منتدى الباحث / أكرم حسن
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اذهب الى الأسفل
AKRAM HASAN
AKRAM HASAN
الشيخ اكرم حسن
عدد المساهمات : 145
تاريخ التسجيل : 07/11/2010
الموقع : www.akram.alresalla.net
http://www.akram.alresalla.net

رد على شبهات الوهية المسيح من القران الكريم بقلم/أكرم حسن مرسي (2) Empty رد على شبهات الوهية المسيح من القران الكريم بقلم/أكرم حسن مرسي (2)

الأحد نوفمبر 28, 2010 11:09 pm
الشبهة الرابعة: قالوا: المسيحُ الوحيد لم يمسه الشيطانُ ،وهذا دليل ألوهيته...!

قالوا :المسيحُ هو الوحيد الذي لم يمسه أو ينخسه الشيطان ،أليس هذا دليلاً على ألوهيتِه بشهادةِ رسولِ الإسلامِ ... جاء ذلك في صحيحِ البخاريِّ كِتَاب( أَحَادِيثِ الْأَنْبِيَاءِ) برقم 3177 حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ : حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ قَالَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ  :سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ r يَقُولُ:" مَا مِنْ بَنِي آدَمَ مَوْلُودٌ إِلَّا يَمَسُّهُ الشَّيْطَانُ حِينَ يُولَدُ فَيَسْتَهِلُّ صَارِخًا مِنْ مَسِّ الشَّيْطَانِ غَيْرَ مَرْيَمَ وَابْنِهَا ". ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ:{ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ }.

الرد على الشبهة

أولاً: إن المعترضين لم يقرءوا الحديثَ جيدًا ،فلو قراؤه ما قالوا شبهتهم......
الحديث يَقُولُ:" مَا مِنْ بَنِي آدَمَ مَوْلُودٌ إِلَّا يَمَسُّهُ الشَّيْطَانُ حِينَ يُولَدُ فَيَسْتَهِلُّ صَارِخًا مِنْ مَسِّ الشَّيْطَانِ غَيْرَ مَرْيَمَ ، وَابْنِهَا ".
نلاحظ " غَيْرَ مَرْيَمَ ، وَابْنِهَا " .
وعليه أتساءل: هل مريمُ أمُّ المسيح إله ؛ لأن الشيطانَ لم يمسها عند ولادتها ؟!
الجواب : لا ؛إذن يسقط قولهم :المسيحُ هو الوحيد الذي لم يمسه أو ينخسه الشيطان....

ثانيًا :إن هناك سؤالاً يطرح نفسه هو: لما ذا قال النبيُّ r :" مَا مِنْ بَنِي آدَمَ مَوْلُودٌ إِلَّا يَمَسُّهُ الشَّيْطَانُ حِينَ يُولَدُ فَيَسْتَهِلُّ صَارِخًا مِنْ مَسِّ الشَّيْطَانِ غَيْرَ مَرْيَمَ وَابْنِهَا ".
السؤال بصيغةٍ أخرى :ما السبب في عدمِ مسِ الشيطان لمريمَ وابنها عند ولادتهما دون غيرهما ؟!
الجواب :إن السببَ في عدمِ مس الشيطان لمريم وابنها عند ولادتهما دون غيرهما هو استجابة الرب لدعاءِ أمِّ مريم لها ولذريتها ( المسيح  ) ....
جاء ذلك في قولِه  عن أم مريم : فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (36)  (آل عمران).
إذن بهذا المعنى فهم راوي الحديث (أبو هريرة ) فقد جاء في الحديثِ نفسِه:" ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ:{ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ } ".
جاء في تفسير الجلالين : "وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِك وَذُرِّيَّتهَا" أَوْلَادهَا "مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ" الْمَطْرُود فِي الْحَدِيث Sadمَا مِنْ مَوْلُود يُولَد إلَّا مَسَّهُ الشَّيْطَان حَيْن يُولَد فَيَسْتَهِلّ صَارِخًا إلَّا مَرْيَم وَابْنهَا) رَوَاهُ الشَّيْخَانِ.أهـ

ثالثًا : إن قيل: إن هذا الحديثَ يدل على أن الشيطانَ ليس له سلطانٌ على المسيحِ مما يعني أنه الله القوي ذاته !
قلتُ :إن هذا من جهل بيّن لأمرين :
الأول : أن الله قص لنا قول إبليس لما قال : قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (82) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (83)  (ص ).
إذًا الشيطان ليس له سلطانُ على الأنبياءِ وعلى عباده المخلصين بنص الآيتين.
الثاني :أن هذه الكرامة والفضيلة ليست قاصرةً عليهما على المسيح وأمه - عليهما السلام - فقط بل هي أيضا لأمة النبيِّ r ....و ذلك في صحيحِ البخاري برقم 4767 عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ :قَالَ النَّبِيُّ r :" أَمَا لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ يَقُولُ حِينَ يَأْتِي أَهْلَهُ: بِاسْمِ اللَّهِ اللَّهُمَّ جَنِّبْنِي الشَّيْطَانَ وَجَنِّبْ الشَّيْطَانَ مَا رَزَقْتَنَا ثُمَّ قُدِّرَ بَيْنَهُمَا فِي ذَلِكَ أَوْ قُضِيَ وَلَدٌ لَمْ يَضُرَّهُ شَيْطَانٌ أَبَدًا ".

رابعًا : إن الأناجيلَ تثبت ضد ما يرغب فيه المعترضون، فقد زعمت (الأناجيل ) أن الشيطانَ تحكم في الربِّ يسوعَ ، وقام بتجربته .... وذلك في إنجيل متى بدءًا من الإصحاح الرابع عدد 1 إلى 11 حيث كان الشيطان يجرب يسوع ، ويأخذه إلى حيث شاء فينقاد له ، فتارة يأخذه إلى المدينةِ المقدسةِ ، و يوقفه على جناح الهيكل وتارة يأخذه إلى جبلٍ عالٍ جدًا.... ولنقرأ سويا 1ثُمَّ أُصْعِدَ يَسُوعُ إِلَى الْبَرِّيَّةِ مِنَ الرُّوحِ لِيُجَرَّبَ مِنْ إِبْلِيسَ. 2فَبَعْدَ مَا صَامَ أَرْبَعِينَ نَهَارًا وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً، جَاعَ أَخِيرًا. 3فَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ الْمُجَرِّبُ وَقَالَ لَهُ:«إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَقُلْ أَنْ تَصِيرَ هذِهِ الْحِجَارَةُ خُبْزًا». 4فَأَجَابَ وَقَالَ:«مَكْتُوبٌ: لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ، بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ فَمِ اللهِ». 5ثُمَّ أَخَذَهُ إِبْلِيسُ إِلَى الْمَدِينَةِ الْمُقَدَّسَةِ، وَأَوْقَفَهُ عَلَى جَنَاحِ الْهَيْكَلِ، 6وَقَالَ لَهُ:«إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَاطْرَحْ نَفْسَكَ إِلَى أَسْفَلُ، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: أَنَّهُ يُوصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ، فَعَلَى أيَادِيهِمْ يَحْمِلُونَكَ لِكَيْ لاَ تَصْدِمَ بِحَجَرٍ رِجْلَكَ». 7قَالَ لَهُ يَسُوعُ:«مَكْتُوبٌ أَيْضًا: لاَ تُجَرِّب الرَّبَّ إِلهَكَ». 8ثُمَّ أَخَذَهُ أَيْضًا إِبْلِيسُ إِلَى جَبَل عَال جِدًّا، وَأَرَاهُ جَمِيعَ مَمَالِكِ الْعَالَمِ وَمَجْدَهَا، 9وَقَالَ لَهُ: «أُعْطِيكَ هذِهِ جَمِيعَهَا إِنْ خَرَرْتَ وَسَجَدْتَ لِي». 10حِينَئِذٍ قَالَ لَهُ يَسُوعُ:«اذْهَبْ يَا شَيْطَانُ! لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِلرَّبِّ إِلهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ». 11ثُمَّ تَرَكَهُ إِبْلِيسُ، وَإِذَا مَلاَئِكَةٌ قَدْ جَاءَتْ فَصَارَتْ تَخْدِمُهُ.
قلتُ : إن المعترضين يعتقدون أن يسوعَ إلهٌ ، وبحسب ما تذكر هذه النصوص نجد أن الشيطانَ جرب الإله... ! وأتساءل :
1- هل كان الشيطانُ يعلم أنه يُجرب الإلهَ الذي خلقه ، وأوجده ، وأخرجه من الجنة.........؟!
النصُ يقول : 10حِينَئِذٍ قَالَ لَهُ يَسُوعُ:«اذْهَبْ يَا شَيْطَانُ! لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِلرَّبِّ إِلهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ» ؟!
2- كيف يُجرب شيطانُ إلهًا ويصعد به إلى الجبل فيأمره أن يلقى بنفسِه من على الجبل ...؟!
3-هل يستحق هذا الإله أن يعبد بعد أن جربه شيطان ؟!
4-هل الإله يُجرب من قبل شيطان؟
ثم من المعلومِ أن الإلهَ لا يجرب بحسبِ ما جاء في الكتابِ المقدس لدليلين:
الأول :قول يسوع:«مَكْتُوبٌ أَيْضًا: لاَ تُجَرِّب الرَّبَّ إِلهَكَ» .
الثاني:ما جاء في رسالة يعقوب إصحاح 1 عدد13لاَ يَقُلْ أَحَدٌ إِذَا جُرِّبَ: «إِنِّي أُجَرَّبُ مِنْ قِبَلِ اللهِ»، لأَنَّ اللهَ غَيْرُ مُجَرَّبٍ بِالشُّرُورِ، وَهُوَ لاَ يُجَرِّبُ أَحَدًا. 14وَلكِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ يُجَرَّبُ إِذَا انْجَذَبَ وَانْخَدَعَ مِنْ شَهْوَتِهِ.
فهل يسوع إله بعد أن جربه الشيطانُ... ؟!

الشبهة الخامسة :قالوا:ولادة المسيح العجيبة دليل على ألوهيته !

قولوا :إن كل إنسانٍ يولد بالفطرة الجنسيةِ من الرجل والمرأة إلا المسيح وحده ولد من أم دون أبٍ... !
أليس هذا دليل على ألوهيتِه وبنوتِه للهِ.... ؟!

الرد على الشبهة

إن هناك سؤالاً يطرح نفسه للمعترضين هو: هل الولادة الإعجازية دليل على ألوهيةِ المولودِ.... ؟!
الجواب : لا ؛ لأن هناك الكثيرين ولدوا ولادةً إعجازية كما يلي :
1- آدم  خُلق من دونِ أبٍ و أمٍ ؛ يقول  : إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آَدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (59)  (آل عمران ).
جاء في التفسيرِ الميسر: إنَّ خَلْقَ الله لعيسى من غير أب مثَلُه كمثل خلق الله لآدم من غير أب ولا أم، إذ خلقه من تراب الأرض، ثم قال له: "كن بشرًا" فكان. فدعوى إلهية عيسى لكونه خلق من غير أب دعوى باطلة; فآدم  خلق من غير أب ولا أم، واتفق الجميع على أنه عَبْد من عباد الله. أهـ
2- حواء خُلقت من أبٍ دون أمٍ .
3- الكاهنُ ملكي صادق بلا أبٍ , بلا أمٍ ... وذلك في الرسالةِ إلى العبرانيين إصحاح 7 عدد 1لأَنَّ مَلْكِي صَادَقَ هذَا، مَلِكَ سَالِيمَ، كَاهِنَ اللهِ الْعَلِيِّ، الَّذِي اسْتَقْبَلَ إِبْرَاهِيمَ رَاجِعًا مِنْ كَسْرَةِ الْمُلُوكِ وَبَارَكَهُ، 2الَّذِي قَسَمَ لَهُ إِبْرَاهِيمُ عُشْرًا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. الْمُتَرْجَمَ أَوَّلاً «مَلِكَ الْبِرِّ» ثُمَّ أَيْضًا «مَلِكَ سَالِيمَ» أَيْ «مَلِكَ السَّلاَمِ» 3بِلاَ أَبٍ، بِلاَ أُمٍّ، بِلاَ نَسَبٍ. لاَ بَدَاءَةَ أَيَّامٍ لَهُ وَلاَ نِهَايَةَ حَيَاةٍ. بَلْ هُوَ مُشَبَّهٌ بِابْنِ اللهِ. هذَا يَبْقَى كَاهِنًا إِلَى الأَبَدِ.
4- الكبش الذي أنزله اللهُ على إبراهيمَ ليفدي به ابنه الذبيح , لا أم له ولا أب , أنزله اللهُ من السماء إلى إبراهيم  بمعجزةٍ فريدةٍ من نوعِها ,وذلك بخلافِ الخروف الذي يؤمن به المنصّرون رمز الفداء (يسوع الإله) الذي له أم (مريم ) والذي له سبع قرون وسبعة أعين..... يدلل على ما سبق الآتي :
1-قوله  : وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ (107)  (الصافات ).
جاء في تفسير الجلالين: "وَفَدَيْنَاهُ" أَيْ: الْمَأْمُور بِذَبْحِهِ وَهُوَ إسْمَاعِيل أَوْ إسْحَاق قَوْلَانِ "بِذِبْحٍ" بِكَبْشٍ "عَظِيم" مِنْ الْجَنَّة وَهُوَ الَّذِي قَرَّبَهُ هَابِيل جَاءَ بِهِ جِبْرِيل  فَذَبَحَهُ السَّيِّد إبْرَاهِيم مُكَبِّرًا. أهـ
2- سفر التكوين إصحاح 22 عدد9فَلَمَّا أَتَيَا إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي قَالَ لَهُ اللهُ، بَنَى هُنَاكَ إِبْرَاهِيمُ الْمَذْبَحَ وَرَتَّبَ الْحَطَبَ وَرَبَطَ إِسْحَاقَ ابْنَهُ وَوَضَعَهُ عَلَى الْمَذْبَحِ فَوْقَ الْحَطَبِ. 10ثُمَّ مَدَّ إِبْرَاهِيمُ يَدَهُ وَأَخَذَ السِّكِّينَ لِيَذْبَحَ ابْنَهُ. 11فَنَادَاهُ مَلاَكُ الرَّبِّ مِنَ السَّمَاءِ وَقَالَ: «إِبْرَاهِيمُ! إِبْرَاهِيمُ!». فَقَالَ: «هأَنَذَا» 12فَقَالَ: «لاَ تَمُدَّ يَدَكَ إِلَى الْغُلاَمِ وَلاَ تَفْعَلْ بِهِ شَيْئًا، لأَنِّي الآنَ عَلِمْتُ أَنَّكَ خَائِفٌ اللهَ، فَلَمْ تُمْسِكِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ عَنِّي». 13فَرَفَعَ إِبْرَاهِيمُ عَيْنَيْهِ وَنَظَرَ وَإِذَا كَبْشٌ وَرَاءَهُ مُمْسَكًا فِي الْغَابَةِ بِقَرْنَيْهِ، فَذَهَبَ إِبْرَاهِيمُ وَأَخَذَ الْكَبْشَ وَأَصْعَدَهُ مُحْرَقَةً عِوَضًا عَنِ ابْنِهِ.
3- وأما قولي عن يسوع بأنه خروف - ليس سبًا علم اللهُ – وإنما هو الثابت في كتابِهم المقدس أن الربَّ مشبهٌ بخروف له سبعة قرون (رمز الفداء ).... جاء ذلك في عدة مواضع منها :
1- رؤيا يوحنا إصحاح 5 عدد6وَرَأَيْتُ فَإِذَا فِي وَسَطِ الْعَرْشِ وَالْحَيَوَانَاتِ الأَرْبَعَةِ وَفِي وَسَطِ الشُّيُوخِ خَرُوفٌ قَائِمٌ كَأَنَّهُ مَذْبُوحٌ، لَهُ سَبْعَةُ قُرُونٍ وَسَبْعُ أَعْيُنٍ، هِيَ سَبْعَةُ أَرْوَاحِ اللهِ الْمُرْسَلَةُ إِلَى كُلِّ الأَرْضِ. 7فَأَتَى وَأَخَذَ السِّفْرَ مِنْ يَمِينِ الْجَالِسِ عَلَى الْعَرْشِ.
2- رؤيا يوحنا إصحاح17عدد14هؤُلاَءِ سَيُحَارِبُونَ الْخَرُوفَ، وَالْخَرُوفُ يَغْلِبُهُمْ، لأَنَّهُ رَبُّ الأَرْبَابِ وَمَلِكُ الْمُلُوكِ، وَالَّذِينَ مَعَهُ مَدْعُوُّونَ وَمُخْتَارُونَ وَمُؤْمِنُونَ».
3- رؤيا يوحنا إصحاح21 عدد14وَسُورُ الْمَدِينَةِ كَانَ لَهُ اثْنَا عَشَرَ أَسَاسًا، وَعَلَيْهَا أَسْمَاءُ رُسُلِ الْخَرُوفِ الاثْنَيْ عَشَرَ.
نلاحظ من النصِ الأخير أن الخروفَ هو يسوع و الاثْنَيْ عشر هم التلاميذ !
إن قيل :إن الخروف رمز ليسوع بالوداعة والفداء... !
قلتُ:نعم ، ومن صفاتِه(الخروف) أيضًا الجبن ...
فهل يسوع جبان ؟! ألا يوجد تشبه أفضل من ذلك (بحيوان مثل الخروف ) ...!

ثانيًا : إن قيل: ما الحكمة من ولادةِ المسيح بغيرِ أب في ذاك الزمان... ؟
قلتُ:إن من الواضح لي حكمتان هما :
الأولى : أن بني إسرائيل قومٌ محبون للمعجزات فهي تثبت الإيمانَ في قلوبِهم ، كما كان من معجزاتِ موسى .... فخلق اللهُ المسيح  بلا آب حتى يؤمنوا بما جاء به ، ولا يقتلوه كما قتلوا من كان قبله، بل يصدقوا قدرة اللهِ ... هذا واضح من قوله  : قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آَيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا (21)  (مريم)
جاء في التفسيرِِ الميسر : قال لها المَلَك: هكذا الأمر كما تصفين من أنه لم يمسسك بشر، ولم تكوني بَغِيًّا، ولكن ربك قال: الأمر عليَّ سهل; وليكون هذا الغلام علامة للناس تدل على قدرة الله تعالى، ورحمة منَّا به وبوالدته وبالناس، وكان وجود عيسى على هذه الحالة قضاء سابقًا مقدَّرًا، مسطورًا في اللوح المحفوظ، فلا بد مِن نفوذه.أهـ
الثانية :أن اللهَ خلق آدم من غير ذكر ولا أنثى ،وخلق حواء من غير أنثى ،وخلق المسيحَ  من غير ذكر، وخلق البشر من ذكر وأنثى ؛ فدلت القسمة الرابعية الدالة على كمالِ اللهِ  وقدرتِه في خلقه.

الشبهة السادسة:قالوا: المسيحُ هو الوحيد الذي بلا خطيئة ،وهذا دليل ألوهيته !

قالوا : المسيحُ هو الوحيد الذي بلا خطيئة ،الجميعُ زاغوا وفسدوا إلا المسيح فقط هو الوحيد الصالح في هذا الكون ،وذلك بشهادةِ رسولِ الإسلامِ في حديثِ الشفاعة الثابت في صحيحِ مسلمٍ كِتَاب (الْإِيمَانِ) بَاب( أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً فِيهَا) برقم 287 فَيَأْتُونَ عِيسَى فَيَقُولُونَ:" يَا عِيسَى أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلَّمْتَ النَّاسَ في الْمَهْدِ وَكَلِمَةٌ مِنْهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَاشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ أَلاَ تَرَى مَا نَحْنُ فِيهِ أَلاَ تَرَى مَا قَدْ بَلَغَنَا". فَيَقُولُ لَهُمْ عِيسَى r:" إِنَّ رَبِّى قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ - وَلَمْ يَذْكُرْ لَهُ ذَنْبًا - نفسي نفسي اذْهَبُوا إِلَى غيري اذْهَبُوا إِلَى مُحَمَّدٍ r.....

الرد على الشبهة

أولاً: إن قولهم بأنه هو الوحيدُ الذي بلا خطيئة ،الجميعُ زاغوا وفسدوا إلا المسيح فقط هو الوحيدُ الصالح في هذا الكون .......... قول باطل من عدة أوجه منها :
أولاً: إن السنةَ دلت على أن يحيى بن زكريا( يوحنا المعمدان ) هو الوحيد الذي بلا خطيئة (صغيرة أو كبيرة )
وذلك في مسندِ أحمدَ برقم 2600 ، وصححه الألبانيُّ في السلسةِ الصحيحةِ برقم 2984 عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّه قَالَ r: " مَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ إِلاَّ وَقَدْ أَخْطَأَ أَوْ هَمَّ بِخَطِيئَةٍ لَيْسَ يَحْيَى بْنَ زَكَرِيَّا ".
وجاء ذلك أيضًا في إنجيل متى إصحاح 11 عدد9لكِنْ مَاذَا خَرَجْتُمْ لِتَنْظُرُوا؟ أَنَبِيًّا؟ نَعَمْ، أَقُولُ لَكُمْ، وَأَفْضَلَ مِنْ نَبِيٍّ.

ثانيًا: إن المسيحَ  إنسانٌ كما قال هو بنفسِه عن نفسِه ...وذلك في إنجيلِ يوحنا إصحاح 8 عدد40وَلكِنَّكُمُ الآنَ تَطْلُبُونَ أَنْ تَقْتُلُونِي، وَأَنَا إِنْسَانٌ قَدْ كَلَّمَكُمْ بِالْحَقِّ الَّذِي سَمِعَهُ مِنَ اللهِ. هذَا لَمْ يَعْمَلْهُ إِبْرَاهِيمُ.
فمن صفات هذا الإنسان أن يخطأ ... فالصالح الوحيد الذي بلا خطيئة هو اللهُ  وحده ،ذلك باعتراف المسيح في إنجيل لوقا إصحاح 19 عدد18وَسَأَلَهُ رَئِيسٌ قِائِلاً:«أَيُّهَا الْمُعَلِّمُ الصَّالِحُ، مَاذَا أَعْمَلُ لأَرِثَ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ؟» 19فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ:«لِمَاذَا تَدْعُونِي صَالِحًا؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحًا إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللهُ.
وسوف يتقدم معنا- إن شاء اللهُ - بعض أخطائه التي تنسبها الأناجيلُ له ....
ثالثًًا: إن الحديث لم يقل:إن النبي َّ r قال : إن المسيحَ  ليس له ذنب كما فهموا وكما ادعوا ....!
الحديثُ يقول :" وَلَمْ يَذْكُرْ لَهُ ذَنْبًا "
فالقائل هنا ليس النبيُّ r بل هو الراوي( أبو هريرة ) يقول: لم يذكر النبيُّ r ذنبًا للمسيحِ ، وليس معنى ذلك أنه معصوم من الصغائر ،فلم يقل النبيُّ :r إن المسيح  لم يفعل ذنبًا ،بل لما ذكرr حال الأنبياءِ وذكر عيسى  لم يذكر له ذنبًا ،فهذه جملة اعتراضية وضعت بين شرطتين كما هو ظاهر من المتن...

ثانيًا : إن الأمرَ المثير للدهشةِ هو أن يسوع قال لليهودِ في إنجيل يوحنا إصحاح 8 عدد46مَنْ مِنْكُمْ يُبَكِّتُنِي عَلَى خَطِيَّةٍ؟ فَإِنْ كُنْتُ أَقُولُ الْحَقَّ، فَلِمَاذَا لَسْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِي؟
وفي موضع آخرٍ يقول عن نفسه :إنِه ليس صالحًا بل هو بشرٌ له أخطاء ، فالصالح وحده هو الله  الذي بلا خطيئة ؛جاء ذلك في إنجيل لوقا إصحاح 19 عدد18وَسَأَلَهُ رَئِيسٌ قِائِلاً:«أَيُّهَا الْمُعَلِّمُ الصَّالِحُ، مَاذَا أَعْمَلُ لأَرِثَ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ؟» 19فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ:«لِمَاذَا تَدْعُونِي صَالِحًا؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحًا إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللهُ.
فالواضح من النصين التعارض البيّن :
نصٌ يقول فيه : " مَنْ مِنْكُمْ يُبَكِّتُنِي عَلَى خَطِيَّةٍ؟ " أي: من منكم يثبت على خطأ فعلته ؟
ونصٌ يقول فيه :" لِمَاذَا تَدْعُونِي صَالِحًا؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحًا إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللهُ " أي: لماذا تقولون عني أني صالحٌ لا أفعل أخطاء ، الصالحُ الذي بلا خطيئة هو اللهُ وحده ، كما أن هذا النصَ فيه دليلٌ واضحٌ على عدم ألوهيته بخلاف ما يعتقد المعترضون.
ثم إن النصَ الثاني صحيح لا مرية فيه ،ولكن الإشكالية الكبيرة في النص الأول الذي يقول فيه: مَنْ مِنْكُمْ يُبَكِّتُنِي عَلَى خَطِيَّةٍ؟
قلت ُ:إن كتبة الأناجيل نسبوا له أخطاءً كثيرة حتى جعلوه مذنبًا فعلى سبيل المثال لا الحصر أذكر منها ما يلي:
1- وصفه كاتبُ إنجيل يوحنا بأنه كذب على إخوته حينما طلبوا منه الصعود للعيد فقال : إني لست بصاعد ثم صعد بعدها في الخفاء ... وذلك في إنجيل يوحنا إصحاح 7 عدد 8اِصْعَدُوا أَنْتُمْ إِلَى هذَا الْعِيدِ. أَنَا لَسْتُ أَصْعَدُ بَعْدُ إِلَى هذَا الْعِيدِ، لأَنَّ وَقْتِي لَمْ يُكْمَلْ بَعْدُ». 9قَالَ لَهُمْ هذَا وَمَكَثَ فِي الْجَلِيلِ. 10وَلَمَّا كَانَ إِخْوَتُهُ قَدْ صَعِدُوا، حِينَئِذٍ صَعِدَ هُوَ أَيْضًا إِلَى الْعِيدِ، لاَ ظَاهِرًا بَلْ كَأَنَّهُ فِي الْخَفَاءِ.
2- وصفه كاتبُ إنجيل يوحنا بأنه سب الأنبياء جميعًا ، ويقول عنهم: " سُرَّاقٌ و لصوص " ...
وذلك في إنجيل يوحنا إصحاح 10 عدد 7فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ أَيْضًا:«الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنِّي أَنَا بَابُ الْخِرَافِ. 8جَمِيعُ الَّذِينَ أَتَوْا قَبْلِي هُمْ سُرَّاقٌ وَلُصُوصٌ، وَلكِنَّ الْخِرَافَ لَمْ تَسْمَعْ لَهُمْ.
3- وصفه كاتب إنجيل لوقا بأنه سب الفريسيين قائلاً لهم :" يَا أَغْبِيَاءُ " وذلك لما استضافه أحدُهم لتغذى عنده في بيتِه فوجده لم يغسل يده قبل الأكل نقرأ في إلا صحاح 11 عدد37وَفِيمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ سَأَلَهُ فَرِّيسِيٌّ أَنْ يَتَغَدَّى عِنْدَهُ، فَدَخَلَ وَاتَّكَأَ. 38وَأَمَّا الْفَرِّيسِيُّ فَلَمَّا رَأَى ذلِكَ تَعَجَّبَ أَنَّهُ لَمْ يَغْتَسِلْ أَوَّلاً قَبْلَ الْغَدَاءِ. 39فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ:«أَنْتُمُ الآنَ أَيُّهَا الْفَرِّيسِيُّونَ تُنَقُّونَ خَارِجَ الْكَأْسِ وَالْقَصْعَةِ، وَأَمَّا بَاطِنُكُمْ فَمَمْلُوءٌ اخْتِطَافًا وَخُبْثًا. 40يَا أَغْبِيَاءُ، أَلَيْسَ الَّذِي صَنَعَ الْخَارِجَ صَنَعَ الدَّاخِلَ أَيْضًا؟

4- تصفه الأناجيلُ بأنه سب المؤمنين من اليهود (الحواريين (في الآتي:
أ- قال لبطرس كبير الحواريين : " يا شيطان " (متى 16 / 23 ).
ب- وسب آخرين منهم بقوله : " أيها الغبيان والبطيئا القلوب في الإيمان " لوقا ( 24 / 25(
5- وصفه الكتبةُ بأنه أهان أمَه في موضعين :
الأول :أهانها في وسطِ العرس قال لها: "يا امرأة" كما كان يخاطب المرأة الزانية.. ومما هو معلوم أن عقوق الوالدين من أكبر الكبائر التي حرمها اللهُ بعد الشركِ بالله ..وذلك إنجيل يوحنا الإصحاح 2 عدد4قَالَ لَهَا يَسُوعُ:«مَا لِي وَلَكِ يَا امْرَأَةُ؟
و جاء في إنجيل يوحنا إصحاح 8 عدد 10فَلَمَّا انْتَصَبَ يَسُوعُ وَلَمْ يَنْظُرْ أَحَدًا سِوَى الْمَرْأَةِ، قَالَ لَهَا:«يَا امْرَأَةُ، أَيْنَ هُمْ أُولئِكَ الْمُشْتَكُونَ عَلَيْكِ؟ أَمَا دَانَكِ أَحَدٌ؟»
نلاحظ: أنه خاطب المرأة الزانية بنفس اللقب( يَا امْرَأَةُ)...


الثاني :أتهمها بعدمِ الإيمان (عدم سماع كلامِ الله ) تحتقرها وأخوتَه وإلاعرض عن مقابلتهم،وذلك في إنجيل مرقس إصحاح 3 عدد31فَجَاءَتْ حِينَئِذٍ إِخْوَتُهُ وَأُمُّهُ وَوَقَفُوا خَارِجًا وَأَرْسَلُوا إِلَيْهِ يَدْعُونَهُ. 32وَكَانَ الْجَمْعُ جَالِسًا حَوْلَهُ، فَقَالُوا لَهُ:«هُوَذَا أُمُّكَ وَإِخْوَتُكَ خَارِجًا يَطْلُبُونَكَ». 33فَأَجَابَهُمْ قِائِلاً:«مَنْ أُمِّي وَإِخْوَتِي؟» 34ثُمَّ نَظَرَ حَوْلَهُ إِلَى الْجَالِسِينَ وَقَالَ:«هَا أُمِّي وَإِخْوَتِي، 35لأَنَّ مَنْ يَصْنَعُ مَشِيئَةَ اللهِ هُوَ أَخِي وَأُخْتِي وَأُمِّي».
جاء القرآنُ الكريم ليبرأ المسيحَ من ذلك لما قال: وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا (32)  (مريم)
6- وصفه الكتبة بأنه سب المؤمنين من غير بني إسرائيل واصفًا إياهم بالكلاب ،وذلك في عدة مواضع منها :
1- وصف المرأة الكنعانية المؤمنة بأنها من الكلاب ،وذلك في إنجيل متى إصحاح15 عدد 21ثُمَّ خَرَجَ يَسُوعُ مِنْ هُنَاكَ وَانْصَرَفَ إِلَى نَوَاحِي صُورَ وَصَيْدَاءَ. 22وَإِذَا امْرَأَةٌ كَنْعَانِيَّةٌ خَارِجَةٌ مِنْ تِلْكَ التُّخُومِ صَرَخَتْ إِلَيْهِ قَائِلَةً:«ارْحَمْنِي، يَا سَيِّدُ، يَا ابْنَ دَاوُدَ! اِبْنَتِي مَجْنُونَةٌ جِدًّا». 23فَلَمْ يُجِبْهَا بِكَلِمَةٍ. فَتَقَدَّمَ تَلاَمِيذُهُ وَطَلَبُوا إِلَيْهِ قَائِلِينَ:«اصْرِفْهَا، لأَنَّهَا تَصِيحُ وَرَاءَنَا!» 24فَأَجَابَ وَقَالَ:«لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ». 25فَأَتَتْ وَسَجَدَتْ لَهُ قَائِلَةً:«يَا سَيِّدُ، أَعِنِّي!» 26فَأَجَابَ وَقَالَ:«لَيْسَ حَسَنًا أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ الْبَنِينَ وَيُطْرَحَ لِلْكِلاَب». 27فَقَالَتْ:«نَعَمْ، يَا سَيِّدُ! وَالْكِلاَبُ أَيْضًا تَأْكُلُ مِنَ الْفُتَاتِ الَّذِي يَسْقُطُ مِنْ مَائِدَةِ أَرْبَابِهَا!». 28حِينَئِذٍ أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهَا: «يَا امْرَأَةُ، عَظِيمٌ إِيمَانُكِ! لِيَكُنْ لَكِ كَمَا تُرِيدِينَ». فَشُفِيَتِ ابْنَتُهَا مِنْ تِلْكَ السَّاعَةِ.
2- وصف سائر الأميين بالكلاب و الخنازير و ينصح لليهود بعدم هدايتهم، وذلك في إنجيل متى إصحاح 7 عدد 6لاَ تُعْطُوا الْقُدْسَ لِلْكِلاَب، وَلاَ تَطْرَحُوا دُرَرَكُمْ قُدَّامَ الْخَنَازِيرِ، لِئَلاَّ تَدُوسَهَا بِأَرْجُلِهَا وَتَلْتَفِتَ فَتُمَزِّقَكُمْ.
أتساءل:أليس هذا يتناقض مع قولِه: " أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ، وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ " (متى 5 /44) .
7- وصفه كاتبُ إنجيل يوحنا بأنه كان يتعرى أمامَ التلاميذ بشكلٍ يجعل القارئ يظن به الظنونَ، وذلك في الإصحاح 13 عدد4قَامَ عَنِ الْعَشَاءِ، وَخَلَعَ ثِيَابَهُ، وَأَخَذَ مِنْشَفَةً وَاتَّزَرَ بِهَا، 5ثُمَّ صَبَّ مَاءً فِي مِغْسَل، وَابْتَدَأَ يَغْسِلُ أَرْجُلَ التَّلاَمِيذِ وَيَمْسَحُهَا بِالْمِنْشَفَةِ الَّتِي كَانَ مُتَّزِرًا بِهَا.
8- وصفه كاتبُ إنجيل يوحنا أنه كان جالسًا في حضنِ تلميذ من تلاميذه كان يحبه (يقال : يوحنا ) ؛أعني رجل ينام في حضن رجلٍ مثله.. .... يا له من أمر مثير للشكوك والدهشة ! جاء ذلك في الإصحاح 13 عدد23وَكَانَ مُتَّكِئًا فِي حِضْنِ يَسُوعَ وَاحِدٌ مِنْ تَلاَمِيذِهِ، كَانَ يَسُوعُ يُحِبُّهُ.


الشبهة السابعة: قالوا :المسيحُ كلمة الله إذًا هو الله !

قال لي أحدُهم يومًا :المسيحُ كلمة اللهِ إذًا هو الله .... وذلك بنصِ القرآنِ والإنجيل ، وكان دليله على ذلك ما يلي:
1- قوله : يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (171)  (النساء)
2- إنجيل يوحنا في الإصحاحِ الأول عدد1فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ، وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللهِ، وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللهَ.

الرد على الشبهة

أولاً:إن قولَ القائلِ المسيحُ كلمة الله صحيح لكن استنتاجه باطل يتضح ذلك من خلالِ أدلتِه وغيرِها ،أبدءُ بقولِ اللهِ  :  يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (171)  (النساء)
نلاحظ من الآيةِ : إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ
إذًا الآية تقول: إنه  رسول وليس إلهًا كما زعم الدّعي .... وبقية الآية تنهى أهلَ الكتابِ عن عقيدةِ التثليثِ التي يؤمن بها(الدّعي) وتنهى عن عقيدةِ بنوةِ المسيح للهِ....
يدل على ذلك ما جاء في التفسيرِِ الميسر: يا أهل الإنجيل لا تتجاوزوا الاعتقاد الحق في دينكم، ولا تقولوا على الله إلا الحق، فلا تجعلوا له صاحبةً ولا ولدًا. إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله أرسله الله بالحق، وخَلَقَه بالكلمة التي أرسل بها جبريل إلى مريم، وهي قوله: "كن"، فكان، وهي نفخة من الله تعالى نفخها جبريل بأمر ربه، فَصدِّقوا بأن الله واحد وأسلموا له، وصدِّقوا رسله فيما جاؤوكم به من عند الله واعملوا به، ولا تجعلوا عيسى وأمه مع الله شريكين. انتهوا عن هذه المقالة خيرًا لكم مما أنتم عليه، إنما الله إله واحد سبحانه. ما في السماوات والأرض مُلْكُه، فكيف يكون له منهم صاحبة أو ولد؟ وكفى بالله وكيلا على تدبير خلقه وتصريف معاشهم، فتوكَّلوا عليه وحده فهو كافيكم. أهـ
أما ما أشكل فهمه على الدّعي بقولِه: إن المسيحَ كلمةُ اللهِ إذًا هو الله ... يزول أشكالُه من وجهين:
الوجهُ الأول: يكون بسؤالٍ هو :هل للهِ كلمة واحدة أم كلمات كثيرة... ؟
الجواب : لله كلمات كثيرة ثبتت في القرآنِ الكريمِ منها:
1- قوله :  قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا (109)  (الكهف).
2- قوله : وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ (34)  (الأنعام).
قلتُ: بمفهومِ الدّعي هناك آلهة كثيرة هي هذه الكلمات الكثيرة...
الوجه الثاني:إجابة مباشرة على ادعائِه أقول فيها: الكلمة التي قالها اللهُ هي: كلمة (كن) فكان المسيحُ ...تدلل على ذلك أقوال المفسرين كما يلي:
1-تفسير الطبري: خلقتُه من تراب ثم قلت له:"كن"، فكان من غير فحل ولا ذكر ولا أنثى. يقول: فليس خلقي عيسى من أمه من غير فحل، بأعجب من خلقي آدم من غير ذكر ولا أنثى، وأمري إذ أمرته أن يكون فكان لحمًا. يقول: فكذلك خلقى عيسى: أمرتُه أن يكون فكانَ....
وقد قال بعض أهل العربية:"فيكون"، رفع على الابتداء، ومعناه: كن فكان، فكأنه قال: فإذا هو كائن....
حدثنا به الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا معمر، عن قتادة:"وكلمته ألقاها إلى مريم"، قال: هو قوله:"كن"، فكان.أهـ بتصرف
2- تفسير القرطبي: وسمي عيسى كلمة لأنه كان بكلمة الله تعالى التي هي " كن " فكان من غير أب....
قوله تعالى: (وكلمته ألقاها إلى مريم) أي هو مكون بكلمة " كن " فكان بشرا من غير أب، والعرب تسمى الشئ باسم الشئ إذا كان صادرا عنه. أهـ بتصرف
إذًا المسيحُ  كان وليس كن ؛ إذًا هو مخلوق ،هذا فهمي لكتابِ اللهِ كما فهم العلماءُ قبلي لا كما فهم هذا الدّعيُّ...
إذًا من خلالِ ما سبق يتضح لنا أن الآيةَ الكريمة برمتِها تنصُ صراحةً على أن المسيحَ رسول من عند الله وتنهى عن معتقدِ الدّعي(التثليث، وبنوة المسيح لله) وأما الكلمة هي: قال اللهُ هي : كن عيسى فكان عيسى؛ يدل على ذلك ما يلي:
1- قولُه : قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (47) وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ (48)  (آل عمران).
2- قولُه  :  إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (59)  (آل عمران).
3- قولُه : إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (82)  (يس).

ثانيًا: إن استدلالَ الدّعي بما جاء في إنجيلِ يوحنا على فهمه استدلال باطل أيضًا لوجهين :
الوجهُ الأول : كان عليه أولاً أن يثبت لي أن هذا النصَ غير محرف ؛يثبت لي أن كاتبَ إنجيل يوحنا
هو يوحنا الحواري ،فليته يخبرني ما هو الاسم الثلاثي لكاتب هذا الإنجيل... ؟
الوجهُ الثاني : بفرضِ صحةِ النصِ هو لا يخدم فهمه له بحال من الأحول؛ لأن النصَ يقول " 1فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ، وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللهِ، وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللهَ ".
أتساءل : هل اللهُ له بداية ؟
الجواب: اللهُ أولٌ بلا ابتداء وآخر بلا انتهاء ؛من له بداية له نهاية....
النصُ يقول: " وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللهِ "
الملاحظ حرف (عند) وهو يقتضي المغاير فحينما أقول : أحمد عند إسماعيل هل أحمد هو إسماعيل؟ هذا هو.
ثم إن النصَ بفهمِه يكون معناه : في البدء كان اللهُ وكان اللهُ عند اللهِ وكان اللهُ الله ....!
ثم أنني لو وضعت كلمةَ المسيحِ مكان( الكلمة) لصار النص :في البدء كان المسيح ،وكان المسيح عند المسيح وكان المسيحُ المسيح....!

الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى