقت على الأمة الإسلامية.... راجع: " تاريخ دمشق لابن عساكر ".
وعليه: فالحديث فيه إشارة إلى سعة الرزق التي ستلحق بمعاوية، وقد استجاب اللهُ دعاءَ النبي محمد rله فصار أول ملك في الإسلام، يأتيه وأمته الرزق من كل مكان...
ثالثًا: إن هناك تفسيرًا آخر لهذا الحديث ذكره البعضُ وهو: أنّ النبيَّ محمدًا r قال ذلك عن معاوية من دون قصد، وهو مما جرت عليه عادة العرب ينطق اللسانُ من غير نية، مثل: قولهr :" تربت يمينك "، وقوله r في حديث أنس: " لا كبر سنك "، وقوله r : " ثكلتك أمك".
قال الإمامُ النووي في شرحه: وَأَمَّا دُعَاؤُهُ عَلَى مُعَاوِيَة أَنْ لَا يَشْبَع حِين تَأَخَّرَ فَفِيهِ الْجَوَابَانِ السَّابِقَانِ: أَحَدهمَا:أَنَّهُ جَرَى عَلَى اللِّسَان بِلَا قَصْد، وَالثَّانِي:أَنَّهُ عُقُوبَة لَهُ لِتَأَخُّرِهِ . وَقَدْ فَهِمَ مُسْلِم -رَحِمَهُ اللَّه- مِنْ هَذَا الْحَدِيث أَنَّ مُعَاوِيَة لَمْ يَكُنْ مُسْتَحِقًّا لِلدُّعَاءِ عَلَيْهِ، فَلِهَذَا أَدْخَلَهُ فِي هَذَا الْبَاب، وَجَعَلَهُ غَيْره مِنْ مَنَاقِب مُعَاوِيَة لِأَنَّهُ فِي الْحَقِيقَة يَصِير دُعَاء لَهُ. وَفِي هَذَا الْحَدِيث جَوَاز تَرْك الصِّبْيَان يَلْعَبُونَ بِمَا لَيْسَ بِحَرَامٍ . وَفِيهِ اِعْتِمَاد الصَّبِيّ فِيمَا يُرْسِل فِيهِ مِنْ دُعَاء إِنْسَان وَنَحْوه مِنْ حَمْل هَدِيَّة ، وَطَلَب حَاجَة ، وَأَشْبَاهه . وَفِيهِ جَوَاز إِرْسَال صَبِيّ غَيْره مِمَّنْ يَدُلّ عَلَيْهِ فِي مِثْل هَذَا، وَلَا يُقَال: هَذَا تَصَرُّف فِي مَنْفَعَة الصَّبِيّ؛ لِأَنَّ هَذَا قَدْر يَسِير وَرَدَ الشَّرْع بِالْمُسَامَحَةِ بِهِ لِلْحَاجَةِ ، وَاطَّرَدَ بِهِ الْعُرْف وَعَمَل الْمُسْلِمِينَ . وَاَللَّه أَعْلَم . اهـ
قلتُ : ويبدو لي أنه تفسير بعيد غير سديد، بل دعا له النبي محمد بالخير عن قصد كما يظهر من السياق ، وكما ظهر مستقبلًا من استجابة الدعاء له....فنحن قوم نأكل حين نجوع، ونأكل أطيب الطعام ولا نشبع، ونأكل حين نجوع أصنافًا أُخرى لنتقوى ولا نشبع بملء البطون مما يُتعسر الهضم، وتظهر التخمة، وأمراض أُخر سببها ملئ البطون، وقد ذكر التاريخُ العديد ممن أكل أكلةً دسمةً واحدةً فمات مبطون ..... !
وقد جاء عن النبيِّ محمد قوله :" مَا مَلَأَ آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنٍ بِحَسْبِ ابْنِ آدَمَ أُكُلَاتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ فَإِنْ كَانَ لَا مَحَالَةَ فَثُلُثٌ لِطَعَامِهِ وَثُلُثٌ لِشَرَابِهِ وَثُلُثٌ لِنَفَسِهِ".(سنن الترمذي برقم 2302، وقال: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ).
ومن قبله قول الله تعالى في كتابه المجيد :" وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (31) قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (32) (الأعراف).
ومن هنا أكون قد نسفت الشبهة نسفًا ، وكتبتُ ما أراه عدلًا....
كتبه / أكرم حسن مرسي
- البرنامج التلفزيوني هداية الحيارى الأستاذ / أكرم حسن ،ضيف الأستاذ / أبو إسلام أحمد عنوان الحلقة كيف يصلي الله على الرسول صلى الله عليه وسلم إن الله وملائكته يصلون على النبي؟
- رد شبهة : حلف عمر بالله كذبًا حين مات النبي محمد؟!
- رد شبهة:" أنكتها " !
- رد شبهة : قصة القردة الزانية !
- رد شبهة : حد الردة في الإسلام!
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى