منتدى الباحث / أكرم حسن
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اذهب الى الأسفل
AKRAM HASAN
AKRAM HASAN
الشيخ اكرم حسن
عدد المساهمات : 145
تاريخ التسجيل : 07/11/2010
الموقع : www.akram.alresalla.net
http://www.akram.alresalla.net

هل ارتدَ أصحابُ النبيِّ محمد بعد موتِه ؟ ! Empty هل ارتدَ أصحابُ النبيِّ محمد بعد موتِه ؟ !

السبت يناير 05, 2019 3:08 pm
هل ارتدَ أصحابُ النبيِّ محمد بعد موتِه ؟ !

من الشبهات التي يتناقلها المُنصّرون عن الشيعية الأمامية "الرافضة" أنهم قالوا:إنّ أصحابَ محمدٍ نبيِّ الإسلام كفروا بعد موته إلا سبعة على أقصى تقدير منهم: علي، وسلمان، وأبو ذر، والمقداد، وعمار....

مستدلين على ذلك بقوله  : وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ (144)  (آل عمران ).

الرد على الشبهة

أولًا: إنّ عنوانَ الشبهةِ باطلٌ من أساسِهِ لوجهن:
الوجه الأول: أن الوحي انتهى بموت النبيِّ محمد r فهذه الآية ما نزلت بعد وفاته كما يظن المعترضون الجاهلون؛ بل نزلت في موقعةٍ معنيةٍ وما فهمها بفهمِهم الصحابة والتابعون... !
وعليه: يصبح العنوان:" نبي أرتد أصحابُه بعد موته " عنوانًا باطلًا لا أساس له ....

الوجه الثاني: أن للآية سبب نزول لا يتعلق بتلك الشبهة الواهية؛ فكلُّ ما في الأمر أن الآيةَ الكريمةَ تحكي موقفًا حدثَ في غزوةِ أحدٍ حيث أُشيع أن النبيَّ محمدًا r قُتل في المعركةِ، فإذا بفريقٍ من الصحابةِ تصيبهم حالةً من الذهولِ ويتوقفون عن القتال، ويتركون المعركة والنزال...
وهذا هو المقصود من قوله : أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ أي: تركتم القتالَ ووليتم الأدبار...

وقد عاتبهم الله في إشارةٍ منه لموقفٍ آخرٍ قائلًا :  وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ (146) وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (147) فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (148)  (آل عمران).

وأما الفريقُ الثاني: قالوا موتوا على ما مات عليه رسولُ اللهِ r وهم المقصودون منْ قوله : وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ.
جاء في تفسير ابن كثير للآيات:" لما انهزم من انهزم من المسلمين يوم أُحُد، وقُتِل من قتل منهم، نادى الشيطان: ألا إن محمدًا قد قُتل. ورجع ابن قَمِيئَةَ إلى المشركين فقال لهم : قتلتُ محمدًا. وإنما كان قد ضرب رسول الله r فَشَجَّه في رأسه، فوقع ذلك في قلوب كثير من الناس
واعتقدوا أن رسول الله قد قُتل، وجوزوا عليه ذلك، كما قد قَصَّ الله عن كثير من الأنبياء، عليهم السـلام، فحصـل وهَن وضعف وتَأخر عن القتال ففي ذلك أنزل الله U على رسوله r : { وَمَا مُحَمَّدٌ إِلا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ } أي: له أسْوة بهم في الرسالة وفي جواز القتل عليه.
قال ابن أبي نَجيح، عن أبيه، أنّ رجلا من المهاجرين مَر على رجل من الأنصار وهو يتشحط في دمه، فقال له : يا فلان أشعرتَ أن محمدًا rقد قُتِل؟ فقال الأنصاري: إن كان محمد r قد قُتِل فقد بلغ، فقاتلوا عن دينكم، فنزل: { وَمَا مُحَمَّدٌ إِلا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ } رواه الحافظ أبو بكر البيهقي في دلائل النبوة .
ثم قال تعالى منكرا على من حصل له ضعف: { أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ } أي: رجعتم القَهْقرى { وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ } أي : الذين قاموا بطاعته وقاتلوا عن دينه، واتبعوا رسوله حيًّا وميتًا". اهـ


ثانيًا: إن الشيعة الأمامية "الرافضة" يعتقدون أنّ أبا بكر، وعمر، وعثمان...كفروا وارتدوا بعد موتِ النبيِّ محمد r ...
ويبقى السؤال الذي يطرح نفسه هو: منْ الذي حارب المرتدين بعد وفاة النبي محمد r الذين امتنعوا عن أداة الزكاة، واتبعوا أنبياء كذبة ...؟!
ثم منْ الذي أعلن عليهم حروب الردة وسماهم بالمرتدين..؟!
أليس هو أبو بكر وسائر من ولاه من الصحابة المخلصين...؟!
الجواب: بلي.

إذًا: كنت أتمنى أن لا يردد المعترضون كلامًا كالببغاوات العجماوات...
وأنْ يكونوا عند عرض أبحاثهم منصفين صادقين ...!


ثالثًا: إن الاعتراض الحقيقي هو عند المُنصّرين المعترضين فقد ذكرت الأناجيل أن أصحابَ يسوعَ المسيح أنكروه، وباعوه، وتركوه فريسةً سهلةً بأيدي الرومان والكهنة والفريسين....!

أنكره بطرس ثلاث مرات، وباعه يهوذا بثلاثين من الفضة، وعند القبض عليه تركه الجميع وهربوا بأنفسهم فارين....!

كتبه / أكرم حسن مرسي
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى