منتدى الباحث / أكرم حسن
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اذهب الى الأسفل
AKRAM HASAN
AKRAM HASAN
الشيخ اكرم حسن
عدد المساهمات : 145
تاريخ التسجيل : 07/11/2010
الموقع : www.akram.alresalla.net
http://www.akram.alresalla.net

رد شبهة :هل أمرت هند بنتَ عتبة بقتل حمزة وأكلت من كبده؟! Empty رد شبهة :هل أمرت هند بنتَ عتبة بقتل حمزة وأكلت من كبده؟!

الثلاثاء يناير 15, 2019 5:36 am

كثيرًا ما أسمع وصفًا سيئًا للصحابية العظيمة هند بنتَ عتبة -رضي الله عنها- بآكلةِ الأكباد... ومن أسباب شيوع هذا الوصف حادثة مقتل الصحابي الجليل حمزة بن عبد المطلب الذي وردت في كتب السِّير والتاريخ...!

فهل حقًا أكلت منْ كبده بعد أنْ أمرت وحشيًّا بقتله .....وهل هو عمل إجرامي ....؟!


الرد على الشبهة

أولًا: لم ترد رواية صحيحة تدل على أنَّها أمرت وحشيًّا بقتل عم النبيِّ محمدr حمزةَ بن عبد المطَّلب يوم أُحدٍ، ثم بقرت بطنَه ، وأكلت من كبدِه...

فقد وردت روايات لا تصح أكتفي بذكرها أشهرها في موضوعين:

الأول : في مسند أحمد برقم 4182حَدَّثَنَا عَفَّانُ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ
أَنَّ النِّسَاءَ كُنَّ يَوْمَ أُحُدٍ خَلْفَ الْمُسْلِمِينَ يُجْهِزْنَ عَلَى جَرْحَى الْمُشْرِكِينَ فَلَوْ حَلَفْتُ يَوْمَئِذٍ رَجَوْتُ أَنْ أَبَرَّ إِنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ مِنَّا يُرِيدُ الدُّنْيَا حَتَّى أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ:
{ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ }
فَلَمَّا خَالَفَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ rوَعَصَوْا مَا أُمِرُوا بِهِ أُفْرِدَ رَسُولُ اللَّهِ r فِي تِسْعَةٍ سَبْعَةٍ مِنْ الْأَنْصَارِ وَرَجُلَيْنِ مِنْ قُرَيْشٍ وَهُوَ عَاشِرُهُمْ فَلَمَّا رَهِقُوهُ قَالَ رَحِمَ اللَّهُ رَجُلًا رَدَّهُمْ عَنَّا قَالَ فَقَامَ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ فَقَاتَلَ سَاعَةً حَتَّى قُتِلَ فَلَمَّا رَهِقُوهُ أَيْضًا قَالَ يَرْحَمُ اللَّهُ رَجُلًا رَدَّهُمْ عَنَّا فَلَمْ يَزَلْ يَقُولُ ذَا حَتَّى قُتِلَ السَّبْعَةُ فَقَالَ النَّبِيُّ r لِصَاحِبَيْهِ مَا أَنْصَفْنَا أَصْحَابَنَا فَجَاءَ أَبُو سُفْيَانَ فَقَالَ اعْلُ هُبَلُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ r قُولُوا اللَّهُ أَعْلَى وَأَجَلُّ فَقَالُوا اللَّهُ أَعْلَى وَأَجَلُّ فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ لَنَا عُزَّى وَلَا عُزَّى لَكُمْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ r قُولُوا اللَّهُ مَوْلَانَا وَالْكَافِرُونَ لَا مَوْلَى لَهُمْ ثُمَّ قَالَ أَبُو سُفْيَانَ يَوْمٌ بِيَوْمِ بَدْرٍ يَوْمٌ لَنَا وَيَوْمٌ عَلَيْنَا وَيَوْمٌ نُسَاءُ وَيَوْمٌ نُسَرُّ حَنْظَلَةُ بِحَنْظَلَةَ وَفُلَانٌ بِفُلَانٍ وَفُلَانٌ بِفُلَانٍ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ rلَا سَوَاءً أَمَّا قَتْلَانَا فَأَحْيَاءٌ يُرْزَقُونَ وَقَتْلَاكُمْ فِي النَّارِ يُعَذَّبُونَ قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: قَدْ كَانَتْ فِي الْقَوْمِ مُثْلَةٌ وَإِنْ كَانَتْ لَعَنْ غَيْرِ مَلَإٍ مِنَّا مَا أَأَمَرْتُ وَلَا نَهَيْتُ وَلَا أَحْبَبْتُ وَلَا كَرِهْتُ وَلَا سَاءَنِي وَلَا سَرَّنِي قَالَ فَنَظَرُوا فَإِذَا حَمْزَةُ قَدْ بُقِرَ بَطْنُهُ وَأَخَذَتْ هِنْدُ كَبِدَهُ فَلَاكَتْهَا فَلَمْ تَسْتَطِعْ أَنْ تَأْكُلَهَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَأَكَلَتْ مِنْهُ شَيْئًا؟! قَالُوا: لَا .
قَالَ :"مَا كَانَ اللَّهُ لِيُدْخِلَ شَيْئًا مِنْ حَمْزَةَ النَّارَ ".فَوَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ r حَمْزَةَ فَصَلَّى عَلَيْهِ وَجِيءَ بِرَجُلٍ مِنْ الْأَنْصَارِ فَوُضِعَ إِلَى جَنْبِهِ فَصَلَّى عَلَيْهِ فَرُفِعَ الْأَنْصَارِيُّ وَتُرِكَ حَمْزَةُ ثُمَّ جِيءَ بِآخَرَ فَوَضَعَهُ إِلَى جَنْبِ حَمْزَةَ فَصَلَّى عَلَيْهِ ثُمَّ رُفِعَ وَتُرِكَ حَمْزَةُ حَتَّى صَلَّى عَلَيْهِ يَوْمَئِذٍ سَبْعِينَ صَلَاةً.
هذا الحديث هو الأقوى على حجتهم ... وهو ليس مقبولا من ناحية الإسناد والمتن...

-من ناحية الإسناد ضعفه علماء كثر منهم، الشيخ /شعيب الأرنؤوط قال: حسن لغيره وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه.
- من ناحية المتن به خللٌ ؛إذْ ما هو ذنب حمزة أن يدخل جزء من جسده النار ؛لأن هند أكلت منه ....؟! قال تعالى : "وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (164)"(الأنعام).


الثاني : في البداية والنهاية لابن كثير (ج5/ 419ص(:
" ذَكَرَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ أَنَّ الَّذِي بَقَرَ كَبِدَ حَمْزَةَ ، وَحْشِيٌّ فَحَمَلَهَا إِلَى هِنْدٍ فَلَاكَتْهَا فَلَمْ تَسْتَطِعْ أَنْ تُسِيغَهَا " اهـ
ذكره ابنُ كثير بلا إسناد، وهو ضعيف مرسل أيضا؛ لأن موسى بن عقبة تابعي صغير .
وهناك الكثير من قبيل هذه الروايات الضعيفة ....لذا فالأظهر أنّ حمزة قد مُثل به مع منْ استشهد....... ولم تأمر هند وحشيًّا بقتله.... ولم تأكل شيئًا من كبده ولم تستسيغه....

بل الثابت أنّ الذي أمر وحشيًّا بقتل حمزة هو جُبير بنُ مُطِّعم -قبل إسلامه- وذلك لأن حمزةَ كان قد قتل عمَّ الجُبيرِ طُعيمةَ بن عدي يوم بدر، وكان وحشيٌّ عبدًا عند جُبير بنِ مُطِّعم،

فقال له: :" إِنْ قَتَلْتَ حَمْزَةَ بِعَمِّي فَأَنْتَ حُرٌّ".


جاء ذلك في صحيح البخاري بَاب( قَتْلِ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ) برقم 3764 عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيِّ قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ فَلَمَّا قَدِمْنَا حِمْصَ قَالَ لِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَدِيٍّ هَلْ لَكَ فِي وَحْشِيٍّ نَسْأَلُهُ عَنْ قَتْلِ حَمْزَةَ؟
قُلْتُ: نَعَمْ وَكَانَ وَحْشِيٌّ يَسْكُنُ حِمْصَ فَسَأَلْنَا عَنْهُ فَقِيلَ لَنَا هُوَ ذَاكَ فِي ظِلِّ قَصْرِهِ كَأَنَّهُ حَمِيتٌ قَالَ فَجِئْنَا حَتَّى وَقَفْنَا عَلَيْهِ بِيَسِيرٍ فَسَلَّمْنَا فَرَدَّ السَّلَامَ قَالَ وَعُبَيْدُ اللَّهِ مُعْتَجِرٌ بِعِمَامَتِهِ مَا يَرَى وَحْشِيٌّ إِلَّا عَيْنَيْهِ وَرِجْلَيْهِ فَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ يَا وَحْشِيُّ أَتَعْرِفُنِي قَالَ فَنَظَرَ إِلَيْهِ ثُمَّ قَالَ لَا وَاللَّهِ إِلَّا أَنِّي أَعْلَمُ أَنَّ عَدِيَّ بْنَ الْخِيَارِ تَزَوَّجَ امْرَأَةً يُقَالُ لَهَا أُمُّ قِتَالٍ بِنْتُ أَبِي الْعِيصِ فَوَلَدَتْ لَهُ غُلَامًا بِمَكَّةَ فَكُنْتُ أَسْتَرْضِعُ لَهُ فَحَمَلْتُ ذَلِكَ الْغُلَامَ مَعَ أُمِّهِ فَنَاوَلْتُهَا إِيَّاهُ فَلَكَأَنِّي نَظَرْتُ إِلَى قَدَمَيْكَ قَالَ فَكَشَفَ عُبَيْدُ اللَّهِ عَنْ وَجْهِهِ ثُمَّ قَالَ أَلَا تُخْبِرُنَا بِقَتْلِ حَمْزَةَ قَالَ نَعَمْ إِنَّ حَمْزَةَ قَتَلَ طُعَيْمَةَ بْنَ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ بِبَدْرٍ.
فَقَالَ لِي مَوْلَايَ جُبَيْرُ بْنُ مُطْعِمٍ:" إِنْ قَتَلْتَ حَمْزَةَ بِعَمِّي فَأَنْتَ حُرٌّ". قَالَ :فَلَمَّا أَنْ خَرَجَ النَّاسُ عَامَ عَيْنَيْنِ وَعَيْنَيْنِ جَبَلٌ بِحِيَالِ أُحُدٍ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ وَادٍ خَرَجْتُ مَعَ النَّاسِ إِلَى الْقِتَالِ فَلَمَّا أَنْ اصْطَفُّوا لِلْقِتَالِ خَرَجَ سِبَاعٌ فَقَالَ هَلْ مِنْ مُبَارِزٍ قَالَ فَخَرَجَ إِلَيْهِ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَقَالَ يَا سِبَاعُ يَا ابْنَ أُمِّ أَنْمَارٍ مُقَطِّعَةِ الْبُظُورِ أَتُحَادُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ r قَالَ ثُمَّ شَدَّ عَلَيْهِ فَكَانَ كَأَمْسِ الذَّاهِبِ قَالَ وَكَمَنْتُ لِحَمْزَةَ تَحْتَ صَخْرَةٍ فَلَمَّا دَنَا مِنِّي رَمَيْتُهُ بِحَرْبَتِي فَأَضَعُهَا فِي ثُنَّتِهِ حَتَّى خَرَجَتْ مِنْ بَيْنِ وَرِكَيْهِ قَالَ فَكَانَ ذَاكَ الْعَهْدَ بِهِ فَلَمَّا رَجَعَ النَّاسُ رَجَعْتُ مَعَهُمْ فَأَقَمْتُ بِمَكَّةَ حَتَّى فَشَا فِيهَا الْإِسْلَامُ ثُمَّ خَرَجْتُ إِلَى الطَّائِفِ فَأَرْسَلُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ r رَسُولًا فَقِيلَ لِي إِنَّهُ لَا يَهِيجُ الرُّسُلَ قَالَ فَخَرَجْتُ مَعَهُمْ حَتَّى قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ r فَلَمَّا رَآنِي قَالَ: آنْتَ وَحْشِيٌّ ؟قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: أَنْتَ قَتَلْتَ حَمْزَةَ؟ قُلْتُ: قَدْ كَانَ مِنْ الْأَمْرِ مَا بَلَغَكَ قَالَ فَهَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تُغَيِّبَ وَجْهَكَ عَنِّي قَالَ فَخَرَجْتُ فَلَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ r فَخَرَجَ مُسَيْلِمَةُ الْكَذَّابُ قُلْتُ لَأَخْرُجَنَّ إِلَى مُسَيْلِمَةَ لَعَلِّي أَقْتُلُهُ فَأُكَافِئَ بِهِ حَمْزَةَ قَالَ فَخَرَجْتُ مَعَ النَّاسِ فَكَانَ مِنْ أَمْرِهِ مَا كَانَ قَالَ فَإِذَا رَجُلٌ قَائِمٌ فِي ثَلْمَةِ جِدَارٍ كَأَنَّهُ جَمَلٌ أَوْرَقُ ثَائِرُ الرَّأْسِ قَالَ فَرَمَيْتُهُ بِحَرْبَتِي فَأَضَعُهَا بَيْنَ ثَدْيَيْهِ حَتَّى خَرَجَتْ مِنْ بَيْنِ كَتِفَيْهِ قَالَ وَوَثَبَ إِلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ فَضَرَبَهُ بِالسَّيْفِ عَلَى هَامَتِهِ
قَالَ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْفَضْلِ فَأَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ فَقَالَتْ جَارِيَةٌ عَلَى ظَهْرِ بَيْتٍ وَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَتَلَهُ الْعَبْدُ الْأَسْوَدُ.

الملاحظ من كلام وحشي  : فَقَالَ لِي مَوْلَايَ جُبَيْرُ بْنُ مُطْعِمٍ:" إِنْ قَتَلْتَ حَمْزَةَ بِعَمِّي فَأَنْتَ حُرٌّ".
لم يقل: قالت لي مولاتي هند...ولم يذكرها لا من قريب ولا من بعيد....!


أيضا موقف وفعل النبي محمد مع وحشي حين عرض إسلامه وقبل منه ....وحين عرضت هند إسلامها وقبل منها ....!
-فحينما عرض وحشي إسلامه...سأله النبي محمد حول قتله لعمه الحبيب حمزة ...وبعد أن فرغ من حكايته... قال له : فَهَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تُغَيِّبَ وَجْهَكَ عَنِّي؟ (صحيح البخاري برقم 3764).
-وحينما عرضت هند إسلامها ...
قَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا كَانَ مِمَّا عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ أَهْلُ أَخْبَاءٍ أَوْ خِبَاءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ أَنْ يَذِلُّوا مِنْ أَهْلِ أَخْبَائِكَ أَوْ خِبَائِكَ شَكَّ يَحْيَى ثُمَّ مَا أَصْبَحَ الْيَوْمَ أَهْلُ أَخْبَاءٍ أَوْ خِبَاءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَعِزُّوا مِنْ أَهْلِ أَخْبَائِكَ أَوْ خِبَائِكَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" وَأَيْضًا وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ" (صحيح البخاري برقم 6150).

الملاحظ أنْ لو كانت هند قد فعلت في عمه ما قيل ...فما قال أبدا لها حلفا :" وَأَيْضًا وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ" ولقال حينها قولًا آخر ...

وبذلك فإنّ هند -رضي الله عنها- لم يثبُت عنها روايةٌ صحيحةٌ أنها أمرت وحشيًّا بقتل حمزة وأنها أكلت من كبده يوم أُحد...!


ثانيًّا : على فرض صحة ما جاء في بعض الروايات ...فهل يُعد فعل هند بن عتبة في الجاهلية إجرام أم بطولي ...؟!
الجواب على ذلك من وجهين:

الأول: أنّ ما نسب لها كان قبل الإسلام، والإسلام يجبُ ما كان قبله ، وقد بايعت النبي محمدًاr وجاهدت مع أولادها، وزوجها أبي سفيان في سبيل الله ...
ومن شجاعتها وعفتها وقت إسلامها، أنها أخرجت بكلامها ما في قلبها مجادلةً النبي محمدًاr في بيعة النساء، وقبِل منها...
وذلك مسند أبي يعلى الموصلي برقم 4754عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ الله عَنْهَا ، قَالَتْ : جَاءَتْ هِنْدُ بِنْتُ عُتْبَةَ إِلَى رَسُولِ الله r لِتُبَايِعَهُ ، قَالَتْ : فَنَظَرَ إِلَى يَدَيْهَا ، فَقَالَ : اذْهَبِي فَغَيِّرِي يَدَكِ ، قَالَتْ : فَذَهَبْتُ فَغَيَّرَتْهَا بِحِنَّاءَ ، ثُمَّ جَاءَتْ رَسُولَ الله r فَقَالَ : أُبَايِعُكِي عَلَى أَلاَّ تُشْرِكِي بِالله شَيْئًا ، وَلاَ تَسْرِقِي ، وَلاَ تَزْنِي ، قَالَتْ : أَوَ تَزْنِي الْحُرَّةُ ؟ قَالَ : وَلاَ تَقْتُلْنَ أَوْلاَدَكُنَّ خَشْيَةَ إِمْلاَقٍ ، قَالَتْ : وَهَلْ تُرِكَتْ لَنَا أَوْلاَدٌ نَقْتُلُهُمْ ، قَالَتْ : فَبَايَعَتْهُ ، ثُمَّ قَالَتْ لَهُ : َعَلَيْهَا سُوَارَانِ مِنْ ذَهَبٍ : مَا تَقُولُ فِي هَذِينِ السُّوَارَيْنِ ؟ قَالَ : جَمْرَتَانِ مِنْ نَارِ جَهَنَّمَ .

الملاحظ:
قولها :" أَوَ تَزْنِي الْحُرَّةُ "؟!
وقولها : "وَهَلْ تُرِكَتْ لَنَا أَوْلاَدٌ نَقْتُلُهُمْ"؟! أي ربيناهم صغارًا وقتلتموهم كبارًا ....وفي بعض الروايات تبسم النبي محمدr ؛لأنه علم معدنها النفيس الذي لا يُبطن شرًا ....

وكذا الحال ينطبق على وحشي الذي عمل عملًا سيئًا في الجاهلة بآخر صالحًا في الإسلام وهو قتل مسيلمة الكذاب بذات الحربة...

الثاني: أنّ عملها هذا يعد عملًا بطوليًّا وليس إجراميًّا... وفقا لحال مجتمعها في عاداته وزمانه...
وأرى أنّ هذا من شجاعتها، وقوة شخصيتها، وفخرًا لها وفقا لعادات زمانها، ومكانها، ومكانتها الاجتماعية... فعلى فرض صحة الروايات؛ لا يؤخذ عليها أنها استأجرت وحشي لقتل حمزة بحربة انتقامًا لمقتل أقاربها الثلاث في يوم بدر"أخوها ،أبوها ،عمها"....
فإخلاصها لأهلها وعشيرتها ولدولتها مهما كانت ديانتها ....أمر محمود وليس مذمومًا .....فلم تأت بفعلٍ مشينٍ مهينٍ يُعاب عليها من قومها حينها....!!
وهذه الشجاعة وقوة الشخصية والبطولية هي نفسها منْ جعلتها بعد إسلامها تجاهد في سبيل الله نصرة دينها وأهلها بجانب زوجها أبي سفيان الذي فقد كلتا عينيه في معركة اليرموك محتسبها عند الله ، وقد ردت الجيش المسلم بالسيف حينما تقهقر أمام الروم الكفار في تلك المعركة كما كانت ترد المشركين يوم أحد ...وقد شاهدت العديدة من الغزوات مع زوجها وأبناءها في سبيل الله حتى حكموا وسادوا ونصروا دين الله...

وأما حمزة  قال النبي محمدr في حقه:" سيد الشهداء عند الله حمزة ".
أخرجه الحاكم (2/130، رقم 2557) وقال: صحيح الإسناد.

ومنْ خلال هذا المنظور يكون قد زال الكذب المحظور....

كتبه / أكرم حسن مرسي
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى