منتدى الباحث / أكرم حسن
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اذهب الى الأسفل
AKRAM HASAN
AKRAM HASAN
الشيخ اكرم حسن
عدد المساهمات : 145
تاريخ التسجيل : 07/11/2010
الموقع : www.akram.alresalla.net
http://www.akram.alresalla.net

نبيٌّ يقول:الجنةُ تحت ظلال السيوف! Empty نبيٌّ يقول:الجنةُ تحت ظلال السيوف!

الأربعاء ديسمبر 08, 2010 9:04 pm

قالوا : لقد حث رسولُ الإسلامِأتباعَه على قتالِ الآخرين... بدعوى هذا الحديث الذي يدعو للإرهابِ...
فيصحيح البخاري كتاب (الجهاد و السير) باب (الجنةتحت بارقةِ السيوف) برقم 2607 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍحَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ عَنْ مُوسَى بْنِعُقْبَةَ عَنْ سَالِمٍ أَبِي النَّضْرِ مَوْلَى عُمَرَ بْنِعُبَيْدِ اللَّهِ وَكَانَ كَاتِبَهُ قَالَ: كَتَبَ إِلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُأَبِي أَوْفَى - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - أَنَّ رَسُولَ اللَّه ِr قَالَ:" وَاعْلَمُوا أَنَّ الْجَنَّةَتَحْتَ ظِلَالِ السُّيُوفِ". تَابَعَهُ الْأُوَيْسِيُّ عَنْ ابْنِ أَبِيالزِّنَادِ عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ.

· الرد على الشبهة

أولاً: إن لي سؤالين للمعترضين منخلالهما أنسف الشبهة نسفًا - إن شاء اللهI - :
الأول: متى وأين قالالنبيُّ r هذا الحديث " وَاعْلَمُواأَنَّ الْجَنَّةَ تَحْتَ ظِلَالِ السُّيُوفِ " ؟
الجواب : قاله النبيُّr في غزوةِ الأحزاب ( الخندق ) .
الثاني: هل غزوة الأحزاب كانت اعتداء من المسلمين علىغيرهم أم العكس... ؟
الجواب : العكس صحيح ؛ الغزوة كانت دفاعًا من المسلمين عن أنفسهم ...
إذًا ليس فيالحديث الحث على الاعتداء على الآخرين ، والكل يتفق أن استخدامَ السيف لدفع المعتدي يعتبر منقبة وليس مذمة ... وعلىهذا فالحديث يحث على الصبرِ على اعتداءِ الكفارِ على المسلمين ...يدعم ذلك دليلان:
الأول: سنن أبي داود برقم3748 قال r: " دَعُوا الْحَبَشَةَ مَا وَدَعُوكُمْ وَاتْرُكُوا التُّرْكَمَا تَرَكُوكُمْ ".
تحقيق الألبانيSadحسن ) انظر حديث رقم : 3384 في صحيح الجامع .
والمعنى: إذا لم يعتدوا عليكم فلاتعتدوا عليهم ...
الثاني: قوله I : ]وَقَاتِلُواْفِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَيُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ ] ( البقرة 190).
ثم إن الحديثَ فيه أن النبيَّ r نهى عن تمنى لقاءِ العدو قائلاً :" لَا تَمَنَّوْا لِقَاءَ الْعَدُوِّ وَسَلُوا اللَّهَ الْعَافِيَةَ فَإِذَالَقِيتُمُوهُمْ فَاصْبِرُوا... "
وأتساءل:هل تعامى المعترضونعن رؤيةِ تلك الكلمات.... !

ثانيًا: كان على المعترضين أن يدققوا في البحثِ قبل عرضهم... فلو بحثوا جيدًا في الرواياتِ والشروحِ لوجدوا الروايات الأخرى التي توضحالرواية التي جعلوا منها شبهة ...
ففي صحيح البخاريبرقم 2744 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُعَمْرٍو حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ عَنْ مُوسَى بْنِعُقْبَةَ عَنْ سَالِمٍ أَبِي النَّضْرِ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِوَكَانَ كَاتِبًا لَهُ قَالَ: كَتَبَ إِلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أَوْفَى-رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - فَقَرَأْتُهُ إِنَّ رَسُولَ اللَّه ِr فِي بَعْضِ أَيَّامِهِ الَّتِي لَقِيَ فِيهَاانْتَظَرَ حَتَّى مَالَتْ الشَّمْسُ ثُمَّ قَامَ فِي النَّاسِ خَطِيبًا قَالَ:"أَيُّهَا النَّاسُ لَا تَتَمَنَّوْا لِقَاءَ الْعَدُوِّ وَسَلُوا اللَّهَالْعَافِيَةَ فَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاصْبِرُوا وَاعْلَمُوا أَنَّ الْجَنَّةَتَحْتَ ظِلَالِ السُّيُوفِ ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ مُنْزِلَ الْكِتَابِوَمُجْرِيَ السَّحَابِ وَهَازِمَ الْأَحْزَابِ اهْزِمْهُمْ وَانْصُرْنَا عَلَيْهِمْ ".
قال ابنُ حجرٍ في الفتحِ : قَوْلهSad لَا تَمَنَّوْا لِقَاء الْعَدُوّ وَسَلُوا اللَّه الْعَافِيَة فَإِذَالَقِيتُمُوهُمْ فَاصْبِرُوا )
قَالَ ابْنُ بَطَّال:حِكْمَةالنَّهْي أَنَّ الْمَرْء لَا يَعْلَم مَا يَئُول إِلَيْهِ الْأَمْر ، وَهُوَنَظِير سُؤَال الْعَافِيَة مِنْ الْفِتَن ، وَقَدْ قَالَ الصِّدِّيقُ: "لَأَنْ أُعَافَى فَأَشْكُر أَحَبّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُبْتَلَى فَأَصْبِر "وَقَالَ غَيْره : إِنَّمَا نَهَى عَنْ تَمَّنِي لِقَاء الْعَدُوّ لِمَا فِيهِ مِنْصُورَة الْإِعْجَاب وَالْإِتْكَال عَلَى النُّفُوس وَالْوُثُوق بِالْقُوَّةِوَقِلَّة الِاهْتِمَام بِالْعَدُوِّ ، وَكُلّ ذَلِكَ يُبَايِن الِاحْتِيَاطوَالْأَخْذ بِالْحَزْمِ . وَقِيلَ يُحْمَل النَّهْي عَلَى مَا إِذَا وَقَعَالشَّكّ فِي الْمَصْلَحَة أَوْ حُصُول الضَّرَر ، وَإِلَّا فَالْقِتَال فَضِيلَةوَطَاعَة . وَيُؤَيِّد الْأَوَّل تَعْقِيب النَّهْي بِقَوْلِهِ " وَسَلُوااللَّه الْعَافِيَة "........ وَاسْتُدِلَّ بِهَذَا الْحَدِيثِ عَلَى مَنْعطَلَبِ الْمُبَارزَة ، وَهُوَ رَأْي الْحَسَن الْبَصْرِيّ ، وَكَانَ عَلِيٌّيَقُول : لَا تَدْعُ إِلَى الْمُبَارَزَةِ ، فَإِذَا دُعِيت فَأَجِب تُنْصَر ،لِأَنَّ الدَّاعِي بَاغٍ . وَقَدْ تَقَدَّمَ قَوْل عَلِيّ فِي ذَلِكَ .
قَوْله : ( ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّمُنْزِل الْكِتَاب إِلَخْ) أَشَارَ بِهَذَا الدُّعَاء إِلَى وُجُوه النَّصْرعَلَيْهِمْ ، فَبِالْكِتَابِ إِلَى قَوْلِه I : ] قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبهُمْ اللَّه بِأَيْدِيكُمْ [ (التوبة14). وَبِمُجْرِيَ السَّحَاب إِلَى الْقُدْرَةالظَّاهِرَة فِي تَسْخِير السَّحَاب حَيْثُ يُحَرِّك الرِّيح بِمَشِيئَةِ اللَّه U ، وَحَيْثُ يَسْتَمِرّ فِي مَكَانه مَعَ هُبُوب الرِّيح ،وَحَيْثُ تُمْطِر تَارَة وَأُخْرَى لَا تُمْطِر ، فَأَشَارَ بِحَرَكَتِهِ إِلَىإِعَانَة الْمُجَاهِدِينَ فِي حَرَكَتهمْ فِي الْقِتَال ، وَبِوُقُوفِهِ إِلَىإِمْسَاك أَيْدِي الْكُفَّار عَنْهُمْ ، وَبِإِنْزَالِ الْمَطَر إِلَى غَنِيمَةمَا مَعَهُمْ حَيْثُ يَتَّفِق قَتْلهمْ ، وَبِعَدَمِهِ إِلَى هَزِيمَتهمْ حَيْثُلَا يَحْصُل الظُّفْر بشيء مِنْهُمْ ، وَكُلّهَا أَحْوَال صَالِحَةلِلْمُسْلِمِينَ . وَأَشَارَ بِهَازِمِ الْأَحْزَاب إِلَى التَّوَسُّلبِالنِّعْمَةِ السَّابِقَة ، وَإِلَى تَجْرِيد التَّوَكُّل ، وَاعْتِقَاد أَنَّاللَّه Uهُوَالْمُنْفَرِد بِالْفِعْلِ . وَفِيهِ التَّنْبِيه عَلَى عِظَم هَذِهِ النِّعَمالثَّلَاث ، فَإِنَّ بِإِنْزَالِ الْكِتَاب حَصَلَتْ النِّعْمَة الْأُخْرَوِيَّةوَهِيَ الْإِسْلَام ، وَبِإِجْرَاءِ السَّحَاب حَصَلَتْ النِّعْمَةالدُّنْيَوِيَّة وَهِيَ الرِّزْق ، وَبِهَزِيمَةِ الْأَحْزَاب حَصَلَ حِفْظالنِّعْمَتَيْنِ ، وَكَأَنَّهُ قَالَ : اللَّهُمَّ كَمَا أَنْعَمْت بِعَظِيمِالنِّعْمَتَيْنِ الْأُخْرَوِيَّة وَالدُّنْيَوِيَّة وَحَفِظْتهمَا فَأَبْقِهِمَا .وَرَوَى الْإِسْمَاعِيلِيّ فِي هَذَا الْحَدِيث مِنْ وَجْه آخَر أَنَّهُ r دَعَا أَيْضًا فَقَالَ " اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبّنَاوَرَبّهمْ ، وَنَحْنُ عَبِيدك وَهُمْ عَبِيدك نَوَاصِينَا وَنَوَاصِيهمْ بِيَدِك ،فَاهْزِمْهُمْ وَانْصُرْنَا عَلَيْهِمْ " وَلِسَعِيدِ بْن مَنْصُور مِنْطَرِيق أَبِي عَبْد الرَّحْمَن الْحُبُلِيِّ عَنْ النَّبِيِّ r مُرْسَلًا نَحْوه لَكِنْ بِصِيغَةِ الْأَمْرعَطْفًا عَلَى قَوْله ( وَسَلُوا اللَّه الْعَافِيَة : فَإِنْ بُلِيتُمْ بِهِمْفَقُولُوا اللَّهُمَّ ) فَذَكَرَهُ وَزَادَ ( وَغُضُّوا أَبْصَاركُمْ وَاحْمِلُواعَلَيْهِمْ عَلَى بَرَكَة اللَّه ) .أهـ

ثالثًا : إن قيل : ما هو ما معنى قولِه r : " وَاعْلَمُواأَنَّ الْجَنَّةَ تَحْتَ ظِلَالِ السُّيُوفِ " ؟
قلتُ: إن المجاهدَالذي يجاهدُ في سبيلِِ اللهِ بالسيفِ أو البندقيةِ.... إن قُتل من أجلِ كلمةِالتوحيد ومن أجل دفاعِه عن المستضعفين جهادًا في سبيلِ الله ؛ صار شهيدًا ثم صارمن أهل الجنة .
قال I:] وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِأَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ] (آل عمران 169). وقد كان من الصحابةِ y من فتح اللهُ مسامه في الدنيا قبل استشهادهحتى اشتم رائحةَ الجنة كأنسِ بنِ النضر t ، وذلك في صحيح البخاريبرقم 3742 عَنْ أَنَسٍ tأَنَّ عَمَّهُ غَابَ عَنْ بَدْرٍ فَقَالَ: غِبْتُ عَنْ أَوَّلِ قِتَالِ النَّبِيِّr لَئِنْأَشْهَدَنِي اللَّهُ مَعَ النَّبِيِّ r لَيَرَيَنَّ اللَّهُ مَا أُجِدُّ فَلَقِيَ يَوْمَ أُحُدٍ فَهُزِمَ النَّاسُفَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعْتَذِرُ إِلَيْكَ مِمَّا صَنَعَ هَؤُلَاءِ يَعْنِي الْمُسْلِمِينَوَأَبْرَأُ إِلَيْكَ مِمَّا جَاءَ بِهِ الْمُشْرِكُونَ فَتَقَدَّمَ بِسَيْفِهِ فَلَقِيَسَعْدَ بْنَ مُعَاذٍ فَقَالَ: أَيْنَ يَا سَعْدُ إِنِّي أَجِدُ رِيحَ الْجَنَّةِ دُونَأُحُدٍ فَمَضَى فَقُتِلَ فَمَا عُرِفَ حَتَّى عَرَفَتْهُ أُخْتُهُ بِشَامَةٍ أَوْ بِبَنَانِهِوَبِهِ بِضْعٌ وَثَمَانُونَ مِنْ طَعْنَةٍ وَضَرْبَةٍ وَرَمْيَةٍ بِسَهْمٍ . لهذا قال النبيُّ r : " وَاعْلَمُوا أَنَّالْجَنَّةَ تَحْتَ ظِلَالِ السُّيُوفِ ".
وأقول:إن الجهادَ ليس كله بالسيفِ ؛ فمن الجهاد أيضًا الجهاد بالقرآنِ الكريم....
قال I : ]فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَوَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَاداً كَبِيراً ] (الفرقان52).
أجمع المفسرون أنالجهادَ في هذه الآيةِ هو بالقرآن الكريم .
وعن أنسٍt عن النَّبِيِّ r قال : " جاهدواالمشركينَ بأموالِكم وأنفسِكم وألسنتِكُم " . رواه أبو داود والنسائيُّ والدارمي و صححه الألباني في مشكاة المصابيح برقم 3821.
وحينما نتكلمعن السيوف والقتال لابد أن نفرق أولاً بين قتالٍ من أجلِ الباطل ، وقتال دفعًا عنالدينِ و النفسِ ، والعرضِ ، و الضعفاءِ من الولدان والنساءِ ....؛ أي: من أجلِالحقِ ...
قال I : ]وَمَا لَكُمْ لاَتُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِوَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَـذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيّاًوَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيراً](النساء75).
جاء في التفسير الميسر: وماالذي يمنعكم - أيها المؤمنون- عن الجهاد في سبيل نصرة دين اللهU ,ونصرة عباده المستضعفين من الرجال والنساء والصغار الذين اعتُديعليهم, ولا حيلة لهم ولا وسيلة لديهم إلا الاستغاثة بربهم, يدعونه قائلين : ربناأخرجنا من هذه القرية - يعني "مكة "- التي ظَلَم أهلها أنفسهم بالكفروالمؤمنين بالأذى, واجعل لنا من عندك وليّاً يتولى أمورنا, ونصيرًا ينصرنا علىالظالمين.أهـ
وأتساءل هل هذا قتالمن أجل الباطل ؟! هذا هو.
الجواب: إن ما وقعفي الحديثِ الذي معنا أن الأحزابَ تكالبت على رسولِ الله- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- والمسلمين فيغزوةِ الأحزاب( الخندق )، وكان عددهم أكثر من عشرة آلاف مقاتل ، أمام ثلاثمائة منالمسلمين بعد أن فارق المنافقون نبينا rومن معه ، وحُصِرَ النبيُّr وأصحابُه y والنساءُ والأطفالُ فخطب فيهم r قائلاً:" أَيُّهَا النَّاسُ لَا تَتَمَنَّوْا لِقَاءَ الْعَدُوِّ وَسَلُوا اللَّهَالْعَافِيَةَ فَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاصْبِرُوا وَاعْلَمُوا أَنَّ الْجَنَّةَتَحْتَ ظِلَالِ السُّيُوفِ ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ مُنْزِلَ الْكِتَابِوَمُجْرِيَ السَّحَابِ وَهَازِمَ الْأَحْزَابِ اهْزِمْهُمْ وَانْصُرْنَاعَلَيْهِمْ " . وبعدها حدث النصرُ من عند اللهU بإرسالِ ريحٍ دمرت حصونَهم ، وأقلعتخيامَهم ، وجنود لم يروها ؛ أرسلها اللهُ نصرة للمؤمنين هم الملائكة ؛ قال I : ]يَا أَيُّهَاالَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءتْكُمْ جُنُودٌفَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً وَجُنُوداً لَّمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُبِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيراً)]الأحزاب9).
جاء في التفسيرالميسر: يا معشر المؤمنين اذكروا نعمة الله التي أنعمها عليكم في "المدينة" أيامغزوة الأحزاب وهي غزوة الخندق, حين اجتمع عليكم المشركون من خارج"المدينة", واليهود والمنافقون من "المدينة" وما حولها,فأحاطوا بكم, فأرسلنا على الأحزاب ريحًا شديدة اقتلعت خيامهم ورمت قدورهم, وأرسلناملائكة من السماء لم تروها, فوقع الرعب في قلوبهم. وكان الله بما تعملون بصيرًا,لا يخفى عليه من ذلك شيء. أهـ

رابعًا : بعد أن بيّنتُ - بفضل الله I- أن الحديثَليس فيه شبهة ؛ بل هو من أعظم أحاديثِ النبيِّ r ، وفيه معجزة من معجزاتِه r حيث انتصر المسلمون لما دعا r أصحابَهy إلى عدمِ تمني لقاء العدو ، والصبر عند اللقاء ،ثم دعا اللهَI فجاء المددُ من السماءِ بالنصرِ والتمكينِ منغيرِ حولٍ منه ولا قوةr ؛ نصرهاللهُ تعالى دون إراقةِ دماءٍ ، ودون قِتالٍ ؛ قال I :] وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوابِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْراً وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَوَكَانَ اللَّهُ قَوِيّاً عَزِيزاً ] ( الأحزاب 25 ).
وبعد أن بيّنتُ للمعترضينالحق ، وما غاب عنهم... ..
أتساءل :إن إنجيل لوقا يذكر أن يسوعإله المحبة بحسب اعتقادكم .... يأمر تلاميذَه بأن يشتروا سيوفًا لماذا ؟؟
أليس هو إلهًاقويًا ؟
أم أنه رسولمن عند اللهِ... ؟!
جاء ذلك في الإصحاح 22 عدد 36فَقَالَ لَهُمْ:«لكِنِ الآنَ، مَنْ لَهُكِيسٌ فَلْيَأْخُذْهُ وَمِزْوَدٌ كَذلِكَ. وَمَنْ لَيْسَ لَهُ فَلْيَبِعْ ثَوْبَهُوَيَشْتَرِ سَيْفًا. 37لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ يَنْبَغِي أَنْيَتِمَّ فِيَّ أَيْضًا هذَا الْمَكْتُوبُ: وَأُحْصِيَ مَعَ أَثَمَةٍ. لأَنَّ مَاهُوَ مِنْ جِهَتِي لَهُ انْقِضَاءٌ».38فَقَالُوا: «يَارَبُّ، هُوَذَاهُنَا سَيْفَانِ». فَقَالَ لَهُمْ:«يَكْفِي!». 39وَخَرَجَ وَمَضَىكَالْعَادَةِ إِلَى جَبَلِ الزَّيْتُونِ، وَتَبِعَهُ أَيْضًا تَلاَمِيذُهُ. 40وَلَمَّاصَارَ إِلَى الْمَكَانِ قَالَ لَهُمْ:«صَلُّوا لِكَيْ لاَ تَدْخُلُوا فِيتَجْرِبَةٍ». 41وَانْفَصَلَ عَنْهُمْ نَحْوَ رَمْيَةِ حَجَرٍ وَجَثَاعَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَلَّى42قَائِلاً:«يَا أَبَتَاهُ، إِنْ شِئْتَأَنْ تُجِيزَ عَنِّي هذِهِ الْكَأْسَ. وَلكِنْ لِتَكُنْ لاَ إِرَادَتِي بَلْإِرَادَتُكَ». 43وَظَهَرَ لَهُ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ يُقَوِّيهِ. 44وَإِذْكَانَ فِي جِهَادٍ كَانَ يُصَلِّي بِأَشَدِّ لَجَاجَةٍ، وَصَارَ عَرَقُهُكَقَطَرَاتِ دَمٍ نَازِلَةٍ عَلَى الأَرْضِ. 45ثُمَّ قَامَ مِنَالصَّلاَةِ وَجَاءَ إِلَى تَلاَمِيذِهِ، فَوَجَدَهُمْ نِيَامًا مِنَ الْحُزْنِ. 46فَقَالَلَهُمْ:«لِمَاذَا أَنْتُمْ نِيَامٌ؟ قُومُوا وَصَلُّوا لِئَلاَّ تَدْخُلُوا فِيتَجْرِبَةٍ».
يبقى السؤالالذي يطرح نفسه: لماذا أمر يسوعُ تلاميذه أن يبيعوا ملابسهم ويشتروا سيوفًا ؟ هل كان المعنى (الجنة تحت ظلالالسيف) ، أم كان يدعوهم إلى بحيرةِ الكبريت... ؟!
ثم إن لفظالسيف جاء في الكتابِ المقدس مئات المرات ، ولم يرد في القرآنِ الكريمِمرة واحدة ، أفلا يعقلون ؟!
قلتُ: إن هذهالنصوص تشبه نفس الظروف التي مرت بالنَّبِيِّ r في عزوةِ الأحزابٍ كما في الحديث الذي معنا ، وماحدث مع يسوع حين حاصره اليهود هو وتلاميذه ....
نلاحظ من كلامِ يسوع " صَلُّوا لِكَيْلاَ تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ "
وأتساءل:أليس هذا هو نفسكلامِ النبيِّ r " لَاتَمَنَّوْا لِقَاء الْعَدُوّ وَسَلُوا اللَّه الْعَافِيَة فَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْفَاصْبِرُوا " أي: لا تتمنوا أن تدخلوا في تجربة القتال؟! - سبحانالله- إنها السنن .
ونلاحظ من النصوصِ فعل يسوع " 41وَانْفَصَلَ عَنْهُمْنَحْوَ رَمْيَةِ حَجَرٍ وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَلَّى 42قَائِلاً:«يَاأَبَتَاهُ، إِنْ شِئْتَ أَنْ تُجِيزَ عَنِّي هذِهِ الْكَأْسَ. وَلكِنْ لِتَكُنْلاَ إِرَادَتِي بَلْ إِرَادَتُكَ " أي: أنه دعا ربَه أن ينصره ويخلصه من مكرِاليهود ، وهو كفعل النبيِّ r لما قَالَ:" اللَّهُمَّ مُنْزِلَ الْكِتَابِ وَمُجْرِيَالسَّحَابِ وَهَازِمَ الْأَحْزَابِ اهْزِمْهُمْ وَانْصُرْنَا عَلَيْهِمْ " .
ونلاحظ من النصوصِ " 43وَظَهَرَ لَهُمَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ يُقَوِّيهِ " . ونزلت الملائكةُ بعد دعاء النبيِّr وهي الجنود التي لم يروها ؛ قال I : ]يَا أَيُّهَا الَّذِينَآمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءتْكُمْ جُنُودٌفَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً وَجُنُوداً لَّمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُبِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيراً ] (الأحزاب9).
قلتُ:إنها السنن التي لاتتبدل ، التي منها الابتلاء ؛ حاصر اليهودُ المسيحَ u كما بيّنتالنصوصُ التي ذكرناها ، وحاصر المشركون النبيَّ r بتحريض من اليهود وفيهم اليهود ، وكان فعل المسيح u قريب جدًا من فعل النَّبِيِّ r .
وعليه أتساءل: كيف للمعترضين إن يحكموا على نبيِّنا r بأنه يدعوا للإرهاب من خلالِ حديثه الذي أُسيء فهمه ، وقد تمإيضاحه - بفضل الله I- ولم يحكموا بذلك الحكم على يسوع المسيح u؛ فالظروف واحدة كما بيّنتُ - بفضله I - ؟!
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى