منتدى الباحث / أكرم حسن
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اذهب الى الأسفل
AKRAM HASAN
AKRAM HASAN
الشيخ اكرم حسن
عدد المساهمات : 145
تاريخ التسجيل : 07/11/2010
الموقع : www.akram.alresalla.net
http://www.akram.alresalla.net

              هل أمر معاويةُ أن يُسب عليًّا (أبا تراب)؟! Empty هل أمر معاويةُ أن يُسب عليًّا (أبا تراب)؟!

الثلاثاء ديسمبر 11, 2018 7:52 am


هل أمر معاويةُ أن يُسب عليًّا (أبا تراب)؟!

قالوا: وصل الأمر بمعاوية إلى أنه كان يسب ويأمر بسب عليًّا الذي أثنى عليه رسولُ اللهِ خيرًا، وحذر من أذيته......
جاء ذلك في صحيح مسلم برقم 4420 عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ أَمَرَ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ سَعْدًا فَقَالَ :مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسُبَّ أَبَا التُّرَابِ؟ فَقَالَ:أَمَّا مَا ذَكَرْتُ ثَلَاثًا قَالَهُنَّ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ r فَلَنْ أَسُبَّهُ لَأَنْ تَكُونَ لِي وَاحِدَةٌ مِنْهُنَّ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ r يَقُولُ لَهُ خَلَّفَهُ فِي بَعْضِ مَغَازِيهِ فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ يَا رَسُولَ اللَّهِ خَلَّفْتَنِي مَعَ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ r أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى إِلَّا أَنَّهُ لَا نُبُوَّةَ بَعْدِي وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ يَوْمَ خَيْبَرَ لَأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ رَجُلًا يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ قَالَ فَتَطَاوَلْنَا لَهَا فَقَالَ ادْعُوا لِي عَلِيًّا فَأُتِيَ بِهِ أَرْمَدَ فَبَصَقَ فِي عَيْنِهِ وَدَفَعَ الرَّايَةَ إِلَيْهِ فَفَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: { فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ }
دَعَا رَسُولُ اللَّهِ r عَلِيًّا وَفَاطِمَةَ وَحَسَنًا وَحُسَيْنًا فَقَالَ: اللَّهُمَّ هَؤُلَاءِ أَهْلِي.


الرد على الشبهة

أولًا: ليس في الرواية أنّ معاوية  سبَّ عليًّا أو أمر سعدًا بِسبه...بل كلُّ ما هنالك أن معاويةَ أحبَ أن يتأكد من ورعِ وتقوى سعد وصدقه في عدمِ سبِه وولائه...فقال له: " مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسُبَّ أَبَا التُّرَابِ " ؟.

فجاء الرد الذي كان ينتظره معاويةُ  من سعدٍ كما جاء في باقي الروايةِ من ذكرِ الثناءِ الجميلِ عليه من النبي محمدr ....

كما أنْ معاويةَ خاطبَ سعدًا بأحب الألقابِ إلى عليٍّ وهو( أبا تراب) فالذي لقبه بهذا اللقب هو النبي محمدr ...

فهل من يريدُ أن يسبَّ شخصًا أو يأمرَ بسبه ينعتُه بأجمل وأحب الألقابِ إليه أم أقبحها...؟!
دلل على ما سبق ما جاء في الآتي:

1-شرح النووي لصحيح مسلم 4420: قَوْله: "إِنَّ مُعَاوِيَة قَالَ لِسَعْدِ بْن أَبِي وَقَّاص: مَا مَنَعَك أَنْ تَسُبَّ أَبَا تُرَاب ؟ "
قَالَ الْعُلَمَاء: الْأَحَادِيث الْوَارِدَة الَّتِي فِي ظَاهِرهَا دَخَل عَلَى صَحَابِيّ يَجِبُ تَأْوِيلُهَا. قَالُوا: وَلَا يَقَعُ فِي رِوَايَات الثِّقَات إِلَّا مَا يُمْكِنُ تَأْوبِسَبِّهِ،قَوْل مُعَاوِيَة هَذَا لَيْسَ فِيهِ تَصْرِيح بِأَنَّهُ أَمَرَ سَعْدًا بِسَبِّهِ ، وَإِنَّمَا سَأَلَهُ عَنْ السَّبَب الْمَانِع لَهُ مِنْ السَّبّ ، كَأَنَّهُ يَقُول : هَلْ اِمْتَنَعْت تَوَرُّعًا ، أَوْ خَوْفًا ، أَوْ غَيْر ذَلِكَ . فَإِنْ كَانَ تَوَرُّعًا وَإِجْلَالًا لَهُ عَنْ السَّبَب فَأَنْتَ مُصِيب مُحْسِن ، وَإِنْ كَانَ غَيْر ذَلِكَ فَلَهُ جَوَاب آخَر ، لَعَلَّ سَعْدًا قَدْ كَانَ فِي طَائِفَة يَسُبُّونَ فَلَمْ يَسُبَّ مَعَهُمْ ، وَعَجَزَ عَنْ الْإِنْكَار ، وَأَنْكَرَ عَلَيْهِمْ ، فَسَأَلَهُ هَذَا السُّؤَال . قَالُوا : وَيَحْتَمِلُ تَأْوِيلًا آخَر أَنَّ مَعْنَاهُ مَا مَنَعَك أَنْ تُخَطِّئَهُ فِي رَأْيه وَاجْتِهَاده ، وَتُظْهِرَ لِلنَّاسِ حُسْن رَأْينَا وَاجْتِهَادنَا ، وَأَنَّهُ أَخْطَأَ ؟ . اهـ
2- تحفة الأحوذي في شرح الترمذي برقم 3658: قَوْلُهُ: " فَقَالَ مَا مَنَعَك أَنْ تَسُبَّ أَبَا تُرَابٍ " أَيْ: عَلِيًّا ، قَالَ النَّوَوِيُّ قَالَ الْعُلَمَاءُ الْأَحَادِيثُ الْوَارِدَةُ الَّتِي فِي ظَاهِرِهَا دَخَلٌ عَلَى صَحَابِيٍّ يَجِبُ تَأْوِيلُهَا قَالُوا وَلَا يَقَعُ فِي رِوَايَاتِ الثِّقَاتِ إِلَّا مَا يُمْكِنُ تَأْوِيلُهُ : فَقَوْلُ مُعَاوِيَةَ هَذَا لَيْسَ فِيهِ تَصْرِيحٌ بِأَنَّهُ أَمَرَ سَعْدًا بِسَبِّهِ وَإِنَّمَا سَأَلَهُ عَنْ السَّبَبِ الْمَانِعِ لَهُ مِنْ السَّبِّ كَأَنَّهُ يَقُولُ هَلْ اِمْتَنَعْت تَوَرُّعًا أَوْ خَوْفًا أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ ، فَإِنْ كَانَ تَوَرُّعًا وَإِجْلَالًا لَهُ عَنْ السَّبِّ فَأَنْتَ مُصِيبٌ مُحْسِنٌ وَإِنْ كَانَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلَهُ جَوَابٌ آخَرُ ، وَلَعَلَّ سَعْدًا قَدْ كَانَ فِي طَائِفَةٍ يَسُبُّونَ فَلَمْ يَسُبَّ مَعَهُمْ وَعَجَزَ عَنْ الْإِنْكَارِ وَأَنْكَرَ عَلَيْهِمْ فَسَأَلَهُ هَذَا السُّؤَالَ ، قَالُوا وَيَحْتَمِلُ تَأْوِيلًا آخَرَ أَنَّ مَعْنَاهُ : مَنْ مَنَعَك أَنْ تُخَطِّئَهُ فِي رَأْيِهِ وَاجْتِهَادِهِ وَتُظْهِرَ لِلنَّاسِ حُسْنَ رَأْيِنَا وَاجْتِهَادِنَا وَأَنَّهُ أَخْطَأَ اِنْتَهَى
( أَمَّا مَا ذَكَرْت ثَلَاثًا قَالَهُنَّ رَسُولُ اللَّهِ r فَلَنْ أَسُبَّهُ )
كَلِمَةُ مَا مَصْدَرِيَّةٌ وَذُكِرَتْ بِتَأْوِيلِ الْمَصْدَرِ مَعَ فَاعِلِهِ وَمَفْعُولِهِ مُبْتَدَأٌ وَالْخَبَرُ مَجْذُوفٌ أَيْ أَمَّا ذِكْرَى ثَلَاثَ كَلِمَاتٍ قَالَهُنَّ رَسُولُ اللَّهِ r فِي شَأْنِ عَلِيٍّ فَمَانِعٌ عَنْ سَبِّهِ فَلَنْ أَسُبَّهُ. اهـ

3- كتاب معاوية بن أبي سفيان – شخصيته وعصره، للدكتور علي الصلابي، دار الأندلس(ص 2008 - 226 )قال: تذكر كتب التاريخ أن الولاة من بني أمية قبل عمر بن عبد العزيز كانوا يشتمون علي، وهذا الأثر الذي ذكره ابن سعد لا يصح، قال ابن سعد: أخبرنا علي بن محمد، عن لوط بن يحي، قال: كان الولاة من بني أمية قبل عمر بن عبد العزيز يشتمون رجلاً  فلما ولي هو ـ عمر بن عبد العزيز ـ أمسك عن ذلك، فقال كثير عزة الخزاعي:
وليت فلم تشتم علياً ولم تخف … برياً ولم تتبع مقالة مجرم
تكلمت بالحق المبين وإنما … تبين آيات الهدى بالتكلم
فصدَّقت معروف الذي قلت … بالذي فعلت فأضحى راضياً كل مسلم
فهذا الأثر واهٍ، فعلي بن محمد هو المدائني فيه ضعف وشيخه لوط بن يحي (أبو مخنف)، واهٍ بمرة، قال عنه يحي بن معين: ليس بثقة، وقال أبو حاتم: متروك الحديث، وقال الدارقطني: أخباري ضعيف ووصفه في الميزان: أخباري تالف لا يوثق به ، وعامة روايته عن الضعفاء والهلكى و المجاهيل، وقد اتهم الشيعة معاوية  بحمل الناس على سب علي ولعنه فوق منابر المساجد، فهذه الدعوة لا أساس لها من الصحة، والذي يقصم الظهر أن الباحثين قد التقطوا هذه الفرية على هوانها دون إخضاعها للنقد والتحليل، حتى صارت عند المتأخرين من المُسلَّمات التي لا مجال لمناقشتها، ولم يثبت قط في رواية صحيحة، ولا يعول على ما جاء في كتب الدميري، واليعقوبي وأبي الفرج الأصفهاني، علماً بأن التاريخ الصحيح يؤكد خلاف ما ذكره هؤلاء. من احترام وتقدير معاوية لأمير المؤمنين علي وأهل بيته الأطهار. اهـ


ثانيًّا : جاءت روايات تنفي وتثبت ضد ما يشتهيه المعترضون، فعلى الرغم من خلافهما كان معاوية يذكر فضائل ومحاسن عليا وهذا من صدقه وعدله....
دلل على ما سبق ما جاء في الآتي:

1- سير أعلام النبلاء للذهبي ،مؤسسة الرسالة (راشدون/262): وعن قيس بن أبي حازم قال: سأل رجل معاوية عن مسألة، فقال: سل عنها علي بن أبي طالب فهو أعلم مني، قال: قولك يا أمير المؤمنين أحبّ إليّ من قول علي، قال: بئس ما قلت، ولؤم ما جئت به، لقد كرهت رجلاً كان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يغرّه بالعلم غرّاً، ولقد قال له: ” أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي “، وكان عمر بن الخطاب يسأله ويأخذ عنه، ولقد شهدت عمر إذا أشكل عليه أمر قال: هاهنا علي بن أبي طالب. ثم قال للرجل: قم لا أقام الله رجليك، ومحا اسمه من الديوان . اهـ

1. - مختصر تاريخ دمشق (17/347) ط دار الفكر: 2
1. حدثني يعلى بن عبيد، قال: حدثنا أبي، قال: قال أبو مسلم الخولاني وجماعة لمعاوية: أنت تنازع عليا! أم أنت مثله؟ فقال: لا والله إني لأعلم أن عليًّا أفضل مني وأحق بالأمر مني، ولكن ألستم تعلمون أن عثمان قُتل مظلومًا، وأنا ابن عمه، وإنما أطلب بدمه، فأتوا عليا فقولوا له، فليدفع إلي قتلة عثمان وأسلم له. فأتوا عليًّا فكلموه بذلك، فلم يدفعهم إليه. اهـ

ط دار الفكر: ( 3- مختصر تاريخ دمشق (25/39
قال أبو القاسم ابن أخي أبي ُزرعة الرازي: جاء رجل إلى عمي أبي زرعة فقال له: يا أبا زرعة! أنا أبغض معاوية. قال: لم؟
قال: لأنه قاتل علي بن أبي طالب.
فقال له عمي: إن رب معاوية رب رحيم، وخصم معاوية خصم كريم، فأيش دخولك أنت بينهما -رضي الله عنهم أجمعين-؟ اهـ

قلتُ: ويروى من وضع القصاصين موقفًا أثبت فيه محبة معاوية لعلي وولائه لدينه،فلم يستعن بكافر ينتصر به على آخيه علي ....وذلك لما أرسل له ملك الروم رسالة يطلب فيها مناصرته ودعمه بجيش ضد علي...قائلًا:" من قيصر الروم لمعاوية:
علمنا بما حدث بينك وبين علي بن أبي طالب
وإنا لنرى أنك أحق منه بالخلافة ..
فلو أمرتني أرسلت لك جيشاً يأتوك برأس علي".
فكان الرد جازمًا وحاسمًا من معاوية قائلًا:

من معاوية إلى قيصر الروم:

"أخوان تشاجرا فما بالك تتدخل فيما بينهما...
فإن لم تخرس أتيت إليك بجيش أوله عندك وآخره عندي يأتوني برأسك أقدمه لعلي".

وقد جاء ما يشبه في البداية والنهاية لابن كثير (ج8/ص127):

"فلما كان من أمره "معاوية" وأمر أمير المؤمنين علي ما كان، لم يقع في تلك الأيام فتح بالكلية، لا على يديه ولا على يدي علي، وطمع في معاوية ملك الروم بعد أن كان قد أخشاه وأذله، وقهر جنده ودحاهم، فلما رأى ملك الروم اشتغال معاوية بحرب علي تدانى إلى بعض البلاد في جنود عظيمة وطمع فيه، فكتب معاوية إليه: "والله لئن لم تنته وترجع إلى بلادك يا لعين لاصطلحن أنا وابن عمي عليك ولأخرجنك من جميع بلادك، ولأضيقن عليك الأرض بما رحبت.
فعند ذلك خاف ملك الروم وانكف، وبعث يطلب الهدنة".اهـ

كذلك وردت افتراءات في التاريخ من وضع القصاصين تذكر سب بني أميةَ لأهلِ بيتِ النبي محمدr ....وهي أخبارٌ مكذوبة موضوعة قد تم ذكر بعضها...

وعلى ما سبق أكونُ قد نسفتُ الشبهةَ نسفًا....

كتبه / أكرم حسن مرسي
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى