منتدى الباحث / أكرم حسن
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اذهب الى الأسفل
AKRAM HASAN
AKRAM HASAN
الشيخ اكرم حسن
عدد المساهمات : 145
تاريخ التسجيل : 07/11/2010
الموقع : www.akram.alresalla.net
http://www.akram.alresalla.net

نبيٌّ ثمار رحمته اقتتال أصاحبه من بعده! Empty نبيٌّ ثمار رحمته اقتتال أصاحبه من بعده!

الأربعاء ديسمبر 08, 2010 8:59 pm

من الشبهاتِالتي تشدقوا بها أنهم طرحوا شبهةً تقول :هل من ثمارِ رحمةِ نبيِّكم اقتتال أصحابِهمع بعضهم البعض بعد وفاتِه من أجلِ السلطةِ ومقتلِ الألوفمنهم كما في معركتي: الجمل وصفين... ؟!
ثم قالوا : أجيبونا عن هذين الحديثين:
1- صحيح البخاري كِتَاب ( الْإِيمَانِ) بَاب { وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا}فَسَمَّاهُمْ الْمُؤْمِنِينَ.برقم 30حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِبْنُ الْمُبَارَكِ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ وَيُونُسُعَنْ الْحَسَنِ عَنْ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: ذَهَبْتُ لِأَنْصُرَ هَذَا الرَّجُلَفَلَقِيَنِي أَبُو بَكْرَةَ فَقَالَ: أَيْنَ تُرِيدُ قُلْتُ: أَنْصُرُ هَذَا الرَّجُلَقَالَ :ارْجِعْ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِr يَقُولُ:"إِذَا الْتَقَى الْمُسْلِمَانِبِسَيْفَيْهِمَا فَالْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ فِي النَّارِ".فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا الْقَاتِلُ فَمَا بَالُ الْمَقْتُولِ؟ قَالَ:"إِنَّهُ كَانَ حَرِيصًا عَلَى قَتْلِ صَاحِبِهِ" .
2- صحيح مسلم برقم 46 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَرْعَرَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُعَنْ زُبَيْدٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا وَائِلٍ عَنْ الْمُرْجِئَةِ فَقَالَ: حَدَّثَنِيعَبْدُ اللَّهِ أَنَّ النَّبِيَّr قَالَ:"سِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ وَقِتَالُهُ كُفْرٌ".
قد حدث اقتتالٌ عظيمٌ في معركةِ الجمل وصفين بين عليٍّ ومعاويةَ ،فمن فيهما في النارِ، أومن فيهما الكافر......؟!

· الرد على الشبهة

أولاً: إن هذه الوقائع التي حدث فيهااقتتالٌ بين المسلمين من بعدِه r تدل على صدقِ نبوتِهr ، وفيها معجزة من معجزاتِه r ؛لأنه r أخبر عنها قبل وقوعِها..... وذلك في عدةِ مواضعٍ منها:
1- بيّن r أن الصلحَ سيكون علىيدي ابنِه الحسن بن علي ؛ فحدث كما أخبر r ، وذلك في صحيح البخاري برقم 6576 قَالَ النَّبِيُّ r :"ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ وَلَعَلَّ اللَّهَأَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ مِنْ الْمُسْلِمِينَ ".
2- أخبرr أن عمارًا تقتلهالفئة الباغية ، وذلك في صحيح البخاريبرقم 2601 عَنْ عِكْرِمَةَ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ لَهُ وَلِعَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ:ائْتِيَا أَبَا سَعِيدٍ فَاسْمَعَا مِنْ حَدِيثِهِ فَأَتَيْنَاهُ وَهُوَ وَأَخُوهُفِي حَائِطٍ لَهُمَا يَسْقِيَانِهِ فَلَمَّا رَآنَا جَاءَ فَاحْتَبَى وَجَلَسَ فَقَالَ:كُنَّا نَنْقُلُ لَبِنَ الْمَسْجِدِ لَبِنَةً لَبِنَةً وَكَانَ عَمَّارٌ يَنْقُلُ لَبِنَتَيْنِلَبِنَتَيْنِ فَمَرَّ بِهِ النَّبِيُّ r وَمَسَحَعَنْ رَأْسِهِ الْغُبَارَ وَقَالَ:" وَيْحَ عَمَّارٍ تَقْتُلُهُ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ عَمَّارٌ يَدْعُوهُمْ إِلَى اللَّهِ وَيَدْعُونَهُ إِلَى النَّارِ ".
نلاحظأن النبيَّ r أخبرَ عن هذه الفتنةِ فحدث ما أخبر بهr ....
يبقى السؤال الذي يطرح نفسه هو : من أخبر محمدًا r بما سيحدث بعد موتِه ،مثل تلك الأحداث ؟
الجواب : إنه الله I؛إذًا محمدٌ r رسولٌ من عندِ اللهِI ...
إذًا هذه معجزة في حقِه r ....
وعليه فالحديث لم يخدم المعترضين من جهةٍ يغفلون عنها كما بيّنتُ-بفضلِ اللهِ I-.

ثانيًا : إن النبيَّ r مات وهو عن أصحابِه yراضٍ ، وشهد لهم جميعًا بالإيمانِ ، وأخبر عن الفتنةِ ، ولم يخبر أن أحدًا منهم منأهلِ النار بل شهد لهم جميعًا بالإسلامِ ... دليل ذلك ما يلي:
1- الحديثِ الذي سبق معنا :" ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ، وَلَعَلَّاللَّهَ أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ مِنْ الْمُسْلِمِينَ ".
نلاحظ " فِئَتَيْنِ مِنْ الْمُسْلِمِينَ " ولم يقل : فِئَتَيْنِ من الكافرين .
2- القرآن الكريم شهد لهم y بالإيمان رُغم الاقتتالِ الذي وقع بينهم ؛ قال I : ]وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَاقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَىفَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءتْفَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّالْمُقْسِطِينَ [ (الحجرات9).
نلاحظ قولَه I: " وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا" شهد اللهُ لهم بالإيمانِ ....
3- قولهr: " إِذَا الْتَقَى الْمُسْلِمَانِبِسَيْفَيْهِمَا فَالْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ فِي النَّارِ " ذكره البخاريُّ - رحمه اللهُ- في بَابِ{ وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَاقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا } فَسَمَّاهُمْ الْمُؤْمِنِينَ.
وعليه تسقط شبهتهمالتي تقول:قد حدث اقتتالٌ عظيمٌ في معركتي الجمل وصفين بين عليٍّ ومعاويةَ ، فمن فيهما في النارِ ، أو من فيهما الكافر....؟!

ثالثًا: إن اقتتالَ أصحابِهy من بعده لم يكن من أجلِ دنيا يصيبونها ،مثل : خلافةٍ ، أو عرقيةٍ ، أو قبليةٍ ، أوحميةٍ .... ولكن كان اقتتالهم اجتهادًا ، وبحثًا عن الحقِ ؛لأخذ الثأر من دمِ قتلة عثمان tخليفة المسلمين الذي قتله اليهودُ والمنافقون ، وبالتالي فهذا القتال لا يستوجب الكفر لأحدٍ من أصحابِ النبيِّ r مثل: عليِّ أو معاويةَ- رضي اللهُ عنهما- ؛ وإنما كان قتالهم بحثا عن الحق في كيفية أخذ الثائر لأميرِ المؤمنينعثمانَ t.وأحيل المعترضين إلى قراءةِ كتبِ التاريخِ ليتأكدوا بأنفسهم من هذا الأمرإذا كانوا يعرفون القراءةَ وإذا كانوا أصحابَ منهجيةٍ صحيحةِ في البحث ...
وعليه تسقط شبهتهم التي تقول : هل من ثمارِ رحمة نبيِّكم اقتتال أصحابِهبعضهم البعض بعد وفاته من أجلِ السلطةِ ومقتل الألوفمنهم كما في معركتي الجمل وصفين...؟!

رابعًا : كان على المعترضين قبل طرحهم للشبهة أن يعلموا أن الكفر كفران :
كفرٌ أكبر: وهو مُخرج عن ملةِ الإسلام.
وكفرٌ أصغر:وهو كفر دون كفرٍ؛ لا يخرج عن ملةِ الإسلامِ ، والثاني لا شك أنه ذنبٌ كبيرٌ... صاحبهفي مشيئةِ اللهIإن شاء عذبه وإن شاء عفا عنه.
ففي قوله r:" سِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ وَقِتَالُهُكُفْرٌ ". يظهر لناانه كفر دون كفرٍ لا يخرج عن الملة ، إلا إذا استحل القاتلُ القتلَ سواء أكانلمسلمٍ أو لغيرِه، فهذا يخرج عن الملةِ ؛ وإن لم يستحل القتلَ فهو في مشيئةِ اللهِIإن شاء عذبه وإن شاء عفا عنه....

خامسًا : إن الواجبَ عن المسلمِ أن يقول عن هذه الفتنة كماقال اللهُ I :] تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّاكَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ] (البقرة134).
كما قال عمرُ بنُ عبدِ العزيز - رحمه اللهُ - : " هذه فتن نجا اللهُ أيدينا مندمائهم فلا نخوض فيها بألسنتنا " .


سادسًا: إن المتأملَ في الكتابِ المقدس يجد فيه أن بعضَ الأنبياءِ،والقديسين يقتتلون مع بعضهمالبعض ؛ من أجلِ الملكِ والسلطةِ ، ومنهممن قتل أخاه من أجلِ الملكِ والسلطةِ ، ونحن ننزههم عن ذلك .. يدلل على ذلك فيمايلي:
1- اقتتال داود النبي مع النبيِّ شاول ، وذلك في سفر صموئيل الأول إصحاح19 عدد1وَكَلَّمَ شَاوُلُيُونَاثَانَ ابْنَهُ وَجَمِيعَ عَبِيدِهِ أَنْ يَقْتُلُوا دَاوُدَ.......

2- سليمانُ النبيُّ يقتل أخاه الأكبر( أَدُونِيَّا ) ،وذلك من أجلِ الملك ؛ لأن أَدُونِيَّا كان الأكبر فيالسن وله الحق بالملك منه فقتله ! نجد ذلك في سفر الملوكالأول إصحاح 2 عدد23وَحَلَفَ سُلَيْمَانُ الْمَلِكُ بِالرَّبِّقَائِلاً: «هكَذَا يَفْعَلُ لِيَ اللهُ وَهكَذَا يَزِيدُ، إِنَّهُ قَدْ تَكَلَّمَأَدُونِيَّا بِهذَا الْكَلاَمِ ضِدَّ نَفْسِهِ. 24وَالآنَ حَيٌّ هُوَالرَّبُّ الَّذِي ثَبَّتَنِي وَأَجْلَسَنِي عَلَى كُرْسِيِّ دَاوُدَ أَبِي،وَالَّذِي صَنَعَ لِي بَيْتًا كَمَا تَكَلَّمَ، إِنَّهُ الْيَوْمَ يُقْتَلُأَدُونِيَّا». 25فَأَرْسَلَ الْمَلِكُ سُلَيْمَانُ بِيَدِ بَنَايَاهُوبْنِ يَهُويَادَاعَ، فَبَطَشَ بِهِ فَمَاتَ.

سابعًا : إن الناظرَ في تاريخِ الكنيسةِ يجد المذابحَالتي قامت مع المسيحيين بعضهم البعض، وقتل الموحدين منهم .... والقارئ لمجمعأفسوس سنة 325 م يجد أنهم كانوايتكلمون في أمر المشيئتين والطبيعتين للمسيح ، وعندما اختلف أصحابُ المجمع كان ردفعلهم أنهم تلاعنوا وتضاربوا بالأيدي حتى أن أحدهم سقط قتيلاً مع العلم أنهم كانوا أعلم أهل الأرضبالمسيحية في ذلك الزمان وهذا اجتماع ديني ....!

والقارئ لمحاكم التفتيش يجدها أحدَ أسوأفصول التاريخ الغربي دموية تجاه المسلمين،وقدامتدت وحشيتها المفرطة لتنال النصارى أيضاً فيما بعد ؛ ارتكبها القساوسة فيمحاولتهم للحفاظ على المسيحية بعدخروج المسلمين من الأندلس، وراح ضحيتها حسب بعض المؤرخين الغربيين أكثر من نصفمليون مسلم، وتم تنصيرالبقية الباقية من المسلمين بالقوة، ثم صدر مرسوم بتحويل جميع المساجدإلى كنائس.....!
وأخيرًا: اقتتال البروتستانت والكاثوليك فيايرلندا الشمالية مذابح رهيبة....!
وتكفيرالأرثوذكس لمن ليس من طائفتهم والعكس .
إذن يبقىالسؤال الذي يطرح نفسه هو: هلهذه هي ثمار الرحمة والمحبة التي جاء بها الربُّ يسوع المسيح بحسب معتقد المعترضين... ؟! هذاهو.
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى