هل أمر النبيُّ بقتل معاوية على منبره؟!

هل أمر النبيُّ بقتل معاوية على منبره؟!

قال أحدهم إنّ معاويةَ ظلومٌ غشوم....وكان ذلك منذُ حياة النبي محمد r فقد أمر النبيُّ محمد بقتله ولو كان على المنبر...! فقال:" إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه ". وهذا ما جاء في كتاب (أحاديث مختارة ج1 / ص92).


الرد على الافتراء


أولًا: إنّ هذه الرواية مكذوبةٌ على الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان ؛ فلم يقل النبي محمد ذلك البتة... بل هو محض افتراء من افتراءات الشيعة الاثنى عشرية الدخيلة على كتب أهل السنة....!

بين وضع هذه الرواية المكذوبة الشيخُ الألباني كما يلي:

1-السلسلة الضعيفة برقم 4930"إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه".(موضوع ).اهـ
2-دفاع عن الحديث النبي (ج1 / ص 111): والجهل بهذه القاعدة الهامة يؤدي إلى تقوية كثير من الأحاديث الضعيفة من أجل طرقها بل وقد يؤدي إلى الالتحاق ببعض الفرق الضالة فهذا مثلًا حديث : ( إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه ) فقد روي من حديث أبي سعيد وعبد الله بن مسعود وجابر وسهل بن حنيف وغيرهم ومع ذلك فهو معدود في جملة الأحاديث الموضوعة ومثله حديث : ( علي خير البشر من أبى فقد كفر ) له طرق كثيرة أيضا والأمثلة من هذا النوع كثيرة جدا لا تكاد تحصر فراجع إن شئت كتابي ( سلسلة الأحاديث الضعيفة ) ففيها الشيء الكثير منها : ( 55 و 133 و 134 و 139 و 143 ( 52 ) و 226 و 230 و 266 و 332 و 337 و 451 و 583 و 585 و 649 . . . )
أقول : هذه الأمثلة من الأحاديث الموضوعة ينبغي أن تكون عند الدكتور البوطي صحيحة لأنه يصدق فيها قوله المتقدم : ( بعضها يقوي بعضًا . . . ) { فهل من مدكر } ؟
وفي الختام أذكره بنصيحتي التي كنت قدمتها إليه مقرونة بالاستشهاد بكلام الإمام النووي قبيل هذا التذييل راجيًّا أن لا أضطر مرة أخرى إلى إضاعة الوقت في الرد على جهالاته وافتراءاته سائلًا المولى  أن يصلح أعمالنا ويخلص نوايانا ويجمع بين قلوبنا على كتاب ربنا وسنة نبينا إنه سميع مجيب .اهـ


قلتُ :وهذا تخريج بتفصيل وتوضيح للرواية المكذوبة وغيرها: روى ابن عدي ، من طريق علي بن زيد ، وهو ضعيف، عن أبي نضرة ، عن أبي سعيد ، ومن حديث مجالد، وهو ضعيف أيضا ، عن أبي الوداك، عن أبي سعيد ، أن رسول الله r قال: " إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه " . أسنده أيضا من طريق الحكم بن ظهير ، وهو متروك، عن عاصم ، عن زر ، عن ابن مسعود مرفوعا . وهذا الحديث كذب بلا شك ، ولو كان صحيحا لبادر الصحابة إلى فعل ذلك ؛ لأنهم كانوا لا تأخذهم في الله لومة لائم. وأرسله عمرو بن عبيد عن الحسن البصري. قال أيوب: وهو كذب. ورواه الخطيب البغدادي بإسناد مجهول، عن أبي الزبير، عن جابر مرفوعا: " إذا رأيتم معاوية يخطب على منبري فاقبلوه فإنه أمين مأمون".


والملاحظ التخريج أنّ حديث المدح في حق معاوية لا يصح أيضًا " إذا رأيتم معاوية يخطب على منبري فاقبلوه فإنه أمين مأمون".
كما ذكر ابن العربي نكارة الروايات الثلاث في كتابه: "العواصم و القواصم في الذب عن سنة أبي القاسم "برقم 347.
وعلى هذا فإن كذب الرواية وعدم صحتها مغنٍ عن كلّ تأويل وتأصيل وتفصيل....


ثالثًا: بعد أن بينتُ أنّ الرواية مكذوبة وموضوعة على الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان ...جاء الدور لأبين للقارئ ماذا قال النبي r في حقه من خير ومدح وثناء في أحاديث صحيحة موثقة مرموقة... وذلك في الآتي :

1- قوله r: "اللهم اجعله هاديًا مهديًّا، واهده، واهد به" .(أخرجه البخاري في التاريخ 4/1/327 وابن عساكر في تاريخه 2/133/1) ورجاله كلهم ثقات رجال مسلم، وحكم عليه الشيخ الألباني بالصحة وذكر تحسين الترمذي له في (سننه 3842) راجع: (السلسلة الصحيحة 4/9691).

2-عن العرباض بن سارية السلمي قال: سمعت رسول الله r يقول:" اللهم علم معاويةَ الكتابَ والحسابَ وقه العذاب". (صحيح ابن حبان 16 /192 ، و صحيح ابن خزيمة 3/214 والطبراني في المعجم الكبير 18/251 وأحمد في المسند 4/127 وصححه الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة برقم 3227).

وعلى ما سبق أكون قد نسفتُ هذا الافتراء نسفًا بعد أنْ كان الباطل حقًا....!

كتبه / أكرم حسن مرسي